لقاء مشعل-النخالة. يكشف صراع حماس والجهاد الاسلامي على النفوذ والمصالح

الخميس 30/ديسمبر/2021 - 04:16 م
طباعة لقاء مشعل-النخالة. علي رجب
 

 

كشف لقاء رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، في العاصمة اللبنانية بيروت، استمرار الخلافات بين الفصائل الفسيطنية في عدة ملفات داخلية وخارجية، بما يهدد مصالح اشلعب الفسطيني.

وبحث مشعل والنخالة خلال الاجتماع الذي عقد قبل أيام في بيروت تعزيز العلاقات الثنائية، ورفع مستوى التعاون والتنسيق في الداخل والخارج.

تقارير فلسطنية أشارت إلى وجود خلافات عميقة بين حماس والجهاد الاسلامي حول عدة ملفات منها الدور المصري في اعادة عمار غزة، حيث تقوم مصر باعادة عمار القطاع في عدة مجالات في مقدمتها بإنشاء المجمعات السكنية الثلاثة (المدرسة الأمريكية شمال غزة، ومنطقة المحاربين القدامى في الكرامة، والزهراء في الوسطى) وهو ما يزيد على 3 آلاف وحدة سكنية التي أعلنت عنها مصر سابقًا، بالاضافة الى الدعم الاقتصادي وتسهيلات تقدمها مصر للقطاع.

ولكن هذا الدور المصري والمدعوم من الشارع الفلسطيني في قطاع غزة، يقابله شكوك واستهداف من حركة الجهاد الاسلامي والتي برزت في تصريحات "النخالة" خلال لقاءات ومؤتمرات صحيفة عدة.

كذلك شهدت الأيام الأخيرة انشغال واسع النطاق في قطاع غزة وبحركة حماس في محيط الاقوال المثيرة للجدل في دوائر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة ، حيث في حواره مع قناة الميادين اللبنانية إلى التسهيلات المدنية التي قدمتها إسرائيل لمواطني غزة، بما فيها الآلاف من تصاريح العمل على الأراضي الإسرائيلية.

رغم العلاقات التي تظهر امام عدسات المصوريين، إلا ان هناك محاولة من الجهاد للحصول على اكبر المكاسب من تحركات حماس، سواء داخل قطاع غزة، او بعلاقات حماس الخارجية، وهو ما بداواضحا من هجوم التخالة على الحركة بعد سماح حماس بفتح باب التسجيل أمام الفلسطينيين في قطاع غزة للعمل داخل إسرائيل، قائلًا "من المفترض ألا تتعاطى المقاومة مع هذا الطرح، ولا تقوم بدور الوكيل للعمل في كيان الاحتلال، فإسرائيل تريد أن تُحول غزة مخزنًا للعمالة المستمرة".

أيضا اختلاف في ادارة الملف العسكري ضد اسرائيل، فالجهاد تحاول خلال الاشهر الاخيرة في الظهور بمظهر الفصيل القوي فقي قطاع غزة، يؤشر البيان الذي أصدرته "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، مؤخرا، والذي تتحلل فيه من بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية الذي عمّمته "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، إلى تباينات في المواقف والرؤى بين الطرفين، خصوصاً لجهة توقيت العمل العسكري. وبات ذلك في الأعوام الثلاثة الأخيرة أكثر وضوحاً على الرغم من تأكيد "سرايا القدس" أنها ليست جزءاً من البيان الصادر عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، والذي "هدد بردود قاسية من نوع خاص" على أي عدوان على قطاع غزة.

واتهم ناشطون في حركة "الجهاد الإسلامي" الأجهزة الأمنية في غزة باعتقال بعض مطلقي الصواريخ في بعض الأحيان. وقبل أسبوعين، اعتقل ثلاثة من عناصر "سرايا القدس" كانوا في طريقهم لإطلاق صواريخ.

قال زياد النخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، إن أي عملية اغتيال إسرائيلية لقادة وعناصر المقاومة في أي مكان سيتم الرد عليها مباشرة بقصف تل أبيب وبدون أي تردد، مؤكدا، على أن المقاومة تستطيع قصف كل المدن المحتلة في أي وقت، مضيفًا "الاحتلال الإسرائيلي يستطيع أن يقصف غزة، ولكن في المقابل نحن نستطيع قصف مدن العدو، ومقاتلونا في الميدان جاهزون لأي مواجهة".

وكان ذلك واضا بانفراد حركة الجهاد بعمليات اطلاق الصورايخ ردا على غتيال إسرائيل لقائد "سرايا القدس" في المنطقة الشمالية من القطاع بهاء أبو العطا، في 12 نوفمبر 2019، والذي لم تشارك "كتائب القسام" في الرد على اغتياله، على عكس المرات السابقة التي كانت جزءاً أساسياً من الردود على أي عملية اغتيال أو استهداف لمسؤول فلسطيني في القطاع.

وتقول أوساط في "حماس" إنّ "سرايا القدس" كانت تضرب "عرض الحائط" بالتوافقات الوطنية الخاصة بالعمل العسكري، وتنفذ هجمات على الحدود من دون ابلاغ الآخرين، ما تسبب في خسائر لحركة حماس على المستوى الميداني والسياسي.

والجهاد الاسلامي تنافس حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة على استقطاب الشباب والتجنيد وإدارة المساجد والمؤرسسات الخيرية، وكثيراً ما كان يتم افتعال مشاكل بين حماس والجهاد.

يرى محللون أن العلاقة بين الحركتين، رغم مظاهر التواصل والتوافق، لكن كلاهما يتربصان ببعضهما البعض، والدخول في مواجهات محدودة بين الحين والآخر بهدف محاولة تجميع أكبر قوة لإحداث تغيير في المعادلة لصالح طل تنظيم على حساب الشارع الفلسطيني، وأيضا التحالفات في الداخل والخارج.

واضاف المحللون أن حركة الجهاد الاسلامي أصبحت اكثر استعداد للحصول على قدر منالمكاسب على حساب حركة حماس، بعدسنوات من لعبة التنظيم الثاني في قطاع غزة، وتسعى في المستقبل لتكون ندا لحماس  املا في السيطرة على القطاع، مع الاستفادة والاستثمرار في خطوات وأخطاء حماس، بما يشكل ذلك الصراع الثنائي، واحدا من ابرز الازمات التي تواجه الشعب الفسطيني ومصالحه داخل قطاع غزة خارج فلسطين.

 

 

 

 

 

 

شارك