تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 25 ديسمبر 2021.
بعد إغلاق ميليشيا الحوثي كل أبواب السلام في اليمن، وذهابها في خيار التصعيد، عاد تحالف دعم الشرعية والجيش الوطني لتوجيه ضربات موجعة للميليشيا، أسفرت عن تكبّدها خسائر فادحة في العدة والعتاد في جبهات القتال على جبهات مأرب والجوف والساحل الغربي، فيما استهدفت ضربات أخرى مخازن الأسلحة والصواريخ ومعامل تركيب الطائرات المسيرة، الأمر الذي من شأنه ردع الميليشيا وإجبارها على العودة للخيار السياسي. وفيما يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غوندبورغ، والمبعوث الأمريكي، تيم ليندركينج، تحركاتهما تحضيراً لجولة محادثات جديدة، ردت الميليشيا على هذه الجهود بتصعيد هجومها على مأرب والأراضي السعودية واستهداف مخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية والهجوم على المناطق الواقعة خارج اتفاق استوكهولم في محافظة الحديدة، ما أوجد واقعاً مغايراً لكل جهود إحلال السلام.
ووفق مسؤولين يمنيين، فإنّ التحالف وقوات الشرعية، تعاملا مع هذه المتغيرات وفق ما تفرضه معطيات مسرح العمليات، إذ سقط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وجريح حوثي في جبهات جنوبي مأرب منذ مطلع ديسمبر الجاري، فيما تمكنت القوات المشتركة من تحرير مناطق شاسعة في غربي محافظتي تعز وإب وشرقي محافظة الحديدة. وبالتزامن، واصلت القوات الحكومية، التصدي لمحاولة الميليشيا اختراق جبهات غربي مأرب، فيما وجهت مقاتلات التحالف، ضربات نوعية ودقيقة دمرت فيها ورش تركيب الطائرات المسيرة وإطلاقها في صنعاء وصعدة، كما دمرت مخازن للصواريخ والأسلحة.
استهداف مواقع
وتشير مصادر عسكرية، إلى أنّ التحالف تمكن من تحديث بنك الأهداف، بعد قيام الميليشيا بإعادة استخدام مواقع تمّ استهدافها من قبل، فضلاً عن استخدام منشآت مدنية واستحداث مخازن للأسلحة وسط الأحياء السكنية، لافتة إلى أنّ ذلك لم يمنع مقاتلات التحالف من تحديد هذه المواقع واستهدافها بدقة ومن دون سقوط أي ضحايا في صفوف المدنيين، رغم محاولة الميليشيا التمويه وتغيير المواقع وتحويل الأحياء السكنية وورش صيانة السيارات لمعامل لتركيب المسيرات وصيانة العربات العسكرية، بما فيها مطار صنعاء الذي سعت الميليشيا لإعادة تشغيل أجهزة الرادار فيه، وإطلاق المسيرات منه نحو مناطق سيطرة الحكومة، والأراضي السعودية.
وفي تأكيد على دقة ضربات التحالف، قال نائب الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مطار صنعاء الدولي، إنّ فريقاً من الأمم المتحدة زار المطار لتقييم الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية وخلص إلى أنّ المطار لا يزال يعمل للاستخدام الإنساني في حالات الطوارئ. وعلى الرغم من الإقرار الأممي، أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، بأن الميليشيا منعت هبوط الرحلات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من وإلى مطار صنعاء.
أكدت الولايات المتحدة على التزامها بالتصدي للتهديدات الإيرانية في اليمن، والتي وصفتها بـ«النشاط الخبيث»، متهمة في الوقت ذاته طهران بأنها تطيل أمد الصراع اليمني، ولا تسعى لتقديم أي حل إيجابي في الأزمة.
أفاد متحدث باسم وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، بأن المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، يعمل مع المبعوث الأممي هانز غروندبرغ على جهود «تأمين وقف إطلاق النار» في اليمن، إذ يظل حل «النزاع في اليمن»، وتقديم الإغاثة للشعب اليمني، على رأس أولويات السياسة الخارجية الأميركية.
وأكد المتحدث، أن الولايات المتحدة تلتزم بالمساعدة في تقديم «حل دائم وشامل يحسن حياة اليمنيين»، ويخلق مساحة لهم لتقرير مستقبلهم بشكل جماعي، موضحاً أن الأزمة التي يعيش فيها الشعب اليمني حالياً، تحتم على المجتمع الدولي العمل معاً لإنقاذ هذا المجتمع. وحدد 3 أولويات يعمل عليها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أولاً معالجة الأولويات الإنسانية والاقتصادية العاجلة، ثانياً، إعادة بدء العملية السياسية، وأخيراً، الاستفادة من الإجماع الدولي غير المسبوق، مرجعاً الفضل في ذلك إلى الإدارة الأميركية الحالية التي «ساعدت في بنائه على اليمن».
بدوره، قال نيد برايس المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في بيان، إن إدارة الرئيس جو بايدن، ملتزمة بالتصدي لـ«التهديد الإيراني»، وذلك بعد أن صادرت الولايات المتحدة عشرات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وآلاف البنادق الهجومية، ومئات المدافع الرشاشة، وقاذفات القنابل الصاروخية، من سفن كانت متجهة إلى اليمن في ديسمبر (كانون الأول)، ومايو (أيار)، وفبراير (شباط) من هذا العام.
وعلق برايس على مصادرة البحرية الأميركية لشحنة الأسلحة «غير القانونية» الأخيرة، والتي تم اعتراضها شمال بحر العرب الاثنين الماضي 20 ديسمبر، وتحتوي على ما يزيد على 1400 بندقية هجومية، و226600 طلقة ذخيرة، وكان منشؤها إيران، موضحاً أن هذه السفينة كانت على طريق «يستخدم تاريخياً لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن».
وأضاف «يمثل تهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، انتهاكاً صارخاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وهو مثال آخر على أن النشاط الإيراني الخبيث يطيل الحرب في اليمن، ودعم إيران للجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، يهدد الأمن الدولي والإقليمي، ويهدد قواتنا وموظفينا الدبلوماسيين ومواطنينا في المنطقة، وكذلك شركائنا في المنطقة وأماكن أخرى».
واعتبر برايس أن التدفق غير المشروع للأسلحة إلى اليمن، كان سبباً في «تمكين هجوم الحوثيين الوحشي على مأرب»، ما زاد من معاناة المدنيين، وإطالة المزيد من القتال سواء في مأرب، أو في أي مكان آخر، مؤكداً أن هذه العمليات «لن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للشعب اليمني»، داعياً الأطراف اليمنية التوصل إلى تسوية سياسية معاً لإنهاء الحرب.
وكانت وزارة الخارجية، أكدت التزام إدارة بايدن بالمساعدة في تقديم «حل دائم يحسن حياة اليمنيين»، ويخلق مساحة لهم لتقرير مستقبلهم بشكل جماعي، كما أن واشنطن ملتزمة بـ«مواصلة تقديم الدعم إلى السعودية لتحسين قدرتها على الدفاع عن أراضيها ضد هذه التهديدات».
وفي بيان سابق، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن «الشركاء السعوديون»، استمروا في التعرض للتهديد من الهجمات الصادرة من اليمن، حيث كان هناك ما يقرب من 400 هجوم عبر الحدود خلال العام الجاري، وأن تلك التهديدات تعرض «السعوديين للخطر، وكذلك أكثر من 70.000 مواطن أميركي يقيمون في السعودية تحت هذا الخطر».
كما أن تقرير حديث أصدرته «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، رصد الهجمات والعمليات التي شنها الحوثيون على السعودية خلال 5 أعوام منذ 2016 حتى 2021، بلغت أكثر من 4100 هجوم، مرجعة ذلك إلى الدعم الإيراني لجماعة الحوثي، والتي زادت وتيرتها خلال العام الجاري 2021.
وقال التقرير ونقلته صحيفة «وول ستريت جورنال الأميركية»، إن هجمات جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، تضاعفت ضد السعودية هذا العام أكثر من وتيرتها العام الماضي، وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، بلغ متوسط هجمات الحوثيين على السعودية 78 هجوماً شهرياً، أو 702 هجوم في المجمل خلال 2021.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن وفاة مواطن سعودي ومقيم من الجنسية اليمنية جراء سقوط مقذوف معادٍ بمحافظة صامطة بمنطقة جازان. وكشف عن التحضير لعملية عسكرية بنطاق أوسع وفي إطار القانون الدولي الإنساني، وجدد تأكيده على التعامل بحزم لحماية المدنيين من المواطنين والمقيمين على أراضي السعودية.
وكان التحالف أعلن تدمير 4 مخازن حوثية للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في المحويت غرب صنعاء، إلى جانب كهفين خبأت فيهما الجماعة الانقلابية صواريخ باليستية وأسلحة أخرى بمحافظة صعدة.
وجاءت العمليات العسكرية في إطار استجابة فورية لمحاولات استهداف المدنيين في محافظتي جازان ونجران.
وسقط يوم أمس مقذوفان «جنوب السعودية»، الأول في إحدى القرى الحدودية بمنطقة نجران، والآخر وقع على إحدى الورش الصناعية في محافظة صامطة التابعة لمنطقة جازان.
وأوضح التحالف أن الاعتداء يعد محاولة لاستهداف المدنيين، وانطلقت العمليتان من محافظة صعدة معقل الميليشيات الحوثية، متوعداً باتخاذ إجراءات فورية لتحييد التهديدات وحماية المدنيين.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس الجمعة، تنفيذ 42 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في مأرب خلال 24 ساعة. وأكد في بيان تدمير 20 آلية عسكرية للميليشيات وخسائر بشرية بلغت 243 عنصراً إرهابياً بين صفوف الحوثيين. وفي وقت سابق، كشف التحالف النقاب عن تنفيذ عملية في صنعاء، تزامناً مع انتهاء المهلة التي منحها لميليشيات الحوثي «لإخراج أسلحة» من مدينة الثورة الرياضية بصنعاء.
وقال في بيان: «راقبنا عمليات نقل أسلحة وجار تدميرها في العاصمة صنعاء»، مضيفاً أن «تنفيذ العملية استجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية». وأضاف: «نطلب من المدنيين عدم التجمع أو الاقتراب من الموقع المستهدف». وكان التحالف العربي منح الحوثيين مهلة 6 ساعات تبدأ من الثامنة مساء الخميس بتوقيت صنعاء «لإخراج الأسلحة» من ملعب «الثورة». وقال التحالف إنه سيفرض على الحوثيين احترام نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني. وفي إنذاره الأول أكد التحالف، في بيان، أنه إذا لم تستجب ميليشيات الحوثي، فإنه سيتم إسقاط الحماية عن ملعب الثورة وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني.
وفي وقت لاحق، اكد التحالف أن صاروخا معاديا سقط باحد الورش الصناعية في منطقة صامتة بمدينة جازان واسفر عن اصابة شخصين اثنين بجروح. وبالتزامن مع الاعتداء تضررت مركبة مدنية في قرية حدودية بنجران بعد سقوط مقذوف حوثي من دون ان يتسبب الاعتداء عن وقوع ضحايا. وذكر التحالف ان المحاولتين العدائيتين الحوثيتين في نجران وجازان انطلقتا من مدينة صعدة. وقال التحالف انه بصدد تنفيذ ضربات جوية للتعامل مع مصدر التهديد.على صعيد آخر، حققت القوات اليمنية المشتركة، مكاسب ميدانية جديدة بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وذلك في المرتفعات الغربية من محافظة تعز. ونفذت القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي هجوماً عسكرياً على مواقع ميليشيات الحوثي في عزلة «المجاعشة» بمديرية مقبنة غربي تعز.وأصدرت القوات المشتركة بياناً جاء فيه، إن وحداتها الهجومية سيطرت على جبل «منارة» وسلاسل جبلية في وادي «الأثاب» باتجاه بلدة «الأشوع» في المجاعشة من المديرية التي تعرف ب«شمير».
وذكر إعلام القوات المشتركة أن سيطرة قواتها على جبل منارة وسلاسل جبلية بمديرية مقبنة جاء وسط حالة من الإنهيار في صفوف الميليشيات الحوثية.
وأوضح أن القوات المشتركة شنت هجوماً عنيفاً على مواقع ميليشيات الحوثي وخاضت معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، مبيناً أن الميليشيات الحوثية تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح. وكانت القوات المشتركة أحبطت، أمس الأول، محاولات تسلل للميليشيات بالعشرات من مسلحيها إلى مواقع تم دحرها منها في وقت سابق، شمالي مديرية مقبنة وأطراف مديرية جبل راس التابعة لمحافظة الحديدة.
وقال إعلام القوات المشتركة إن الوحدات المرابطة في المناطق المستهدفة شمالي مقبنة حولت جبل دباس الاستراتيجي إلى محرقة للعشرات من مقاتلي الميليشيات وبقيت جثثهم متناثرة على سفوح الجبل.