ضمن انتهاكاتها بحق القطاع التعليمي.. الحوثي تخضع مديري المدارس لبرنامج تعبوي طائفي

السبت 18/مايو/2024 - 01:28 م
طباعة ضمن انتهاكاتها بحق فاطمة عبدالغني
 
لم تكتفي ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بتدمير مئات المدارس وتحريف المناهج الدراسية وتلويثها بخرافاتها الطائفية وأفكارها السلالية، بل أخضعت مديري المدارس الثانوية لبرنامج تعبوي طائفي، وذلك ضمن جهودها الرامية إلى تطييف المؤسسات التعليمية في المناطق التي تسيطر عليها منذ تسع سنوات.
وفي هذا السياق أفادت مصادر تربوية بإخضاع ميليشيا الحوثي 470 مدير مدرسة حكومية ثانوية، تم اختيارهم مسبقًا، لبرنامج تعبوي طائفي تحت مسمى "برنامج دبلوم الإدارة المدرسية" للدفعة الأولى من المستوى الأول، ويقوم على تنفيذ هذا البرنامج قطاع التدريب والتأهيل بوزارة التربية والتعليم التي تسيطر عليها الميليشيا.
وتضمن البرنامج الطائفي بحسب المصادر تلقين مديري المدارس دروسًا ومفاهيم طائفية مكثفة تهدف إلى ترسيخ أفكار وأجندة الميليشيا في أذهانهم، ويخدم هذا البرنامج المشروع الفارسي الإيراني في إنشاء جيل مؤدلج من الطلاب والطالبات يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي، ويفتقد للولاء الوطني، ومنسلخ عن عقيدة وهوية اليمنيين الأصيلة.
وأوضحت المصادر أن البرنامج الطائفي استمر نحو 30 يومًا، بعد انتقال مديري المدارس الثانوية من ثماني محافظات هي: "الأمانة، صنعاء، المحويت، ذمار، البيضاء، مأرب، إب، تعز، والجوف" إلى صنعاء.
ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات تعتزم تنفيذ مراحل أخرى ضمن البرنامج الطائفي، بذريعة تصحيح الواقع التربوي، ويبدأ البرنامج من مكاتب التربية مرورًا بالمدارس وكوادرها التربوية وانتهاءً بالطلاب والطالبات، وقد بدأت الميليشيات باستهداف كافة مديري المدارس الثانوية، ويلي ذلك استهداف مديري مرحلتي الإعدادية والأساسية خلال العام الدراسي القادم.
يُشار إلى أن ميليشيا الحوثي سبق وفرضت على معلمي المدارس وموظفي الدولة في مختلف المرافق الحكومية بجميع المحافظات الخاضعة لسيطرتها، الاستماع إلى محاضرات مؤسس الجماعة "حسين الحوثي" وشقيقه "عبدالملك" كل يوم أربعاء، في إطار ما أسمته بـ"اليوم الثقافي".
ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء إبان انقلابهم على الشرعية في خريف 2014، عمد الحوثيون إلى تغيير المناهج الدراسية وتغيير أسماء المدارس الحكومية، وفرض أنشطة وفعاليات طائفية تهدف إلى تفخيخ عقول الطلاب وتفتيت النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية.
هذا وتتعدد وتتنوع الجرائم الحوثية ضد التعليم بشكل مروع، حيث تمتلك هذه المليشيا أجندة سياسية وطائفية تتلاعب بها وفق مصالحها ومخططاتها الخارجية، بدعم من إيران، ولا يقتصر تأثيرها على المؤسسات الحكومية بل تمتد إلى القطاع التعليمي بشكل خاص، حيث استهدفت بشكل مباشر التعليم كوسيلة لتغيير فكر وهوية الشعب والشباب، فعينت يحيى الحوثي، الشقيق الأصغر لزعيم المليشيا، كوزير للتربية والتعليم، وسعت إلى استبعاد الكثير من المعلمين الرسميين، حيث قامت بفصل أكثر من 20 ألف بين تربويين ومعلمين من الجنسين، وقامت بإحلال بدلاء طائفيين من انصارهم والموالين لهم، كما قامت بقطع مرتبات أكثر من 160 ألف معلما ومعلمة، رغم استمرارهم في أداء واجبهم من منطلق وطني.
 كما تعرض الكثير من المعلمين، في مناطق سيطرة الحوثيين، إلى الاعتقال والتعذيب، بعضهم تم تعذيبه حتى الموت. وكان أول معلم ضحية، تعرض لتعذيب المليشيات، التربوي صالح البشري. ومازال هناك الكثير من المعلمين في المعتقلات الحوثية، وقد وصل عدد من تم اعتقالهم من المعلمين، وتعرضوا لانتهاكات والتعذيب في المعتقلات، حوالي 3 آلاف و630 معلماً ومعلمة، بينهم عشرة من المعلمين تعرضوا للانتهاك حتى الموت، سواء بالتعذيب، أم بالاغتيال، أو القتل بصورة أو بأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك هناك معلمون وتربويون، صدرت بحقهم أحكاما قاسية، بمحاكمة هزلية، بعضها وصلت إلى الإعدام، ومنهم، على سبيل المثال؛ نقيب المعلمين اليمنيين في أمانة العاصمة الأستاذ سعد النزيلي، والذي لا يزال يقبع في السجن حتى الآن، ورئيس نادي المعلمين أبوزيد عبد القوي الكميم ، والذي تم إحالته الى ما يسمى "المحكمة الجزائية المتخصصة" بعد خمسة أشهر من اختطافه واخفاءه قسرا في معتقل تابع لجهاز "الامن والمخابرات" الحوثي، بعد رفضه قائمة من الشروط للافراج عنه، منها التخلي عن رئاسة نادي المعلمين، وعدم المطالبة بالمرتبات.

شارك