تطوير الحوثي لتقنيات صناعة وزراعة الألغام يفاقم عدد الضحايا من المدنيين في اليمن
الجمعة 21/يناير/2022 - 10:33 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
لم تكتفي ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بالاستمرار في نشر كميات كبيرة من الألغام في المحافظات التي سيطرت عليها، بل عمدت لتطوير تقنياتها المتعلقة بصناعة الألغام وزراعتها، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا من المدنيين بل وحتى الحيوانات.
وكانت ميليشيا الإرهاب عمدت إلى زراعة مديريات عسيلان وبيحان وعين غربي شبوة بالألغام المختلفة، قبل أن يتم طردها بعملية عسكرية خاضتها ألوية العمالقة بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وفي هذا السياق، كشف مدير المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» أسامة القصيبي أن الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي في محافظة شبوة تحتاج لثلاث سنوات من العمل لتطهيرها بشكل كامل، موضحاً أن الميليشيا بدأت في زراعة ألغام متطورة وخطيرة عما كانت عليه في السنوات الماضية، وأن الفريق أصبح يواجه صعوبة في التعامل مع الألغام رغم أنه يبذل جهوداً كبيرة لإزالتها وتخليص اليمنيين منها.
وفي مؤتمر صحافي عقده في عدن ذكر القصيبي أن الألغام الموجودة في اليمن مختلفة عن الألغام التي كانت منتشرة العام الماضي وقبله، حيث وجدوا في شبوة ألغاماً متطورة وأكبر حجماً، حيث تطورت تكنولوجياً في تصنيع العبوات الناسفة والمواد التي تدخلت في تصنيع هذه العبوات وأتت من الخارج وليس من اليمن.
وأضاف فقدنا 3 من خبرائنا خلال الشهر الماضي أثناء محاولتهم التعامل مع الألغام، كما أن الألغام المنتشرة حالياً في الساحل الغربي وشبوة يتم التحكم بها عن بعد، وأن المشروع بدوره "غيّر قواعد اللعب، ويخوض اليوم معركة بمتغيرات كبيرة ويتقدم بوسيلة جديدة لنزع الألغام"، قائلاً إنه تم البدء في إعادة انتشار لجميع الفرق في الساحل الغربي وشبوة وزيادة عدد الفرق في كثير من المناطق بسبب كثرة الحقول التي يزرعها الحوثيون في كافة المناطق التي ينسحبون منها، كما تمت إضافة فرق أخرى للتعامل مع الألغام والعبوات التي زرعت في كل مكان من مديريات شبوة التي حررت أخيراً.
وأكد أن الألغام التي استخدمتها ميليشيا الحوثي في الفترة الماضية هي من أخطر الألغام والعبوات الناسفة، وتعد جرائم حرب بكل معنى الكملة، والهدف منها هو قتل الإنسان والحيوان على حد سواء.
وقال إنه لم يسبق لفرقة من فرق المشروع أن تعاملت مع 200 إلى 250 لغماً في اليوم الواحد، سوى في محافظة شبوة، خلال الأسابيع الأخيرة، وهي دلالة على الكم الهائل من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في مديريات بيحان المأهولة بالسكان، والتي لا تزال قرى محاصرة بالألغام حتى اليوم، وهي ضمن خطط فرق المشروع.
وأضاف إن المشروع نزع حوالي 300 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال ثلاث سنوات، في حين أن هناك جهات أخرى تعمل على تصنيع بعض العبوات الناسفة تحوي أجزاء يتم إدخالها من خارج اليمن.
وبخصوص خسائر المشروع البشرية، قال القصيبي "إن شهداء المشروع بلغوا 28 شهيداً، بينهم خمسة خبراء أجانب، فيما بلغ عدد المصابين 33 مصابا بإصابات متفاوتة، وهي تضحيات جسيمة في سبيل حياة اليمنيين ونزع الغام الموت التي تهدد حياتهم". وأوضح القصيبي أن استشهاد العاملين في المشروع أثناء تفكيك الألغام لم يكن لأخطاء بشرية، وإنما لتطور الألغام في كل مرة، ومنها الألغام المفخخة التي يجري تفجيرها عن بعد.
وكان المرصد اليمني للألغام، أفاد في وقت سابق أنه رصد سقوط 38 قتيـلا مدنيين وعسكريين، وإصابة أكثر من 50 آخرين، بسبب الألغام الكثيفة التي زرعها الحوثيون في مديريات بيحان، عُسيلان، وعين، في شبوة. بالإضافة إلى مديرية حريب في مأرب، خلال الفترة من أول يناير الجاري وحتى اليوم.
وحذر البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، في وقت سابق، الأهالي من الاقتراب من المناطق المشبوهة والخطرة حتى يتم تطهيرها وفتح الطرقات وتأمينها من قبل الفرق الهندسية المختصة.
كما لفت إلى أن ميليشيات الحوثي زرعت ألغاما وعبوات ناسفة بشكل مكثف وعشوائي، مطالباً النازحين عدم العودة إلى منازلهم قبل تطهير الطرقات من الألغام الحوثية.
وتتناثر في مدن يمنية عدة آلاف من الألغام والقنابل التي زرعتها ميليشيات الحوثي منذ بدء الصراع المستمر منذ مطلع عام 2015، في مناطق تشهد معارك.
وحصدت هذه الألغام أرواح آلاف اليمنيين وأصابت عشرات الآلاف منهم بإصابات خطيرة.
وتشير تقارير منظمات دولية ومحلية إلى أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتقول وزارة حقوق الإنسان التابعة للحكومة اليمنية إن ميليشيات الحوثي زرعت أكثر من مليون لغم في محافظات اليمن منذ بداية الصراع.