بين جحيم ميليشيات أردوغان وتمييز منظمات الإخوان.. معاناة أهالي العفرين مستمرة
الخميس 30/أبريل/2020 - 01:54 ص
طباعة
علي رجب
تتواصل معاناة أهالي عفرين ممن رفضوا التهجير وقرروا البقاء ضمن مناطقهم، هذه المعاناة التي تشمل جوانب الحياة كافة من انتهاكات تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة عبر عمليات خطف وسلب ونهب وسرقات وفرض إتاوات، ولم تتوقف المعاناة لدى الأهالي عند هذا الحد، في إطار سياسية الاحتلال التركي لتغيير الديمغرافي في المناطقة الخاضعة تحت سيطرته.
وذكر المرصد السوري لحقوقالإنسان، أن المنظمات الإنسانية تتعمد التمييز المهجرين من مناطق سوريا أخرى إلى عفرين عن سكانها الأصليين.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن أحد المنظمات الإنسانية عمدت إلى توزيع 13 ألف سلة غذائية في عفرين، كان نصيب السكان الأصليين منها نحو 1200 سلة فقط، فيما البقية تم توزيعها على المهجرين من مناطق أخرى.
وأضافت مصادر المرصد السوري أن وفقاً لتعداد أهالي عفرين ضمن المنطقة التي جرى التوزيع فيها، فإنه من المفترض أن يتم توزيع 5700 سلة عليهم.
كما وشملت الانتهاكات سرقات، واستيلاء تحت أعين مسلحي الفصائل ومشاركتهم، حيث أشارت مصادر أنّ مسلحين من فصيل (الحمزات) قاموا بمصادرة أكثر من (400) رأس غنم عائدة لنازح من مدينة إدلب، وذلك بالقرب من السجن المركزي على طريق قرية “ماراته / معراتة” بعفرين. كما تعرض منزل المواطن علي رضا من أهالي بلدة شران لسطو مسلح وضح النهار، وسرق منه مبلغ مالي قدره مليون ونصف المليون ليرة سورية و15 تنكة زيت ومواد أولية من المؤونة والعدة علماً بأنهّ يمتهن بيع اللحوم (قصاب) في بلدة ميدانكي، وفقا لمركز توثيق الانتهاكات في الشمال السوري نشره على موقعه 27 أبريل الجاري.
وأبلغت كذلك مصادر محلية في عفرين أنّ “جمعية الأيادي البيضاء” قامت بمصادرة أراضي زراعية في منطقة جنديرس من أجل بناء مدرسة (إسلامية شرعية) في الموقع لحفظ القرآن وتدريس الشريعة، بدون العودة لأصحابها المهجرين قسرا، والمنظمة تابعة لأحد قيادات تنظيم (الأخوان المسلمين) يترأسها “الشيخ عبدالله نوري” وهو كويتي الجنسية.
الانتهاكات طالت مجدد الأماكن الدينية (المقدسة) حيث أشارت مصادر محلية أنّ مجموعة مسلحة قامت بهدم أجزاء من قبة مزار الشيخ علي الإيزيدية والواقعة في قرية “باصوفان” بناحية شيراوا التابعة لمدينة عفرين، حيث استقدمت آلية تركس (جرافة) وتم هدم أجزاء من قبة المزار العائدة للكرد الإيزيديين. وسط قيام المرتزقة بالتكبيرات واصفين أنّ هذا المزار يعود للملاحدة والكفار على حد زعمهم. ويقع مزار الشيخ علي قرب المدرسة الإعدادية في قرية باصوفان من جهة الشرق.
كذلكك ذكرت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ما يمسى لواء “سمرقند” احد أبرز الميليشيات الموالية لنظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، المسيطر على قرية حج قاسم التابعة لناحية معبطلي يقوم بإبتزاز الأهالي من خلال مختار القرية بدعوتهم للاجتماع في وسط القرية و ومطالبتهم بدفع مبالغ مالية تحت مسمى “حماية ممتلكاتهم”.
كما رصد مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، تعرض فريق طبي من منظمة “بهار”، لاعتداء بالضرب من قبل مسلحين ينتمون إلى “تجمع أحرار الشرقية” التابع ل”الجيش الوطني”، في حادثة وصفت ب”الوحشية”.
وأفادت مصادر لمركز توثيق الانتهاكات أنّ المسلحين هاجموا مقر المنظمة في مركز مدينة عفرين، واعتدوا بالضرب على مدير المركز الطبيب عبد الرزاق درويش، والكادر الطبي المرافق له، وأرغموهم على إفراغ مبنى المنظمة.
كما حذر مركز توثيق الانتهاكات من ضرب تركيا المكونات الاجتماعية والتلاعب بالهندسة الاجتماعية، دون الاكتراث بالتبعات الكارثية، والانتباه إلى مدى تعقيد النسيج الاجتماعي في المنطقة الذي تكون على مدى عقود، حيث تتعدد الأعراق والديانات فيها نتيجة لعدة عوامل وأحداث مرّت عليها وساهمت في أن تكون بالشكل الذي عليه اليوم، ولطالما كانت المنطقة ملاذاً آمناً لكل شخص يسعى لتأسيس عائلة أو عمل أو مكان للعبادة. كما تستأثر المنطقة على عدد من المدن ذات طابع متنوع وتركيبة سكانية متنوعة متفاهمة حيث يسكنها آشور وأرمن وعرب وكرد وشيشان، تعكس حياة سكانها وتآلفهم تنوع وحيوية المنطقة.
وشدد مركز توثيق الانتهاكات على ان أي خطة لتغيير النسيج الاجتماعي والسكاني في شمال سوريا سوف تؤدي إلى اختلال كبير في المنطقة ويمكن أن تشكل جرائم تهجير قسري ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية وسيخلق وضعا من الفوضى لن يمكن ضبطه.
وأضاف أنّ تركيا ترتكب جرائم عبر ممارستها هذه والتي تعتبر بحسب القرارات الدولية انتهاكات خطير لحقوق الإنسان، وانتهاكا للقوانين الدولية. وفيما يلي أهم النصوص الواردة في القوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر الاستيطان وتمنع المساس بالحقوق والأملاك المدنية والعامة في البلاد المحتلة.