قوات سوريا الديمقراطية تكشف حصيلة خسائر داعش في هجوم سجن الصناعة
كشفت قوات سوريا الديمقراطية أخر تطورات الهجوم الأخير لإرهابيي داعش على سجن الصناعة في مدينة الحسكة شرق سوريا، لافتة إلى قتلى عناصر تنظيم “داعش” الإرهابيّ 374 قتيلا.
ولفتت إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابيّ وضمن سِّجن “الصّناعة” ، عمد وبشكل وحشيٍّ،
إلى تصفية 77 من العاملين في مؤسسات السجن والحراس، حتّى وصلوا إلى مرتبة الشَّهادة.
وفي الاشتباكات والمعارك خارج السِّجن التي استمرّت سبعة أيّام، قتل 121 من قوات
قسد والعاملين في السِّجن.
وعبر تخطيط مسبق؛ شَنَّ إرهابيّو “داعش” هجوماً على سجن “الصّناعة” الذي يُحتجز
فيه الآلاف من مرتزقة تنظيم “داعش” الإرهابيّ، وانضمت إلى الهجوم العديد من المجموعات
الانتحاريّة أيضاً.
في بداية الهجوم؛ عمد المرتزقة إلى تفجير سيّارة مفخّخة عند البوّابة الرّئيسيّة
للسِّجن، ومن ثلاثة محاور؛ شنّوا الهجوم على السِّجن، في مسعى للسيطرة عليه، ولتوجيه
ضربات إلى قوّاتنا التي تدخّلت لإنهاء هذا الوضع.
بالتّزامن مع ذلك؛ شَنَّ الآلاف من المرتزقة المعتقلين في السِّجن هجوماً على
العاملين فيه، كقوى الأمن الدّاخليّ والعاملين في المؤسسات، كما اقتربت سيّارة شحن
كبيرة محمّلة بالأسلحة والذَّخيرة من بوّابة السِّجن، ليتمكّن المرتزقة المعتقلون،
وحين هروبهم من السِّجن، من الحصول على السِّلاح.
وأوضحت وقات سوريا الديمقرطية انه "دون شَكٍّ الهجوم الذي شَنَّه تنظيم
“داعش” الإرهابيّ لم يكن هجوماً عاديّاً، وقد جاء ضمن سياق مخطّط واسع أُعِدَّ له منذ
فترة طويلة. ووفق الوثائق التي تَمَّ ضبطها، وكذلك اعترافات مسؤولي المرتزقة المُهاجمين؛
تبيَّن أنَّه لو نجح هجومهم على سجن الصّناعة في الحسكة، لكانوا شنّوا الهجمات على
الأحياء الأخرى في الحسكة أيضاً، كذلك لشنّوا بالتّزامن مع ذلك هجماتهم على مناطق
“الهول، الشدّادة، ودير الزور”، وتمكّنوا من وضع مخطّطهم الواسع موضع التَّنفيذ، وبهذا
الشكل لأعلن تنظيم “داعش” الإرهابيّ خلافته المزعومة التي أطلق عليها زوراً وبهتاناً
اسم “الدّولة الإسلاميّة الثّانية”. فالهجوم على سجن الصّناعة لم يكن هجوماً محلّيّاً،
ولا يمكن حصره بالهجوم على السِّجن فقط، فهو لم يستهدف تحريرَ عددٍ من المعتقلين الإرهابيّين
فقط؛ بل أرادوا شَنَّ هجوم واسع على المنطقة، ومرّةً أخرى لينشروا إرهابهم في القتل
وفرض الظَّلام على أهالي المنطقة وإعادة إحياء التنظيم الإرهابيّ مرّةً أخرى.
وشددت على ان مخطّط تنظيم “داعش” الإرهابيّ مُنِيَ بفشل ذريع في النِّهاية،
ومرّةً أخرى وكمشاهد “الباغوز”، تصدّرت مشاهد تسليم أنفسهم بشكل جماعيّ إلى قوّاتنا،
وفرضنا سيطرتنا على الأوضاع بشكل كامل.
ووفق اعترافات المرتزقة المُهاجمين الذين تَمَّ اعتقالهم، قسمٌ من المرتزقة
المهاجمين قَدِموا من المناطق المحتلّة مثل سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض،
وقسمٌ آخر قَدِمَ من العراق كمؤازرة لهم. لكن أساس المخطّط وإدارة الهجوم “أي غرفة
العمليّات”، ووفق الوثائق، تَمَّ الإعداد لها خارج الحدود السُّوريّة.
بالتأكيد إنَّ هجوم تنظيم “داعش” الإرهابيّ لم يولد فجأة، فبعد النصر الذي تحقّق
في الباغوز، وإنهاء التّواجد الجغرافي لـ”داعش”، عمد التنظيم الإرهابيّ إلى إعادة تكوين
وإحياء نفسه، ليتلاءم مع الظروف والشُّروط الجديدة، ليعيد تنظيم صفوفه، ويحاول استعادة
قوّته السّابقة، ويفرض الخوف والإرهاب على المجتمع وأهالي المنطقة.
ولفت بيان "قسد" إلى أنه منذ أكثر من ثلاث سنوات، تخوض كفاحاً وحرباً
لا هوادة فيها ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ. لو استطاع تنظيم “داعش” الإرهابيّ من
الوقوف على رجليه وتقوية نفسه، لتمكّنَ من تنفيذ هجمات وعمليّات إرهابيّة، لكنّه فشل
فيها. وما حصل في الهجوم على سجن الصّناعة؛ يؤكّد أنَّ التنظيم الإرهابيّ استثمر الظروف
السِّياسيّة، واعتمد، بشكل مباشر أو غير مباشر، من مساعدة بعض الدّول الإقليميّة له.
وفي هذا الإطار كان دور الدّولة التركيّة هو الأبرز.
وقالت قوات "قسد" إنَّ مسؤوليّة الدّولة التركيّة في هجوم تنظيم
“داعش” الإرهابيّ على سجن الصّناعة، وفي استمرار وجود التّنظيم الإرهابيّ، هي الأكبر؛
لأنَّ هجمات الدّولة التركيّة على شمال وشرق سوريّا، وتهديداتها الدّائمة لها، تمنح
تنظيم “داعش” الإرهابيّ القوّة المعنويّة، ليلتقط أنفاسه مجدّداً ويهيّئ الأرضيّة ليعيد
تنظيم صفوفه. كذلك تحوّلت المناطق المحتلّة مثل سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل
أبيض إلى المناطق الأكثر أمناً وحماية لتنظيم “داعش” الإرهابيّ، لينظِّمَ نفسه فيها
ويدرّب عناصره. وبعض المرتزقة المُهاجمين على سجن الصّناعة قَدِموا من تلك المناطق.
وعلى هذا الأساس تتحمّل الدّولة التركيّة مسؤوليّة ما تعرّضت له المنطقة من هجمات إرهابيّة.
من جانب آخر، ظهر تعاون جيّد بين قوّاتنا (قسد) وقوّات التّحالف الدّوليّ لمحاربة
“داعش”. العمل والكفاح ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ جرى في مستوٍ جيد، حيث تَمَّ التَّنسيق
وتسيير العمليّات معاً. لكن ومنذ دحر تنظيم “داعش” الإرهابيّ على الصعيد الجغرافيّ،
وتواجد الآلاف من معتقلي “داعش” وعشرات الآلاف من عوائلهم المقيمين في “مخيم الهول”،
ترك حملاً ثقيلاً على عاتق (قسد) والإدارة الذّاتيّة، والهجوم الأخير أثبت بأنَّ التنظيم
الإرهابيّ لا يزال يُشكّلُ خطراً كبيراً ليس على مناطقنا فقط، بل خطراً داهماً على
أمن العالم أجمع. هذا الهجوم أظهر بأنَّ هناك حاجة ماسَّة إلى تقديم مساعدة دوليّة
إلى قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة والإدارة الذّاتيّة، وخاصّة من جانب التّحالف الدّوليّ،
من النّاحية العسكريّة وضرورة تقديم التكنولوجيا المتطوّرة لها. وكذلك من النّاحية
السِّياسيّة، ووجوب تكثيف تلك المساعدات، نظراً للضرورة التي تتطلّبها للقضاء على التنظيم
الإرهابيّ، لوقف هذا التَّهديد والخطر الدّاهم على العالم أجمع. بالتأكيد هذه مسؤوليّة
تتصل مباشرة بالعمل على مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابيّ، وكذلك حلّ مشكلة تواجد عوائل
عناصره بين قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة والإدارة الذّاتيّة والتّحالف الدّوليّ، فهي
بالنِّهاية مسؤوليّة مشتركة.
مرّةً أخرى أظهر هذا الهجوم ضرورة البحث عن حلول جذريّة لتواجد عوائل المرتزقة
ضمن “مخيّم الهول”، المخيّم الذي بات قنبلة موقوتة نُزِعَ عنها صمّام الأمان. كذلك
طرحت مجدّداً قضيّة الإسراع في محاكمة ومقاضاة إرهابيّي “داعش”، عبر تشكيل أساس محكمة
دوليّة.
كلّما تأخّر إيجاد الحلول لهذه القضايا والمسائل وتنفيذها على أرض الواقع، كُلّما
استفاد تنظيم “داعش” الإرهابيّ منه.
ووجهت قسد نداء إلى الرّأي العام وجميع الأطراف ذات الصلة قائلى"ومن أجل
ألا يتكرّر كابوس “داعش” مرّة أخرى، ومن أجل ألا يتمكّن تنظيم “داعش” الإرهابيّ من
لملمة صفوفه، يتحتّم تقديم العون والمساعدة – وبشكل أقوى – إلى قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة
وأهالي ومكوّنات شمال وشرق سوريّا والإدارة الذّاتيّة. فبقدر تقديم مزيدٍ من الدَّعم
السِّياسيّ، العسكريّ والاقتصاديّ لـ(قسد) والإدارة الذّاتيّة، بقدر ما يَضعُف تنظيم
“داعش” ويدخل مرحلة الضّمور.
وفي إطار حملة “مطرقة الشُّعوب”، وفي مناطق مثل “دير الزور، والرَّقّة” لا تزال
عمليّات التمشيط المحلّيّة مستمرّة، وفي نقاط محدّدة، وكذلك مستمرّة على صعيد تلك المناطق
بشكل أوسع، وذلك ضُدَّ بقايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ وخلاياه النّائمة.