"التحطيب"... غابات عفرين مصدر لـتمويل ميليشيات تركيا في سوريا

الخميس 06/يناير/2022 - 02:54 م
طباعة التحطيب... غابات علي رجب
 

 

أقدمت ميليشيات تركيا في سوريا على حرق مساحات واسعة من غابات عفرين الطبيعية ، وبيع الحطب إلى الأسواق التركية في سرقة وانتهاك للثروات السورية في المنطقة.

وقامت فرقة السلطان مراد التركمانية، الفصيل المسلح الذي تدعمه المخابرات التركية بشكل مباشر، تقضي على غابات عفرين الطبيعية وتحولها إلى اراضي قاحلة ، بغرض التحطيب وبيعها في أسواق تركيا.

وأوضحت تقارير حقوقية وكردية أن الغابات تواجه انتهاكات واسعة من قبل ميليشيات تركيا ، مما يهدد الوضع البيئي في عفرين وسوريا، ويحول آلاف الهكتارات من أراضي الغابات إلى صحراء جراء، وإلى اراضي لبناء، بهدف بناء مستوطنات جديدة لممهجرين والنازحين الموالين لتركيا، بهدف استمرار مخطط التغيير الديمغرافي في المنطقة.

"التحطيب" أحد ادوات ميليشيات تركيا لاستمرار الدعم المادي، ومواصلة مخططاته في المنطقة، وعلى مدار السنوات الماضية، كانت الأراضي الزراعية في مختلف أنحاء منطقة عفرين، مسرحاً لعمليات قطع الأشجار بشكل عشوائي من قبل مسلحي فصائل تركيا، على مدار العام، بغية بيع أخشابها حطباً للتدفئة في باقي مناطق سيطرتهم شمال سوريا.

ووفقا لتقديرات حقوقية سورية  وكردية، ادت عمليات التحطيب التي تنفذها ميليشيات سوريا والفصائل المسحلة المدعومة من أنقرىة إلى خسارة أكثر من مليون شجرة مثمرة، معظمها أشجار زيتون، إلى جانب عدد كبير من الأشجار الحراجية، ليصل الرقم الإجمالي للأشجار التي تعرضت لـ “التحطيب” إلى ما يقارب مليون وثلاثمئة ألف شجرة متنوعة، بيعت النسبة الأكبر من أخشابها في سوق منطقة “إعزاز” المجاورة كونها الأكثر ثقلاً اقتصادياً بين مناطق سيطرة المسلحين.

ويقدر طن الحطب من 50 ويصل إلى أكثر من 150 دولار حسب نوع الشجر المحطّب وقدمه، وتجري تجارة التحطيب برعاية الفصائل السورية المسلحة وميليشيات تركيا وتذهب نسبة كبيرة من عائدات هذه التجارة تعود على جيوب قادات الفصائل المحلية التابعة للمعارضة في المنطقة.

وتشير تقديرات حقوقية سورية إلى أن انخفاض إنتاج الأراضي الزراعية إلى نسب تتراوح ما بين 20% إلى 40% فقط من الإنتاج الفعلي، ما زاد من حالة الفقر والمعاناة التي يعيشيها السوريين تحت حكم ميليشيات تركيا.

وتقدر أعداد أشجار الزيتون في عفرين ذات الغالبية الكردية بنحو 20 مليون شجرة تعود ملكيتها لسكان المدينة، ويصل إنتاجها السنوي لأكثر من 270 ألف طن من الزيتون، ويشكل انتاج عفرين من الزيتون نحو خُمس إنتاج سوريا عامّة، وتأتي أهمية هذه الزراعة من كون شجرة الزيتون تمتاز بقدمها وطول عمرها وجودة عطائها وهي بحكم تركيبها الفيزيولوجي والمورفولوجي من أكثر الأشجار تحملاً لظروف البيئة، فهي تنمو في الأراضي الأقل خصوبة، كما أنها تزرع بعلاً في ظروف مطرية محدودة يصعب على الزراعات الأخرى تحملها.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في ديسمبر 2020، عن قيام مسلحين من "فرقة الحمزة" باقتلاع نحو 750 شجرة من أشجار الزيتون المثمرة تعود ملكيتها لمواطنين في ناحية معبطلي بريف عفرين، وذلك لبيعها حطبا للتدفئة في فصل الشتاء.

 

 

 

 

 

 

 

شارك