القرار العراقي بطرد القوات الأمريكية وأثره على ظهور داعش مرة أخرى

السبت 30/ديسمبر/2023 - 04:21 ص
طباعة القرار العراقي بطرد حسام الحداد
 
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن إدارته ستبدأ إجراءات إخراج قوات التحالف الدولي من العراق خلال مؤتمر صحفي في 28 ديسمبر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ضغوط الميليشيات العراقية المدعومة من إيران. وقد استخدمت هذه الميليشيات الضغط القانوني والعسكري والسياسي في الأسابيع الأخيرة لطرد القوات الأمريكية، ووفقًا لتقييم معهد دراسة الحرب الأمريكي. يؤدي هذا الضغط، وخاصة الهجمات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية، إلى خلق دورة تصعيد تؤدي إلى ضربات أمريكية للدفاع عن النفس لحماية أفراد الخدمة الأمريكية. ثم تقوم الفصائل والميليشيات المدعومة من إيران بتحريف هذه الضربات للدفاع عن النفس باعتبارها انتهاكًا للسيادة العراقية، مما يولد ضغوطًا داخلية على السوداني لإزالة القوات الأمريكية. ويبدو أن هذا الضغط قد نجح، جزئياً على الأقل، في تكرار السوداني لنقاط حديث الميليشيات المدعومة من إيران حول الولايات المتحدة. وقال السوداني إن ضربات الدفاع عن النفس تعد انتهاكا للسيادة العراقية وتتعارض مع الدور الاستشاري للتحالف الدولي.
وحسب المعهد الأمريكي تتجاهل هذه الادعاءات حقيقة أن القوات الأمريكية لها الحق في الدفاع عن النفس وأن استخدام إيران للميليشيات العميلة والوكلاء في العراق لمهاجمة القوات الأمريكية بما يتماشى مع أجندة طهران الإقليمية هو في حد ذاته انتهاك للسيادة العراقية.
وتنتشر حاليًا قوات استشارية أمريكية في العراق للقيام بعمليات مكافحة داعش بدعوة من الحكومة العراقية، ولم يقدم السوداني جدولًا زمنيًا لإزالة قوات التحالف الدولي أو وصف الآلية التي سيتم من خلالها إخراجها.
من المرجح جدًا أن يؤدي القرار العراقي بطرد القوات الأمريكية إلى خلق مساحة لظهور داعش مرة أخرى بسرعة في سوريا في غضون 12 إلى 24 شهرًا ومن ثم تهديد العراق. ويقول عدد من المحللين أن المهمة العسكرية الأمريكية في هذه البلدان تتمثل في تمكين الهزيمة الدائمة لداعش ومن خلال التعاون مع الشركاء المحليين، يعد الدعم الأمريكي لشركائها في مكافحة داعش في كل من العراق وسوريا أمرًا أساسيًا لهزيمة داعش، حيث توفر القوات الأمريكية والبنية التحتية الأمريكية في العراق الدعم اللوجستي الذي يتيح تواجد القوات الأمريكية في سوريا. إن طرد القوات الأمريكية من العراق سوف يستلزم الانسحاب من سوريا، حيث يعيد تنظيم داعش تشكيل نفسه في الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، ويواصل المعهد الأمريكي تقييمه بأن الولايات المتحدة وشريكتها في سوريا قد نجحت في احتواء داعش ولكن لم تهزمها، وأن الانسحاب الأمريكي من سوريا من المرجح أن يتسبب في عودة سريعة للتنظيم للظهور في سوريا في غضون 12 إلى 24 شهرًا،  ومن ثم فإن داعش المنبعثة من جديد ستكون قادرة على تهديد العراق مرة أخرى. ولا تزال قوات الأمن العراقية تواجه أوجه قصور كبيرة في الخدمات اللوجستية والاستخباراتية والدعم الناري، مما يعيق قدرتها على هزيمة داعش بمفردها.

شارك