حرق صور سليماني في غزة.. حرب الولاءات يكشف صراع الأجنحة في حماس

الإثنين 03/يناير/2022 - 03:58 م
طباعة حرق صور سليماني في علي رجب
 
لازالت حماس تواصل لعبة الولاءات المتعددة في ظل صراع الأجنحة بين قادة الحركة بين والولاء للقضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني وأبناء قطاع غزة، او لعب دور العسكري لصالح إيران.

واظهرت حركة حماس ولائها لإيران ومشاريع الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، برفع صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية يناير 2020، تعبيرا عن ولاء الحركة في قطاع غزة لايران وسليماني.

ولكن هذه الصور لاقت رفض كبير وواسع من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، بتمزيقها وتخريب اللافتات التي تحمل صور قاسم سليماني في قطاع غزة، تأكيدا على أن الشعب الفلسطيني ولائه لقضيته وعروبته وليس لأي فصيل او تنظيم او دولة تستخدم الشعب الفلسطيني كورقة في صراعتها بالمنطقة.
وتداول كتاب وناشطون فلسطينيون، تسجيلات وصوراً توضح لحظات تمزيق وإزالة صورة  قاسم سليماني المرفوعة في شوارع مدينة غزة، في تعبير شعبي عن الرفض القاطع للاحتفاء بالجنرال الايراني.
وعلق الكاتب والباحث الفلسطيني، أحمد أبو عبيدة على حسابه في تويتر قائلاً: "نعيد ونكرر ونحذّر بأنه على العقلاء الأخذ على أيدي السفهاء الذين يستفزون الشباب الفلسطيني برفع صور هذا المجرم السفاح، فالبيئة الفلسطينية لا تتحمل مثل هذه المراهقات التي من شأنها أن تكون مقدمة لعودة ظواهر خطيرة طواها الزمن".
وأوضح مراقبون أن رفع صور سليماني في غزة، يهدد علاقات حركة حماس مع العديد من الدول وخاصة الدول الخليجية التي تشكل ايران واذرعها في المنطقة تهديدا كبيرا لهذه الدول.
وخلال الأشهر الماضية تصاعد الصراع داخل اجنحة إيران بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج برئاسة خالد مشعل، وجناح رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية ومحمود الزهار الذي يعد من أبرز الداعمين لايران، وزار طهران للعزاء في قاسم سليماني.
وأضاف المراقبون أن تصريحات اسماعيل هنية وقادة حماس المقربون لايران دائما تأتي للاشادة بالدعم المالي والعسكري للحركة واليت اخرها ما صرخ به هنية أن إيران دفعت 70 مليون دولار للحركة، لبناء ما سماه "قوى ردع" ضد إسرائيل، وأن الصواريخ التي تنتجها حماس في قطاع غزة كانت جزءًا من تلك "الاستراتيجية".
واعتبر المراقبون أن هذه التصريحات تهدد بشكل كبير علاقة الحركة مع الدول العربية وخاصة الخليجية، وكذلك تهدد مصالح الشعب الفلسطيني الذي يشتعل غضبا من تحول القضية الفلسطينية لورقة في يد ايران خلال صراعها مع اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ويدفع الشعب الفسطيني الثمن ومن أبنائه وبنية التحتية واقتصاده.
ولفت المراقبون أن تصريحات وأفعال قادة حماس المقربون من إيران، تهدد جهود خالد مشعل الذي يسعى إلى ترميم علاقات الحركة مع الدول الخليجية، على مدى الأشهر الماضية، ويعيد علاقة هذه الدول مع حماس إلى مربع الشك والريبة من تحركات الحركة داخليا وخارجيا.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني القيادي في حركة فتح الدكتور أيمن الرقب، :"من المحزن أن نرى صور قيادات إيرانية تزين الجدران في قطاع غزة ، رغم أن إيران لم نرى منها اي عمل ضد الاحتلال الإسرائيلي ، ولكن حركتي حماس والجهاد الاسلامي تدربت عناصرها في إيران و تقوم إيران بإمدادهم بالمساعدات المالية بشكل مستمر ومنذ سنوات" .
وأضاف الرقب في تصريحات لـ"بوابة الحركات الإسلامية" :"نحن لا نريد أن يكون للفصائل الفلسطينية دور في حروب الانابة بين إيران والاحتلال الاسرائيلي ، وأن يكون أي اشتباك من قيل الفصائل الفلسطينية مع الاحتلال نابع من منطق الرؤية للاشتباك مع الاحتلال ".
وتابع القيادي في حركة فتح :"اعتقد ان دول عربية كثيرة تتفهم طبيعة العلاقة بين إيران و حركتي حماس والجهاد الإسلامي و هذا الأمر لن يؤثر كثيرا على علاقة حماس بالمحيط العربي خاصة الدول العربية التي يتواجد لحماس حضور على أرضها مثل لبنان والجزائر ،وحتى مصر تتفهم ذلك مع التأكيد أن أي اشتباك مع الاحتلال يجب أن ينبع من المصلحة الوطنية الفلسطينية".
وتابع "الرقب" قائلا  إن علاقة حماس شبه مقطوعة معظم دول الخليج العلاقة مع حماس شبه منقطعة، باستثناء قطر لا ترفض علاقة حماس بإيران.
وشهدت الفترة الماضية جهودا مصرية مكثفة لتسريع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واعادة الأعمار، وسط محاولات من قبل بعض قادة الفصائل لافشال هذه الجهود.
ومنذ تأسيس حركة حماس المنبثقة عن الإخوان المسلمين في 15 ديسمبر 1987، ويجمعها علاقة مع إيران توجت بفتح مكتب إقليمي دائم لها في طهران عام ١٩٩١. 
وعلى مدار السنوات الماضية، لم يصدر أي موقف رسمي من حماس ضد تدخلات إيران في شؤون الدول العربية، بل تجاوزت حركة حماس بشكر إيران علنية على دعمها المالي والعسكري.

شارك