حماس تخشى الجهاد الإسلامي.. صراع نفوذ تحت السطح
الثلاثاء 01/فبراير/2022 - 01:51 م
طباعة
علي رجب
تعيش حركة حماس حالة من القلق في ظل تصعيد الجهاد الإسلامي غير المنضبط ضد اسرائيلن وخروج حركة زياد النخالة عن الخط المرسوم له من قبل قادة حماس، في عمليات عسكرية تهدد مصالح واستراتيجية الحركة في قطاع غزة وأيضا في الخارج.
وخلال الأشهر الماضية شهد قطاع غزة إطلاق صواريخ من قبل حركة الجهاد الإسلامي، باتجاه إسرائيل، دون التنسيق مع حركة حماس، وهو ما اعتبرته الحركة تهديدا لاستراتيجيتها في قطاع غزة، ومصالحها وعلاقتها مع الدول الخارجية.
وأوضح مراقبون أن هناك تنافسا محتدم بين حماس والجهاد، على السيطرة على قطاع غزة، وقرار التصعيد مع اسرائيل والحصول على التمويل من الخارج.
ورغم إحجام قادة حركتي حماس والجهاد عن الحديث علناً عن الخلاف بينهما، إلا أن تقارير صحافية، أكدت أن الخلاف استفحل بين الحركتين في الآونة الأخيرة.
ويرى مراقبون، أن سبب الخلاف بين حماس والجهاد، إطلاق "سرايا القدس" صواريخ متوسطة المدى، باتجاه اسرائيل، وذلك دون العودة إلى غرفة العمليات المشتركة التي تقودها حماس، الأمر الذي اعتبرته حماس تجاوزاً ضد دورها السياسي والأمني في غزة.
ووجه مسؤولون من حماس انتقادات لاذعة لقيادة الجهاد، ولمحوا إلى عملها "لحساب جهات ترغب في تسخين جبهة غزة لصرف الأنظار عن قضايا إقليمية أخرى".
واتهمت قيادات حماس، حركة الجهاد بالانجرار وراء رغبة إيران في اندلاع حرب عسكرية في غزة، واستخدام الأوضاع الراهنة لخدمة مصالح طهران في سوريا، ولبنان، دون التفات لمصلحة الشعب الفلسطيني الذي عانى ويلات 3 حروب شنتها إسرائيل على القطاع.
وانتقد عضو حماس الأكاديمي خالد الخالدي، نهج حركة الجهاد الإسلامي، قائلاً: "أتمنى أن يكون قرار الحرب والتهدئة مشتركاً ومنسقاً مع الفصائل، ويتناسب مع إمكانات غزة وظروفها ومصالحها، وليس مع مصالح إيران".
ولفت مراقبون أن التنافس بين حماس والجهاد، واقدام الاخيرة على شن عمليات عسكرية ضد اسرائيل دون التنسيق مع حماس يربك ويهز صورة حماس أمام انصارها في الداخل والخارج، ويجعل من الجهاد الحركة الأبرز في غزة والفاعل الاهم في قرارات الحرب والسلم.
وجود تباين "تحت السطح" بين حماس والجهاد، ستظهر قريباً، بعد رفض الجهاد تخفيف وتيرة مسيرات العودة، الأمر الذي أفشل تفاهمات التهدئة أكثر من مرة رغم قبول حماس بها.
وفي سبتمبر 2021، اعتقلت الأجهزة الأمنية لحركة حماس 13 عنصرا من مجاهدى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة على خليفة اطلاق صواريخ ضد اسرائيل دون التنسيق مع الحركة.
كما استدعت اجهزة حماس في ظل مساعيها للتأكيد على قبضتها على السلطة في غزة، العشرات من نشطاء وكوادر حركة فتح والحجز والاعتقالات وكما استهدفت الاستدعاءات نشطاء من الفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية مستقلة.
خطوات حماس قابلها بهجوم من قبل الامين العام للجهاد الاسلامي زياد النخالة، حركة حماس، والذي قال في تصريحات متلفزة، إن حماس لم تنتصر في الحرب الاخيرة ويمكن تسمية ما تحقق بالانجاز فقط .
ووصف النخالة علاقات حماس مع العالم بانها فارغة ولا جدوى منها، وكشف ان الاخوان المسلمين لهم نظرية انه لا يمكن قبول حركة اسلامية الى جانبها في فلسطين ، وعندما ظهرت الجهاد الاسلامي منافسة في عملها لحماس، حيث عجزت الاخيرة “عن منافستنا اقدمت على اتهامنا بالتشييع”
التنافس أيضا بات واضحا في تسجيل حركة الجهاد الإسلامي، نقاطا في الحصول على دعم قوي من إيران وحزب الله، مع مواقف حماس من الازمة السورية، ومع عودة علاقات طهران وحماس، لازالت حركة الجهاد الإسلامي تعد الحليف الموثوق فيه من قبل النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة.
حركة الجهاد الإسلامي تجاوزت الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي بصورة أفضل من من رفقاء خالد مشعل واسماعيل هنية، فيما أربكت الحرب الأهلية الدائرة في سوريا حركة حماس التي نأت بنفسها عن حلفائها القدامى في دمشق وطهران.
وما زالت حكة الجهاد الاسلامي تتلقى تمويلا إيرانيا قُدر بأكثر خمسين مليون دولار سنويا، فيما عاشت حماس أزمة لسنوات طويلة مع طهران.
وكان تنظيم حركة الجهاد الاسلامي لمسيرة دعم ميليشيا الحوثي في غزة، ورفع صور عبد الملك الحوثي، ضربة لاستراتيجية ومصالح حماس في تحسين علاقتها مع الدول العربية وخاصة الخليجية، وأيضا تزيد من عدم ثقة الدول الخليجية بسياسة حماس مع تصريحات القيادي في الحركة محمود الزهار التي هاجم فيها السعودية ودعم الحوثي في اليمن.
الجهاد خلال السنوات العشرة الأخيرة، بدأت استراتيجية قوية من أجل تحسين موقفها في القطاع، وخصم من رصيد حماس، عبر زيادة الحشد والأنصار سواء في غزة .
ولفت المراقبون أن حركة الجهاد تواصل زيادة حضورها في قطاع غزة، عبر اطلاق الصواريخ على اسرائيل، لإظهار بمظهر المقاوم، وأن حماس تغيرت بعد حكمها للقطاع ومحالة ابقاء سلطتها بشتى الوسائل والطرق حتى إذ اقتضى الأمر وقف الصراع مع اسرائيل.
أيضا اتسمت حركة الجهاد بالمرونة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، نسجت علاقات قوية مع هذه الفصائل دون الدخول في اي صراعات عكس حركة حماس التي عمقت الصراع مع الفصائل خاصة حركة فتح والتي تعتبر أبرز الفصائل الفلسطينية.
أيضا هناك قلق من تنامي نفوذ الجهاد، ومساعيها للحصول على مكانة أكبر داخل منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تسعى حماس للسيطرة عليها، وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خالد البطش أن حركة الجهاد حريصة على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة، وتحرص أن تكون إلى جانب كل القوى بما فيها حماس وفتح دون انتقاص من دور أحد.
ولفت البطش في تصريحات متلفزة، إلى أن الجهاد ستحافظ على علاقات وطنية مع الجميع على أساس الثوابت والمقاومة إذا فشلت جهود إعادة بناء المنظمة على أسس جديدة.