من سوريا إلى ليبيا.. داعش وزيادة نشاطها الإرهابي بعد وصول طالبان للحكم

الخميس 27/يناير/2022 - 05:48 م
طباعة من سوريا إلى ليبيا.. حسام الحداد
 

منذ منتصف أغسطس الماضي ٢٠٢١، زاد معدلات العمليات التي يقوم بها تنظيم الدولة "داعش" بفروعه المختلفة، بعد فترة كمون طويلة إلى حد ما، وكان وصول طالبان للحكم في أفغانستان كان بمثابة الانعاش للفرع التنظيم المختلفة، وتنوعت عمليات داعش حسب الدولة الموجود فيها ومدى قدراتها العسكرية والأمنية، وصولا لما حدث في سوريا خلال هذا الأسبوع، فمع برودة الجو أشعل التنظيم في سوريا الأجواء بعمليات خاطفة واليوم شهدت الجهة المقابلة لسجن الصناعة في غويران بالحسكة شمال شرقي سوريا، اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وخلية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.

سوريا:

وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في الحسكة، بأن الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وخلية "داعشية" مكونة من خمسة مسلحين، أسفرت عن مصرع اثنين من الإرهابيين.

واعتقلت "قسد" العنصر الثالث من الخلية الإرهابية، بينما فرّ اثنان، وجاري البحث عن عنصرين فارين.

وكانت "قسد" قد قامت يوم الخميس، بعملية تمشيط للمباني ومحيط سجن الصناعة، غداة نجاحها في استعادة السيطرة عليه، وإنهاء عملية "داعش".

وبحسب سكاي نيوز، فإن حوالي ألف مسلح من "داعش" استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية، منهم من كان أصلا بالسجن، وآخرين ممن نفذوا عملية الاقتحام.

وفيما يتعلق بالخسائر، فإن أكثر من 200 داعشيا قتلوا، بينما بلغت حصيلة القتلى في صفوف "قسد" 23 شخصا.

وأشار مراسل سكاي نيوز إلى أن مهمة صعبة لا تزال تنتظر قوات سوريا الديمقراطية في حي الزهور المجاور، والذي فرّ إليه عناصر من "داعش"، إلى جانب مناطق أخرى في محافظة الحسكة.

ولفت إلى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لحين إحصاء الذين سلموا أنفسهم، ومقارنة ذلك مع أعداد المسجونين في غويران، وذلك لمعرفة الأعداد الحقيقية من الفارين.

ليبيا:

وفي نفس السياق أعلن "الجيش الوطني الليبي" الذي تتمركز قيادته في شرق البلاد تواصل الاشتباكات مع مجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم "داعش" بالقرب من "القطرون" جنوب غرب البلاد.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أن "الجيش الوطني الليبي" استخدم الطائرات لإسناد وحداته البرية حول مدينة القطرون، الواقعة في العمق الليبي بأقصى جنوب غرب ليبيا.

ونقل موقع "العين" عن عقيلة الصابر، القيادي بشعبة الإعلام الحربي بالجيش أن اشتباكات وصفها بالعنيفة دارت بين وحدات الجيش ومجموعات إرهابية بالقرب من القطرون أقصى الجنوب الليبي.

وأفاد الصابر بأن وحدات تابعة "للجيش الوطني الليبي" توغلت أقصى الجنوب الليبي بهدف ملاحقة المجموعات الإرهابية التي نفذت هجوما مؤخرا أسفر عن مقتل جنديين اثنين وجرح ثالث من قوات الجيش.

وأوضح المتحدث العسكري الليبي أن قوة مشتركة من كتيبة خالد بن الوليد وكتيبة شهداء أم الأرانب واللواء طارق بن زياد المعزز، وحماية مطار، تتبعت أثر الإرهابيين حتى منطقة جبل عصيدة، الواقعة على بعد 80 كيلو متر تقريبا جنوب القطرون، مشيرا إلى تواصل الاشتباكات في المنطقة ووصول تعزيزات لوحدات "الجيش الليبي".

وكانت مناطق جنوب غرب البلاد قد شهدت هجوما إرهابيا استهدف عسكريين للجيش، بين منطقتي مجدول والقطرون، حيث تعرضت سيارة عسكرية تابعة للجيش للهجوم أثناء عودتها من مهمة استطلاعية بمدينة تراغن، جنوب غرب البلاد، وإلى الجنوب من سبها، كبرى مدن الجنوب الليبي.

وقتل جراء هذا الهجوم جنديان وأصيب ثالث بجروح خطيرة، فيما أعلن تنظيم "داعش" صباح يوم الثلاثاء مسؤوليته عن الهجوم. 

وكان اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي قد قال في تصريحات لوكالة أنباء سبوتنك يوم الأربعاء إن "وحدات القوات المسلحة نجحت في قتل اثنين وجرح آخر من عناصر داعش الإرهابي شرقي مدينة القطرون".

وأكد المحجوب أن العمليات العسكرية متواصلة ولن تتوقف إلى أن يتم القضاء على التنظيمات الإرهابية والجريمة المنظمة في صحارى الجنوب.

وأشار المسؤول إلى وجود احتمال بأن هذه المجموعات التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي يقودها شخص تترصده أجهزة الجيش الليبي، ويدعى معتز أحمد.

نتائج وتوقعات:

اللافت للنظر في عمليات داعش أنها دائما ما تنشط في الدولة التي تقترب من الوصول إلى حالة اتفاق سياسي لإنهاء أزمتها كما يحدث في الحالتين السورية والليبية وغيرها، هذا بجانب حالة الضعف الأمني التي تمر بها سوريا وليبيا على وجه التحديد، وأن معظم هذه العمليات أما للإفراج عن عناصر التنظيم في سجون قسد أو النظام السوري وأما اعلان للوجود لجذب عناصر جديدة أو تمويلات جديدة كما هو الحال في ليبيا.

ونتيجة لهذه العمليات الخاطفة والسريعة التي تقوم بها فروع التنظيم في دول مختلفة يتأكد ضعف إمكانات التنظيم العسكرية واللوجستية، ونقص التمويل الخاص بالأفرع، وأنه من السهولة الآن القضاء على التنظيم شريطة أن يتم حل الإشكالية الأساسية في مخيم الهول والتي لا تؤرق قيد وحدها بل تؤرق المجتمع الأوروبي ايضا وأنه على العالم أن يقوم بدوره في هذه القضية.

ومن المتوقع في الأيام القليلة القادمة أن تنشط باقي فروع التنظيم خاصة في الدول الأفريقية حيث باتت هذه الفروع اقوى من غيرها بعد انضمام تنظيمات أخرى إليها خصوصا عناصر بوكو حرام في نيجيريا بعد مقتل زعيمهم، وفي هذه الحالة ليس مستبعد أن يحاول داعش سيناء تنفيذ عملية ولو محدودة لإعادة الحياة مرة أخرى لهذا الفرع من التنظيم.

شارك