مستقبل قاتم.. تحولات النشاط الارهابي في إفريقيا
الإثنين 03/يناير/2022 - 01:08 م
طباعة
علي رجب
بين نجاحات مواجهة لإرهاب وتصاعد نفوذ الجماعات الارهابية، بات أفريقيا من أبرز المناطق في العالم التي تكتوي بنار الإرهاب من شرق القارة في الصومال والقرن الأفريقي إلى الغرب والوسط والشمال الافريقي والجنوب والذي ظهرت في عمليات داعش في موزمبيق.
ارتفاع الهجمات الارهابية
وفي إفريقيا، زادت الجماعات الموالية لداعش من حجم وخطورة هجماتها غربي القارة، وعلى الساحل وحوض بحيرة تشاد وشمال موزمبيق، وفقا للتقرير السنوي حول مكافحة الإرهاب إن الولايات المتحدة وشركاءها خطوا خلال عام 2020.
وأوضح التقرير أن عدد القتلى من جراء الهجمات المرتبطة بداعش في غرب إفريقيا تضاعف من حوالي 2700 في عام 2017 إلى ما يقرب من 5000 قتيل في عام 2020.
ويفيد ذات التقرير بأنه في موزمبيق، قُدّر عدد ضحايا هجمات داعش بنحو 1500 شخص، بعد سيطرة التنظيم الارهابي على وسط مدينة موكيمبوا دا برايا في مقاطعة كابو ديلغادو.
وبحسب تقرير مؤشر الإرهاب لعام 2020 الذي أصدره معهد الاقتصاد والسلام ومقره مدينة سيدني الأسترالية، بالتعاون مع مركز مكافحة الإرهاب والتطرف بجامعة ماريلاند الأميركية في نوفمب 2020، سقط في منطقة دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو 41 % من القتلى على مستوى العالم، في هجمات إرهابية منسوبة لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وبعد تمركزه في شمال أفريقيا، قبل عامين، فإنه آخذ في التوسع في "أفريقيا جنوب الصحراء".
وقد نفذت حركة "بوكو حرام" عدداً من الهجمات الإرهابية، كان من بينها عملية وُصِفت بأنها "الأبشع خلال العام" ذبحت فيها 43 مزارعاً في نيجيريا بحجة اتهامهم بالتواصل مع الحكومة.
قطع رؤوس الارهاب
يمكن القول ان رغم تصاعد العمليات الارهابية في أفريقيا إلى انه هناك العديد من النجاحات التي تمت في مواجحة الارهاب، والتي تمثلت في قطع رؤوس العديد من قاعد ة التنظيمات الارهابية في 2020.
ومنها مقتل زعيم جماعة "بوكو حرام" المسلّحة أبو بكر الشكوي، على يد "داعش" التنظيم المنافس والصاعد في منطقة وسط وجنوب وغرب افريقيا .
كما تمكن الجيش النيجير، من قتل زعيم داعش أبو مصعب البرناوي، وخليفته مالام باكو، بمنطقة الساحل الإفريقي، ومقتل زعيم التنظيم في الصحراء الكبرى، عدنان أبو وليد الصحراوي، و"با أغ موسى" "القائد العسكري" لـ"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" والسمؤل العسكري لـ“حركة أنصار الدين”، و"أحد الكوادر التاريخيين للتيار الجهادي في (منطقة) الساحل" على يد القوات الفرنسية.
كذلك قتل الجيش الفرنسي "باي اغ باكابو"، القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، والارهابي "دادي ولد شعيب"، الملقب بـ"أبو دردار"، عضوا قيادياً في جماعة "كتيبة سيرما" الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم "القاعدة" في الصحراء الكبرى.
كذلك قتل القيادي البارز من حركة الشباب الارهابية يدعى محمد عبدي سوبي الملقب بـ"توسو"، في ولاية شبيلي الوسطى بجنوب شرق الصومال.
إدراج قادة جدد
وفي إطار المواجهة مع الارهاب أعلنت الولايات المتحدة إدراج خمسة أشخاص قالت إنهم من قادة "الجماعات الإرهابية" في إفريقيا، ضمن قائمة الإرهابيين العالميين، في خطوة أكد مراقبون أنها ستضيق الخناق على تلك الجماعات.
وجاء على رأس هؤلاء الإرهابيين الخمسة "بونوماد ماشود عمر"، الذي يتولى رئاسة الشؤون العسكرية والعلاقات الخارجية لتنظيم داعش في موزمبيق.
كما ضمت القائمة "سيدان أغ هيتا" القائد المسؤول عن منطقة "كيدال" في مالي، ضمن جماعة "نصرة الإسلام" المقربة من داعش في الساحل الإفريقي، و"سالم ولد بريمات" وهو قيادي بارز في جماعة "نصرة الإسلام"، في منطقة موبتي في مالي. كما أنه يشرف على الجماعة الإرهابية في بوركينا فاسو.
وكشف بيان الخارجية الأمريكية عن القائمة ضمت أيضا عنصرين من حركة "الشباب" الإرهابية في الصومال، وهما "علي محمد راج"، المتحدث باسم حركة والقيادي البارز فيها، بالإضافة إلى "عبد القادر محمد عبد القادر"، الذي يعمل وسيطا بحركة الشباب الإرهابية.
مستقبل الارهاب
تشير أغلب التوقعات إلى أن القارة الأفريقية، ستكون المعقل الأول للجماعات الارهابية في العالم ، إذا أصبحت الفوضى والتطرف العنيف وانعدام الأمن هي القاعدة في غالبية دول القارة السمراء مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والصراع الداخلي في الدول.
و تشير الأوضاع في القارة الأفريقية إلى وصول الجماعات الإرهابية وانتشارها فى جميع الأقاليم القارة السمراء، ولم تعد الجماعات الإرهابية الرئيسية فى إفريقيا تنتمى للقاعدة كما عهدناها خلال العقود الماضية بل أصبحت هناك فروع كثيرة لتنظيم (داعش)، كما تميزت الجماعات الإرهابية فى القارة باكتساب مزيد من المرونة التكتيكية، حيث لا يزال "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" و"حركة الشباب في القرن الأفريقي" و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" في منطقة الساحل وتنظيم داعش في غرب افريقيا من بين أكثر التنظيمات الإرهابية نشاطا وخطورة.
وحسب نشرة "مؤشر الارهاب العالمي" التي نشرت في نوفمب الماضي نقل تنظيم داعش الارهابي "مركز ثقله" من منطقة الشرق الاوسط إلى القارة الأفريقية وإلى جنوب القارة الاسيوية بدرجة اقل.
ويرى مراقبون أن"أفريقيا ستكون ساحة الجهاد العالمية خلال السنوات المقبلة بدلا من المناطق التقليدية في الشرق الأوسط ووسط اسيا.
وذلك يمكن ذلك للجماعات الارهابية التخطيط لشن هجمات في جميع أنحاء العالم، والأمر الثاني يتمثل في زيادة تدفق المهاجرين واللاجئين الذين يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر شمالا إلى قارة أوروبا للهروب من بلدانهم.
ورغم الجهود الدولية والمحلية الرامية لمكافحة الإرهاب في القارة، فإنه يزداد تمدداً وخطورة، مستغلاً الأحداث السياسية والاقتصادية؛ سواء كانت انشغال الحكومات بمواجهة "كوفيد – 19"، أو الانتخابات، وما تخلقه من قلاقل واضطرابات تستغلها الجماعات الإرهابية في تعزيز نفوذها.
التحولات التي شهدتها ظاهرة الارهاب في أفريقيا تؤكد على الحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب تتفق فيها الدول الإفريقية على تعريف الظاهرة، ولا تسمح بتهرب الدول غير المتضررة من مسئولياتها، على أن تعتمد هذه الاستراتيجيات إلى جانب الأدوات العسكرية والأمنية، العمل على معالجة الأزمات التي تسمح بنمو الجماعات الإرهابية داخل القارة الإفريقية، بحيث لا تتحول أراضي القارة إلى مفرخه للعناصر الإرهابية التي لن تتورع عن هدم أي مقومات للتنمية والتقدم في دول القارة.