مواقف كاشفة.. رهان حماس وجهاد الإسلامي على إيران يأزم علاقتها بدول الخليج
لا تشكل مواقف حماس والجهاد الاسلامي، تجاه دول الخليج وفي مقدمتهم المملكة
العربية السعودية، هفوة من هفوات سياسة الفصائل الفلسطينية ولكن سياسة منهجه تجاه الدول
الخليجية، في خدمات تهدف استراتيجية إيران وتنعكس سلبا على القضية الفلسطينية ومصالح
الشعب الفلسطيني.
وشهدت الأسابيع الماضية تصاعد تصريحات ومواقف من حركتي حماس والجهاد الاسلامي،
تهدد علاقة الفصائل الفلسطينية المتأزمة مع
دول الخليج وعلى رأسهم السعودية، بما ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني،
ولا يخدم الا مصالح قادة الحركة الشخصية والتي تصاعدت أرقام أرصدتهم في البنوك واستثماراتهم
في الخارج دون تحقيق نتائج تذكر للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فمازال الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة يعاني من السياسة الشخصية لقادة حماس والجهاد، أيضا لم تنجح
الفصائل الفلسطينية في التوصل إلى اتفاق ومصالحة وطنية، وهو ما شكل خسائر كبيرة للقضية
الفلسطينية.
وكانت تظاهرة التي نظمتها حركة الجهاد الإسلامي بدعم من حركة حماس، لدعم ميليشيا
الحوثي ورفع صور زعيم الحركة عبد الملك الحوثي، وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني،
ومهاجمة الدول الخليجية، خدمة مجانة لصالح استراتيجية ايران في المنطقة على حساب القضية
الفلسطينية التي تعاني من عدم الاتنزان لدى قادة حركتي حماس والجهاد والتدخل في شؤون
الدول العربية.
وقد اعتبر محللون فلسطنيون ، أن مواقف حماس والجهاد لا تعبّر عن الشعب الفلسطيني،
وهي تأتي في إطار المصالح الضيقة لقادة الحركتان.
حركة فتح سارعت الى استنكار التصريحات التي أدلى بها عضو المكتب السياسي لحركة
حماس محمود الزهار، الذي وصف فيها دول الخليج بأنّها تعتدي على اليمنيين.
وأكدّ الناطق باسم
فتح، حسين حمايل، أنّ الشعب الفلسطيني بأكمله ضد هذه التصريحات، وضد إغراق الفلسطينيين
في مواقف الهدف منها هو أجندات حزبية، وشخصية، وتمويلية، مشددا على أنّ الزهار بتصريحاته
يخرج عن السياسة الفلسطينية التي اتفق عليها كل الفلسطيني فيما يتعلق بتجنيب القضية
الدخول في أي نفق مظلم.
وأوضح مراقبون أن مثل هذه المواقف تضرّ بالقضية الفلسطينية، وتأتي في توقيتٍ
غير مناسب، ولا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وهي تزيد من شكوك الدول العربية تجاه سياسة
الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع ايران.
وشدد المراقبون أن القضايا الوطنية المصيرية لا يرتبط مصيرها بتحالفات تلعب
فيها كورقة رابحة وهذا معناه خسارة وضياع قضية شعب ووطن، فالمعروف أن إيران تستخدم
القضية الفسطينية طورقة للحصول والحفاظ على مصالحها الاستراتجية في المنطقة وعلاقتها
مع الدول الكبرى، وهو ما وضح من خلال تصريحات قادة الحرس الثوري بإنه اذا تعرض ايران
لضربة عسكرية سيتولى ميليشياتها في المنطقة والفصائل الفلسطينية الرد على هذه الضربات.
قال قائد مقر "خاتم الأنبياء"، التابع للحرس الثوري، غلام رشيد علي،
في تصريح صحفي، إن القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، أبلغهم أنه نظّم 6 جيوش
خارج حدود بلاده، (ذكر من ضمنها حركتي حماس والجهاد الإسلامي)، مضيفا إن "العدو
إذا أراد استهداف الجمهورية، عليه مواجهة هذه الجيوش".
وتعد الساحة الفلسطينية من الساحات المهمة سياسيًّا وعقائديًّا بالنسبة لإيران،
وورقة مهم في حضورها وتشريع وتمرير نفوذها في الدول العربية بظهورها بمظهر الداعم والمدافع
عن القضية الفلسطينية عبر دعم الفصائل الفلسطينية.
إيران استفادت ولا تزال، من دعمها المقاومة الفلسطينية، في تخطيها حاجز الطائفية،
وظهورها في الشارع العربي والاسلامي قوة إسلامية لا قوة شيعية، حيث أنها تدعم قوى إسلامية
سنية، الأمر الذي يعطي لها صفة المشروع الإسلامي العام، وهذا بلا شك كان له أثره في
نفوس الجماهير المسلمة وإبداء تعاطفها مع إيران في ملفاتها الإقليمية، وتعرضها للتضييق
الأمريكي والدولي.
وأوضح المراقبون أن حركتي حماس والجهاد يرتكبان حماقات سياسية، ليس من الواضح
الاستراتيجية والرؤية المتعلقة بالحركتين في علاقاتهما مع الدول العربية، حيث نجدهم
يخرجون بتصريحاتٍ ومسيرات ضد الدول الخليجية، مثل هذه السلوكيات، ومنها المسيرة الأخيرة
التي نظمتها جركة “الجهاد” كلها يضرّ بالقضية الفلسطينية بشكلٍ أساسي على اعتبار أنّ
دول الخليج ليست داعمة فقط للقضية الفلسطينية، بل ممول أساسي لمعظم المشروعات التي
تتم بقطاع غزة والضفة الغربية.
وطالب صائب عريقات، وهو عضو اللجنتَين التنفيذية والمركزية، الفصائل الفلسطينية
بوقف الارتهان لإيران، قائلاً: إنّ السلطة الآن تتصدى للتدخلات الإيرانية وتدخلات تركيا
والإخوان المسلمين في فلسطين.
وقال عزام الأحمد، رئيس وفد حركة “فتح” لمحادثات المصالحة الفلسطينية، إن إيران
هي “الراعي رقم واحد” للانقسام بين الفصائل الفلسطينية، مضيفا أنه: “يبدو أن أحد شروط
عودة الدعم الإيراني لحماس هو استمرار الانقسام”.
يشكل رهان حركتي حماس والجهاد على ايران، ومهاجة الدول العربية، رهانا خاسرا،
فكان ولازال الدول العربية تشكل الداعم الحقيقي لحقوق الشعب الفسطينية وقضيته.
كذلك لم تستخدم الدول العربية في القضية الفلسطينية في ورقة مساوة أو البحث
عن شرعية التمدد والنفوذ، ولكن كانت داعمة بشكل كبير سواء على المستوى العسكري أو السياسي
او المادي، فعلبت الدول العربية دورا كبيرا في تأسيس السلطة الفلسطنية، ومازالت تواصل
جهودها من أجل اقامة الدول الفلسطينية.