تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 21 يناير 2022.
الاتحاد: القائمة الأميركية السوداء في انتظار «الحوثي»
أجمع المحللون الغربيون على أن ميليشيات الحوثي الإرهابية، ربما تكون قد فتحت على نفسها أبواب الجحيم، بعد إقدامها على شن اعتدائها الإجرامي الطائش على منشآت مدنية في الإمارات الاثنين الماضي، ما أثار حالة عارمة من الغضب والاستنكار على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي الوقت الذي يُنتظر أن يلقى فيه الاعتداء الأخير إدانة صارمة من جانب مجلس الأمن الدولي، الذي دُعي للانعقاد لبحث هذا العمل الآثم، بات من المتوقع أن يقود اجتراء الحوثيين على استهداف المدنيين في الإمارات، إلى دفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لبحث إعادة إدراج الميليشيات الدموية، على قائمة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية.
وقال المحللون في تصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» واسعة الانتشار، إن وضع الميليشيات الانقلابية من جديد على القائمة الأميركية السوداء سيشكل تصحيحاً لخطأ ارتُكِبَ في مستهل عهد الإدارة الديمقراطية الحالية، عندما عدَلَت الولايات المتحدة في عهد رئيسها الجديد بايدن، عن قرار الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب بإدراج الحوثيين على هذه اللائحة، التي تضم تنظيمات إرهابية، مثل «داعش» و«حزب الله» وغيرهما.
ورغم أن إدارة بايدن حذفت الميليشيات الحوثية من على القائمة السوداء، رغبة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين الانقلابيين في اليمن، فإن قياديي هذه الجماعة الإرهابية، اعتبروا تلك الخطوة بمثابة ضوء أخضر، لتصعيد ممارساتهم العدوانية سواء على الأراضي اليمنية، أو عبر الحدود.
ومن شأن إعادة تصنيف ميليشيات الحوثي على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، إلزام وزارة الخارجية والخزانة في الولايات المتحدة، بتجميد أرصدة هذه الجماعة الدموية وأصولها على التراب الأميركي أو في المؤسسات الخاضعة لنفوذ وسيطرة أميركيين.
انتكاسة دبلوماسية للميليشيات
سيمثل تصنيف الميليشيات على القائمة السوداء انتكاسة دبلوماسية كبرى، ستُضاف إلى الهزائم العسكرية، التي يُمنى بها المسلحون الحوثيون على العديد من جبهات القتال في اليمن، منذ مطلع العام الجاري، وخاصة بعد نجاح ألوية العمالقة في تحرير محافظة شبوة الغنية بالنفط، بالتوازي مع إحراز تقدم مماثل في مأرب.
وأشارت «فورين بوليسي» إلى أن هذه الهزائم التي وصفتها ب «الاستراتيجية»، دفعت الحوثي إلى الإقدام على هجومه المتهور الأخير، الذي أكدت المجلة الأميركية أنه يشكل «منعطفا جديدا» ومختلفا في الحرب التي تعصف باليمن، منذ استيلاء الحوثيين على السلطة بالقوة هناك في 2014.
ونقلت «فورين بوليسي» عن بيتر ساليسبري الخبير في شؤون اليمن بمركز «مجموعة الأزمات الدولية للدراسات» إشارته، إلى عدم اكتراث الميليشيات الانقلابية بمختلف الجهود المبذولة لحقن الدماء ووقف الحرب التي دفعت باليمن إلى حافة المجاعة، وجعلت 80% من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
واعتبر ساليسبري أن الحوثي يفضل التشبث بالخيار العسكري، حتى على الرغم من تبدل موازين القوى في ضوء المكاسب الميدانية التي حققتها قوات الحكومة الشرعية على مدار الأسابيع الماضية، قائلاً إنه من المرجح أن يحاول الانقلابيون في الفترة المقبلة، إعادة قواعد اللعبة إلى ما كانت عليه قبل هزائمهم الأخيرة.
التحالف ينفذ ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، ليلة الجمعة، عن تنفيذ ضربات جويه دقيقة على أهداف عسكرية مشروعة لميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء.
وقال التحالف إن العملية العسكرية جاءت استجابة للتهديد وتحييد خطر الهجمات العدائية.
وطالب التحالف، في تغريدات نشرتها وكالة الأنباء السعودية على حسابها في تويتر، المدنيين في صنعاء بالابتعاد عن معسكرات وتجمعات ميليشيات الحوثي.
كما أعلن التحالف عن تدمير منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية في محافظة البيضاء.
الشرق الأوسط: مقتل 150 حوثياً خلال يومين وتدمير قدرات نوعية بضربات «التحالف»
بالتزامن مع تقدم للجيش اليمني في صعدة وجنوب مأرب، واستمرار قوات ألوية العمالقة في تطهير مديرية حريب، واصل تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية عملياته المساندة، مستهدفاً تعزيزات الميليشيات الحوثية وقدراتها النوعية في صنعاء والحديدة وفي جبهات القتال؛ حيث أكد مقتل 150 عنصراً إرهابياً على الأقل خلال يومين بضربات جوية في مأرب.
وذكر التحالف في تغريدة، بثتها «واس» أمس (الخميس)، أنه نفذ 12 عملية استهداف ضد الميليشيات خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 4 آليات عسكرية، وقضت على أكثر من 60 عنصراً إرهابياً.
إعلان التحالف جاء بعد ساعات من إعلانه استهداف مستودعات أسلحة بمعسكر القوات البحرية الخاضع للحوثيين في الحديدة، مؤكداً أن الأسلحة تم نقلها من ميناء الحديدة تحت غطاء تجاري؛ حيث أصبح الميناء ثكنة عسكرية تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح التحالف أنه ينفذ «عملية عسكرية واسعة لشلّ قدرات الحوثيين بعدد من المحافظات». وأنه يتتبع «القيادات الإرهابية المسؤولة عن استهداف المدنيين». مؤكداً أنهم «ليسوا بمنأى عن التعامل». حيث تأتي هذه العملية «استجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات».
وكان تحالف دعم الشرعية أفاد «الأربعاء» أنه نفذ 19 عملية استهداف في مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 11 آلية عسكرية، وقضت على 90 عنصراً إرهابياً.
في السياق نفسه، أكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن كبار قادة الميليشيات الحوثية اختفوا عن الأنظار خلال الأيام الأخيرة؛ حيث نقلوا أماكن سكنهم المعروفة خشية استهدافهم بالضربات التي طالت في اليومين الأخيرين معسكرات ومستودعات أسلحة في صنعاء وعدداً من المواقع المحيطة بها.
وفيما تقدر مصادر عسكرية أن الميليشيات الحوثية خسرت خلال الشهرين الأخيرين أكثر من 12 مسلحاً من عناصرها بضربات التحالف وخلال المعارك مع الجيش اليمني والمقاومة وألوية العمالقة، أشارت إلى أنها تواصل استجداء رجال القبائل في مناطق سيطرتها لتعويض خسائرها.
كما ذكرت المصادر أن الجماعة لجأت أخيراً إلى نقل تعزيزاتها من صنعاء وذمار باتجاه البيضاء عبر وسائل نقل مدنية، خشية الاستهداف من طيران تحالف دعم الشرعية.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن قوات ألوية العمالقة تواصل عمليات تطهير مديرية حريب التي لا يزال الحوثيون يتحصنون في بعض مناطقها، وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القوات تحرص على حماية المدنيين، وتتجنب اقتحام مركز المديرية، وأنها تتعامل مع عشرات القناصة في المناطق الجبلية وحقول الألغام المزروعة في الطرقات.
وتأمل المصادر أن تتمكن القوات من تطهير مديرية حريب، وصولاً إلى منطقة ملعاء التي تقترب منها قوات الجيش الوطني والمقاومة من الجهة الجنوبية لمأرب، التي باتت على مشارف معسكر «أم ريش» التدريبي.
وتؤدي السيطرة على منطقة ملعاء الرابطة بين حريب والجوبة عملياً إلى قطع أهم طرق الإمداد الحوثية إلى حريب، كما يعني ذلك تطويق عناصر الميليشيات في الأجزاء الشمالية من مديرية الجوبة، وفق ما تقوله مصادر ميدانية.
في الأثناء، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات مسنودة بمدفعية تحالف دعم الشرعية أحرزت «الخميس» تقدمات جديدة في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري يمني قوله: «إن قوات الجيش الوطني سيطرت على مواقع جديدة في جبهة النقعة بمديرية الصفراء غرب محافظة صعدة»، وإن المعارك المستمرة منذ «الأربعاء» عبر محورين أسفرت عن تكبيد ميليشيا الحوثي الإرهابية خسائر في الأرواح والعتاد.
وأوضح المصدر «أن قوات الجيش الوطني شنّت عملية نوعية باتجاه مواقع ميليشيا الحوثي عبر محورين باتجاه منطقة عار ومنطقة مربع الحماد في إطار عملية عسكرية واسعة لتطهير جميع مناطق جبهتي عار والنقعة».
على الصعيد الميداني نفسه، كان الإعلام العسكري أفاد بأن قوات الجيش الوطني كسرت «الأربعاء» هجوماً شنته الميليشيا الحوثية شمال مديرية عبس بمحافظة حجة (شمال غرب).
ونقل الموقع الرسمي للجيش عن مصدر عسكري قوله: «إن المواجهات التي خاضها الجيش في جبهات عبس أسفرت عن خسائر بشرية تكبّدتها ميليشيات الحوثي الانقلابية؛ حيث دكت المدفعية متاريس وخنادق عناصر الجماعة».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت ولا تزال ترفض كل مساعي السلام الأممية والدولية؛ حيث تدفع بمزيد من المجندين الجدد إلى جبهات القتال، على أمل أن تتمكن من السيطرة على مناطق يمنية جديدة، غير أنها منيت أخيراً بخسائر كبيرة في جنوب مأرب وفي مديريات شبوة الثلاث التي استعادتها قوات ألوية العمالقة.
الحكومة اليمنية تشدد على ردع الميليشيات دولياً وإنهاء الانقلاب
شددت الحكومة اليمنية في أحدث اجتماع لها في العاصمة المؤقتة عدن، على ضرورة قيام المجتمع الدولي بردع الميليشيات الحوثية، ودعم استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، متهمة طهران بأنها تواصل تزويد الميليشيات بالصواريخ والطائرات المسيّرة لتهديد المناطق المحررة ودول الجوار.
ونقلت المصادر الرسمية، أن مجلس الوزراء اليمني وقف في الاجتماع برئاسة معين عبد الملك «أمام عدد من المستجدات على الصعيدين الداخلي والخارجي، بخاصة مع التصعيد الخطير لأدوات إيران وهجماتها الإرهابية التي استهدفت المصالح الحيوية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتهديد الملاحة الدولية باختطاف سفينة (روابي)، وغيرها من الأعمال المهددة لأمن واستقرار المنطقة والعالم».
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ»، ناقش مجلس الوزراء «باستفاضة هذه الأعمال الإرهابية، والتنسيق القائم مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وكذا المجتمع الدولي للتعامل معها ووضع حد لها وردع مرتكبيها، وذلك بالعمل على استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروع إيران الدموي في اليمن».
وأكدت الحكومة اليمنية «أن هذه الهجمات الإرهابية على الأعيان المدنية والمدنيين في الإمارات والسعودية تشير إلى تنامي الخطر الذي باتت تمثله ذراع إيران في اليمن على أمن واستقرار دول الجوار والإقليم والعالم، وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر».
وشدد مجلس الوزراء اليمني على أن هذا التمادي والتصعيد الخطير من قِبل ميليشيا الحوثي الإرهابية يثبت مجدداً سعيها المستمر وبإيعاز من إيران إلى نشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، في تحدٍ سافر لكل القرارات الدولية الملزمة، بما فيها استمرار طهران في انتهاك قرارات حظر تسليح الحوثيين وتزويدهم بالطائرات المسيّرة وتهريب الصواريخ والأسلحة إليهم».
ونوّه الاجتماع الحكومي بالمواقف الدولية المعلنة والواضحة في الوقوف الحازم تجاه التصعيد الحوثي المدعوم إيرانياً للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وما يترتب على ذلك من مسؤولية في إسناد الشعب اليمني وتحالف دعم الشرعية لاستكمال استعادة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية الملزمة والرافضة للانقلاب الحوثي.
وفي الاجتماع نفسه، أوردت المصادر الرسمية، أن رئيس الحكومة «تطرق إلى التطورات على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي، في ضوء الانتصارات المحققة بتحرير مديريات بيحان والتقدمات المستمرة في مأرب والجوف وغيرها، والتي أعطت الأمل للشعب اليمني في اقتراب الخلاص من الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، وأهمية استمرار وحدة الصف للانتصار في معركة اليمن والعرب المصيرية».
إلى ذلك، ثمّنت الحكومة اليمنية «الدعم والإسناد العسكري المقدم من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمساندة الشعب اليمني في المعركة الوجودية والمصيرية ضد مشروع إيران الدموي والتخريبي الذي يستهدف أمن واستقرار اليمن، ويشكل خطراً على الأمن القومي العربي».
واطلع مجلس الوزراء اليمني على التقرير المقدم من وزير النقل بشأن تجهيز مطار عدن الدولي ومستوى تقديم خدماته السيادية للملاحة الجوية. وأقر بهذا الخصوص تشكيل لجنة وزارية من وزراء النقل والتخطيط والتعاون الدولي والمالية والأشغال العامة والطرق ومحافظ عدن ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، تتولى مراجعة التوصيات التي تضمنها التقرير في الجوانب الإدارية والمالية والفنية المطلوب العمل بها في المطار والمشاريع المقترح تنفيذها فيها، والرفع إلى المجلس بتقرير حول نتائج عملها خلال أسبوعين من تاريخه.
وصادق مجلس الوزراء اليمني على الاستراتيجية الوطنية لرعاية كبار السن 2022 – 2028، بعد مراجعتها من اللجنة الوزارية المكلفة بذلك، وتنفيذاً لقرار القمة العربية باعتماد الاستراتيجية العربية لرعاية كبار السن 2019. وكلف اللجنة الوطنية المشكلة من المجلس بمهام متابعة تنفيذ الاستراتيجية، مع إمكانية إضافة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل جهات أخرى معنية بتنفيذ الاستراتيجية ضمن اللجنة الوطنية إذا اقتضت الضرورة.
كما كلف الاجتماع وزير التخطيط والتعاون الدولي، البحث عن مصادر لتمويل الاستراتيجية، وتكليف وزير الشؤون الاجتماعية والعمل متابعة التنفيذ بالتنسيق مع الجهات الممثلة في اللجنة الوطنية، ورفع تقارير دورية عن مستوى التنفيذ.
ألغام ميليشيات الحوثي تعيق الوصول إلى النازحين في حيس
كشفت تقارير أممية أن الانتشار الكثيف للألغام الأرضية التي خلفتها ميلشيات الحوثي قبل طردها من ضواحي مدينة حيس جنوب الحديدة لا تزال تمنع فرق الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى النازحين هناك، كما أكدت أن الشركاء العاملين على إيصال المساعدات في الميدان يواجهون تحديات متعلقة بالوصول وتحديات لوجيستية. بالإضافة إلى العوائق البيروقراطية، بما فيها تدخل السلطات المحلية والتأخيرات المتعلقة بالحصول على تصاريح نقل إمدادات العمل الإنساني والسماح بإجراء عمليات تقييم الاحتياجات السريعة، وأكدت استمرار عملية النزوح إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة في محافظتي الحديدة وتعز.
وفي تقرير موسع خاص بالوضع الإنساني خلال العام المنتهي وبداية العام الجاري أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الألغام لا تزال تشكل أحد أكبر مخاطر السلامة على شركاء العمل الإنساني في الميدان في مناطق الساحل الغربي، حيث لا يزال شركاء العمل الإغاثي يترددون عن السفر إلى المناطق الواقعة في ضواحي مدينة حيس، رغم أن التقارير الأولية تشير إلى وجود نازحين في تلك المناطق، جراء المخاطر المتعلقة بالسلامة التي تشكلها الألغام. كما يشكل نقص الإمدادات في المواد غير الغذائية والإيوائية وعدم توافر قدرة التخزين تحديا إضافيا.
ويشير التقرير إلى أن المواجهات المسلحة هدأت نسبيا على طول ساحل البحر الأحمر وفي الجبهات الجديدة في جنوب الحديدة التي كانت قد امتدت، منذ إعادة انتشار القوات الحكومية في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، من الحدود الجنوبية لمديرية التحيتا نحو الشرق عبر مديريتي حيس والجراحي إلى مديرية جبل رأس. ورغم ذلك، استمرت الأعمال القتالية، والقصف المدفعي، في مختلف المناطق المشتعلة، بما في ذلك مناطق الحيمة في مديرية التحيتا وفي مديرية حيس، على طول حدود مديريتي الجراحي وجبل رأس المجاورتين. كما لا يزال القتال دائرا، في مديرية مقبنة في محافظة تعز.
ويسند إلى الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، القول أن نحو 3.176 أسرة - ما يقارب 22 ألفا و232 شخصا - نزحوا بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بصورة كبيرة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية في مديريات الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة ومديرية المخا التابعة لمحافظة تعز والمناطق الأخرى من محافظة تعز، ونزحت معظم هذه الأسر عقب إعادة انتشار القوات الحكومية من مناطق عديدة في الحديدة وجراء الأعمال القتالية في مديرية مقبنة، حيث تم الإبلاغ عن المزيد من حركة النزوح بعد سيطرة القوات الحكومية بشكل كامل على مديرية حيس.
وأكدت الأمم المتحدة في تقريرها أن بيئة التشغيل كانت صعبة، وأن التقدم الذي حدث في بعض المجالات، حيث تم الإبلاغ عن حوالي 2.366 حالة تنطوي على عوائق بيروقراطية خلال العام المنصرم. ومع ذلك كثف المجتمع الإنساني، بقيادة منسق الشؤون الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، العمل مع السلطات لحل العوائق البيروقراطية وضمان الوصول في الوقت المناسب والمستدام إلى الأشخاص المحتاجين، حيث تم إحراز تقدم من خلال هذه المشاركة مع السلطات، ولا سيما في تقليل تراكم الاتفاقات الفرعية الخاصة بمشاريع المنظمات غير الحكومية والتأشيرات والتصاريح، وفي الموافقة على المضي في إجراء التقييمات المنسقة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تقييم المواقع متعددة القطاعات، والأمن الغذائي وسبل العيش، والرقابة والتقييم للإغاثة والظروف الانتقالية اللازمة لدورة التخطيط للبرامج الإنسانية، وستستمر هذه الجهود خلال العام الحالي لتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب.
وجددت الأمم المتحدة التأكيد على أن الاحتياجات لا تزال قائمة لأن تدفق النازحين لا يزال مستمرا بحثا عن مناطق أكثر أمنا في الحديدة وتعز، وإن كان ذلـك بوتيرة أبطأ. بالإضافة إلى ذلـك، لا يزال الوضع غيـر مستقر ومتوترا في مديريـات حيـس والجراحي وجبـل رأس في الحديدة ومديرية مقبنة في تعز، مع احتمالية أن تحدث تحركات نزوح على نطاق واسع بصورة مفاجئة، حيث يعمل شركاء العمل الإنساني على تقديم المساعدات الطارئة المنقذة للأرواح إلى النازحين في جهتي خطوط المواجهة الجديدة. ووزع هؤلاء المساعدات في الخوخة والمخا، وعلى طول ساحل البحر الأحمر والمناطق الأخرى في محافظة تعز قُدِّمت حزم من المساعدات الضرورية المنقذة للأرواح إلى 2338 أسرة نازحة حديثا، كما قدم شركاء العمل الإنساني المواد غير الغذائية والمواد الايوائية الطارئة إلى 1.721 أسرة، والدعم النقدي إلى ألف و305 أسرة، وأطقم مواد النظافة إلى ألف و515 أسرة، والمساعدات الغذائية إلى ألف و356 أسرة. وفي الوقت ذاته، قدم شركاء العمل الإنساني في مجال الصحة الدعم لمستشفى حيس من خلال تقديم المعدات والمستلزمات الطبية، وأرسلت أربع عيادات صحية متنقلة إلى مديرية الخوخة.
وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي يذكر التقرير أن شركاء العمل الإنساني قدموا بحلول نهاية العام الماضي مجموعة مواد آلية الاستجابة الســريعة إلى 2.236 أسرة نازحة، والمواد غير الغذائية إلى ألفين و221 أسرة، وأطقـم المواد الإيوائية الطارئـــة إلى ألف و458 أسرة، والمساعدات النقدية إلى 828 أسرة. كما أرسل الشـــركاء في مجـــال الصحـــة 5 فـــرق صحيـــة متنقلة إلى المديريات المتضررة من الأعمال القتالية الأخيـــرة لتقديم الدعـــم، بمـــا في ذلـــك النفقـــات التشغيلية، والحوافــز للعاملين في مجـال الصحة، والمعـــدات والإمـــدادات الطبيـــة إلى المرافـــق الصحية المختلفة.
الخليج: التحالف يشن عملية عسكرية واسعة لشل قدرات الانقلابيين
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ عملية عسكرية واسعة لشل قدرات ميليشيات الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، وواصل، أمس الخميس، ضرباته الجوية في محافظة مأرب؛ حيث تدور أعمال قتالية مستمرة، فضلاً عن استهداف معاقل ومعسكرات الحوثيين في صنعاء، بالتزامن مع تحقيق الجيش اليمني تقدماً على حساب الميليشيات في صعدة، وتواصل المعارك العنيفة في مأرب.
وأوضح التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن «العملية استجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات». وبيّن أنه «يتتبع القيادات الإرهابية المسؤولة عن استهداف المدنيين وليسوا بمنأى عن التعامل». وقال التحالف: إنه استهدف «تخزين أسلحة بمعسكر القوات البحرية بمحافظة الحديدة» مشيراً إلى أن الأسلحة تم نقلها من ميناء الحديدة تحت غطاء تجاري. كما جدد تأكيد أن «ميناء الحديدة ثكنة عسكرية يهدد الأمن الإقليمي والدولي». كما نشر التحالف، أمس الخميس، صوراً من القصف الذي طال معسكرات ومخازن الميليشيات الحوثية في العاصمة.
وفي بيان منفصل، مساء أمس، قال التحالف: إنه نفذ 12 عملية استهداف ضد الميليشيات في مأرب خلال 24 ساعة، مشيراً إلى أن الاستهدافات دمرت 4 آليات عسكرية، وقضت على أكثر من 60 عنصراً إرهابياً.
وفي الأثناء تجري استعدادات عسكرية كبيرة لاستهداف مواقع الميليشيات. وأعلن الجيش الوطني اليمني أن قواته، مسنودة بمدفعية تحالف دعم الشرعية أحرزت تقدمات جديدة في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة، شمال البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر عسكري قوله: «إن قوات الجيش الوطني سيطرت على مواقع جديدة في جبهة النقعة بمديرية الصفراء غرب محافظة صعدة، مشيراً إلى أن المعارك المستمرة، منذ يوم أمس الأول، عبر محورين أسفرت عن تكبيد ميليشيات الحوثي الإرهابية خسائر في الأرواح والعتاد». وأضاف المصدر العسكري: «إن قوات الجيش الوطني شنت عملية نوعية باتجاه مواقع ميليشيات الحوثي عبر محورين من اتجاه منطقة عار ومنطقة مربع الحماد في إطار عملية عسكرية واسعة لتطهير جميع مناطق جبهتي عار والنقعة».
على صعيد آخر، ذكرت مصادر يمنية أن الميليشيات الانقلابية بدأت حملة اعتقالات واسعة استهدفت عدداً كبيراً من عناصرها في جبهات مأرب وتخوم بيحان شبوة، وذلك على خلفية الضربات الدقيقة التي طالت قادتها الميدانيين في هذه الجبهات.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية اتهمت العناصر التي قامت باعتقالهم بتسريب إحداثيات عن مقار ومواقع القيادات العسكرية الميدانية التي تتولى عملياتها القتالية في الجبهات ويشكلون عصب عمودها الفقري.
وبحسب المصادر، فإن ميليشيات الحوثي لجأت من أجل تخفيف خسائر قياداتها إلى تقليص عددهم وتحركاتهم في جبهات جنوبي مأرب وتحديداً مديرية حريب؛ حيث ترابط «ألوية العمالقة» ومديرية الجوبة في المناطق التي ينشر الجيش اليمني قواته وسط معارك طاحنة مع الانقلابيين.
وأربكت العمليات العسكرية التي انطلقت مطلع يناير/كانون الثاني الجاري بدءاً من «إعصار الجنوب» ثم «حرية اليمن السعيد» قيادة ميليشيات الحوثي، حيث وصل بها الحال إلى نصب حواجز تفتيش وقائية لتعقب عناصرها الفارين من جبهات القتال وإطلاق تهم الخيانة وتصفيتهم.
البيان: تطهير شبوة اليمنية من ألغام الحوثي يحتاج سنوات
كشف مدير المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» أسامة القصيبي أن الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي في محافظة شبوة تحتاج لثلاث سنوات من العمل لتطهيرها بشكل كامل، موضحاً أن الميليشيا بدأت في زراعة ألغام متطورة وخطيرة عما كانت عليه في السنوات الماضية، وأن الفريق أصبح يواجه صعوبة في التعامل مع الألغام رغم أنه يبذل جهوداً كبيرة لإزالتها وتخليص اليمنيين منها.
وفي مؤتمر صحافي عقده في عدن ذكر القصيبي أن الألغام الموجودة في اليمن مختلفة عن الألغام التي كانت منتشرة العام الماضي وقبله، حيث وجدوا في شبوة ألغاماً متطورة وأكبر حجماً، حيث تطورت تكنولوجياً في تصنيع العبوات الناسفة والمواد التي تدخلت في تصنيع هذه العبوات وأتت من الخارج وليس من اليمن.
وأضاف: فقدنا 3 من خبرائنا خلال الشهر الماضي أثناء محاولتهم التعامل مع الألغام، كما أن الألغام المنتشرة حالياً في الساحل الغربي وشبوة يتم التحكم بها عن بعد، وأن المشروع بدوره «غيّر قواعد اللعب، ويخوض اليوم معركة بمتغيرات كبيرة ويتقدم بوسيلة جديدة لنزع الألغام»، قائلاً إنه تم البدء في إعادة انتشار لجميع الفرق في الساحل الغربي وشبوة وزيادة عدد الفرق في كثير من المناطق بسبب كثرة الحقول التي يزرعها الحوثيون في كافة المناطق التي ينسحبون منها، كما تمت إضافة فرق أخرى للتعامل مع الألغام والعبوات التي زرعت في كل مكان من مديريات شبوة التي حررت أخيراً.
وأكد أن الألغام التي استخدمتها ميليشيا الحوثي في الفترة الماضية هي من أخطر الألغام والعبوات الناسفة، وتعد جرائم حرب بكل معنى الكملة، والهدف منها هو قتل الإنسان والحيوان على حد سواء، مبيناً أن «مسام» خسر من منتسبيه، وبعضهم إصابات خطيرة، وقال إن المشروع نزع حوالي 300 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال ثلاث سنوات، في حين أن هناك جهات أخرى تعمل على تصنيع بعض العبوات الناسفة تحوي أجزاء يتم إدخالها من خارج اليمن.