الهجرة او المنزل.. سيدات أعمال أفغانستان أمام طريقان بعد حكم طالبان

الخميس 27/يناير/2022 - 05:26 م
طباعة الهجرة او المنزل.. علي رجب
 

تعاني سيدات الأعمال في أفغانستان، من خسائر كبيرة، بعد سيطرة طالبان على السلطة، وفقدت سيدات الأعمال سلطتهن ؛ قوة تضمن وجودهم المستقل واستقلالهم المالي.

واوضح مسؤولون من غرفة التجارة والصناعة النسائية في أفغانستان أنه توقف نشاط أكثر من 2000 من سيدات الأعمال، هذا التوقف أدى إلى إفلاس عدد كبير منهن، في ظل فقدان الأمل في الحفاظ على أنشطتهم الاقتصادية ؛ مع سيطرة  طالبان على الاقتصاد وازاحة النساء من السلطة والأنشطة الاقتصادية.

و استثمرت المرأة الأفغانية مؤخرًا في مجالات مختلفة، بما في ذلك المطاعم وشركات السياحة وورش التطريز والحرف اليدوية وتصميم الملابس التقليدية بطرق جديدة وبيعها للأسواق المحلية والأجنبية، وإنشاء المؤسسات التعليمية الصغيرة وحتى الجامعات.

وبحسب إحصاءات غرفة تجارة وصناعة المرأة غرفة التجارة والصناعة النسائية في أفغانستان ، فإن نحو ألفين وخمسمائة شركة تديرها نساء الغالبية في التصنيع ، تنتج الشركات النسائية الأفغانية منتجات عالية الجودة مثل الملابس والمجوهرات والحرف اليدوية والسجاد والمعالجة وتغليف الفواكه الجافة للتصدير والمكسرات والتوابل، لكن معرضة للخطر الاغلاق الأن.

وحسب معطيات حكومية الافغانية قبل سقوط كابل في يد طالبا، تشكل النساء 29 %من القوى العاملة البالغ عددها 8.5 مليون، ويعمل 66 % منهن في الزراعة و 24 % في الصناعة.

ولم تسمح حركة طالبان للمرأة بالعمل، وهو ما أدى إلى  خسائر فادحة لهن، في عهد طالبان، فكانت المرأة الأفغانية حاضرة في الانشطة الاقتصادية ومشاركة في معارض محلية وأجنبية، ولكن اليوم توقف هذا النشاط.

 وأيضا خسائر  للعاملين في المؤسسات الاقتصادية التي تديرها المرأة الافغانية، فانعكس على ارتفاع معدل البطالة في البلاد، وحذرت المنظمات الدولية الناشطة في مجال التنمية والاقتصاد من انتشار الفقر في أفغانستان. وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، فإن ما يقرب من 97 ٪ من الشعب الأفغاني معرضون لخطر الفقر ، كما أن وضع التنمية الاقتصادية والإنسانية في أفغانستان معرض لخطر " الانهيار الكامل ".

وفقًا لتقارير أفغانية، زاد أيضًا عدد الأشخاص الذين لا مأوى لهم وتحولت العديد من النساء إلى التسول. في حين أن طالبان ليس لديها مشكلة في تسول النساء ، إلا أنهم غير مستعدين للسماح لهن بالعودة إلى العمل واستئناف أعمالهن.

وقال المفتش العام الأمريكي الخاص في هيئة التفتيش العامة لإعادة إعمار أفغانستان "سيجار" ، إن حظر طالبان على عمل النساء سيؤدي إلى مزيد من الضرر للاقتصاد الأفغاني ويزيد من انتشار الفقر على نطاق واسع.

وتقول رائد الأعمال الأفغانية شريفة حكمت لـ بوابة الحركات الاسلامية"، إن من السيدات العاملات شكلن ما یقارب من 40%  من سوق العمل الأفغاني، وهو كان أبرز أهم انجازات  الدولة الأفغانية  فی العقدين السابقين، فقد کانت المرأة الأفغانية تجير اعمال مختلفة من الصادرات و الواردات إلی محلات التجمیل وحتی مقاهی و مطاعم، وترأس مؤسسات وفروع فی خارج افغانستان تصل حتى الولايات المتحدة الأميركية.

وأضافت "حكمت" أنه" بعد سيطرة طالبان عانت المرأة الأفغانية كثيرا، فخاسرتها لم تختصر على صعيد العمل، التجارة او الاقتصادـ بل خسرت ابسط حقوقها الإنسان، كحق التعلیم، وبعد سيطرة طالبان أجبرت معظم السيدات علی ترك أعمالهن و اغلاق تجاراتهن. انا بجانب عملی فی مؤسسة کنت أدير مقهی بالقرب من جامعة کابول، بعد سیطره طالبان أجبرت علی غلق المقهی، ومعظم محلات التجميل اغلقت و معظم السيدات العاملات اضطررن الجلوس فی منازلهن و العوده ۲۰ سنه إلى الوراء".

وتابعت سيدة الاعمال الأفغانية "السيدة  العاملة للأسف لا مستقبل لها فی ظل القيود التي تتضاعف على النساء الأفغانيات ، وهو مستقبل حالك السواد ولا نساب المرأة الأفغانية في القرن الحادي والعشرين.

وقالت "حكمت" "للأسف كثير من سیدات الاعمال غادرن افغانستان إلى الخارج. اما خلال عمليات الاخلاء او بعد ذلك عندما إتيحت لهن فرصه المغادرة ، السيدة العامله لا تستطیع العیش فی في ظل حكمة مستبدة لا تحترمها و تحرمها من ابسط حقوقها الإنسانية ، ذا اتيحت الفرصة للسيدات الأفغانيات، انا متأكدة ان معظم سيدات افغانستان سيغادرن البلاد"..

وشدد "حكمت" على انه اذا لم تتدخل المجتمع الدولی و منظمات حقوق الإنسان، ستخسر النساء الأفغانيات کل ما حصلت علیه بجهد خلال العقدين الماضیین.

وتقول رائدة أعمال افغانية كريمة رحيميار، استثمرت في قطاع الخياطة والزراعة والتهريب أنها فقدت وظيفتها بسبب الافتقار إلى السوق، لافته إلى أنها عملت في قطاع الحرف اليدوية منذ 11 عامًا وأن حوالي 30 امرأة يعملن في ورشة الخياطة الخاصة بها الآن عاطلات عن العمل.

وأضافت "كريمة" في تصريحات لوسائل اعلام أفغانية، أن حركة طالبان سلبت من النساء الافغانيات العمل وادت إلى خسائر فادحة لهن.

وقالت أفسانة رحيمي ، رئيسة غرفة التجارة والصناعة النسائية: "استثمرت المرأة في مختلف القطاعات ، ووفرت عشرات الآلاف من فرص العمل للنساء"، والان مع سلطة طالبان هذه الاستثمارات معرضة للخطر.

وحذرت سيدة الأعمال الأفغانية "رويا حافظي"  من ان توقفت الأنشطة التجارية لسيدات الأعمال، سيكون له آثار سلبية على اقتصاد الأسرة.


شارك