ألمانيا تفكر فى فرض عقوبات على قيادات طالبان

الإثنين 10/يناير/2022 - 09:05 ص
طباعة ألمانيا تفكر فى فرض هاني دانيال
 
برلين- بوابة الحركات الإسلامية 
أكدت الخارجية الألمانية أنها تتابع تطورات الأحداث فى أفغانستان، ومدى التزام حركة طالبان بالتعهدات التى سبق وأن قدمتها للمجتمع الدولى من قبل، وعلى الرغم من أن الاعتراف بالحركة لم يحدث بعد، إلا أن الممارسات والتعهدات عليها دور كبير فى التعرف على نوعية السلطة التى تبتغى طالبان الالتزام بها، فى ظل تقديم الحركة لمطالب عديدة للحصول على أموال واعتراف سياسي من أوروبا والمنظمات الدولية المانحة.
يأتى ذلك فى ضوء ما رصدته الخارجية الألمانية بشأن تقييد حركة طالبان لحياة النساء في أفغانستان بقواعد صارمة جديدة وخاصة في شمال البلاد ، بحيث لم يعد يُسمح للنساء بزيارة الحمامات العامة، ومنعت الحركة النساء في شمال أفغانستان من استخدام الحمامات العامة، بعد أن  أعلن سردار محمد حيدري ، الممثل الإقليمي لوزارة حفظ الفضيلة التي تم إنشاؤها حديثًا أنه لن يُسمح للنساء في إقليمي بلش وهرات بزيارة الحمامات.
من جانبه أكد سيمون فولكر محلل سياسي وعضو الحزب الاشتراكى الديموقراطي لـ بوابة الحركات الإسلامية" أن ما تقوم به حركة طالبان يخضع للتقييم فى ألمانيا، وعلى الرغم من محاولة الحركة طلب الاعتراف الدولى من اوروبا وألمانيا خاصة، من أجل مزيد من المساعدات المالية واللوجستية، إلا أن الحكومة لم تعترف به وليس فى الإمكان الاعتراف بها فى ظل السياسات المتطرفة التى تتعامل بها الحركة مع المواطنين الأفغان وخاصة المرأة والنشطاء والصحفيين.
أكد فولكر أن السياسات الحالية للحركة ستعني مزيد من العقوبات علىها خلال الفترة المقبلة، فإذا كنت الأولوية للمجتمع الدولى حاليا توفير الملاذ الأمن للأجانب هناك والموظفين المحليين الذين عملوا مع السفارات، ثم الصحفيين ونشطاء المجتمع المدنى، لكن لاحقا وربما فى منتصف العام سيتم بحث كيقية فرض عقوبات على قيادات الحركة فى ظل استمرار الأوضاع الراهنة، فالخارجية الألمانية اوضحت صراحة ان سياسات الحركة المتطرفة مرفوضة ولن يسمح بها.   
وفى تقارير تم رصدها مؤخرا قالت نساء في هيرات وفقا لتقارير صحفية إن بعض المرافق كانت مغلقة بالفعل، في ثاني أكبر مدينة في البلاد ، 39 % فقط من أحياء المدينة لديها وصول كافٍ إلى مرافق المياه والصرف الصحي، قال وينوس عزيزي من منظمة رؤى للأطفال في أفغانستان ، إن العديد من المنازل ليس لديها وسيلة لتسخين كميات كبيرة من المياه. 
قالت "لهذا السبب يعتمد الناس على الحمامات في الشتاء"، يدعو الإسلام إلى التطهير ا بعد الحيض والولادة والجماع ، حيث يذهب الكثيرون إلى الحمامات، لقد رأيت النساء يقمن بانتظام بطقوس التطهير في الحمام ".
بينما قالت هيذر بار ، مساعدة مدير حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش إنها "غاضبة" من "قسوة إبعاد النساء عن الطريقة الوحيدة لتهدئة البرد دون سبب"، وبدت طالبان عازمة على "التدخل في كل جانب من جوانب حياة المرأة".
كما سبق وفرضت طالبان لوائح صارمة على متاجر الأزياء في غرب البلاد، وطُلب من المتاجر قطع رؤوس عارضات الأزياء، فى حين قال عسيس الرحمن ، الممثل الإقليمي لوزارة الحفاظ على الفضيلة لوكالة الأنباء الألمانية ، إن هذه أصنام وبالتالي فهي غير إسلامية.
وفى سياق متصل في الأسابيع القليلة الماضية ، أصدرت طالبان بالفعل أنظمة أكثر صرامة للحياة العامة،على سبيل المثال ، تم توجيه السائقين بعدم تشغيل الموسيقى في السيارة، بالإضافة إلى ذلك ، لا ينبغي السماح للنساء بالسفر لأكثر من   72 كيلومترًا بدون رفيق ذكر. لا تزال معظم المدارس الثانوية للبنات مغلقة. في كثير من الحالات ، لم يعد بإمكان النساء العودة إلى وظائفهن، وهو ما ترتب عليه فرار لكثير من البلاد منذ وصول قيادات الحركة الإسلامية إلى السلطة في أغسطس الماضي.
وسبق أن أشارت تقارير أممية إلى أن هناك أفغانيات يعيشن في المناطق الريفية قولهن إن اتفاقية الانسحاب بين الولايات المتحدة وطالبان في عام 2020 كانت تعني تعرضهن لقدر أقل من العنف مع التمتع بحرية أكبر في التحرك وهو الأمر الذي قلل من مخاوف النساء في القرى حيال تداعيات عودة حكم طالبان.
يذكر أنه في فبراير عام 2020، وقعت طالبان والولايات المتحدة بالعاصمة القطرية الدوحة اتفاقا لإحلال السلام في أفغانستان نص على انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية من طالبان وتعهدا بعقد محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.

شارك