شبح التأجيل يهدد الانتخابات.. أين تتجه ليبيا؟
السبت 18/ديسمبر/2021 - 02:00 م
طباعة
أميرة الشريف
باتت الرؤية واضحة بشأن احتمالية إجراء الانتخابات الليبية من عدمه، حيث تشير الأحداث الجارية في ليبيا إلي أن شبح التأجيل يهدد الانتخابات الليبية، المقرر إجراؤها فى 24 ديسمبر الجارى يخيم عليها شبح التأجيل.
وفي هذا السياق، أجمع مسؤولون في مجلس النواب ومفوضية الانتخابات بليبيا على عدم إمكانية تنظيم الاستحقاق الرئاسي في موعده.
ونقل رئيس المفوضية، عماد السايح، تقريراً عن المستجدات وعراقيل تنظيم الانتخابات للسفير الأميركي، ريتشارد نورلاند، فيما وصلت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، إلى بنغازي لإجراء مشاورات، تمهيداً للإعلان عن تأجيل الانتخابات والكشف عن خارطة طريق للمرحلة القادمة.
هذا وقد سيطرت حالة من الشكوك في ليبيا بشأن إجراء الانتخابات في تاريخ 24 ديسمبر، وبالتالي بات الليبيون أمام خيارين وهما التأجيل أو الإلغاء، وكلاهما قد يقودان إلى العودة إلي نقطة الصفر من القتال والعنف مجدداً إلى البلاد، ويعتبران انتكاسة وتهديدا لعملية السلام الجارية داخلها.
من جانبه اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، أطرافاً خارجية وبعض السفراء، بالتدخل وممارسة ضغوط على المفوضية ومجلسي النواب والأعلى للقضاء، لإجراء انتخاباتٍ بقوانين وصفها بالـ "معيبة"، وقال المشري إن التدخل الخارجي في الانتخابات وصل إلى حد غير مقبول، مؤكدا أن واشنطن ترفض مشاركة سيف القذافي في السباق الرئاسي، وموسكو تصر على دخوله.
ونفى المشري ما تردد حول تفاهمه مع رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، ووزيرِ الداخلية السابق في حكومة الوفاق فتحي باشاغا حول تشكيل سلطة جديدة، مؤكدا تقدمه بشكوى لدى النائب العام ضد من ادعى ذلك بتهمة "تشويه السمعة".
من جانبها كشفت تقارير أوروبية عن التوجه نحو تأجيل الانتخابات الليبية إلى يناير أو فبراير المقبل نظرا لعدم جاهزية المفوضية العليا لإعلان القوائم النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية والنيابية، نتيجة وجود بعض العراقيل الفنية.
وذكرت وكالة "نوفا" الإيطالية في تقرير أن هناك اتجاها لتعيين حكومة جديدة لقيادة ليبيا إلى موعد الانتخابات الجديد المحتمل تأجيله إلى نهاية يناير أو فبراير، وأن البرلمان قد يعلن عنها الأسبوع المقبل.
وتوقعت الوكالة أن تتكفل الدبلوماسية الأمريكية المبعوثة السابقة للأمم المتحدة التي عينها الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا كمستشارة خاصة لليبيا، ستيفاني ويليامز، بدور الوساطة بين جميع الأطراف.
وستعمل ويليامز على تمهيد الطريق لوضع اتفاق سياسي خلال الفترة التي ستؤجل فيها الانتخابات؛ لمنع حدوث أي عبث سياسي يضرب الاستقرار الذي شهدته البلاد منذ تشكيل حكومة عبدالحميد الدبيبة.
وذكر التقرير الأوروبي أيضا الأحداث الأخيرة التي شهدها الغرب الليبي بعد أن سيطرت الميليشيات على مؤسسات حيوية هناك، حيث وصفت الأوضاع بـ"المزرية".
وأشار التقرير إلى أن الأوضاع في غرب ليبيا في ظل سيطرة الميليشيات هناك ستكون عقبة أمام مؤسسات الدولة في طرابلس.