"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الجمعة 10/مايو/2024 - 10:13 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 10 مايو 2024

الاتحاد: اليمن: «الحوثي» تواصل تجريفها الممنهج للنظام التعليمي

حذرت الحكومة اليمنية من إقدام جماعة «الحوثي» على إقامة «مدارس مغلقة» تمجد الفكر المتطرف وتصنع الإرهابيين، ودعت المجتمعَ الدولي لاتخاذ خطوات أقوى ردعاً بحق الجماعة، معربةً عن تعاطيها الإيجابي مع كل الجهود المبذولة لإحلال السلام في البلاد.
وحذَّر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من استمرار جماعة «الحوثي» في سياسة تجريف ممنهج للعملية التعليمية عبر العبث بالمناهج الدراسية وفرض رسوم دراسية مضاعفة على الطلاب وتشجيع ظاهرة التسرب المدرسي.
وقال إن الجماعة تواصل قطع مرتبات المعلمين وتحويل المدارس الحكومية إلى معسكرات لتجنيد الأطفال والنشء، جاعلةً منهم أدوات قتل وتدمير وقنابل موقوتة لتهديد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. وأشار الإرياني إلى أن جماعة الحوثي تواصل الاستيلاء على مرتبات المعلمين في مناطق سيطرتها للعام التاسع على التوالي، رغم المليارات التي تجنيها من المشتقات النفطية وبقية الإيرادات الأخرى، رافضةً كلَّ الحلول والمبادرات التي طرحت لإعادة انتظام صرفها، لتدفع بذلك ملايين اليمنيين إلى ما تحت خط الفقر والمجاعة.
 وطالب الإرياني المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، والمنظمات المعنية، بإعلان موقف واضح من هذه الممارسات، وبالضغط على جماعة «الحوثي» لتحييد النظام التعليمي وعدم توظيفه كأداة للحشد والتعبئة.
إلى ذلك، دعت السلطاتُ اليمنية المجتمعَ الدولي لاتخاذ خطوات أكثر ردعاً ضد جماعة الحوثي، جراء انتهاكاتها ضد الشعب اليمني في مختلف المجالات، إضافة إلى هجماتها على سفن الشحن وخطوط الملاحة الدولية.
جاء ذلك خلال لقاءِ ممثلٍ عن مجلس القيادة الرئاسي اليمني بالسفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، حيث تباحثا حول مستجدات الوضع في البلاد، والجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن، والتطورات الإقليمية والدولية.
وتطرق اللقاء إلى جملة من التحديات الاقتصادية والخدمية والأمنية التي تواجه أبناء الشعب اليمني جراء ممارسات جماعة «الحوثي»، إضافة إلى الهجمات المستمرة من جانب الجماعة ضد سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية وتداعياتها على الأوضاع المعيشية لليمنيين، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الجماعة التي تحاول تنفيذ أجندتها في السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب.
وقال المجلس الرئاسي اليمني إن «الحوثي» بتصعيده وتقويضه لفرص السلام ينبغي أن يحتاج لمواجهة أكبر من جانب المجتمع الإقليمي والدولي لكبح جماحه ووضع حد لسلاحه وممارساته بحق الشعب اليمني والمنطقة، ولدعم الحكومة الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة وبسط سيطرتها على كل التراب اليمني.
وأكد المجلس أهمية دعم الحكومة من أجل إجراء مزيد من الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، ومكافحة الفساد وتعزيز بناء مؤسسات الدولة، مجدِّداً التأكيد على موقف الحكومة اليمنية حول ضرورة إنهاء الحرب وتعاطيها الإيجابي مع جهود إحلال السلام في البلاد.
ومن جانبه، أكد السفير الأميركي دعمَ بلاده للحكومة اليمنية، ولكل الجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن، مجدداً الموقفَ الأميركي الداعمَ لمجلس القيادة الرئاسي، ولأمن ووحدة واستقرار اليمن.

الشرق الأوسط: الحوثي يتبنّى مهاجمة 112 سفينة وتجنيد 296 ألف عنصر

تبنّت الجماعة الحوثية في اليمن مهاجمة ثلاث سفن في خليج عدن والمحيط الهندي، بينما توعّد زعيمها عبد الملك الحوثي بمرحلة خامسة من التصعيد دون خطوط حمراء، وتبنى مهاجمة 112 سفينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر الماضي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، وأعلنت الأسبوع الماضي توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وقال الحوثي في خطبة بثها تلفزيون «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، الخميس، إنه ليس أمام جماعته خطوط حمراء تحول دون تنفيذ الهجمات، التي قال إنها بلغت خلال شهر 25 عملية نفذت بـ71 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة.

وفي حين تبنى زعيم الجماعة الموالية لإيران مهاجمة 112 سفينة، قال إن العمليات التي نفذتها جماعته خلال هذا الأسبوع تمت بـ10 صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرة مسيّرة.

وزعم أن لدى الجماعة خيارات استراتيجية حساسة ومهمة ومؤثرة، وأنها لا تكترث لكل التهديدات التي تلقتها ومستعدة لكل الاحتمالات.

وهدّد الحوثي باستهداف أي سفينة نقلت بضائع لموانئ إسرائيل، وقال إن المرحلة الرابعة من التصعيد التي كان أعلن عنها قبل أسبوع ستشمل استهداف أي سفن لأي شركة لها علاقة بالإمداد أو نقل بضائع لإسرائيل وإلى أي جهة ستتجه.

ومع تهديده بمرحلة خامسة من التصعيد، أقرّ بأن جماعته استغلت الحرب في غزة لمزيد من التعبئة والتجنيد، حيث بلغ عدد المتدربين في التعبئة والتأهيل العسكري 296 ألفاً داعياً إلى المزيد.

خطبة الحوثي، جاءت بعد ساعات من تبني المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع مهاجمة ثلاث سفن بالطائرات المسيّرة والصواريخ، من بينهما سفينتان إسرائيليتان، الأولى «ديجو» في خليج عدن والثانية «جينا» في خليج عدن، زاعماً إصابتهما. كما تبنى مهاجمة السفينة «فيتوريا» مرتين، الأولى في المحيط الهندي والأخرى في البحر العربي.

وكان الجيش الأميركي أكد، الأربعاء، إطلاق الحوثيين 3 طائرات مسيرة وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن إلى خليج عدن، من دون أن تسبب الهجمات أي أضرار.

50 سفينة في البحر الأحمر
تأكيداً للأضرار الاقتصادية الناجمة عن تصعيد الحوثيين، قالت وكالة الأنباء الألمانية، إن الجماعة هاجمت أكثر من 50 سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال الفترة من 19 نوفمبر وحتى نهاية أبريل (نيسان) الماضيين، وفقاً لبيانات شركة التأمين الصناعي «أليانز كوميرشال».

ووفقاً للشركة، انخفضت لذلك حركة المرور عبر قناة السويس الآن بشكل ملحوظ، ففي بداية العام تراجع عدد السفن التي عبرت القناة بنسبة 40 في المائة عما كانت عليه في أوقات الذروة.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، حيث شاركتها بريطانيا في 4 مناسبات.

وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وتشارك في مهمة الاتحاد الأوروبي (أسبيدس) فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها، إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

وإلى جانب قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، تسببت إحدى الهجمات الحوثية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وتسبب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، كما ترى الحكومة اليمنية أن الحل ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، ولكن في دعم قواتها المسلحة لاستعادة الأراضي كافة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

وإذ بلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض نحو 450 غارة، اعترف زعيمهم الحوثي بمقتل 40 من عناصره وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.

سكان تهامة اليمنية تحت طائلة بطش الانقلابيين

صعَّدت الجماعة الحوثية في اليمن من أعمال البطش والتنكيل بسكان منطقة تهامة (غرب)، حيث بدأت الإعداد لإعدام 10 مدنيين بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بالتزامن مع تهجيرها أهالي إحدى القرى لنهب أراضيهم وممتلكاتهم.

وزعمت الجماعة أن أجهزتها الأمنية ضبطت، خلال الأيام الماضية، 10 جواسيس كانوا يعملون على جمع معلومات ورصد مواقع عسكرية تابعة لها في الساحل الغربي لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد الهجمات التي بدأت تنفيذها على السفن الملاحية والحربية في البحر الأحمر منذ أكثر من 5 أشهر.
وجاء ضمن مزاعم الجماعة أنها رصدت نشاطاً استخباراتياً أميركياً وإسرائيلياً بالتعاون مع عملاء فيما سمَّته «قوة 400» التي ركَّزت نشاطها على تجنيد جواسيس وتكليفهم رصد وجمع معلومات عن أماكن إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر التي تنفذ الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

كما ادَّعت أن مَن جرى اعتقالهم اعترفوا بتنفيذ مهام وأنشطة استخباراتية أُسندت إليهم بعد تجنيدهم، كان أبرزها تنفيذ عمليات رصد مواقع إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر ومواقع الزوارق، ورفع إحداثياتها لمشغِّليهم فيما تُسمى «قوة 400»، بغرض استهدافها من قبل الطيران الأميركي والبريطاني.

وزعمت الجماعة الموالية لإيران حصولها على اعترافات من المعتقلين بتنفيذ عمليات إعطاب وإحراق آليات تابعة لها، ثم التجهيز لتنفيذ عمليات اغتيالات باستخدام مسدسات كاتمة للصوت ومواد متفجرة، بغرض تشتيت قواتها.

ولوحت الجماعة الحوثية بعقوبة الإعدام التي تواجه مَن تم اعتقالهم، أو من يعمل على التعاون والتخابر مع خصومها، ضمن جهودها لتأمين «الجبهة الداخلية وتحصينها من محاولات الاختراق الأميركي والإسرائيلي»، وفق زعمها.

صمت أممي
جدَّدت هذه المزاعم الاتهامات للجماعة الحوثية بالاستقواء على أهالي سكان منطقة تهامة الساحلية (تشمل محافظة الحديدة وأجزاء من محافظات تعز وحجة وريمة والمحويت) وممارسة البطش والتنكيل بهم، ونهب ممتلكاتهم، والتضحية بهم في مساعيها لإثبات جبروتها وقوَّتها.

وأعادت مزاعم الجماعة الحوثية ضبط هذه الخلية الاستخباراتية التذكير بواقعة إعدام 9 من أبناء تهامة في سبتمبر (أيلول) من عام 2021، بتهمة التواطؤ والمشاركة في مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد الذي قُتِل بضربة جوية في مدينة الحديدة، أبريل (نيسان) 2018.

وقوبلت عملية الإعدام تلك باستنكار محلي ودولي واسع، خصوصاً أنها تمَّت بعد محاكمة وصفتها أوساط حقوقية وقانونية بالصورية والملفّقة، وسط اتهامات للجماعة باستخدام أهالي تهامة وسيلة لإثبات سطوة وقوة أجهزتها الأمنية، إذ لم يكن لمن جرى إعدامهم أي صلة تربطهم بالصماد الذي يتحرك بسرية مطلقة، وتحت حماية أمنية مشددة.

في السياق نفسه، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الجماعة الحوثية بمواصلة أعمال التهجير القسري ونهب الممتلكات بحق أبناء تهامة، والاعتداء عليهم، مستغلةً «اتفاق استوكهولم»، في ظل صمت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها).

ونقلت وكالة «سبأ» عن الإرياني قوله إن إقدام ميليشيا الحوثي على تنفيذ حملة تهجير جديدة لسكان قرية الدقاونة في مديرية باجل بمحافظة الحديدة، واعتقال مَن رفضوا إخلاء منازلهم ومزارعهم، والاعتداء الهمجي على النساء والأطفال، يُعد «امتداداً لأعمال التهجير القسري والسلب والنهب التي تمارسها بحق سكان تهامة منذ انقلابها على الدولة».

وأقدمت ميليشيا الحوثي على تهجير ونهب أهالي قرية الدقاونة في محافظة الحديدة الساحلية، واعتقلت عدداً من سكانها الرافضين لإخلاء منازلهم ومزارعهم.

وذكرت مصادر محلية أن عناصر حوثية اعتدت على النساء والأطفال أثناء اقتحام القرية، وأطلقت النار عليهم متسببةً في سقوط جرحى بين النساء، في مساعٍ لإجبارهم على ترك أراضيهم الزراعية، بعد سنوات من الحملات الرامية إلى إخلاء القرية من سكانها، التي شملت تجنيد شبابها بالقوة، وممارسة الانتهاكات التي دفعت كثيرين للنزوح منها.

وأكدت المصادر أن الجماعة الحوثية اغتصبت، خلال السنوات الماضية، مساحات كبيرة من أراضي القرية بقوة السلاح.

انتهاكات يومية
ناشد أهالي الدقاونة جميع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والحكومة الشرعية العمل على إنقاذ العشرات من المختطَفين في سجون الجماعة الحوثية، وإعادة الأطفال والنساء المهجَّرين إلى منازلهم ومزارعهم.
ووفقاً لوزير الإعلام اليمني، فإن أهالي تهامة يدفعون ثمناً باهظاً منذ «اتفاق استوكهولم»، الذي لم تلتزم الجماعة الحوثية بأيّ من بنوده، واستغلته لتكريس سيطرتها، وتوسيع نطاق جرائمها وانتهاكاتها اليومية بحق المواطنين، وتهجيرهم قسرياً، ونهب أراضيهم ومزارعهم، وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية.

وأعرب الإرياني عن أسفه لتقاعس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) التي تكتفي بموقف المتفرج على الجرائم اليومية التي ترتكبها الجماعة منذ انقلابها على الدولة بحق أهالي تهامة، وتحويل أراضيهم ومزارعهم إلى استثمارات خاصة، ومواقع عسكرية.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي وبعثة الأمم المتحدة (أونمها) بموقف واضح من هذه الجرائم النكراء، ووقف استغلال ميليشيا الحوثي السافر لـ«اتفاق استوكهولم» كغطاء لتنفيذ جرائمها.

من جانبه، دان ما يُعرف بـ«الحراك التهامي السلمي»، في بيان، التهجير القسري ونهب الأراضي اللذين ترتكبهما الجماعة الحوثية بحق أبناء تهامة، وكان آخر ذلك ما حدث في قرية الدقاونة شمال مدينة الحديدة.

وأرجع «الحراك التهامي» تمادي الجماعة الحوثية في انتهاكاتها بحق أهالي تهامة إلى «حالة التراخي والتعامل غير المسؤول معها»، ومن ذلك «اتفاقية استوكهولم» التي كانت طامة كبرى على تهامة، كما جاء في البيان.
ودعا البيان مَن وصفهم بـ«المخدوعين بشعارات الجماعة الحوثية التي ترفعها باسم نصرة فلسطين وغزة» إلى النظر لجرائمها وانتهاكاتها بحق أهالي تهامة، حيث تمارس نفس سلوك إسرائيل.

وتُعدّ منطقة تهامة اليمنية إحدى أكثر المناطق أهمية للجماعة الحوثية؛ فإلى جانب استغلالها الساحل والموانئ اليمنية فيه كرئة اقتصادية ومحطات لتهريب السلاح والمخدرات، وفق تقارير محلية وأممية، فإنها تستغل مساحتها الواسعة لأنشطتها العسكرية، وتعمل على إنشاء مشاريع زراعية وعقارية على أراضٍ منهوبة تعود عليها بإيرادات ضخمة.

العربية نت: الحوثي: استهدفنا سفينتين بخليج عدن وثالثة في المحيط الهندي

وسط التوتر الذي يخيم على البحر الأحمر منذ اشتعال الحرب الإسرائيلية على غزة قبل نحو 7 أشهر، تتواصل الهجمات الحوثية على السفن.

فقد أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، اليوم الخميس، أنهم استهدفوا 3 سفن.

وأوضح في كلمة مصورة نشرها على حسابه في منصة إكس أن الجماعة اليمنية استهدفت السفينتين جينا وديجو في خليج عدن، وكذلك السفينة فيتوريا في المحيط الهندي.

أتت تلك التصريحات بعدما أفادت شركة الأمن البريطانية أمبري في وقت متأخر مساء الأربعاء، أنها تلقت بلاغا عن رؤية نشاط لطائرة مسيرة على بعد حوالي 58 ميلا بحريا جنوب شرقي مدينة عدن باليمن.

كما أوضحت في مذكرة إرشادية أنه تم نصح السفن القريبة من المنطقة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.

أكثر من 100 هجوم
وتشن جماعة الحوثي، التي تسيطر على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن، هجمات على السفن في المياه قبالة البلاد منذ عدة أشهر عدة تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حسب قولها.

فمنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة في البحر الأحمر وبحر العرب، بالمسيّرات والصواريخ، بحسب ما أعلن زعيم الجماعة اليمنية عبدالملك الحوثي الشهر الماضي، زاعما أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانيها.

وأجبرت تلك الهجمات الشركات التجارية على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.

كما أدت إلى غرق سفينة شحن تحمل اسم "روبيمار"، كانت محملة بمواد خطرة. وأسفرت إحدى الهجمات كذلك عن مقتل 3 بحارة جراء قصف صاروخي لسفينة ترو كونفيدنس، التي كانت ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان.

كذلك، أذكت هذه الاعتداءات المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بعد ضرب إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، ورد طهران على هذا الهجوم بإطلاق أكثر من 300 مسيرة وصاروخ نحو الداخل الإسرائيلي، ومن ثم ضرب إسرائيل مواقع عسكرية داخل إيران.

العين الإخبارية: «كمائن» الحوثي والإخوان.. صحافة اليمن تنزف من صنعاء لمأرب

ظاهرة قمع واستهداف الصحفيين ليست جديدة باليمن، لكن الحيثيات تكشف مجددا عن تسابق الحوثيين والإخوان لممارستها بشكل مخيف.

ويواجه الصحفيون في مناطق الحوثي والإخوان لاسيما في مأرب وصنعاء "كمائن" تستهدف حياتهم، ابتداء من الرقابة اللصيقة على نشاطهم وصولا لاستهدافهم المباشر، الذي يبدأ عادة بالتهديدات وينتهي بعمليات تصفية ممنهجة.

وتجسد ذلك بالهجوم الحوثي المروع الذي استهدف أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين محمد شبيطة في صنعاء، ما عرضه لإصابات خطيرة، فيما تعرض مراسل إحدى القنوات العربية في مأرب لتهديدات إخوانية بالقتل مؤخرا.


"كمين" بصنعاء
واعترفت مليشيات الحوثي ضمنيا بالوقوف خلف محاولة الاغتيال التي استهدفت محمد شبيطة في صنعاء الثلاثاء الماضي، وزعمت أن الجريمة حدثت لدى نصبها كمينا مسلحا لمهرب خمور.

وقال القيادي الحوثي أسامة ساري عبر حسابه بمنصة إكس (تويتر سابقا)، إن مليشيات الحوثي نصبت كمينا في دوار الإعلام بصنعاء لتاجر خمور وصودف وجود الصحفي محمد شبيطة وابنه وابن عمه الذي سقط قتيلا خلال الكمين.

ونفت مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية" صحة الراوية الحوثية، مؤكدة أن الصحفي شبيطة تعرض لوابل من الرصاص من قبل عناصر حوثية في حاجز أمني للمليشيات عندما كان داخل سيارته وسط صنعاء، ما أدى لإصابته بـ3 رصاصات وإصابة نجله ومقتل ابن عمه.

وحسب المصدر، فإن الهجوم الحوثي المسلح الذي استهدف شبيطة جاء عقب فشل محاولات عدة للمليشيات للاستيلاء على نقابة الصحفيين اليمنيين ومحاولة تفريخها بكيانات إعلامية، قبل أن تلجأ لمحاولة اغتيال الرجل وتسعى لدفن القضية بروايات وصفها بـ"المخزية".

ونددت الحكومة اليمنية بالهجوم واعتبرت أن "الجريمة النكراء" تأتي في "ظل تزايد غير مسبوق لأعمال القمع والتنكيل الذي تمارسه مليشيا الحوثي ويطال السياسيين والصحفيين والإعلاميين والحقوقيين والنقابيين والناشطين، لتكميم افواههم وثنيهم عن التعبير عن آرائهم".

وسبق أن وصف الاتحاد الدولي للصحفيين استهداف شبيطة بأنه "هجوم شنيع"، مؤكدا أن "الصحفيين اليمنيين يعملون في بيئة خطرة، وسلامتهم معرضة للخطر"، داعيا لـ"التحقيق بجريمة شبيطة كصحفي وزعيم نقابي".

تهديدات وتحريض في مأرب
لا تختلف البيئة الإعلامية في مأرب الخاضعة للإخوان عن صنعاء المختطفة من قبل الحوثيين.

ففي المحافظة النفطية تعرض المراسل محمود الحميدي لتهديدات بالقتل على خلفية تقارير بثتها القناة التي يعمل لحسابها حول الداعية الإخواني عبدالمجيد الزنداني المثير للجدل حيا وميتا.

وكتب الصحفي الحميدي في بيان عبر حسابه بموقع فيسبوك، طالعته "العين الإخبارية"، يقول إن "حملة التهديد والتحريض ضده وطاقم العمل في مأرب وصلت حد التحريض بالقتل، ووقف خلفها أشخاص مقربون من رئيس فرع حزب الإصلاح الإخواني في مأرب مبخوت عبود الشريف".

وعلمت "العين الإخبارية" من نشطاء في مأرب أن حملة التحريض الممنهجة والتهديدات ضد الصحفي الحميدي يقف خلفها نجل رئيس حزب الإصلاح الإخواني في مأرب عبدالله مبخوت عبود الشريف وآخرين، وتصاعدت بعد تقرير إعلامي عن حياة الداعية الزنداني.

حدث ذلك رغم أن التقرير اعتمد المهنية في حديثه عن الزنداني، وسرد جانبا من مسيرته المعروفة أصلا أبرزها احترافه المراوغة في حياته وبيعه الوهم للمرضى بعد زعمه اكتشاف علاج لأمراض عدة بما في ذلك الإيدز.

ولاحقا، قاد إخوان اليمن حملة تحريض ضد القناتين اللتين بثتا التقرير امتدت من مواقع التواصل الاجتماعي إلى منابر عديد المساجد في تعز ومأرب قبل أن تصل للتحريض والتهديد بقتل الحميدي.

إرهاب إخواني
في السياق نفسه، أبدى صحفيون يمنيون تضمانهم الواسع مع المراسل في مأرب، واتهموا الإخوان بممارسة الإرهاب "ضد كل صوت مختلف".

وكتب الصحفي اليمني نشوان العثماني يقول إن مأرب أصبحت "بؤرة للإرهاب وعليكم أن تعرفوا هذا جيدًا"، معتبرا أن ما يحدث ضد الصحفي الحميدي "حملة إرهابية بامتياز لا يوجد لها أي معنى آخر".

ودعا العثماني نائب رئيس المجلس الرئاسي محافظ مأرب سلطان العرادة لتحمل المسؤولية المباشرة والكاملة ضد ما قد يحدث للصحفي الحميدي وكل طاقم القناة هناك.

ومؤخرا، وثقت منظمات معنية بالصحفيين أكثر من 1700 حالة انتهاك واعتداء منذ بدء حرب مليشيات الحوثي، ووقفت الجماعة خلف إغلاق 165 وسيلة إعلام، وحجب قرابة 200 موقع إلكتروني محلي وعربي ودولي، ومقتل 45 صحفيا.

شارك