وفد الحركة في طهران.. رهانات «حماس» على إيران تهدد غزة
في تأكيد على علاقة حماس بإيران، أنهى وفدا من الحركة برئاسة رئيس مكتب العلاقات
العربية والإسلامية في الحركة د. خليل الحية وعضوية الأخوين أسامة حمدان، وخالد القدومي،
زيارته للعاصمة الإيرانية طهران، للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الثانية لمقتل
فائد فيلق القدس قاسم سليماني، وسط حالة
غضب من الشعب الفلسطيني، لتبنى الحركة مصالحها على مصالح القضية الفلسطينية.
وتشهد حماس حالة من الصراع الخفي بين جناح رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج
خارج مشعل، ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، لمحاولة خلق توازن بين علاقات
الحركة العربية وايران.
ويعد مشعل قائد جناح داخل حركة حماس يسعى لترميم علاقة الحركة مع الدول
العربية وعلى رأسها دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، فيما يتبنى جناح هنية توثيق
العلاقات مع إيران، وهو ما يخلق حالة من الاستقطاب والصراع داخل الحركة على حساب
مصالح الشعب الفسطيني والقضية الفلسطينية.
وقال خليل الحية ، إن "دعم إيران لحركة حماس مستمر وهو أحد العوامل في
المقاومة في فلسطين ".في تأكيد على
دور إيران في دعم الحركة عسكريا وماديا وسياسيا خلال السنوات الماضية.
كذلك اقر عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، في تصريحات لوكالة
"تسنيم" الإيرانية القريبة من الحرس الثوري، بدعم إيران للحركة، قائلا "
المقاومة الفلسطينية أصبحت اليوم أشبه بجيش منظّم، فيه آلاف من المقاتلين المقبلين
على الشهادة"، موضحاً أن العمل يتم بجهود أبناء فلسطين وبدعم من الحلفاء في مقدمتهم
إيران".
وأضاف أبو مرزوق ان حماس وجدت دعمًا
ايرانيًا مهمًا ساهم في نقل السلاح، وفي نقل الخبرات والتكنولوجيا، وتطور سلاح الصاروخية إلى أن غطى جميع فلسطين المحتلة،
مضحا أن الحركة حصلت على سفينتين بريطانيتين بهما أطنان من المتفجرات على سواحل غزة.
وفي اتصال هاتفي بذكرى تأسيس حماس، أكد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان
لهنية، استمرار دعم إيران للحركة.
بدوره حيا رئيس المكتب السياسي لحماس، دور قاسم سليماني في دعم الحركة ،
واصفا اياه بـ"الشهيد" وقال: نتذكر بفخر الشهيد سليماني ونثمن دعم ايران
في كل السنوات لحماس".
وأوضح مراقبون أن زيارة وفد حماس إلى طهران والمشاركة في احياء الذكرى
الثانية لمقتل سليماني، يكشف عن عمق الأزمة داخل حماس، ورهانات الحركة الخارجية
التي تأتي على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ولفت المراقبون أن حماس لا تراعي مشاعر الشعب الفلسطيني الذي اقدم على حرق
صور قاسم سليماني في قطاع غزة بعد لحظات من نشر الحركة لهذه الصور في شوارع مدينة
غزة.
ويرى المراقبون أن لأمور داخل حماس ذاهبة نحو الاصطفاف، في الأثناء التي يحاول
خلالها مشعل الانسحاب من محور إيران وحزب الله وسوريا نحو المحور السني المتمثل في
قطر وتركيا ، يدعم قادة حماس كهنية ومحمود الزهار ، و صالح العاروري نائب الحركة وهو
أبرز المتحمسين لإيران، وموسى أبو مرزوق والذي خرج قبل ايام بتصريحات يشيد فيها بعلاقة
الحركة مع طهران ودعم إيران لحماس.
ولفت المراقبون إلى أن الجدل الذي أعقب زيارة وفد "حماس" الأخيرة
لطهران لم ينشأ بلا أسباب، كان ممكناً إتمام
الزيارة بلا أي التزام من جانب الحركة يضعها، ويضع معها مصالح الفلسطينيين عموماً،
في مهب رياح حروب التحالفات القائمة في منطقة تعصف بها أعاصير يُراد منها إعادة رسم
خرائط إقليم الشرق الأوسط بأكمله، وفق رؤى مفروضة من قوى دولية تشكل اللاعب الأساسي،
ثم إنها تتصارع فيما بينها على مناطق النفوذ.
وحذر المراقبون من تحول "حماس" إلى عسكر إيراني في أي مواجهة بين
طهران والولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل، معتبرين أن تصريحات نائب رئيس المكتب
السياسي صالح العاروري، الذي أُخذ على محمل أنه جعل من "حماس" خط دفاع أول
عن إيران، لم يكن ممكناً أن يمر بلا أثر، أو ألا يثير من الجدل ما هو مشروع بالفعل.
واعتبر مراقبون أن نص هذا التصريح من جانب العاروري يفوق قدرات حماس على
أرض الواقع، ويحمّل مصالح الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، فوق ما تحتمل، ويهدد
هذه المصالح.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني القيادي في حركة فتح الدكتور أيمن الرقب،
:"من المحزن أن نرى صور قيادات إيرانية تزين الجدران في قطاع غزة ، رغم أن إيران
لم نرى منها اي عمل ضد الاحتلال الإسرائيلي ، ولكن حركتي حماس والجهاد الاسلامي تدربت
عناصرها في إيران و تقوم إيران بإمدادهم بالمساعدات المالية بشكل مستمر ومنذ سنوات"
.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ"بوابة الحركات الإسلامية" :"نحن لا
نريد أن يكون للفصائل الفلسطينية دور في حروب الانابة بين إيران والاحتلال الاسرائيلي
، وأن يكون أي اشتباك من قيل الفصائل الفلسطينية مع الاحتلال نابع من منطق الرؤية للاشتباك
مع الاحتلال ".
وتابع القيادي في حركة فتح :"اعتقد ان دول عربية كثيرة تتفهم طبيعة العلاقة
بين إيران و حركتي حماس والجهاد الإسلامي و هذا الأمر لن يؤثر كثيرا على علاقة حماس
بالمحيط العربي خاصة الدول العربية التي يتواجد لحماس حضور على أرضها مثل لبنان والجزائر
،وحتى مصر تتفهم ذلك مع التأكيد أن أي اشتباك مع الاحتلال يجب أن ينبع من المصلحة الوطنية
الفلسطينية".
وتابع "الرقب" قائلا إن علاقة
حماس شبه مقطوعة معظم دول الخليج العلاقة مع حماس شبه منقطعة، باستثناء قطر لا ترفض
علاقة حماس بإيران.
وشهدت الفترة الماضية جهودا مصرية مكثفة لتسريع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي، واعادة الأعمار، وسط محاولات من قبل بعض قادة الفصائل لافشال هذه الجهود.
ومنذ تأسيس حركة حماس المنبثقة عن الإخوان المسلمين في 15 ديسمبر 1987، ويجمعها
علاقة مع إيران توجت بفتح مكتب إقليمي دائم لها في طهران عام ١٩٩١.
وعلى مدار السنوات الماضية، لم يصدر أي موقف رسمي من حماس ضد تدخلات إيران في
شؤون الدول العربية، بل تجاوزت حركة حماس بشكر إيران علنية على دعمها المالي والعسكري.