الوفاق ترفض هدنة الجيش الليبي.. وتواصل تنفيذ المخطط التركي
الجمعة 01/مايو/2020 - 12:30 ص
طباعة
أميرة الشريف
تواصل قوات الوفاق الليبية، المدعومة من تركيا، خروقاتها لأي أتفاق يهدف لهدنة إنسانية في شهر رمضان الكريم، حيث أعلنت حكومة الوفاق رفضها للهدنة التي أعلنها الجيش الوطني الليبي أمس، وأشار مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني إلى أن رفض حكومة الوفاق للهدنة، هو قرار الميليشات في طرابلس، التي تواصل انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك في ظل التعنت التي تقوم به قوات الوفاق ومواصلة حربها بدعم من مرتزقة تركيا، وقتل المزيد من المدنيين بالشعب الليبي، الذي فوض قائد الجيش خليفة حفتر لإدارة شؤون البلاد.
وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، قد أعلن الأربعاء، وقف العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس تزامنا مع حلول شهر رمضان.
وقال المتحدث إن "الشعب ليس أمامه سوى خيارين، إما السلام والمستقبل والقضاء على المليشيات، أو الاستسلام للغزو التركي".
إلا أن حكومة فايز السراج المدعومة من تركيا وقطر، رفضت "هدنة رمضان" التي أعلنها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، مؤكدة استمرارها في القتال.
وأعلنت حكومة السراج - في بيان لها الخميس - رفضها للهدنة والاستمرار في قتال الجيش الوطني الليبي، من خلال مليشياتها والمرتزقة التابعين لها القادمين من تركيا .
وزعم المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق، أن قوات حفتر تخالف الهدنات التي سبق أن قبلت بها الحكومة، قائلة: "ما سبق من انتهاكات وخروقات يجعلنا لا نثق أبدا فيما يعلن من هدنة، لأنه اعتاد على الغدر والخيانة".
ولفت المجلس الرئاسي إلى أن قرار "الجيش الوطني" وقف العمليات القتالية خلال شهر رمضان جاء بعد فترة وجيزة من إعلان حفتر عن تولي قيادة "الجيش الوطني" مقاليد الحكم في البلاد، مشددا على أن ذلك "الانقلاب على الاتفاق السياسي والمؤسسات الشرعية" أكد أن حفتر ليس شريكا للسلام بل إنه "شخص متعطش للدماء مهووس بالسلطة"، وفق مزاعمه.
وتابع بيان حكومة الوفاق أن "أية عملية لوقف إطلاق النار ورصد الخروقات وللوصول إلى هدنة حقيقية فعلية تحتاج إلى رعاية وضمانات وآليات دولية يبحت فيها من خلال تفعيل عمل لجنة 5+5 التي تشرف عليها بعثة الدعم في ليبيا. وفي هذا الوقت نؤكد على موقفنا الثابت بأننا مستمرون في الدفاع المشروع عن أنفسنا، وضرب بؤر التهديد أينما وجدت وانهاء المجموعات الخارجة على القانون المستهينة بأرواح الليبيين في كامل أنحاء البلاد".
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، لسكاي نيوز عربية: "رفض حكومة الوفاق للهدنة هو قرار الميليشيات".
وقال خالد المحجوب إن الميليشيات تواصل انتهاكها لوقف إطلاق النار من خلال استهداف المدن"، وفق سكاي نيوز العربية.
وأضاف المحجوب: "حاولنا أكثر من مرة إعطاء فرصة للسلام، لكن الميليشيات تواصل أعمالها الإرهابية".
وأشار خالد المحجوب في حديثه إلى أن تركيا تواصل انتهاك السيادة الليبية.
وفي تصريح علني، كشف رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، التابع لحكومة الوفاق ، أن تركيا هي الحليف الرئيسي والحقيقي لحكومة الوفاق، موضحا أنها أعادت التوازن إلى ليبيا ومنحتنهم قوة عسكرية وسياسية.
وأضاف المشري، في تصريح لموقع "تي ار تي" التركي، أنهم يرفضون أن يكون قائد الجيش خليفة حفتر شريكاً في أي عملية سياسية مستقبلية .
وقال، إنه لولا توقيع الاتفاقيتين البحرية والأمنية بين تركيا وليبيا لكان حفتر وحلفاؤه يرتعون في أجزاء مختلفة من ليبيا دون رادع، وفق مزاعمه.
وزعم، أن حفتر خارج عن الشرعية وإنه نفّذ محاولة انقلاب فاشل عام 2014 وما يحصل اليوم هو امتداد لمحاولاته السابقة ورد فعل على فشله العسكري، وفق تعبيره.
وأوضح أن الرفض الدولي خصوصاً من فرنسا ومصر الداعمة لحفتر لا يرقى إلى المستوى المطلوب وهذه الدول لا تزال تدعوه للاستجابة إلى الحل السياسي وهو ما نرفضه.
وأشار المشري، إلى أن المجلس الرئاسي والأطراف التي وصفها بـ"الشرعية" في ليبيا تسعى بكل قوة لفرض سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً والمنبثقة عن الاتفاق السياسي وهي حكومة الوفاق على كامل التراب الليبي، وفقاً لتعبيره.
ميدانيا، شنت قوات الوفاق اليوم هجوما بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على قوات الجيش داخل معسكر حمزة بمحور مشروع الهضبة جنوبي طرابلس.
وقال مصدر ميداني من قوات الوفاق إن الهجوم يهدف لاستعادة المعسكر الذي تستخدمه قوات الجيش لاستهداف أحياء طرابلس بالقذائف الصاروخية.
كما شنت قوات الوفاق هجوما مضادا على قوات حفتر في محيط مدينة ترهونة، معقل قواته الرئيس بالمنطقة الغربية، وكانت مصادر ليبية تحدثت مساء أمس عن اشتباكات على مشارف ترهونة أسفرت عن قتلى من الطرفين.
كما يشهد محورا عين زارة وصلاح الدين جنوبي طرابلس قصفا متبادلا بقذائف الهاون بين قوات الوفاق وقوات حفتر، مع محافظة الطرفين على مواقعهما.
وتعتمد ميليشيات طرابلس بشكل كبير على إمدادات النظام التركي بالمرتزقة والأموال والأسلحة، التي اشتملت على طائرات مسيرة أسقط الجيش الوطني عددا كبيرا منها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعترف بإرسال مرتزقة وقوات إلى ليبيا، ليؤكد على دور أنقرة في دعم الإرهاب وإطالة أمد الأزمة في ليبيا.