تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 28 ديسمبر 2021.
استهدف طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، تجمعات لميليشيات الحوثي في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز. وأفاد إعلام القوات المشتركة، بأن الغارات الجوية لطيران التحالف أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية، بينهم قيادات. وأكد أن الطيران استهدف اجتماعاً للميليشيات الحوثية، ما أدى لمصرع عشرات المسلحين الحوثيين، بينهم قيادات، موضحاً أن من بين من تم التعرف إلى أسمائهم، القيادي في صفوف الميليشيات المدعو أحمد محمد الحميري، مدير مكتب الصحة بمديرية مقبنة.
من جانبه، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن دمّر، ثلاثة أطقم بما عليها من عتاد وأفراد كانت متجهة إلى ميليشيات الحوثي في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب، شمال شرقي البلاد. وطبقاً لمصادر محلية وقبلية فان حدة المواجهات تراجعت، امس الاثنين، وسط ترقب حذر من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة القبلية الشعبية، لهجمات تعد لها ميليشيات الحوثي التي خسرت الكثير من مسلحيها وعتادها خلال الأشهر الأخيرة. المصادر نفسها أشارت إلى استمرار تحركات ميليشيات ودفعها بتعزيزات جديدة إلى جنوبي مأرب. وصعّدت ميليشيات الحوثي هجماتها العنيفة على الجبهة الجنوبية للمحافظة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، بهدف اختراق صفوف قوات الشرعية والوصول الى مدينة مأرب، عاصمة المحافظة، بعد أن بدأت هجماتها مطلع العام. وقال التحالف إن ميليشيات الحوثي خسرت أكثر من 30 ألف من مسلحيها منذ مطلع العام.
يجيء ذلك في وقت دفعت قوات ألوية العمالقة العاملة ضمن القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، بقوات عسكرية ضخمة إلى محافظة شبوة، جنوبي البلاد. وتأتي إعادة انتشار قوات العمالقة، وهي قوة عسكرية ضاربة، في مسعى جديد لتأمين الساحل الشرقي لليمن، وتحرير مديريات شبوة ال3: «بيحان»، «عسيلان» و«عين»، من قبضة مبليشيات الحوثي. كما تستعد القوات المشتركة لفك الحصار عن مأرب بتحرير محافظة شبوة بالكامل، والتوغل في محافظة البيضاء، ضمن عملية عسكرية واسعة، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وقالت قوات العمالقة اليمنية في بيان مقتضب، إن «عديد الألوية القتالية من قوات الاحتياط توجهت من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي في شبوة».
وأوضحت أن قوات العمالقة بقيادة العميد أبو زرعة المحرمي، سوف تتولى عملية تحرير مديريات شبوة الثلاث، التي سقطت بيد ميليشيات الحوثي في المحافظة. كما أكدت بقاء قواتها في جبهات الساحل الغربي في مواجهة ميليشيات الحوثي، فيما يأتي الانتشار الأخير ضمن ترتيبات عسكرية واسعة النطاق.
كشف مسؤول يمني، عن حدوث تسريب من أنبوب النفط الممتد إلى خزان صافر قبالة سواحل الحديدة غربي اليمن. وأجلت الأمم المتحدة، زيارة فريق خبرائها لأكثر من مرة، بعد نكث ميليشيا الحوثي لتعهداتها السابقة بالسماح للفريق بصيانة الخزان العائم وتفريغه، لتجنب حدوث كارثة بيئية، فيما تتهم الحكومة اليمنية، الميليشيا باستخدام الخزان ورقة ابتزاز سياسي. وقال وكيل محافظة الحديدة اليمنية، وليد القديمي، في تغريدة على «تويتر»، إن هناك تسريباً من أنبوب النفط الممتد إلى الخزان صافر، معتبراً ذلك كارثة ستحل في البحر الأحمر.
واتهم المسؤول اليمني، مجلس الأمن، بالفشل في تنفيذ قراراته، وأنه أصبح بكل بساطة ليس على مستوى مهمته، وذلك في إشارة إلى القرارات والدعوات المتكررة الصادرة عن مجلس الأمن للحوثيين بالسماح بسرعة لخبراء الأمم المتحدة بفحص خزان صافر النفطي، وتحميلهم مسؤولية تأخير التقييم الفني للخزان، وتحذيره من خطر انفجاره والتسبب بكارثة بيئية واقتصادية وبحرية وإنسانية لليمن والمنطقة. ودعا وكيل محافظة الحديدة، الدول المطلة على البحر الأحمر، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة تجاه هذه الكارثة البيئية. وأعلنت ميليشيا الحوثي، أخيراً، رفضها من جديد خطة الأمم المتحدة لصيانة وتفريغ ناقلة النفط صافر التي تنذر بحدوث تسرب نفطي وكارثة بيئية هي الأكبر في التاريخ. وطالب وزير المياه والبيئة اليمني، في وقت سابق، بإدراج قيادة ميليشيا الحوثي كمجرمي بيئة.
مع استئناف تنفيذ بنود اتفاق الرياض بتوحيد القوى اليمنية لدحر ميليشيا الحوثي، دشّنت الحكومة وبإسناد قوات تحالف دعم الشرعية، سلسلة إجراءات تهدف لإعادة ترتيب الوضع العسكري لإجبار الميليشيا على وقف التصعيد والعودة إلى طاولة التفاوض. وشملت الإجراءات الدفع بوحدات إضافية من ألوية العمالقة إلى جبهات القتال في مديريات محافظة شبوة جنوب مأرب، وتغيير قادة المنطقتين العسكريتين السادسة والسابعة.
وبعد يوم على تعيين عوض العولقي، محافظاً توافقياً لشبوة وما لقيته الخطوة من ترحيب، أعلنت ألوية العمالقة، انطلاق قوات عسكرية من جبهة الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي بمحافظة شبوة، مشيرة إلى أنّ من شأن تحرك القوات الإسهام في تحرير المديريات التي بيد ميليشيا الحوثي في المحافظة. وينتظر وصول الوحدات العسكرية خلال اليومين المقبلين إلى الخطوط الأمامية في مديريتي عسيلان وبيحان، فيما تواصل وحدات أخرى من الجيش الوطني مسنودة بمقاتلات التحالف، التصدي للميليشيا جنوب مأرب، ما سيضع الحوثيين بين فكي كماشة من الشمال والجنوب.
كما شملت خطوات إعادة ترتيب الوضع العسكري، إقالة اثنين من كبار قادة الجيش وتعيين بديلين، إذ عيّن الرئيس عبدربه منصور هادي، اللواء هيكل حنتف، الذي كان يعمل قائداً للمحور الشمالي قائداً للواء الأول حرس حدود، قائداً للمنطقة العسكرية السادسة التي تشمل محافظات عمران وصعدة والجوف، فضلاً عن تعيين اللواء محمد المنتصر، قائداً للمنطقة العسكرية السابعة التي تشمل محافظات صنعاء والبيضاء وإب وذمار، وتعيين العميد الركن، مرضي مبخوت محمد، رئيساً لأركان المنطقة العسكرية السابعة.
وتأتي الإجراءات الجديدة في ظل استمرار المواجهات بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي في جبهة البلق الشرقي بمحوريها الرملي والجبلي جنوب مدينة مأرب، إذ تحاول الميليشيا الحوثي ومنذ ثلاثة أسابيع، التقدم نحو مديرية الوادي، فيما تُفشل القوات الحكومية هذه المحاولات مكبّدة الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وامتدت المواجهات من سلسلة جبل البلق الشرقي إلى جبهة الأعيرف، وإلى الشرق من مديرية الجوبة جنوب المحافظة، فيما شهدت جبهتي وادي ذنه، وروضة جهم في مديرية صرواح غرب المحافظة، معارك عنيفة بين الطرفين توسعت لجبهتي الكسارة والمشجح، تمكنت خلالها القوات الحكومية من إحباط كل محاولات الميليشيا.
تقدم
واصلت القوات المشتركة في الساحل الغربي، تقدمها في عمق محافظتي تعز وإب وفي شرق محافظة الحديدة، إذ سيطرت على جبل منارة وسلاسل جبلية بمديرية مقبنة غرب تعز، فيما شن طيران التحالف غارات جوية استهدفت تجمعات لميليشيا الحوثي في المديرية ذاتها أدت لمصرع العشرات بينهم قيادات.
حولت الميليشيات الحوثية أكبر ميادين صنعاء معرضاً مفتوحاً لصور الآلاف من قتلاها في سياق سعيها لتكريس ثقافة الموت والقتل في أوساط السكان، لا سيما صغار السن والموظفين الخاضعين لها، وسط اتهامات للجماعة بإنفاق مليارات الريالات على فعالياتها الطائفية رغم اتساع رقعة المجاعة في مناطق سيطرتها.
وشكا سكان تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من قيام الميليشيات منذ نحو أسبوع بإغلاق معظم الشوارع والطرقات المؤدية إلى ميدان السبعين في صنعاء، بمبرر إقامتها أضخم معرض لصور قتلاها في الجبهات ضمن احتفالها بفعاليات الأسبوع السنوي لقتلاها؛ الأمر الذي تسبب في وقوع زحام واختناقات مرورية كبيرة أثارت غضب اليمنيين.
وكانت الجماعة دشنت قبل نحو أسبوع معرضاً ضخماً مكوناً من 30 خيمة كبيرة لصور قتلاها في الجبهات في ساحة ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، وحشدت أنصارها من مختلف المدن تحت سيطرتها من أجل تنفيذ زيارات ميدانية للمعرض المقابل لضريح رئيس مجلس حكمها الانقلابي السابق صالح الصماد.
وتجولت «الشرق الأوسط» في بعض خيام الميليشيات التي تحوي في أروقتها صوراً لعشرات الآلاف من صرعاها في الجبهات، جُلّهم من الأطفال صغار السن.
وأطلقت الجماعة على البعض من تلك الخيام مسميات عدة، منها: معرض قتلى المنطقتين العسكريتين الثالثة والسادسة، وقتلى الخدمات الطبية العسكرية، ومعرض للقتلى المقربين والمنتمين للسلالة الحوثية، ومعرض لقتلى التعبئة العامة والحشد، وصرعى دائرة التسليح العام، ومعرض قتلى الداخلية، وقتلى وحدات الشرطة العسكرية والتدخل السريع والأمن الوقائي الحوثي.
وبحسب معلومات تحصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن جُلّ القتلى الحوثيين المنتشرة صورهم في جميع أقسام المعرض هم من العناصر المؤدلجة، الذين زُجّ بهم منذ أعوام دون مؤهلات بمؤسسات مدنية وأمنية وعسكرية عدة من قِبل الجماعة بديلين عن موظفين أساسيين لم يكنوا الولاء والطاعة.
ووثقت «الشرق الأوسط»، صور نحو 686 قتيلاً حوثياً في خيمة واحدة من أصل 30 خيمة تم رصدها في ميدان السبعين بصنعاء، بعضهم من شريحة الأطفال صغار السن زجّت بهم الميليشيات في السابق قسراً بجبهات القتال، ثم عادوا إلى أسرهم صوراً وجثثاً هامدة.
وعلى الرغم من ضغوط الميليشيات الكبيرة ضد أتباعها وغيرهم من اليمنيين لإجبارهم على تنظيم زيارات جماعية لمعارض قتلاها، خصوصاً الواقعة بميدان السبعين، فإن تلك المساعي باءت جميعها بالفشل نتيجة ما شهده ذلك المعرض من إقبال وصف من قبل كثيرين بـ«الضعيف والباهت».
ولاحظت «الشرق الأوسط» أيضاً خلال تجولها في أروقة وأقسام المعرض عدداً لا بأس به من جرحى الميليشيات الزائرين للمعرض وهم في حالة يرثى لها، إضافة إلى صور للقيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهي تزاحم صور قتلى الجماعة في كل خيمة.
وفي سياق متصل، أبدى البعض من ذوي بعض القتلى الذين كانوا حاضرين في المعرض استياءهم الكبير حيال ما أقدمت عليه الميليشيات من عدم ضم صور من قتل من ذويهم في ذلك المعرض.
وقال البعض منهم «إن عملية الانتقاء والتمييز العنصري والطبقي والطائفي هو ديدن الجماعة وأسلوبها دائماً، سواء في الجبهات أو أثناء عمليات التشييع والدفن أو من خلال منح الامتيازات المالية والغذائية أو لحظة إقامة معارض لصور القتلى».
من جهتها، قدرت مصادر مقربة من دائرة حكم الجماعة بصنعاء، أن أعداد قتلى الميليشيات الذين نشرت صورهم في أكثر من 30 خيمة كبيرة بميدان السبعين يتجاوز عشرات الآلاف من مختلف الأعمار.
ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات تعمدت عدم إدراج معرض الصور الخاص بالقتلى الحوثيين القادة ضمن ذلك المعرض، واكتفت بإقامة حفل افتتاح منفصل بإحدى الصالات المغلقة بصنعاء قبل يومين بحضور قيادات حوثية بارزة، في مقدمهم رئيس مجلس الانقلاب المدعو مهدي المشاط.
وأرجعت المصادر أسباب عدم إدراج الانقلابيين لصور قادتهم الصرعى ضمن المعرض المقام في الميدان ذاته بأنه يعود إلى العدد المهول للقتلى من القادة والمشرفين الميدانيين، أغلبهم من صعدة (المعقل الرئيس للجماعة) الذين لقوا حتفهم.
وبحسب المصادر، فإن هذه الحصيلة لقتلى الجماعة لم تكن سوى جزء بسيط من الإجمالي العام لعدد قتلاها في الجبهات.
جاء ذلك في وقت تواصل فيه الميليشيات ضمن احتفالها السنوي بالقتلى إقامة وتنظيم المئات من المعارض لصور القتلى بالجبهات في إطار الأحياء والحارات في مديريات العاصمة صنعاء وريفها وعلى مستوى القرى والعزل والمدن في المحافظات الخاضعة تحت سيطرتها.
وفي الوقت الذي لا يزال يعيش فيه الملايين من اليمنيين في مناطق سيطرة الانقلابيين أوضاعاً معيشية صعبة بفعل الانقلاب وآلة الحرب الحوثية، قدرت مصادر مطلعة في صنعاء إنفاق الميليشيات مليارات الريالات من قوت الجوعى في طباعة صور قتلاها وإقامة مئات المعارض والإنفاق على أتباعها من أجل إنجاح تلك الفعاليات. (الدولار يساوي 600 ريال).
ولم تكتفِ الجماعة الانقلابية بتنظيم المعارض، بل عمدت أيضاً إلى إغراق شوارع وحارات وأزقة العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت سيطرتها بصور قتلاها وشعاراتها الطائفية للاحتفال بالمناسبة.
تسببت الأدلة التي استعرضها تحالف دعم الشرعية في اليمن؛ خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده العميد الركن تركي المالكي، في إحداث صدمة لدى أوساط قيادة الميليشيات الحوثية، لا سيما بعد أن كشفت عن الاختراق الاستخباري الواسع لهرم قيادة الجماعة، إلى جانب ما كشفت عنه من تبعية الميليشيات المطلقة لإيران وأذرعها الإرهابية في المنطقة؛ وفي المقدم منها «حزب الله» اللبناني.
وفي حين وصف سياسيون يمنيون أدلة التحالف التي عرضها المالكي بأنها أقامت الحجة على المجتمع الدولي الذي لا يزال يداهن الميليشيات، توقعوا لـ«الشرق الأوسط» أن «تشهد المرحلة المقبلة ضربات موجعة للانقلابيين؛ خصوصاً في حال إصرارهم على المضي في التصعيد الإرهابي».
صدمة الميليشيات الحوثية، إلى جانب الارتباك الذي أظهره قادتهم، تجليا في محاولة بعضهم التشكيك في أدلة التحالف حتى قبل أن يستعرضها العميد المالكي، إلى جانب محاولتهم التشويش على المؤتمر الصحافي بالإعلان عن مؤتمر صحافي للمتحدث باسم ميليشياتهم يحيى سريع.
في غضون ذلك، ظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي هو الآخر في موقف أكثر ارتباكاً عبر عنه بتوجيه أوامره لجهاز الأمن الوقائي التابع له مباشرة بشن حملات اعتقال واسعة في أوساط ضباط المخابرات وبعض مساعدي قادة الميليشيات، بمجرد انتهاء مؤتمر المالكي، بحسب ما كشفت عنه مصادر مقربة من أروقة الحكم الانقلابي في صنعاء.
ووفق هذه المصادر، شدد زعيم الميليشيات على ملاحقة من وصفهم بـ«الخونة»؛ حيث وجه أصابع الاتهام بخصوص اختراق جماعته إلى من وصفهم بـ«بقايا النظام السابق»؛ في إشارة إلى الضباط الذين كانوا موالين لـ«حزب المؤتمر الشعبي» والرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وفي حين يقدر مراقبون يمنيون أن تصريحات المالكي ستعمق من حالة الارتياب المتبادلة بين أجنحة الميليشيات؛ خصوصاً بين التيار المنتمي إلى صعدة المستأثر بأغلب المناصب، والتيارات الأخرى المحسوبة على صنعاء وذمار، يجزم سياسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذه الأدلة أظهرت هشاشة الميليشيات استخبارياً، خصوصاً أنها وثقت ظهور المسؤول الأول عن استخباراتها (أبو علي الحاكم) وهو يتلقى التعليمات من أحد عناصر (حزب الله)».
كسر عنجهية الحوثي
في هذا السياق؛ يرى الأكاديمي اليمني والباحث السياسي؛ الدكتور فارس البيل، أن «ما أورده التحالف مهم ومتقدم على مستويات عدة؛ لجهة أنه تأكيد للمؤكد بتبعية الميليشيا تماماً لـ(الحرس الثوري) و(حزب الله)، حيث ظهرت وهي مجرد تابع ذليل ومنقاد بلا رأي ولا حيلة». وأضاف البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «ظهر خطاب (حزب الله) وإيران للحوثيين في مقام الاستعلاء والإذلال، كما لو أنهم ينظرون للجماعة على أنهم أدنى الخادمين، وبذلك؛ فالصورة التي قدمها التحالف للعالم تكفي لترسم معالم هذه الميليشيا وصورتها لعقود طويلة؛ إنها الخادم المسلوب، الذي يبذل دون أجر حتى».
وعلاوة على هذه الصورة، يقول البيل؛ «ما أعلنه التحالف للملأ هو بمثابة كسر لعنجهية الحوثي وأسطورة التخفي وبراعة التمكن والسرية التي ظنت أذرع إيران أنها متفوقة بها وأنها عصية على الاختراق والفضح. يضاف إلى ذلك، أن ما كشف عنه التحالف دليل دامغ للوسطاء والمجتمع الدولي الذين لا تزال صورة الحرب في اليمن لا تخرج لديهم عن إطار صراع بين طرفين على السلطة».
وزيادة على ذلك؛ يرى الدكتور البيل أن «التحالف بكشفه عن هذه الأدلة المادية يحمل المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة في ضرورة إنقاذ اليمن بجدية، واتخاذ تدابير حقيقية للوصول إلى السلام الحقيقي، ومغادرة الغموض والحياد السلبي واللعب بأوراق المشكلة اليمنية على طاولة المصالح الذاتية».
وعن رد فعل الجماعة الحوثية على هذه الأدلة، أشار البيل إلى أن الميليشيات «بدت في حالة من الانهزام الواضح أمام هذا الكشف المبهر، وإن حاولت المكابرة، لكن هزيمتها الداخلية كبيرة، على مستويات عدة».
وأضاف: «يمكن أن نقول إن تصدعاً كبيراً أحدثته هذه المعلومات والتغيرات في سلوك التحالف، حيث تشعر الميليشيا الآن بأنها تزوى في مكان ضيق، وأن القادم أكبر، وعليها أن تراجع مواقفها، وألا تركن إلى حيلها المكشوفة».
ما بعد الأدلة ليس كما قبله
من جهته؛ يرى المحلل السياسي اليمني محمد المخلافي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «ما قبل الكشف عن الأدلة الموثقة من قبل التحالف لن يكون كما قبلها»، ويقول: «غالباً ما يلي إقامة الحُجة من قبل التحالف أمام المجتمع الدولي تحركات عسكرية واسعة، لكن الجديد هذه المرة هو في البعد الزمني من حيث التوقيت، وهو الإجماع الدولي المتشكل بسبب الصدام الحوثي مع كل مساعي السلام في بعديها الأممي والأميركي خلال عام 2021؛ مما صنع قناعة بضرورة إعادة التوازن النوعي للمعركة العسكرية على الأرض سبيلاً وحيداً لإعادة الحوثيين مجدداً إلى طاولة الحوار الأممية».
وفي شأن اختراق الجماعة الحوثية من داخلها، يرى المخلافي أن «إرسال رسائل مبطنة لجماعة إرهابية بأن هيكلهم التنظيمي مخترق على مستوى أعلى الهرم، يعدّ نوعاً من أنواع حروب الجيل الخامس في بعدها السيبراني، وهو من أكثر الأساليب نجاعة في حسم الحروب والصراعات، خصوصاً عند التعامل مع تنظيم لا يضع أي اعتبارات لحجم الخسائر البشرية في صفوف مقاتليه المؤدلجين فكرياً».
إثبات التبعية لإيران
من ناحيته؛ يقول وكيل وزارة الإعلام اليمنية، عبد الباسط القاعدي، إن «المعلومات التي كشف عنها التحالف بخصوص اختراق الصف القيادي الأول في الجماعة الحوثية، أثبتت تبعيتها لإيران، وأن الجماعة إحدى الأدوات التي تستخدمها طهران لنشر الفوضى والعبث في المنطقة، وبالأخص في الممرات المائية العالمية، وما يسببه ذلك من أثر على الاستقرار والأمن العالميين».
ويضيف القاعدي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أكدت المعلومات أيضاً على وجود صراع مصالح داخل ميليشيات الحوثي، وهذه الصراعات تظهر بأشكال عدة؛ منها التصفيات؛ كما حدث مع حسن زيد وغيره؛ ومنها تسريب المعلومات كالذي أظهره التحالف، وهذا يعود لاستئثار عصبة عبد الملك الحوثي القادمين من صعدة بكل شيء على حساب بقية المنتمين أو المؤيدين للحوثي».
ويتابع وكيل وزارة الإعلام اليمنية: «الأمر الآخر؛ أثبتت المعلومات الشبه الكبير بين ميليشيات الحوثي وبين أخواتها من جماعات الإرهاب الأخرى، وأنها مجرد بيدق بيد الممول يستخدمها لتحقيق مصالحه، كما أثبتت أيضاً أن الترويج لفصل الحوثي عن طهران أمر في عداد المستحيل؛ إذ إن المولود سيامي والعملية تقتضي التضحية بالجنين (الحوثي)، فكل أسباب الحياة تصل إليه من إيران عبر حبل سري يتغذى منه، مما يجعل عملية الفصل مع المحافظة على حياة الجنين أمر مستحيل»؛ وقف تعبيره.