بعد تصنيفه إرهابيا.. كيف يعمل حزب الله سرا في ألمانيا؟

الجمعة 01/مايو/2020 - 01:00 ص
طباعة بعد تصنيفه إرهابيا.. أميرة الشريف
 
في أعقاب حظر ألمانيا ، لميليشيات حزب الله المدعومة من إيران وصنفتها منظمة إرهابية، ذكر تقرير لوكالة الاستخبارات في هامبورغ، اليوم، أن نحو 30 مسجداً ومركزاً ثقافياً في ألمانيا تربطهم صلات بميليشيات حزب الله اللبناني، المدرجة كتنظيم إرهابي أجنبي في الولايات المتحدة.
وسبق أن رفضت المستشارة الألماانية أنجيلا ميركل بشدة الحظر الكامل لحزب الله في البلاد، وتجاهلت الكثير من النصائح.
أما حول العالم فهناك 57 دولة وعلى رأسها الولايات المتحدة أدرجت حزب الله بشكل رسمي على قوائم الإرهاب وتحظر نشاطه بشكل كامل، في حين تخضع نحو 70 دولة، نشاطات الحزب إلى المراقبة الشديدة.
وقبل ألمانيا، أعلنت الحكومة البريطانية في يناير الماضي حظر حزب الله اللبناني على أراضيها وصنفته ضمن المنظمات الإرهابية، إذ تصل عقوبة الانتماء إلى الميليشيا أو الترويج لها إلى السجن لمدة 10 سنوات.
كما قالت الوكالة إنه "يوجد حالياً حوالي 30 جمعية ثقافية ومسجداً معروفين يلتقي فيهم بانتظام عملاء قريبون من حزب الله أو إيديولوجيته".
ووفقاً لوثيقة المخابرات المكونة من 282 صفحة والتقارير الألمانية الأخرى ، هناك 1050 من أنصار حزب الله وأعضائه في ألمانيا.
ولفت التقرير إلى أن جمع التبرعات هو أحد أهم مهام المراكز الثقافية التي يستغلها عناصر حزب الله كنقاط لتجمعهم ولقاءاتهم.
وأضاف أن "الجمعيات تتميز بجهود تقوية أواصر اللبنانيين الذين يعيشون هنا (في هامبورغ) مع وطنهم وحزب الله"، مشيراً إلى وجود 30 من أنصار حزب الله في هامبورغ".
وتظهر بيانات استخباراتية ألمانية إضافية أن عناصر حزب الله في ألمانيا يرسلون الأموال إلى مقر الميليشيا في بيروت.
إلى ذلك يشتمل تقرير استخبارات هامبورغ على قائمة طويلة من التهديدات الأمنية التي تستهدف ألمانيا، التي اتخذت قرارها ، لتنضم إلى قائمة تشتمل على الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة والجامعة العربية وهولندا وإسرائيل، بإدراج ميليشيات حزب الله بأكملها كمنظمة إرهابية.
وفي عام 2013، كان حظر ألمانيا والاتحاد الأوروبي يقتصر على إدراج ما يسمى الجناح العسكري لحزب الله ككيان إرهابي.
وحثت الحكومة الأميركية وعدد من نواب الكونغرس المنتمين للحزبين الجمهوري والديمقراطي برلين، في مناسبات عديدة، على اتخاذ قرار حظر أنشطة حزب الله على الأراضي الألمانية وإدراجه في القوائم السوداء للكيانات الإرهابية الأجنبية في البلاد.
ووفق موقع "فوكس نيوز" ، قال سفير الولايات المتحدة في ألمانيا، ريتشارد غرينيل، إن "خطر قيام متعاطفين مع حزب الله بجمع التبرعات والأموال في هامبورغ هو دليل آخر على ضرورة حظر حزب الله من ألمانيا بالكامل، حيث إن أي أموال مخصصة لحزب الله تستخدم من قبل النظام الإيراني لدعم عنف الأسد في سوريا ورعاية الإرهاب في جميع أنحاء العالم".
وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري.
يشار إلى أن البرلمان الألماني صوت في ديسمبر الماضي، بأغلبية كبيرة على تمرير قانون حظر حزب الله، بعد أن دعا حزبان حاكمان في البلاد إلى حظر الميليشيات اللبنانية، قائلين إنه ينبغي إدراجها على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
في سياق متصل، نفت الحكومة الألمانية، الخميس، أن يكون قرارها بحظر حزب الله اللبناني جاء بضغط من الولايات المتحدة، وفق العربية نت.
كما رفضت التعليق على التدابير التنفيذية المحتمل اتخاذها بشأن عناصر حزب الله الموجودة على الأراضي الألمانية، وما إذا كانت ستستمر في حملاتها ضدهم.
من جانبها، أشادت وزارة الخارجية الأميركية، ، بانضمام ألمانيا إلى قائمة الدول التي تحظر تنظيم "حزب الله" الإرهابي، مؤكدة أن هذه الخطوة "ستقلل من سلوك إيران الخبيث ونفوذها".
وقالت الخارجية الأميركية: "تنضم ألمانيا إلى عدد متزايد من الدول التي ترفض التمييز الزائف بين عمليات حزب الله الإرهابية والجناح السياسي المزعوم".
وشددت الولايات المتحدة على أن تنظيم حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران "يواصل التآمر وينفذ هجمات حول العالم"، مشددة على أن "عرقلة قدرة منظمة حزب الله الإرهابية على التخطيط للهجمات الإرهابية وجمع الأموال سيقلل من سلوك إيران الخبيث ونفوذها".
وتابعت: "يعترف العالم بشكل أكبر بحقيقة حزب الله، وأنه ليس مدافعا عن لبنان كما يدعي، بل منظمة إرهابية مكرسة لدفع أجندة إيران الخبيثة".
ودعت واشنطن الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي، إلى أن تحذو حذو ألمانيا بحظر تنظيم حزب الله.
إلي ذلك، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بإعلان ألمانيا الاتحادية تصنيف مليشيات حزب الله منظمة إرهابية، وحظر كافة أنشطتها على أراضيها.
ونوهت إلى أهمية تلك الخطوة في إطار جهود مكافحة الإرهاب إقليميًا ودوليًا، كما جددت التأكيد على المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف مماثل لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وتجنيب المنطقة والعالم شرور العمليات الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار.
يذكر أن المملكة تصنف منذ سنوات حزب الله منظمة إرهابية، وقد بدأت منذ العام 2015 بفرض عقوبات على كيانات وأشخاص مرتبطين به.

شارك