لم يتقرب من مناطق الاحتلال التركي.. عودة دولة داعش في سوريا
حذر
تقرير سوري من عودة تنظيم داعش الارهابي بقوة في المناطق السورية الرخوة وذات
الهشاشة الامنية مع استمرار الأزمة السورية، لافتا إلى ان عمليات التنظيم الارهابي
ضد الجيش السوري وقواتسوريا الديمقراطية "قسد" فيما لم تشهد مناطق السيطرة
التركية أي عمليات للتنظيم الارهابي، وهو ما يطرح تساؤلات حول علاقات داعش
بالاستخبارات التركية.
كذلك
تؤكد عمليات التنظيم الارهابي خخلال 2021 تؤكد قوته وتواجده على الأراضي السورية، خلافا لإعلان
قيادة التحالف الدولي هزيمته في شهر مارس من العام 2019.
وتكمن قوة تنظيم داعش الارهابي من خلال العمليات
المتصاعدة التي ينفذها ضمن مناطق نفوذ قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية
"قسد"، والجيش السوري، حيث يعمل التنظيم الارهابي على استغلال كل فرصة سانحة
لإثارة الفوضى وتنفيذ عملياته ليرسل عبرها رسالة صريحة مفادها أن التنظيم سيظل باقياً.
دولة
الـ 400 كلم
وحشب
المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا يزال تنظيم داعش ينتشر على نحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل
أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده
في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.
ولا
يكاد يمر يوم دون دون تفجير أو كمين أو استهداف أو هجوم خاطف، تتركز هذه العمليات بمجملها
في مثلث حلب-حماة-الرقة وبادية حمص الشرقية وبادية الرقة بالإضافة لبادية دير الزور،
وتقابل هذه العمليات، حملات أمنية دورية تنفذها قوات النظام والمليشيات الموالية لها
في عمق البادية، بإسناد جوي مكثف من قبل الطائرات الحربية الروسية التي تستهدف البادية
بشكل شبه يومي.
المرصد
السوري لحقوق الإنسان، وثق خلال العام 2021، مقتل 880 شخص في العمليات العسكرية ضمن
البادية السورية، هم: 484 من عناصر داعش (83 منهم قضوا باستهدافات واشتباكات مع الجيش
السوري، والبقية -أي 401- قتلوا بقصف جوي روسي)، و396 من قوات النظام والميليشيات الموالية
لها قتلوا في استهدافات وهجمات وتفجيرات وكمائن لعناصر التنظيم.
وكان
تنظيم داعش قد تمكن خلال 2020 من قتل 819 عنصر من الجيش السوري والمليشيات الموالية
لها عبر كمائن واستهدافات وقصف واشتباكات ضمن البادية السورية، من ضمنهم 108 من المليشيات
الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، كما خسر التنظيم 507 من مقاتليه في العمليات
ذاتها وبالقصف الجوي من قبل طيران النظام والروس.
استهداف
قوات قسد
على
غرار مناطق نفوذ النظام السوري في البادية، يواصل تنظيم "داعش"عملياته بشكل
مكثف في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” و“قوات سوريا الديمقراطية”، عبر هجمات مسلحة
وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام،
وتقابل قسد عمليات التنظيم بحملات أمنية بشكل دوري تقوم بها برفقة التحالف وتطال خلايا
التنظيم ومتهمين بالتعامل معه، لكن جميع تلك الحملات لم تأتي بأي جديد يحمل معه الأمن
والاستقرار في تلك المناطق.
نشطاء
المرصد السوري لحقوق الإنسان رصدوا ووثقوا خلال العام 2021، أكثر من 344 عملية قامت
بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” ضمن كل من دير الزور والحسكة وحلب
والرقة، تمت تلك العمليات عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات.
ووفقاً
لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر خلال العام
2021، 229 شخص، هم: 93 مدني بينهم 5 أطفال و9 نساء، و136 من قوات سوريا الديمقراطية
وقوى الأمن الداخلي والدفاع الذاتي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في المنطقة.
يذكر
أن العمليات الأمنية المضادة للتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية خلال العام
2021، أسفرت عن مقتل 19 من عناصر وخلايا التنظيم، واعتقال المئات منهم.
وكان
المرصد السوري لحقوق الإنسان قد وثق خلال العام 2020، أكثر 480 عملية لخلايا تنظيم
“الدولة الإسلامية” ضمن مناطق قسد في دير الزور والحسكة والرقة ومنطقة منبج، توزعت
تلك العمليات بين تفجيرات وكمائن واستهدافات وهجمات، وتسببت بمقتل واستشهاد 208 أشخاص،
هم 86 مدنياً بينهم 10 أطفال و6 مواطنات، و122 من التشكيلات العسكرية العاملة في تلك
المناطق.
المختطفون
لدى داعش
على
الرغم من انقضاء نحو 33 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم
“الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار
الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين
لدى تنظيم "داعش" دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل
المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم
وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة
لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.
وعلى
ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم "داعش" ونشاطه الكبير، فإن المرصد
السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم
ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري
عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم.
كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن حذر قبل
إعلان التنظيم عن “دولة خلافته” في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل
من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا
الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد
الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من
أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول
الجوار السوري.