بعد إعلانه وقف العمليات العسكرية.. الجيش الليبي يضع خارطة طريق لحل الأزمة
الخميس 30/أبريل/2020 - 01:02 ص
طباعة
أميرة الشريف
أعلن الجيش الليبي، وقف جميع العمليات العسكرية في ليبيا، خلال شهر رمضان، وذلك استجابة لدعوات من دول شقيقة صديقة بالدخول في هدنة إنسانية.
جاء ذلك بعد يومين من إعلان القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، إسقاط اتفاق الصخيرات الذي وصفه بالمشبوه، وقبوله تفويض الشعب بإدارة شئون البلاد .
وجاء إعلان حفتر عقب توالي البيانات والبرقيات من المدن الليبية والهيئات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني الليبية لتفويض المؤسسة العسكرية الليبية لإدارة البلاد مرحلياً.
وخلال الأيام الماضية، خرج آلاف الليبيين إلى الشوارع خاصة في مدن الشرق الليبي لمطالبة القيادة العامة للجيش الليبي بتسيير شؤون البلاد، ورفض استمرار حكومة الوفاق المرتهنة تحت سطوة الميليشيات المسلحة.
وقال حفتر: "نعلن أن القيادة العامة تستجيب لإرادة الشعب رغم العبء الثقيل والالتزامات العديدة وحجم المسؤولية، وسنكون خاضعين لرغبة الشعب".
وأوضح المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، 29 أبريل 2020، أن الجيش الليبي استجاب لدعوات المجتمع الدولي ودول شقيقة وصديقة بوقف فوري للقتال خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن الجيش سيحتفظ بحق الرد على أي تهديد أو تحركات مشبوهة وخرق للهدنة تقوم بها المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.
وكشف المسماري أن السلطات ستصدر إعلانا دستوريا خلال الأيام القليلة المقبلة، يشتمل على خارطة طريق جديدة "لتحقيق أحلام الشعب الليبي".
وقال المتحدث إن "الشعب ليس أمامه سوى خيارين، إما السلام والمستقبل والقضاء على الميليشيات، أو الاستسلام للغزو التركي".
ومن المتوقع أن تقبل حكومة الوفاق علي هذه الخطوة، وتعلن خلال الساعات القادمة انضمامها إلى هذه الهدنة الإنسانية الخاصة بشهر رمضان، وتعلن من جانبها وقفا فوريا للقتال.
وتصاعدت حدة الصراع بشكل كبير في ليبيا علي مدار أسبوعين، مع نشوب معارك على عدّة جبهات غرب ليبيا، خاصة في محيط العاصمة طرابلس، رغم دعوات من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إلى إعلان هدنة لمواجهة أزمة انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
وتقود قوات الجيش حملة مكثفة على طرابلس منذ أبريل 2019، بهدف تطهير العاصمة من الميليشيات المتطرفة التي تعمل لصالح حكومة فايز السراج وتحصل على دعم من تركيا.
وتعتمد ميليشيات طرابلس بشكل كبير على إمدادات النظام التركي بالمرتزقة والأموال والأسلحة، التي اشتملت على طائرات مسيرة أسقط الجيش الوطني عددا كبيرا منها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعترف بإرسال مرتزقة وقوات إلى ليبيا، ليؤكد على دور أنقرة في دعم الإرهاب وإطالة أمد الأزمة في ليبيا.
ووقع الفرقاء الليبيون في 17 ديسمبر عام 2015 اتفاقا سياسيا بمدينة الصخيرات المغربية تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، ومجلس أعلى للدولة يقوم بمهام استشارية بجانب البرلمان بهدف إنهاء الأزمة في البلاد، إلا أن الخلافات والانقسام السياسي استمرت حتى اليوم، زاد في تأجيجها نزاع مسلّح على مناطق الغرب الليبي دخل عامه الثاني.