تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 31 يناير 2022.
دانت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الاثنين، الهجوم الحوثي الأخير على الإمارات، مؤكدة أن الحوثيين لا يزالون يواصلون شن الهجمات لتهديد المدنيين.
وقال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، بتغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر: "بينما يزور الرئيس الإسرائيلي الإمارات العربية المتحدة لبناء الجسور وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، يواصل الحوثيون شن هجمات تهدد المدنيين".
وكانت وزارة الدفاع الإماراتية أعلنت فجر اليوم، عن تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ الباليستي الذي أطلقته ميليشيا الحوثي الإرهابية من مدينة الجوف اليمنية والذي كان يستهدف الدولة وتم اعتراضه وتدميره وسقوط بقاياه خارج المناطق المأهولة بالسكان.
وفي تغريدة على حسابها على تويتر، نشرت وزارة الدفاع الإماراتية مقطع فيديو يوضح تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ في مدينة الجوف.
احتدمت المعارك بين القوات اليمنية المشتركة وميليشيات الحوثي الإرهابية في جبهات جنوب مأرب، فيما أعلن الجيش اليمني أنه حقق تقدماً كبيراً تجاوز الـ30 كيلو متراً الأسبوع الماضي.
وأكد تحالف دعم الشرعية مقتل 80 إرهابياً وتدمير 11 آلية عسكرية عبر تنفيذ 25 عملية استهداف في مأرب خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما اعترفت الميليشيات الإرهابية بمقتل 24 قيادياً بصفوفها خلال المعارك والضربات الجوية.
وقالت مصادر محلية، إن الجيش اليمني ومقاتلي القبائل و«ألوية العمالقة» خاضت معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية في الجبهات الجنوبية لمأرب.
وبحسب المصادر فإن القوات المشتركة شنت هجوماً على السلاسل الجبلية في محيط معسكر «أم ريش»، فيما تكبد الحوثيون خسائر كبيرة بالمعدات والأرواح، بعد محاولتهم للهجوم على مناطق سيطرة الجيش قرب سد مأرب.
جاءت تلك العمليات العسكرية بعيد قصف جوي نفذته طائرات تحالف دعم الشرعية ضد التعزيزات العسكرية للميليشيات جنوب المحافظة.
وأكد قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن منصور ثوابه، أن قوات الجيش ومقاتلي القبائل وبإسناد من طيران التحالف حققت خلال الأسبوع الماضي تقدمات كبيرة في جبهات القتال جنوب محافظة مأرب.
وقال اللواء ثوابه في تصريح: إن قوات الجيش والقبائل حرروا مساحات واسعة أكثر من 30 كيلو متراً والتي كانت تسيطر عليها ميليشيات الحوثي.
وأضاف: أن «قوات الجيش والقبائل اقتحمت خلال الأيام الماضية الخطوط الدفاعية للميليشيات وتعاملت مع حقول الألغام، وما يزال التقدّم مستمرًا باتجاه الردهة وملعا وأم ريش وصولاً إلى الالتحام الكامل بألوية العمالقة في الجبهات الجنوبية».
وأكد قائد المنطقة العسكرية الثالثة، أن المعارك التي خاضها الجيش والقبائل وألوية العمالقة والغارات الجوّية لطيران التحالف ألحقت بالميليشيات خسائر موجعة في العتاد والأرواح.
إلى ذلك، أكد تحالف دعم الشرعية أمس، مقتل 80 إرهابياً حوثياً في عمليات استهداف بمأرب.
وقال التحالف إنه نفذ 25 عملية استهداف نجحت في تدمير 11 آلية عسكرية.
واعترفت الميليشيات الإرهابية بمقتل أكثر من 24 قيادياً بصفوفها خلال المعارك والضربات الجوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وأجرت ميليشيات الحوثي، أمس الأول، العشرات من عمليات التشييع لقتلاها في عدة محافظات واقعة تحت سيطرتها، منهم 24 عنصراً ممن تمنحهم رتباً عسكرية عليا ومتوسطة. ونشرت ميليشيات الحوثي على وسائل إعلامها أسماء القتلى، منهم قيادات برتب «لواء وعميد وعقيد ومقدم ورائد وملازم». ومن بين القيادات الميدانية الذين تم تشييعهم: «مهدي علي جابر شويان، من محافظة صعدة، وينتحل رتبة لواء، وعباس عزي فرحان من المحافظة ذاتها، وينتحل رتبة عميد، ويحيى أحمد يحيى الفرجة، برتبة عقيد، وعادل محسن دعبوش برتبة مقدم، وينحدر من محافظة صعدة، إضافة إلى قيادات أخرى ممن تمنحهم رتبة مقدم ورائد».
وفي تعز، لقي 7 عناصر من الميليشيات الإرهابية أمس، مصرعهم وأصيب آخرون بغارة لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في جبهة «مقبنة». وأوضح مصدر عسكري أن مقاتلات التحالف استهدفت بغارة جوية مواقع تمركز ميليشيات الحوثي في منطقة «الصراهم»، ما أدى إلى تدمير عربة مدرعة، ومقتل 7 وإصابة آخرين من عناصر الميليشيات بينهم قناص غربي مدينة تعز.
الميليشيات تشن حملة اختطافات واسعة في «العبدية»
أفادت مصادر محلية، في محافظة مأرب، شمال شرقي اليمن، أمس، عن حملة اختطافات واسعة شنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية بحق أبناء مديرية «العبدية».
وبحسب المصادر فإن الميليشيات الحوثية شنت حملة اختطافات واسعة طالت العشرات من أبناء مديرية «العبدية»، وقامت بنقلهم إلى سجونها في صنعاء.
ولفتت إلى أن من بين المختطفين عبدالحكيم الثابتي، مدير عام مكتب التربية والتعليم سابقًا.
يذكر أن ميليشيات الحوثي الإرهابية كانت قد اختطفت أكثر من 500 شخص من أبناء المديرية عندما سيطرت عليها قبل نحو ثلاثة أشهر.
وفي سياق متصل، أقدمت عناصر تابعة لميليشيات الحوثي على اختطاف طفل يبلغ من العمر 11 عاماً في محافظة الجوف.
وقالت مصادر محلية إن «ميليشيات الحوثي اعترضت طريق الطفل مسفر بن هادي جريم أثناء عودته إلى منزله في الطريق الرابط بين مديريتي الحزم والمصلوب واقتادته إلى جهة مجهولة».
الجدير ذكره أن جرائم الميليشيات وانتهاكاتها في الجوف وخصوصاً مع قبائل «بني نوف» تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في محاولة من الميليشيات لإخضاع قبائل «بني نوف» وإذلالهم ليتسنى للميليشيات السيطرة الكاملة على أبناء القبائل والزج بهم في حروبها.
رصد تقرير خبراء الأمم المتحدة بشأن الأوضاع في اليمن استمرار تجنيد الحوثيين للأطفال اليمنيين في مناطق نفوذهم، مستغلين المدارس والمساجد لهذا الغرض، في وقت كشف فيه تقرير حقوقي يمني أن صواريخ ميليشيات الحوثي الإرهابية وطائراتها المفخخة وألغامها وعبواتها الناسفة تسببت في مقتل وإصابة أكثر من ألف طفل في محافظة مأرب منذ الانقلاب على الشرعية.
وكشف التقرير تجنيد الميليشيات لأكثر من ألف وأربعمئة طفل تراوح أعمارهم بين العشرة إلى سبعة عشر عاماً، وقتلوا خلال المعارك عام 2020. ولوّح التقرير بفرض عقوبات على العناصر الحوثية التي تقوم بتجنيد الأطفال. وأفاد التقرير بأن جميع القوات الموالية للحوثي تنتهك الحظر على السلاح. ورصد أيضاً حصول الميليشيات على الأسلحة عبر شبكة معقدة من الوسطاء في الخارج؛ بهدف طمس الأدلة. وكشف التقرير عن قيام الحوثيين بتجميع المسيّرات والصواريخ والعبوات الناسفة في مناطق سيطرتهم. وأشار إلى قيام جماعة الحوثي بإلقاء الألغام البحرية بشكل كبير العام الماضي.
وبالتزامن مع تقريرالخبراء الدوليين، كشف مكتب حقوق الإنسان، بمحافظة مأرب، عن مقتل وإصابة 1028 طفلاً بنيران ميليشيات الحوثي، خلال السنوات السبع الماضية في المحافظة. وأصدر مكتب حقوق الإنسان، أمس الأحد، تقريراً حمل عنوان «قتل الطفولة» رصد فيه انتهاكات الطفولة في مأرب خلال الفترة من 1 أكتوبر 2014 وحتى 31 ديسمبر 2021.
سنوات من الجرائم
وأوضح مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب عبد ربه جديع أنه تم رصد خلال فترة إعداد التقرير مقتل (296) طفلاً وإصابة (732) طفلاً آخرين في مأرب بصواريخ وألغام ومتفجرات وطائرات ميليشيات الحوثي الإرهابية المفخخة التي استهدفت المحافظة خلال السنوات السبع الماضية.
وبيّن أن نحو (149) طفلاً قتلوا، وأصيب نحو (421) بالصواريخ والمقذوفات الحوثية فيما قتل نحو (147) طفلاً وأصيب نحو (311) بالألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الإرهابية في عموم مديريات ومناطق محافظة مأرب منذ بداية انقلابها على الشرعية.
وتناول التقرير جرائم تجنيد الأطفال في المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية في مأرب، وذكر أن الميليشيات جندت نحو ألف و748 طفلاً من أبناء مأرب، منهم 124 طفلاً قتلوا، وأصيب 529 طفلاً، فيما لايزال نحو (472) طفلاً يقاتلون في صفوف الميليشيات الحوثية، في حين لايزال مصير نحو (323) طفلاً مجهولاً حتى هذه اللحظة.
وتطرق إلى جرائم الاختطافات والإخفاءات القسرية التي مارستها الميليشيات الانقلابية بحق أطفال مأرب، مشيراً إلى أنها اختطفت خلال فترة إعداد التقرير (148) طفلاً من بعض المناطق في المديريات الغربية بالمحافظة، منهم (45) طفلاً لايزالون مخفيين في سجون ومعتقلات الانقلابيين.
ضحايا مدنيون ومسجد
وفي الأثناء، تواصل ميليشيات الحوثي جرائمها، فقد قتل مدني وأصيب اثنان من عائلة واحدة، أمس، في منطقة البغيل شمالي حيس بمحافظة الحديدة،بقذيفة هاون حوثية، سقطت على منزلهم. كما استهدفت الميليشيات مسجد عبدالله بن مسعود في منطقة الصفحة بمديرية عسيلان بمحافظة شبوة، بصاروخ باليستي. وتسبب القصف بمقتل 4 مدنيين وإصابة 5 آخرين، إضافة إلى أضرار كبيرة في مباني ونوافذ ومنارة المسجد، واحتراق عدد من سيارات المدنيين.
أوقعت غارات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس الأحد، خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد في صفوف الميليشيات الحوثية عبر سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقعها على جبهات تعز ومأرب. وأكدت مصادر رسمية مقتل أكثر من 80 عنصراً حوثياً في عمليات استهداف بمأرب. وقال التحالف إن طائراته نفذت 25 عملية استهداف باليمن نجحت في تدمير 11 آلية عسكرية، وذلك بعد يوم من إعلان التحالف مقتل أكثر من 90 عنصراً حوثياً في مأرب.
وفي ذات السياق، شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة بجبهة مقبنة غربي تعز، ما أسفر عن مقتل 7 حوثيين وإصابة آخرين، كما شنت غارتين جويتين على مواقع الميليشيات بجبل الصراهم غربي المحافظة. وأعلن مصدر عسكري أن غارتين للتحالف استهدفتا عربة عسكرية وقناصاً وعناصر حوثية مقاتلة في الصراهم بالعنين غربي المدينة. وأضاف أن الغارتين أسفرتا عن سقوط عشرات القتلى من الميليشيات.
جاءت هذه التطورات بعدما أفادت وزارة الدفاع اليمنية بأن قوات الجيش والمقاومة أحرزت تقدماً جديداً في الجبهات الغربية لمحافظة تعز بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وتمكنت من تحرير قرى ومواقع مهمة في منطقة الأحطوب في مديرية مقبنة. وبالتزامن مع ذلك، استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية بعدد من الغارات الجوية مواقع وتعزيزات جماعة الحوثي المسلحة في مناطق تقع بين مديريتي مقبنة وجبل حبشي. وأشارت الوزارة إلى أن المعارك أسفرت عن سقوط العشرات من عناصر الحوثيين بين قتيل وجريح، كما دمرت قوات الجيش وطيران التحالف عدداً من الآليات والأطقم العسكرية التابعة للميليشيات.
واعترفت ميليشيات الحوثي، بمقتل أكثر من 24 قيادياً بصفوفها خلال المعارك والضربات الجوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية. وأجرت ميليشيات الحوثي، السبت، العشرات من عمليات التشييع لقتلاها في عدة محافظات واقعة تحت سيطرتها، منهم 24 عنصراً ممن تمنحهم رتباً عسكرية عليا ومتوسطة. ونشرت ميليشيات الحوثي على وسائل إعلامها أسماء القتلى، منهم قيادات برتب «لواء» و«عميد» و«عقيد» و«مقدم» و«رائد» و«ملازم».
وتخوض قوات الجيش مسنودة بقوات المقاومة الشعبية، معارك عنيفة ضد الميليشيات في الجبهات الجنوبية لمأرب. وبحسب المصادر فإن قوات الشرعية شنت هجوماً على السلاسل الجبلية في محيط معسكر أم ريش، فيما تكبد الحوثيون خسائر كبيرة بالمعدات والأرواح، بعد محاولتهم للهجوم على مناطق سيطرة الجيش قرب سد مأرب. وجاءت تلك العمليات العسكرية بعيد قصف جوي نفذته طائرات تحالف دعم الشرعية ضد التعزيزات العسكرية للميليشيات جنوب المحافظة.
أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية فجر اليوم، عن تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ الباليستي الذي أطلقته ميليشيا الحوثي الإرهابية من مدينة الجوف اليمنية والذي كان يستهدف الدولة وتم اعتراضه وتدميره وسقوط بقاياه خارج المناطق المأهولة بالسكان.
وفي تغريدة على حسابها على تويتر، نشرت وزارة الدفاع الإماراتية مقطع فيديو يوضح تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ في مدينة الجوف.
وقالت الوزارة: "تعلن قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع بدولة الإمارات عن تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ البالستي الذي أطلق من الجوف الساعة 0050 بتوقيت الإمارات الإثنين 31/1/2022 علماً أنه كان قد تم اعتراض الصاروخ الساعة 0020 بواسطة دفاعاتنا الجوية، مرفق فيديو تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ."
وأكدت وزارة الدفاع أنه لم ينجم عن الاعتداء الحوثي أية خسائر حيث سقطت بقايا الصاروخ الباليستي خارج المناطق المأهولة بالسكان.
كما أكدت الوزارة أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أية تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من كافة الاعتداءات.
وفي واشنطن، دانت الخارجية الأميركية الهجوم الحوثي على أبوظبي مشيرة إلى أن الميليشيا تواصل تهديد المدنيين.
عزز التقرير الأحدث لفريق الخبراء الأمميين التابعين لمجلس الأمن الدولي، بالنظر إلى ما أورده في أثنائه، الدعوات اليمنية والعربية لتصنيف الميليشيات الحوثية على لوائح الإرهاب العالمي، بخاصة في ظل تأكيده استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية المهرَّبة إلى الجماعة، إضافةً إلى تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين وتنامي قدرة الجماعة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وعدم رغبة قادتها في الانخراط في أي مساعٍ للسلام.
ويرى الكثير من المراقبين اليمنيين أن التقرير الأحدث للفريق الأممي وإن شابه بعض القصور أو تخلله بعض المزاعم إلا أنه يفتح الباب أمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي للبناء عليه من أجل اتخاذ تدابير رادعة للسلوك الإرهابي للميليشيات الحوثية، التي واصلت -وفق التقرير- تجريف الهوية المجتمعية لليمنيين إلى جانب قيامها بشحن أدمغة الأطفال بأفكارها المتطرفة والعدائية والزج بهم للقتال.
أكثر موضوعية
في هذا السياق، يرى الباحث السياسي والأكاديمي اليمني الدكتور فارس البيل، أن التقرير جاء هذه المرة «أكثر موضوعية من تقارير سابقة بعد انتقادات كثيرة لأداء ولغة الفريق الأممي».
ويتابع البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أياً يكن مدى موضوعية التقرير أو محاولته الإمساك بالعصا من المنتصف فإنه يعد وثيقة جنائية تُدين ميليشيا الحوثي بشكل تام، ويعد وثيقة تاريخية لإجرام هذه الميليشيا، كما أن التقرير من جهة أخرى يُدين تقاعس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء التخلي عن مسؤوليتهم لإيقاف انتهاكات الميليشيات أو الحد منها أو اتخاذ التدابير والعقوبات المناسبة بحق من أجل سلامة المجتمع اليمني».
وينتقد الدكتور البيل عدم التعاطي مع مثل هذه التقارير «إذ لا يمكن أن تظل هذه التقارير تتردد على مسامع هيئات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بكل ما تسجله من وحشية ومعاناة كثيفة ولا تتحرك هذه الجهات لإيقاف هذا النزيف الهائل للحياة في اليمن»، حسب تعبيره.
ويعتقد البيل أن ما في التقرير يعدّ «إدانة كاملة للنظام الإيراني بوصفه يخالف كل قرارات الأمم المتحدة بوقف تسليح الحوثي أو الاستمرار في دعم زعزعة أمن اليمن واستقراره وجرّه إلى مربعات الاحتراب الدائم والتفكك والانهيار الشامل».
ولذلك –والحديث للبيل- «فإن عدم اتخاذ خطوات عملية عاجلة وملموسة من مجلس الأمن إزاء طهران والحوثي، يعني حالة من العجز الأممي واختلالاً في معايير الإنسانية والعدالة الدولية، فكيف يتحدث هذا المجتمع عن سلام في اليمن ولا يتخذ عقوبات ضد من يعيق جهوده للسلام أو على الأقل لا يتحدث عنه بوضوح».
ويرى الباحث السياسي اليمني أن «على الأمم المتحدة أن تدرك أن أولى خطوات السلام هي الوضوح ووضع كل خطيئة أمام الشمس، أما التستر على الجريمة فهو أولى خطوات عرقلة السلام وخذلان اليمنيين». مشيراً إلى أنه يجب بعد التقرير «على الأقل الإسراع بتصنيف الميليشيات جماعة إرهابية، حيث ثبت إرهابها العابر للحدود بهذه الضخامة والفجاجة».
كشف انتهاكات الحوثيين
من جهته يرى الكاتب والصحافي اليمني وضاح الجليل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التقرير الأممي الجديد «لم يأتِ بالكثير من الأشياء الجديدة أو غير المتوقعة، لكنّ الملاحَظ أن فريق خبراء الأمم المتحدة بات أكثر مصداقية ومنطقية في كشف انتهاكات وجرائم الحوثيين بحق اليمنيين، والتركيز على ممارساتهم التي أدت وتؤدي إلى تعميق المأساة الإنسانية في اليمن، وتدمير البلد ومؤسساته، وتوسعة الشرخ الاجتماعي، وخلق المزيد من أسباب الانقسام والصراع، وعزل المجتمع عن المحيط الإقليمي وعن العالم».
ويتابع الجليل: «هذا التقرير يشير بصراحة أكثر من سابقيه إلى الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون بحق اليمنيين، وسعيهم إلى تلغيم المستقبل من خلال تزييف وعي الأطفال والناشئة، وتحويلهم إلى تابعين ومقاتلين لصالح المشروع الحوثي الطائفي، ومعاقبة أفراد المجتمع وفئاته في حال رفض هذه الممارسات أو مناهضتها، وتسخير المساعدات الإنسانية لدعم هذا السلوك، وإجبار المنظمات والهيئات الإغاثية على تجيير أنشطتها ومساهماتها في خدمة مخططات الميليشيات ومشروعها».
أما على صعيد تهريب الأسلحة والمعدات إلى الحوثيين؛ يقول الجليل: «وجدنا التقرير أكثر جرأة أيضاً في الإشارة إلى إيران والدول المتعاونة معها، وتحميلها المسؤولية عن هذا الانتهاك الصارخ لقرارات الشرعية الدولية، وتحدي المجتمع الدولي وتجاوز كل الاعتبارات، وتمكين جماعة عصبية طائفية من أسلحة نوعية لاستخدامها في أعمال عدائية ضد المدنيين والمنشآت الحيوية والأعيان المدنية محلياً وفي دول الجوار والبحر الأحمر، وهي ما يمكن وصفها بالعمليات الإرهابية التي تتهدد الأمن والسلام الدوليين».
ويشدد الجليل على أنه «ينبغي ألا يتوقف المجتمع الدولي عند قراءة التقرير فقط وإصدار بعض التصريحات أو الإدانات، لأن الحوثيين ومن خلفهم إيران والدول المتعاونة معها في دعم الحوثيين لن تتوقف بسبب إدانات عابرة». ويضيف: «يبدو ملحّاً هنا الوقوف بحزم أمام هذه الأعمال، والتوجه إلى إجراءات عملية جادة وصارمة، وأن يبدأ ذلك بعقوبات قاسية ورادعة».
دليل إضافي
الباحث السياسي والصحافي اليمني محمود الطاهر، يرى في التقرير دليلاً إضافياً وجدّياً على إرهاب الميليشيات الحوثية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من أنه لم يشمل جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعة الحوثية، لكنني أؤكد أنه دليل إضافي ومهم، إلى جانب بياني الأمم المتحدة الأخير والجامعة العربية، اللذين وصفا الأعمال الحوثية بالإرهابية».
وينتقد الطاهر توصية التقرير بمعاقبة بعض الشخصيات من الميليشيات الحوثية فقط، ويقول: «الخبراء الأمميون لا يزالون يعتقدون أن ما يجري في اليمن صراع سياسي على الكرسي، في تجاهل واضح لحقيقة ما يجري في اليمن، حيث إن هناك جماعة إرهابية استولت على السلطة بالقوة، وتمارس إرهابها وتفرض أفكارها بالقوة المميتة».
ويقترح الطاهر أن يتم البناء على التقرير الأممي لاتخاذ خطوات دولية رادعة، سواء على صعيد وقف الانتهاكات الحوثية أو معاقبة إيران بسبب تهريب الأسلحة التي خالفت القرارات الأممية، لكنه يرى «أن الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي بشكل عام، يسعى للتهدئة مع إيران، ويتماهى مع دورها التخريبي في اليمن».
كما يشير الطاهر إلى أهمية «القرار العربي، ودوره الدبلوماسي في الضغط على المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن ومطالبته بالضغط على إيران والحوثيين بإنهاء الحرب في اليمن، من خلال الإجراءات التي تقوم بها الدول وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب».
كما لم يغفل عمّا يتعلق بالدور المطلوب من الحكومة اليمنية، إذ يقول: «لا بد أن نجد هناك حراكاً من الحكومة اليمنية بمختلف مؤسساتها، للتعريف بالخطر الإرهابي الحوثي، واستخدام تقرير فريق الخبراء دليلاً على أن الحوثي جماعة إرهابية».