بين الحرب وقمع حماس.. المجتمع المدني بحالة مأساوية في قطاع غزة

الخميس 28/ديسمبر/2023 - 06:10 م
طباعة بين الحرب وقمع حماس.. علي رجب
 
يعيش المجتمع المدني في قطاع غزة حالة مأساوية ، فقدو الرجال في القطاع القدرة على حماية عائلاتهم وخاصتاً نسائهم بسبب الجوع وقساوة شرطة حماس، التي لم تراعي اوضاع الحرب ومارسة القمع على الفلسطينيين وهو ما كشفته مشاهد حرمان المواطنين من المساعدات بالقوة.

منذ السابع من أكتوبر 2023، يتعرض المواطنون الفلسطينيّون في غزة إلى جانب، إلى حملة قمع شعواء على حرية التعبير، في ظل مخاوف حماس من ارتفاع الصوت الرافض للحرب ومع تعثر مفاوضات وقف اطلاق النار.

في قطاع غزة، الذي يخضع لسيطرة حركة حماس، يعيش المواطن الفلسطيني ظروفًا "قهرية"، حيث يجد نفسه مضطرًا إلى مواجهة هذه الظروف الصعبة، بالإضافة إلى فرض ضرائب على جميع السلع والخدمات، مما يجعل أعباء الحياة تتزايد عليه.

في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الإسرائيلي المتظاهرين الفلسطينيين على الحدود بإطلاق الرصاص وسقوط ضحايا، يتعرض السكان في شوارع غزة لقمع واسع النطاق وتصعيد عنيف، كما يظهر في الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وببساطة، منذ نحو عام 2007، أي منذ سيطرة حركة حماس على القطاع وفرضها للانقسام، أصبحت حماس عدوًا فعليًا للشعب الفلسطيني، ما يجسد تحولها إلى جهة تسبب الكثير من الصعوبات والمعاناة للمواطنين.

وتستخدم حركة حماس قوة مفرطة لقمع أي تحرك داخلي ولردع أي احتجاجات ضدها، وقد شنت حملة اعتقالات واسعة استهدفت الصحفيين والنشطاء والمطالبين بالعمل، مما يعكس سياسة قمعية تستند إلى استخدام القوة.

بشكل عام، أصبح الفلسطينيون في قطاع غزة وسيلة لمحاولة الحصول على دعم مالي من قطر، وهذا بالتناوب مع الموافقة الإسرائيلية، مما يظهر كيف تتلاعب حماس بأوضاع السكان لتحقيق مكاسبها السياسية.

يقول سكان محليون إن حركة حماس غالبا ما تتعرض لانتقادات شديدة في السر، لكن الآن بدأت تظهر بعض علامات السخط علانية.

وأظهرت نتائج استطلاع الرأي الذي أُجري في غزة والضفة الغربية قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، أن أغلب سكان غزة، بخلاف فكرة دعم حماس، عبروا عن مشاعر الإحباط تجاه عجز الجماعة المسلحة في إدارة الشؤون القطاعية. يعاني الناس في غزة من مصاعب اقتصادية كبيرة، ويشعر العديد منهم بعدم فعالية حماس في التعامل مع هذه الأزمات.

كذلك وجد استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، وهو مركز أبحاث مقره رام الله، أن واحدا من كل خمسة أشخاص من سكان غزة ألقى باللوم على حماس في معاناتهم في الحرب.

وبالإضافة إلى ذلك، يظهر أن أغلب سكان غزة لا يعتبرون أنفسهم متفقين مع الأيديولوجية التي تعتمدها حماس. في حين تسعى حماس إلى تدمير الدولة الإسرائيلية، يعبر أغلب المستجيبين عن تفضيلهم لحل الدولتين، مع وجود دولة فلسطينية مستقلة جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

وطالب المحلل السياسي الفلسطيني  زيد الايوبي، حماس بوقف القمع ضد الفلسطينيين في فزة، لافتا إلى ات قادة حماس غير مدركين لحجم الدمار والقتل الذي خلفه العدوان الاسرائيلي على غزة خصوصا .

تلوم الغالبية العظمى من الفلسطينيين إسرائيل على الموت والدمار والتشريد الذي سببته الحرب في غزة، ومع ذلك فإن العديد من سكان القطاع يقولون إن حماس مسؤولة أيضا عن المعاناة، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين من سكان غزة احتفلوا ووزعوا الحلويات وهتفوا لمسلحي حماس أثناء تجولهم في الشوارع مع الرهائن في القطاع.

ولكن منذ ذلك الحين، بدأت الانتقادات الهادئة تنتشر ضد الجماعة المسلحة، حيث يلوم سكان غزة المسلحين على استفزازهم وإثارتهم لغضب إسرائيل وعجزهم عن حماية السكان من حرب مدمرة وأزمة إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم، بحسب الصحيفة.

ويكافح السكان في جميع أنحاء غزة للحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب، فيما أصيب النظام الصحي بالشلل وبات غير قادر على التعامل مع تدفق الأعداد الكبيرة من الجرحى والمرضى.

 

 

 

 

 

شارك