أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن العملية الخاصة التي نفذتها الولايات المتحدة الليلة الماضية في شمال غربي سوريا توجت بتصفية زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض عبر موقع الإلكتروني: "بتوجيهات صادرة عني، نفذت القوات العسكرية الأمريكية في شمال غرب سوريا بنجاح عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأمريكي وحلفائنا ولجعل العالم مكانا أكثر أمانا".

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه "بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، تم إقصاء أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، زعيم داعش، من ساحة المعركة"، مؤكدا عدم سقوط أي ضحايا أمريكيين في العملية.

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان فجر الأربعاء، إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية نفذت مهمة ناجحة لمكافحة الإرهاب خلال الليل في شمال غرب سوريا، دون أن تحدد هدف هذه العملية.

قال سكان في محافظة إدلب الشمالية إنهم سمعوا صوت طائرات هليكوبتر حوالي الساعة 1 صباحا، ثم سمعوا لاحقا أصوات اشتباكات عنيفة.

انتشرت تقارير غير مؤكدة عن قيام القوات الأمريكية بمطاردة زعيم تنظيم  داعش الارهابي، لم يكن هناك ضحايا أمريكيون.

التقطت مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لم تتمكن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من التحقق منها على الفور، ما بدا أنه الغارة ونتائجها.

 في أحد مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع، يمكن سماع صوت إطلاق نار كثيف، حيث يُرى ما يبدو أنه وميض، ربما من طائرة هليكوبتر، فوق الأفق.

أظهر مقطع فيديو آخر منزلا يبدو أنه يحترق، ويمكن سماع مكالمة عبر مكبرات الصوت تحذر الأطفال من المغادرة.

موقع الغارة المبلغ عنه، وهو مبنى ، يقع على بعد حوالي 15 ميلا من قرية باريشا في سوريا حيث قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019 خلال غارة بقيادة الولايات المتحدة.

قال مسؤولون أمريكيون إن العملية كانت في مراحل التخطيط على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية.

قال تشارلز ليستر، المتخصص في الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط، إنه بناءً على المحادثات التي أجراها مع أفراد في المنطقة ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت الغارة حوالي الساعة 1 صباحا بالتوقيت المحلي عندما هبطت طائرتان أو ثلاث طائرات هليكوبتر في منطقة أطمة. حيث توجد عدة مخيمات للنازحين - ومحاطة بمبنى سكني. وقال إن القوات الأمريكية، باستخدام مكبر صوت، طلبت من النساء والأطفال إخلاء المبنى.

يواصل ليستر: "يبدو أن الهدف من الغارة كان فردا أو أفرادا مهمين بالنظر إلى القوة النارية التي جلبتها القوات الأمريكية للقتال والمخاطر التي تنطوي عليها".

هذه أكبر غارة في المحافظة منذ الهجوم الأمريكي في 2019 على أبو بكر البغدادي. إدلب معقل لتنظيم القاعدة وموطن للعديد من كبار عناصرها. لكن مسلحين آخرين وجدوا ملاذا في المنطقة التي يسيطر عليها على نطاق واسع مقاتلون مدعومون من تركيا.

تخضع منطقة شمال غرب سوريا التي وقعت فيها الغارة ظاهريا لسيطرة تركيا، لكن القوة الفعلية هناك هي هيئة تحرير الشام، وهي جماعة جهادية تابعة لتنظيم القاعدة سابقا.

هي جماعة معادية الآن لكل من القاعدة وتنظيم داعش. قال السيد ليستر إن القاعدة اتهمت الجماعة الجهادية بالمساعدة في تسهيل ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية ضد أفرادها.

جاءت العملية السرية في الوقت الذي كان فيه تنظيم الدولة الإسلامية يعيد تأكيد نفسه، حيث نفذ بعض أكبر هجماته منذ هزيمته في عام 2019.

في الأسابيع والأشهر الأخيرة، شن التنظيم سلسلة من العمليات في المنطقة، بما في ذلك  الاعتداء أواخر الشهر الماضي للاستيلاء على سجن في شمال شرق سوريا.

قالت قوة يقودها الأكراد، مدعومة من الولايات المتحدة ، إن أكثر من 120 من مقاتليها وعامليها في السجون قتلوا في محاولة لإحباط مؤامرة داعش ، التي كان هدفها على ما يبدو تحرير كبار عناصر التنظيم من السجن. يضم السجن ما لا يقل عن 3000 محتجز من جماعة الدولة الإسلامية.

كانت محاولة الهروب من السجن أكبر عملية عسكرية للجماعة المتطرفة منذ هزيمة داعش وتشتت أعضائها في ملاذات في عام 2019. نفذ التحالف بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية ونشر أفرادا أمريكيين في منطقة السجن لمساعدة القوات الكردية.

في مؤتمر صحفي يوم الإثنين، قال نوروز أحمد، أحد كبار المسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية، إن الهجوم على السجن جزء من مؤامرة أوسع كان تنظيم الدولة الإسلامية يستعد لها منذ فترة طويلة، بما في ذلك الهجمات على مناطق أخرى.