جيش تحرير أورومو يقترب من أديس أبابا..هل بداية لسقوط آبي أحمد؟

السبت 04/ديسمبر/2021 - 12:51 م
طباعة جيش تحرير أورومو أميرة الشريف
 
أفادت تقارير إعلامية بأن جيش تحرير أورومو، أعلن تقدمه واقترابه من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واقتراب سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد بعد تحقيق انتصارات كبيرة ضد الجيش الإثيوبي فيما أغلقت السلطات الإثيوبية جميع المدارس الثانوية.
وكان جيش جيش أورومو أشار في وقت سابق إلى التنسيق مع قوات دفاع جبهة تحرير تيجراي لإسقاط نظام آبي أحمد في أقرب وقت، وتشكيل حكومة انتقالية.
من جهته، قال قائد قوات "جبهة تحرير شعب تيغراي" إن قواته تعد "لهجوم كبير سيحسم المعركة مع قوات الحكومة بقيادة أبي أحمد، مضيفا : "لم ننسحب وخطتنا الآن اختصار الوقت لمنع تفاقم معاناة الإثيوبيين.
من جانبها قررت السلطات الإثيوبية إغلاق جميع المدارس الثانوية، حتى يتمكن الطلاب من المشاركة في حصاد المحاصيل، بدلا من كونهم على جبهة القتال في الحرب الأهلية، وفقاً لما أفادت به السبت وسائل الإعلام الحكومية.
ومن المقرر أن يستمر إغلاق المدارس لمدة أسبوع، وفقاً لوزير التربية والتعليم الإثيوبي.
وقالت الحكومة إن حوالي مليوني طالب تركوا المدارس بالفعل جراء الحرب التي بدأت في إقليم تيغراي، شمالي البلاد، العام الماضي.
وفي وقت سابق، زعمت حكومة إثيوبيا بعد تدهور الأوضاع في البلاد، أن جبهة تحرير تيجراي، تقوم بعمليات تطهير عرقي، في محاولة لإخفاء جرائم الحرب التي ارتكبتها بحقهم واشعال فتيل الحرب الأهلية في البلاد.
وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإثيوبية، أن عودة رئيس الوزراء آبي أحمد، من جبهة القتال، غير محددة.
وقبل أيام، قالت قوات الجيش الإثيوبي إنها استعادت السيطرة على مدينة لاليبيلا التاريخية التي تضم كنائس مسجلة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة أنه تم اعتقال المئات من سكان تيجراي في أديس أبابا، كما تقول العائلات والزملاء، إلى جانب 16 من الأمم المتحدة الموظفين الذين لم يتم الكشف عن عرقهم.
كما أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة، بأن الجيش الإثيوبي ارتكب "جرائم ضد الإنسانية" وترقى إلى مستوى جرائم الحرب، في إقليم تيجراي الواقع في شمال البلاد.
وفي وقت سابق من نوفمبر الماضي، طالبت الولايات المتحدة، بوقف القتال في إثيوبيا وبدء مفاوضات سلام فوراً دون أي شروط مسبقة، وذلك في وقت رفضت فيه الحكومة الإثيوبية الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار مشيرة إلي أنها أوشكت على الانتصار في حربها المستمرة منذ عام ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن "الصراع في إثيوبيا يجب أن ينتهي، ويجب أن تبدأ مفاوضات سلام على الفور دون شروط مسبقة سعياً لوقف إطلاق النار"، وفقا لوكالة رويترز.
وحذرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أن زحف جيش تحرير أورومو والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي باتجاه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قد يفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلا بعد سنة على بدء نزاع ينهش شمال البلاد.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف شخص باتوا على شفير المجاعة في تيجراي الخاضع لحصار "بحكم الأمر الواقع".
وتتبادل الحكومة والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي الاتهامات بعرقلة نقل المساعدات وبتجويع السكان، إلا أن مسؤول الوكالة الأمريكية اعتبر أن الحكومة تشن في تيجراي "عملية العرقلة الإنسانية الفاضحة الأكبر في العالم".
ومنذ شهر لم تصل أي مساعدة إنسانية إلى إقليم تيجراي حسب تقارير إعلامية، مؤكدة على أن الحاجات ستزداد في عفر وأمهرة حيث يفر مئات آلاف الأشخاص من المعارك.
وفي واشنطن، وقعت 9 جماعات إثيوبية على اتفاق لإنشاء تحالف جديد مناهض لحكومة أبي أحمد يهدف إلي فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة.
ويضم التحالف الجديد المسمى "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية" كل من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو و7 مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.
وبدأ الصراع في إقليم تيجراي في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، قوات الجيش الفيدرالي للتخلص من السلطات المحلية المنبثقة عن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بعدما اتهمها بمهاجمة ثكنات للجيش في الإقليم.
ومنذ ذلك الحين امتدت المعارك لتشمل منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين في حين غرق إقليم تيجراي بما تصفه الأمم المتحدة بحصار إنساني بحكم الأمر الواقع ما يغذي المخاوف من حصول مجاعة واسعة الانتشار على غرار ما حصل في إثيوبيا في الثمانينات.
وبعد مرور عام على الحرب في تيجراي، قلبت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي الوضع وأكدوا أنهم باتوا على مسافة مئات الكيلومترات من أديس أبابا.
وأعلنت الجبهة قبل أيام سيطرتها على مدن استراتيجية عدة في أمهرة حيث حققوا تقدما بعدما استولوا على كامل مناطق إقليم تيجراي في يونيو. وأكدت سيطرتها على بلدة كيميسي على مسافة 325 كيلومترا شمال العاصمة الإثيوبية.
ويري مراقبون أنه بعد عام من الحرب، وصل الصراع الإثيوبي إلى مرحلة خطيرة جدا، ولم يظهر أي طرف بوادر تراجع.

شارك