مقتل زعيم تنظيم "داعش".. "القرشي" وزير التفخيخ وخليفة البغدادي
الجمعة 04/فبراير/2022 - 10:38 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
بعد أيام قليلة من إعلان قوات سوريا الديمقراطية، إعادة سيطرتها على سجن الصناعة في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، بعد أن هاجمت خلايا "داعشية" السجن وسيطرت عليه، ما يعد أكبر عملية للتنظيم الإرهابي منذ عام 2019، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 3 فبراير، مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، إثر تلك العملية في سوريا.
وذكر بيان للبيت الأبيض: "في الليلة الماضية، وتحت إشرافي، نجحت القوات العسكرية الأمريكية في شمال غرب سوريا في تنفيذ عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأمريكي وحلفائنا، وجعل العالم مكانا أكثر أمانًا".
وأضاف: "وبفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، تمكنا من القضاء على أبو إبراهيم الهاشمي القرشي - زعيم داعش".
فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن قوات العمليات الخاصة نفذت تحت إدارة القيادة المركزية الأمريكية مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون، في بيان، إن "المهمة التي قامت بها قوات العمليات الخاصة الأمريكية في شمال غربي سوريا نجحت ولا يوجد ضحايا أمريكيون".
فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط 13 قتيلاً على الأقل بينهم ثلاث نساء قضوا خلال العملية التي بدأت بإنزال جوي بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، وتبعتها اشتباكات استمرت لأكثر من ساعتين.
وتعدّ تلك العملية، وفق المرصد، الأكبر منذ تلك التي نفذتها واشنطن في 27 أكتوبر 2019، وأسفرت عن مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي في إدلب أيضاً.
من هو أبي إبراهيم الهاشمي القرشي؟
اسمه الحقيقي أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، ويعرف بعبد الله قرداش، من المكون التركماني وكان سجيناً سابقاً في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق الذي كانت تديره القوات الأمريكية في حينها بعد عام 2003، وهو نفس السجن الذي كان البغدادي موجوداً فيه بنفس الفترة، وبالتالي فإن العلاقة الوثيقة بين الرجلين، البغدادي وقرداش، وتعود جذورها الى ما قبل قرابة 16 عاماً.
وبحسب المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ولد القرشي عام 1976 في تلعفر غرب الموصل. وحصل على بكالوريوس في الشريعة من كلية الإمام الأعظم في الموصل، وبزغ نجمه في أوساط التنظيمات الإرهابية منذ عام 2003 حيث شغل منصب "شرعي عام" لتنظيم القاعدة الإرهابي، ثم تولى منصب أمير "ديوان الأمن العام" في سوريا والعراق، وتولى منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين" داخل التنظيم.
وبحسب قناة "السومرية" العراقية كان القرشي ضابطاً سابقاً في الجيش العراقي إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وهو ذو خبرة قيادية في التنظيمات المتطرفة بالعراق وسوريا ولبنان.
ووفق المصادر، أن شغل القرشي منصب الشرعي العام لتنظيم القاعدة، فبعد سقوط النظام السابق، انضم إلى تنظيم القاعدة، وبايعه في العام 2004، واستلم منصب المسؤول الشرعي للتنظيم في القسم الأيسر من مدينة الموصل، ثم تدرج في المناصب الشرعية والإدارية، وأصبح أحد أعضاء مجلس الشورى.
وفي 2006 ألقت القوات الأمريكية القبض عليه وأودعته سجن بوكا في البصرة جنوب العراق، ليلتقي البغدادي هناك، قبل أن يطلق سراحه بعد نحو 3 سنوات، ليعود إلى الموصل ويصبح مجددا من القيادات الكبيرة للتنظيم في المحافظة.
وبعد 2014، كان أول من استقبل البغدادي في الموصل بعد الإعلان عن تشكيل داعش، ثم تولى قيادة مناطق شرق نهر الفرات، من العراق وسوريا، ثم أصبح أميرا لديوان الأمن العام في التنظيم، ثم وزيرا لـلتفخيخ والاستشهاديين.
هذا وقد وأصيب في ساقه اليمنى في معارك الباغوز السورية، آخر معاقل داعش العلنية، على يد قوات سوريا الديمقراطية، ليصل في أغسطس 2019 إلى هرم التنظيم ويكشف عن توليه زعامته، بحسب مواقع موالية للتنظيم الإرهابي، بينها وكالة أعماق، حيث كان يرتبط بعلاقة متينة بالبغدادي امتدت لأكثر من عقد.
وظهر قرداش إلى جانب البغدادي في شريط فيديو بثه التنظيم في ربيع 2019، وليخلفه بعد مقتله على يد قوات التحالف الدولي في إدلب.
وقررت لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي، في مايو 2020، إدراج قرداش على لائحة العقوبات، بموجب القرار رقم 2368 الخاص بفرض عقوبات على تنظيمي داعش والقاعدة، بتهمة "التخطيط لأنشطة نيابة عن التنظيمين وتمويلهما".
وفي أغسطس 2019 رصدت واشنطن مبلغ 5 ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على قرداش، ثم جددت واشنطن عرض المكافأة في أبريل 2020.
ويصنف القرشي بأنه من أشرس وأقسى قادة تنظيم داعش، وربما لهذا السبب أعلنت أجهزة الاستخبارات العراقية، حالة استنفار معلوماتية حول شخصية القرشي وما هي تحركاته وأين يمكن أن يكون موجوداً، لا سيما أن القرشي ينحدر من بلدة تلعفر، شمال غرب مدينة الموصل، وهي من أهم معاقل التنظيم المتطرف، وكانت البلدة مرشحة لتكون مقراً رئيسياً للتنظيم بعد سقوط مدينة الموصل، الا أن القوات العراقية تمكنت من دخول البلدة بسهولة وسمح وقتها لمئات المتطرفين بممرات هروب متعمدة.
ويرى المراقبون أن مقتل القرشي يمكن أن ينقل تنظيم داعش الى مرحلة خطيرة للغاية من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية، كما يمكن ان يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف اثارة الفتنة الطائفية في العراق.
وبحسب تقارير صحفية فإن المرحلة المقبلة من الحرب على تنظيم داعش لن تكون سهلة بمقتل القرشي فمهمة الزعيم القادم لن تكون سهلة ويمكن أن تتمحور حول عملين:
الأول اعادة القوة الى التنظيم بعد هزائمه في سورية والعراق وربما يستثمر الأحداث الأخيرة في شمال شرق سورية لتحقيق هذا العمل. والأمر الثاني، بدء عمليات ارهابية دموية في العراق وسورية ومناطق في العالم ليرسل رسالة بأن التنظيم بات أكثر خطراً من عهد القرشي.
وترى التقارير أن فرص نجاح زعيم داعش الجديدة لن تكون أفضل حالاً من سلفه البغدادي والقرشي، كون تنظيم داعش واقع في منطقة بين العراق وسوريا وهي تحت ضغط شديد عسكرياً وأمنياً ومن أطراف اقليمية ودولية عديدة، كما أن هناك تعاوناً دولياً واسعاً لمنع هذا التنظيم الإرهابي من إعادة أنشطته رغم تقاطعات المصالح التي تبرز بين دولة وأخرى بين الحين والآخر.
ويرجح المراقبون أن تتأثر العديد من أفرع التنظيم في الدول المختلفة بمقتل قرداش، خاصة التي تعتمد بشكل رئيس على التنظيم الأم في توفير الموارد المالية والتسليح، محذرين في الوقت ذاته من موجة انتقامية ربما تشهدها العديد من الدول سواء العربية أو الأوربية كرد فعل على مقتل البغدادي.