هجوم "بحدا".. لماذا تستهدف الشباب "غملدغ" الصومالية؟
صعدت حركة الشباب الإرهابية من عملياتها في
الصومال، وشهدت منطقة مدينة "بحدا" بمحافظة غلمدغ وسط الصومال، هجوما
للتنظيم المصنف على قوائم الارهاب والقريب من تنظيم القاعدة، مما ادى إلى مقتل 17
من عناصر الحركة.
وذكرت تقارير صومالية أنه دارت اشتباكات عنيفة
بين عناصر تنظيم الشباب والسكان المحليين
وقوات ولاية غلمدغ بدعم من الجيش الصومالي ،ونجحت القوات المحلية في صد هجم
التنظيم الإرهابي، وتكبيد الشباب خسائر في صفوفها.
كذلك نجحت القوات المحلية في مدينة "بحدا" في تفجير سيارة
مفخخة قبل دخولها المدينة، خلال هجوم حركة
الشباب، في مؤشر على تصاعد المقاومة المحلية للتنظيم الإرهابي.
ومدينة بحدا في ولاية غلمدغ الصومالية، وتضم مراكز
دينية عريقة تتبع للجماعة الصوفية التي قاتلت مليشيات الشباب الإرهابية خلال العقد
الماضي.
كذلك تتمتع ولاية "غملدغ"
بحكم ذاتي، تحدها من الشمال ولاية بونتلاند
الإقليمية، ومن الغرب إثيوبيا، ومن الشرق المحيط الهندي ومن الجنوب ولاية هيرشبيلى
الإقليمية.
وفي وقت سابق أعلنت حركة
الشباب الإرهابية سيطتها على بلدة "عيل
طير" الاستراتيجية، الواقعة بين مدينتي "غوري عيل" و "طوسمامريب"
في محافظة "غلغدود" بولاية "غلمدغ" الفيدوسط الصومال، على بعد
نحو 750 كلم من العاصمة الصومالية مقديشيو، كثاني مدنية تسقط في أسبوع بوسط الصومال
بعد مدينة مدينة متبان الاستراتيجية بولاية هيران.
وأعلنت حركة الشباب الإرهابية،
أنها تمكنت من تدمير قواعد لقوات الحكومة الصومالية الفيدرالية والقوات التابعة للولاية
في المنطقة الاستراتيجية التي تربط بين دوسمريب ومدينة غري عيل.
وكانت الحركة
الارهابية اعلنت عن سيطرتها على مدينة متبان الاستراتيجية بولاية هيران الواقعة بين
ولايتي غلمدغ وهيرشبيلى، وسط الصومال.
وتسعد حركة الشباب الإرهابية
هجماتها في الأشهر الأخيرة، يرجع إلى نجاح
الحركة في الفترة التي خرجت فيها القوات الأمريكية من الصومال، في إعادة بناء قدرات
شبكتها داخل البلاد ، خاصة في مناطق وسط وجنوب الصومال والعاصمة مقديشو.
الحركة لديها جهاز استخباراتي
قوي قادرة على الحصول على المعلومات واستهداف قوات الحكومة الفدرالية والقوات المحلية
في الولايات خاصة في وسط وجنوب الصومال، بما يمنحها القدرة على مباغتة القوات الثوامية
والمحلية في تحقيق انتصارات، وكشب أراضي جديدة.
حركة الشباب ايضا استطاعت
استمرار التمويل المادي والسلاح من خلال طرق عدة، وهي ايضا استفادة واستثمرت في الأزمة
السياسية داخل الصومال، فكثفت عملياتها الارهابية وكسب مدن جديدة في إطاار تكتك
"قطم المدن" الذي تعمل عليه الحركة.
ولفت تقرير معهد الدراسات
الأمنية الإفريقية إلى أن حركة الشباب عززت قدرتها القتالية وتتمركز في جميع مناطق
الصومال.
وبدورها، أشارت مجموعة
الأزمات الدولية في سبتمبر الماضي إلى أن حركة الشباب تقدم خدمات أفضل من الحكومة،
محذرة من أن عودة طالبان لحكم أفغانستان زاد جرأة حركة الشباب.
وهذه الجرأة معززة بقوة
مادية، فتقول المجموعة إن دراسة صدرت في عام 2020 قدرت عائدات الحركة المالية بـ
15 مليون دولار شهريا، كما أنها رسخت وجودها في الريف، بينما تمس إدارة الظل الخاصة
بها جميع المراكز الحضرية.
فقد كانت "الشباب" ، أحد فصائل اتحاد المحاكم الإسلامية
المهزوم. بعد طردهم من مقديشو ، فروا إلى جنوب الصومال وشنوا حرب عصابات ، بما في ذلك
التفجيرات والاغتيالات ، ضد الجنود الإثيوبيين.
وبحلول عام 2008 ، أصبحت
حركة الشباب أكثر الفصائل المسلحة تطرفا وقوة في الصومال ، مع الآلاف من المجندين،
تهدف لإرساء رؤيتهم لدولة إسلامية في الصومال.