عبر ذراعها الحوثية.. إيران تسعى لاتخاذ جغرافيا اليمن منصة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة

السبت 16/ديسمبر/2023 - 01:07 م
طباعة عبر ذراعها الحوثية.. فاطمة عبدالغني
 
أدانت الحكومة اليمنية واستنكرت بأشد العبارات التصريحات الخطيرة والاستفزازية الصادرة عن وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا أشتياني، لعدد من الوكالات الاخبارية، ووصفه البحر الأحمر بمنطقة نفوذ تقع تحت السيطرة الإيرانية، بالتزامن مع سلسلة الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيا الحوثي وتستهدف السفن التجارية وناقلات النفط.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "التصريحات الإيرانية كشفت الدوافع الحقيقية للهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي، واسقطت محاولاتها ايجاد غطاء سياسي واخلاقي لتلك العمليات، وكسب تعاطف شعبي، عبر ربطها بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، وأكدت أن تلك الادعاءات مجرد ذريعة لممارسة القرصنة، وتنفيذ الإملاءات الإيرانية في تهديد الأمن البحري وحركة التجارة العالمية".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على موقع "إكس" أن "تلك التصريحات تؤكد صحة ما قلناه مراراً وتكراراً عن وقوف النظام الايراني توجيهاً وتخطيطاً وتمويلاً وتسليحاً خلف انقلاب مليشيا الحوثي الارهابية على الدولة اليمنية، وممارساتها الاجرامية طيلة السنوات الماضية، وهجماتها العابرة للحدود كأداة إيرانية، ومساعي طهران اتخاذ جغرافيا اليمن منصة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية في البحر الاحمر وباب المندب خدمة لاهدافها الخاصة ".
وجدد الإرياني التحذير من خطورة استمرار سيطرة مليشيا الحوثي، الأداة الإيرانية الارخص، على مؤسسات الدولة والعاصمة المختطفة صنعاء، وتواجدها في أجزاء من الشريط الساحلي وموانئ (الحديدة، الصليف، رأس عيسى)، في تجاوز صريح لاتفاق السويد، واتخاذ تلك الموانئ منطلقاً لعمليات القرصنة وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية، والذي اثبتت التطورات انه لا يشكل خطراً على اليمن فقط بل على العالم اجمع
كما حذر الإرياني من تبعات السلوك الايراني واداتها الحوثية المنفلتة على الجهود المبذولة لإنهاء الحرب واحلال السلام في اليمن، والتداعيات الكارثية لاعمال القرصنة البحرية على الاقتصاد الوطني، واحتمالات ارتفاع كلفة التأمين على السفن الواصلة للموانئ اليمنية، وأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، والذي يكشف عن عدم اكتراث ولامبالاة بالاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة ومعاناة اليمنيين جراء ظروف الحرب والانقلاب
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن القيام بمسئولياتهم في التصدي لسياسات النظام الايراني التي تمثل انتهاك سافر لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتحرك لوقف سياساتها المزعزعة للأمن والسلم الإقليمي والدولي، والشروع الفوري في تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية وادراجهم في قوائم الإرهاب الدولية، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية.
وكان وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا أشتياني قال في تصريح له الخميس، ان البحر الأحمر يعتبر منطقة ايران ولا احد من خارج المنطقة يستطيع ان يناور فيها.
وجاء تصريح اشتياني حسب قناة العالم الإيرانية رداً على محاولة أمريكا تشكيل قوة بحرية من 40 دولة في البحر الأحمر وقال : ان المنطقة لم يعد فيها مجال لتنقل أحد أكثر من هذا او تشاحن بين القوى.
وتابع : إنهم (أمريكا) بالتأكيد لن يفعلوا مثل هذا الشيء، وإذا أرادوا أن يتخذو مثل هذه الخطوة الحمقاء، فسوف يواجهون مشاكل جمة .
ولفت بحسب القناة إلى أن جميع الدول لها تواجد في هذه المنطقة مشددًا بالقول: ورغم ذلك فان هذه المنطقة هي منطقتنا ونحن نسيطر عليها، وبالتأكيد لا أحد من خارج المنطقة يستطيع ان يناور فيها".
وأثار التصريح اشتياني جدلاً في الأوساط اليمنية، إذ بدا كما لو أنه يُعرّي موقف الحوثيين ويؤكد كيف أن الجماعة مجرد أداة تحركها طهران.
الجدير بالذكر أن تصريح اشتياني جاء بالتزامن مع إطلاق ميليشيا الحوثي سلسلة تهديدات للسفن التجارية في البحر الاحمر، ونفذوا العديد من الهجمات، كان أخرها استهداف سفينتين في باب المندب، جنوب البحر الأحمر الجمعة 15 ديسمبر.
حيث أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، في بيان له أن: " القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية.. نفذت عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات "إم إس سي ألانيا" و"إم إس سي بالاتيوم" كانتا متجهتين الى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين".
وأوضح أن استهداف السفينتين تمّ "بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية".
وأشارت هيئة عمليات التجارة التابعة للبحرية البريطانية إلى ورود تقارير عن حادثة بالقرب من ميناء الحديدة اليمني.
وقالت الهيئة في بيان لها على موقع "إكس" إن الحادثة وقعت على مسافة 60 ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء الحديدة. وقبل ساعات، أفادت الهيئة نفسها بتلقيها تقارير بوقوع حادثة شمال ميناء المخا اليمني بالقرب من مضيق باب المندب، وفي الواقعتين، نصحت الهيئة السفن المارة في المنطقة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي أنشطة مثيرة للريبة.
إضافة إلى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مسؤول أمريكي وشركة استخبارات، أن مقذوفاً أُطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وأصاب سفينة شحن في البحر الأحمر الجمعة.
وقال المسؤول الأميريكي في وزارة الدفاع للوكالة: "نحن على علم بأن شيئاً ما أُطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن ضرب هذا المركب الذي تضرر، ووردت معلومات عن اندلاع حريق"
وذكرت شركة الاستخبارات الخاصة "آمبري" بأن سفينة الحاويات المملوكة لشركة النقل الألمانية "هاباغ لويد" والتي ترفع علم ليبيريا "تعرّضت لأضرار مادية جراء هجوم جوي" شمال مدينة المخا اليمنية الساحلية.
وأفادت بأن "المقذوف ضرب وفق التقارير الجانب المطل على الميناء من المركب، وسقطت حاوية في البحر نتيجة الصدمة، وأدى المقذوف إلى اندلاع حريق على ظهر السفينة" أُبْلِغَ عنه عبر اللاسلكي.
وقال ناطق باسم الشركة الألمانية لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هجوماً حدث على واحدة من سفننا". ونوّه بأن السفينة انطلقت من ميناء بيرايوس، وكانت متجهة إلى سنغافورة، وأكّد عدم وقوع أي جرحى وأن السفينة تواصل رحلتها إلى الوجهة.
ودفعت الهجمات الحوثية المتكررة المتحدّث باسم البيت الأبيض للتأكيد إنّ عبور السفن التجارية في البحر الأحمر أصبح الآن أكثر خطورة، وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستعلن عن المزيد من التفاصيل بشأن فرقة العمل البحرية في الأيّام المقبلة.
كما أكد كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الجنرال باتريك رايدر، على أن واشنطن تتجه "لتشكيل قوة عمل بحرية وأنها تتشاور مع الحلفاء والشركاء حول العالم لتشكيل هذه القوة"، التي من شأنها وأد خطر هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر.

شارك