مسؤول مذبحة الأقباط في سرت.. هاشم أبوسدرة في قبضة الأمن الليبي

السبت 06/يناير/2024 - 10:43 ص
طباعة مسؤول مذبحة الأقباط أميرة الشريف
 
بعد سنوات من اختفائه، أعلن جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة التابع لوزارة داخلية حكومة الوحدة الوطنية بليبيا، 4 يناير 2024، اعتقال هاشم أبو سدرة أمير تنظيم داعش و الحدود المتورط في إدارة عمليات في بنغازي وطرابلس ودرنة وسرت والجنوب، والمتورط في تسهيل دخول وتمركز الإرهابيين داخل البلاد.
وأبو سدرة يلقب بــ"خُبيب"، وتم القبض عليه عندما كان يحاول التوجه من منطقة الجنوب إلى العاصمة طرابلس.
وأوضح الجهاز في بيان أن أبو سدرة، كان مسؤولاً في تنظيم داعش كأمير للحدود، وتولى بشكلٍ مباشر تسهيل دخول الإرهابيين إلى ليبيا وتنقلهم بين المدن، قبل أن يكلف أميراً للتنظيم على ما يعرف بولاية ليبيا.
من هو أبوسدرة
وهاشم أبو سدرة، هو ليبي الجنسية مطلوب للعدالة منذ سنوات بتهمة التورط في أعمال إرهابية وارتكاب جرائم تمس أمن الدولة، وهو أحد أخطر قادة داعش، وشارك في حرب سرت.
وقبل تعيينه زعيما لتنظيم داعش في ليبيا، كان يشغل خطة أمير ديوان الهجرة والحدود، ويعتبر المسؤول الأول عن قتل المصريين الأقباط عام 2015 في مدينة سرت، حيث تولى تجهيز السيارات وتجهيز مكان دفنهم، وهو نشط جدا خاصة في الصحراء الليبية، ومكلّف بتنظيم صفوف الإرهابيين وضمان تنقلهم.
وتمكن أبو سدرة من الفرار مع غيره من المتطرفين خارج المدينة بعد هزيمة التنظيم أواخر 2016، على يد قوات عملية البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق السابقة، ليختبئ منذ ذلك الوقت ويرتكب مزيدا من الجرائم الإرهابية البشعة .
وعقب طرد التنظيم من سرت تناقلت وسائل إعلام ليبية خبر توجيه سلاح الجو الفرنسي في يونيو 2017 ضربة عسكرية استهدفت القيادي بالتنظيم هاشم بوسدرة جنوب مدينة أوباري الليبية.
‏وقبل نهاية فترته الرئاسية بأشهر وقع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أمرا باغتيال أبو سدرة لتورطه في أعمال ارهابية تهدد المصالح الأمريكية، حيث كان المسؤول عن إدخال آلاف الإرهابيين للتدريب في ليبيا وإرسالهم للقتال في سوريا.
يذكر أن وجود تنظيم داعش في ليبيا انحسر في السنوات الأخيرة، بعد قتل واعتقال أغلب قياداته وفرار آخرين إلى الصحراء، ويقتصر نشاطه على خلايا صغيرة ومتفرقة، خصوصاً في المناطق الجبلية والصحراوية البعيدة عن الرقابة الأمنية.
وأسس أبوسدرة  تنظيم داعش  مع " ابوعبدالله العراقي " في درنة و بنغازي و أسس التحالف مع مجلسي شورى بنغازي و درنة .
وكان أبوسدرة استهدف القوات المسلحة في الجنوب و كان آخرها عملية تفجير بوابة سبها سنة 2021 .
وكذلك تحالف مع البحريني " تركي البنعلي" والليبي فوزي بشير العياط و صلاح الصيد رئيس اللجنة الأمنية سرت وشقيقه عمار لتأسيس التنظيم بالمدينة .
وانضم أبوسدرة بداية لتنظيم الأنصار وله صلات وثيقة بقيادات مجالس الشورى ودار الافتاء و تنظيم الإخوان مابين 2011 - 2017 .
وكان متعقبًا من قبل المخابرات الأمريكية و الفرنسية و يخطط للانتقال إلي طرابلس قبل الإطاحة به بتعاون استخباري غربي موثوق .

تورطه في مذبحة الأقباط
كانت أعلنت السلطات الليبية في 7 أكتوبر  2017 العثور على رفات 20 مصرياً من الأقباط الذين ذبحهم داعش.
وروى شاهد عيان تفاصيل تصوير وإخراج عملية ذبحهم ودفنهم جنوب المدينة، تحت إشراف ما يسمى بـ"والي شمال أفريقيا" أبو معاذ التكريتي.
ووفق ما نقله المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص، التابعة لسلطات طرابلس، فإن التحقيقات حينها مع عناصر داعش، الذين قُبض عليهم، دلت على المقبرة الجماعية التي دُفنت فيها جثامين المصريين الأقباط.
 وقد روى أحد عناصر داعش للمركز أنه كان شاهد عيان على الجريمة المروعة، إذ كان جالساً خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، كما كان حاضراً ساعة دفنهم بجنوب سرت، وقال إنه في أواخر ديسمبر عام 2014 كنت نائماً بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت، فأيقظه أمير الديوان هاشم أبو سدرة، وطلب مني تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر.
وتابع الداعشي لقوات البنيان المرصوص: توجه كلانا إلى شاطئ البحر خلف فندق (المهاري) بسرت، وعند وصولنا للمكان شاهدت عدداً من أفراد التنظيم يرتدون زياً أسود موحداً، و21 شخصاً آخرين بزي برتقالي، اتضح أنهم من الجنسية المصرية، ما عدا واحداً منهم أفريقياً.
وكان تنظيم داعش قد أعلن خطف المصريين الأقباط من مدينة سرت، ونشر في أعقاب ذلك صوراً لهم، وهدد بإعدامهم ذبحاً.
وأظهرت الصور العمال وهم يرتدون ملابس برتقالية ويقفون مكتوفي الأيدي، في حين يتم اقتيادهم نحو شاطئ البحر، ثم يظهرون في صور أخرى وقد وُضعت أسلحة بيضاء على رقابهم في وضعية الذبح.
وفي السابع من سبتمبر 2022 أعلن الجيش الوطني عن مقتل قيادي في داعش يدعى مهدي دنقو، العقل المدبر لعدد من العمليات الإرهابية في ليبيا، أبرزها قتل المصريين الأقباط في سرت.
 وقال الجيش في بيان حينها إن قوة من عمليات اللواء طارق بن زياد تمكنت من القضاء على دنقو في الجنوب الليبي، بعد سلسلة من التحريات والمتابعة والتدقيق.
وفي نهاية عام 2016 أعلن رئيس حكومة الوفاق السابقة، فائز السراج، تحرير مدينة سرت من تنظيم داعش، لكنه أكد أن الحرب على الإرهاب في ليبيا لم تنتهِ بعد.
وفي أعقاب ذلك كشف النائب العام الليبي عن أسماء قادة تنظيم داعش، وفق التقسيمات الإدارية التي اعتمدوها آنذاك.
وقال إن التنظيم حدد أربعة دواوين مركزية للتنظيم في ليبيا؛ من بينها ديوان الهجرة والحدود، بإمرة هاشم حسين أبو سدرة، وهو ليبي الجنسية ومطلوب للعدالة.

محاولة هروبة للجنوب
أوضح جهاز الرّدع أنه اكتشف نية أبو سدرة التوجّه من الجنوب نحو طرابلس، إذ بدأت عملية استجلاء الأماكن، التي قد يُشتبه بوجوده بها، وما إن حُدد مكانه بالضبط حتى تحرك عناصر الجهاز ليتم القبض عليه في عملية دقيقة ودون أي خسائر.
وقال الجهاز، وهو ميليشيا تابعة للدبيبة، في بيانه إن كل قيادات التنظيم الإرهابي في ليبيا ممن أفسدوا الحرث والنسل، وطال أذاهم شتّى أصقاع الأرض، أُردوا اليوم بين قتيل وسجينٍ لينطق القضاء بحكمه، وارتاحت الخلائق من شره، منوهاً بأنه سينشر اعترافات المتهم خلال الأيام المقبلة، وفق البيان.

شارك