70مليون دولار.. أزمة صامتة بين إيران وحماس بعد خفض الدعم
رغم اعلان حركة حماس مؤخرا تلقي دعما ماليا من إيران يقدر بـ70مليون دولار، إلا أن هذه الأموال لم تكن كافية لإرضاء قادة حماس والجناح الموالي لطهران، فغضت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة عن حرق صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في الذكرى الثانية لمقتل في غارة أمريكية يناير 2020.
تقارير ومصادر عدة تتحدث عن حالة من الغضب داخل الحركة بسبب تراجع الدعم المالي للحركة من قبل إيران في الفترة الماضية، وكذلك الاستقبال المسئ للحركة بعد رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله استقبال رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل والذي اعتبره جناح مشعل محاولة إهانة لقائد حماس والحركة، ويشكل صفعة من قبل طهران وحلفائها للحركة.
الدعم 70مليون دولار يشكل اضعف دعم مالي في السنوات الأخيرة المقدم من طهران لحماس، والتي كانت تتخطى عشرات الألاف من الدولارات.
وقال قائد الحركة اسماعيل هنية، إيران دفعت 70 مليون دولار للحركة، وهي الأدنى للحركة منذ سنوات.
وفي فبراير 2009 ، قدرت المساعدات المالية التي قدمتها مؤسسة الشهداء الايرانية- المصنفة على قوئام الإرهاب الأمريكية، ولها فرع في غزة، بتقديم 1340.000 دولار إلى 1340 عائلة في قطاع غزة، اغلبه لديهم مرتبطين بحركتي حماس والجهاد.
ونشرت صحيفة "الرسالة" التابعة لحركة حماس ، في 29 يونيو 2019، مقالاً لحمزة أبو شنب ، أوضح فيه كيف ساعدت إيران ومساعدة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة عسكرياً.
ولفت إلى أن إيران منذ انقلاب حماس والسيطرة على قطاع غزة في 2007، تحويل عشرات الملايين من الدولارات إلى جناح حماس العسكري.
وفي نهاية 2021 أبلغت إيران الفصائل الفلسطينية، وأنها مضطرة لتقليصها في ظل استمرار العقوبات الأمريكية على طهران، وتأثير كورونا على اقتصاد ايران، وحالة الهدوء النسبي الذي يشهده قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الخلاف بين حماس وايران حول القضية السورية تراجع الدعم الإيراني للحركة بشكل كبير، كما لم انخض تمثيل حماس في طهران، ولم يعد بالشكل الذي كانت عليه قبل 2011.
الأزمة الصامتة بين إيران وحماس، رغم محاولة جناح قائد الحركة اسماعيل هنية، إظهار خلاف ذلك، ما زالت هناك قضايا عالقة بين الطرفين، بين الجانبين بينها أزمة حماس من سوريا، وعلاقة الحركة بحزب الله، وجماعة الحوثي في اليمن، وأيضا الفصائل الفلسطينية كحركة الجهاد الإسلامي وتنظيم "حركة الصابرين" الشيعية التي تضيق حماس عليها العمل في قطاع غزة، وايضا محاولة مشعل تحسين علاقة حماس بالدول العربية وخاصة الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية وهو ما تعتبره ايران خروج عن الخط الايراني ومحور المقاومة افلات الحركة من القبضة الايرانية.
وأوضح المراقبون، أن إيران حاولت زرع الألغام داخل المكتب السياسي للحركة بدعمها المطلق لهنية ضد مشعل، وهو ما بدره يعل الحركة خارج القوة الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن علاقة إيران وحماس، تمر بأزمة صامة في ظل محاولة الحركة الفكاك من قبضة طهران، وبناء تحالفات جديدة وخسارة الإخوان في مصر وفروع التنظيم في تونس والمغرب والسودان ، وهي ما يحتم على الحركة بناء علاقات وثيقة مع الدول العربية، بعد قرار بريطانيا تصنيف الحركة تنظيما ارهابيا، وهي ترى أن العلاقة مع طهران هي علاقة تشكل تقييدا لها بخسارة الفضاء العربي الكبير، والذي يعد أكثر "ثقة" من تعامل الحركة مع طهران، والتي تقوم على مبدأ "الالتزام" بسياسة ايران الاقليمية ، وإدارة صراعها مع الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف المراقبون أن قيادات كثيرة أصبتهم خبية أمل مؤخرا حول الدعم الإيراني، ومحاولة طهران وضع يدها على قرار"الحركة" والإلتزام بخطها في سياستها الإقليمية والدولية بما يشكل خسائر فادحلة لحماس في الشارع العربي والمؤسسات العربية والحكومات العربية.
ولفت المراقبون أن حماس الأن تعيش مرحلة البحث عن طريق عودة إلى الدول العربية وتحسين علاقتها مع العواصم العربية، بعدما فشل الرهان على تنيظم الإخوان تركيا، الأخيرة بدأت خط اعادة علاقتها مع العواصم العربية، وهي ما يعد خطوة ملحة لحماس في طرق "أبواب " الحكومات العربية.