"القاعدة" ورقة إيران المحتملة لتخفيف الضغط على الحوثيين في اليمن

الإثنين 06/مايو/2024 - 12:55 م
طباعة القاعدة ورقة إيران فاطمة عبدالغني
 
يوماً بعد يوم، تظهر العلاقة المتزايدة بين إيران والتنظيمات الإرهابية الدولية بشكل واضح، وخاصة فيما يتعلق بتنظيم القاعدة الإرهابي. حيث تقدم إيران لهذا التنظيم ملاذاً آمناً لقادته العليا، بالإضافة إلى توفير الدعم العسكري والمالي واللوجستي. وتعزز هذه العلاقة الخطرة قدرة التنظيمات الإرهابية على تنفيذ هجماتها، مما يشكل تهديداً كبيراً للأمن الدولي والاستقرار الإقليمي.
وبفضل تلك العلاقة، تقوم إيران ببناء صلات قوية بين وكلائها في المنطقة وفروع التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك "القاعدة" و"داعش"، وهذا يظهر بشكل واضح في اليمن.
ومع تصاعد الضغوط على عناصر مليشيات الحوثي في اليمن، التي يُعتبرون وكلاً لإيران، وزيادة الاستياء والمعارضة الشعبية الداخلية ضد هذه الجماعة، وفي ظل التحضيرات العسكرية الإقليمية والدولية والمحلية لمواجهتها، بدأت إيران في التلويح بتنظيم القاعدة كورقة يمكن استخدامها لتخفيف الضغوط على الحوثيين.
وفي هذا السياق قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية، إن ثمة تعاونًا وثيقًا بين الحوثيين "وكلاء إيران"، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، ما يثير مخاوف من تصاعد العنف وتفاقم الأزمة في هذا البلد.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن المتمردين الحوثيين "وكلاء إيران" يقدمون الأسلحة لأعدائهم السابقين في القاعدة، ويقومون بتبادل الأسرى معهم.
وأضافت الصحيفة: "يقال إن الحوثيين يساعدون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال منحهم طائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن".
وأشارت إلى أنه "على الرغم من الاختلاف العقائدي للجماعتين، حيث إن الحوثيين (شيعة)، وتنظيم القاعدة من (السنة)، يبدو أنهما ينسقان لشن هجمات على المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وأوضحت الصحيفة، أنه "على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة للشراكة غير المحتملة بين تنظيم القاعدة والحوثيين لا تزال غير واضحة، بما في ذلك مدى ارتفاع مستوى التعاون، إلا أن هناك أدلة واضحة على ذلك".
وأضافت: "جاء أهم الأدلة في مايو 2023، عندما نفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبع هجمات بطائرات بدون طيار على قوات حكومية في شبوة جنوب شرق البلاد".
وأردفت الصحيفة: "يقال إن الطائرات بدون طيار حصل عليها أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من زعيم القاعدة الراحل لأسباب غير معروفة خالد باطرفي الذي حافظ على علاقة وثيقة مع الحوثيين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "على الأرض، يقول السكان المحليون إن القاعدة والحوثيين لم يعودا ينخرطان في مناوشات مع بعضهما البعض".
وقبل بضعة أشهر فقط، تبادلت المجموعتان الأسرى، حيث أطلق الحوثيون سراح الجهاديين القعقاع البيهاني وموحد البيضاني مقابل اثنين من مقاتليهم، بحسب الصحفية البريطانية
وقال "فرناند كارفاخال"، الذي عمل سابقًا في لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي المعنية باليمن إنه: "من الواضح أن هناك مصالح مشتركة بين المجموعتين وسط الحرب الأهلية التي طال أمدها".
وأضاف: "يهدف الحوثيون إلى السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، في حين يواصل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استهداف إنشاء ملاذ آمن في البلاد".
وقال مواطن محلي للصحيفة: "يدير مقاتلو القاعدة نقاط تفتيش على الطريق الذي يربط شبوة بمحافظة البيضاء ويحمل علمهم. وعلى بعد بضعة كيلومترات على نفس الطريق، يدير الحوثيون نقاط تفتيش حاملين علمهم".
وقال رئيس مركز سوث24 للأخبار والدراسات إياد قاسم للتلغراف: "إن انخراط الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية في النزاع البحري بالقرب من شواطئ اليمن يمثل فرصة ذهبية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وأضاف أن التنظيم قد يبدأ بتوسيع عملياته المسلحة و"الاستفادة من حاجة الحوثيين لمواجهة الضغوط الغربية تحت شعار مواجهة إسرائيل". مضيفًا: "إذا استمر الضغط على الحوثيين، فقد يلجأ تنظيم القاعدة إلى تنفيذ عمليات في المياه الدولية أو استخدام نفس التكتيكات التي استخدمها في هجماته السابقة عبر الحدود".
ومن جانبها علقت الحكومة اليمنية على المعلومات التي كشفت عنها تقارير صحيفة التليجراف البريطانية حول التعاون الوثيق بين مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وجماعتي القاعدة وداعش، وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن تلك المعلومات "تؤكد ما تحذر منه الحكومة اليمنية منذ زمن طويل بشأن التنسيق والتعاون القائم بين هذه الأطراف تحت رعاية إيران".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة إكس " "تقارير تليجراف توثق عدة حوادث تفصيلية تبرهن على هذا التعاون، منها إطلاق مليشيا الحوثي لعناصر إرهابية من سجونها، بما في ذلك إطلاق سراح عشرين عنصراً إرهابياً في نوفمبر 2018، منهم 16 من تنظيم القاعدة وأربعة من داعش، وكذلك إطلاق ثلاثة من العناصر المتورطين في اغتيال الدبلوماسي السعودي خالد سبيتان العنزي في 2020.
وأشار الإرياني إلى أن هذه الأفعال لا تؤدي فقط إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، بل تمتد آثارها إلى تهديد الأمن الإقليمي والدولي. الدعم المقدم من الحوثيين إلى هذه الجماعات الإرهابية، بما في ذلك الصواريخ الحرارية والطائرات بدون طيار ومعدات الاستطلاع، يمكنها من تنفيذ هجمات معقدة لزعزعة استقرار المنطقة.
ولفت الإرياني إلى أن التعاون بين الحوثيين وجماعات القاعدة وداعش، بدعم من طهران، يهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة في إضعاف الدولة اليمنية وتوسيع نطاق الفوضى، مما يهدد دول الجوار ويشكل خطراً على التجارة الدولية والملاحة البحرية.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم وفوري لمواجهة هذه التحركات. داعيًا إلى تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، ودعم الحكومة اليمنية في جهودها لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي اليمنية ومكافحة الأنشطة الإرهابية، مؤكدًا أن الوقت قد حان للعمل المشترك والفعال لضمان السلام والأمان للشعب اليمني والمنطقة بأسرها.

شارك