تدمير المواقع الاثرية وتهريب وبيع الآثار.. مخطط حوثي لتجريف الهوية الوطنية

الأحد 19/مايو/2024 - 12:16 م
طباعة تدمير المواقع الاثرية فاطمة عبدالغني
 
أدانت الحكومة اليمنية ما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، من تدمير ممنهج لكل مناحي الحياة في اليمن، بما فيها المواقع الاثرية والتراثية والمتاحف، وتهريب وبيع الآثار، وتشويه المدن التاريخية، والعبث بالموروث الثقافي والحضاري والإنساني، كجزء من مخططها لتجريف الهوية الوطنية
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "استخدمت مليشيا الحوثي الإرهابية المواقع الأثرية والمباني التاريخية كمواقع عسكرية ومخازن للأسلحة، ومعتقلات غير قانونية للسياسيين والصحفيين والمواطنين، واستهدفت بعض المواقع بشكل متعمد ومباشر، ونهبت وتاجرت بالآثار اليمنية، كما تعرضت معالم مدينة صنعاء القديمة التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ضمن قائمة التراث العالمي للتشوية، من خلال طبع الشعارات الطائفية ورسم صور قياداتها وعناصرها على جدران الاماكن التاريخية، وقيامها بهدم جامع النهرين التاريخي، ووقف اعمال الصيانة والترميم للمدينة".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" "بذلت الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام والثقافة والسياحة والهيئات المعنية خلال السنوات الماضية، جهودا مضاعفة للمحافظة على التراث اليمني وحمايته، رغم الظروف الصعبة والامكانيات الشحيحة، وسعت إلى تحييد وتجنيب التراث الثقافي من الاستهداف المباشر، وكذلك عمل معالجات للمشاكل والتحديات التي أفرزتها الحرب وتأثر بها التراث الثقافي في اليمن".
وثمن الإرياني الدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الثقافة، والبرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن، لتعزيز جهود الحكومة اليمنية من أجل حماية التراث والآثار اليمنية، وزيادة القدرات المؤسسية لتعزيز حماية الممتلكات الثقافية اليمنية، كما ثمن الوزير اليمني الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الامريكية في هذا الجانب، ومنها توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لفرض قيود استيراد على المواد الاثرية والاثنولوجية اليمنية ومنع تهريبها للولايات المتحدة الامريكية، ودورها في ضبط وإعادة (79) قطعة اثرية تم تهريبها بقصد الاتجار غير المشروع.
ودعا الإرياني إلى عقد مؤتمر دولي للحفاظ على الآثار اليمنية وحمايتها، والعمل على تحشيد الموارد المالية والفنية اللازمة لمساعدة اليمن في حماية وصيانة الآثار التي تزخر بها، لحمايتها من التلف ومنع وقوعها في أيدي المنظمات الإرهابية والاجرامية، كما دعا كافة الدول الشقيقة والصديقة الى أن تحذو حذو الولايات المتحدة الامريكية عبر ابرام اتفاقيات مشابهة للمساعدة في حماية الاثار اليمنية من الاتجار غير المشروع والعمل على اغلاق مصدر هام من مصادر تمويل الإرهاب في العالم
ودعا الإرياني كذلك كافة المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحماية التراث لتنفيذ مشاريع مشتركة تصب في الحفاظ على الممتلكات التراثية والثقافية، والحد من ظاهرة تهريب الآثار اليمنية واستنزاف الموروث الثقافي، وفرض قيود على استيراد الاثار اليمنية المسروقة وضبط الاثار التي تم تهريبها أو بيعها بطرق غير شرعية، وترميم وإعادة اعمار ما تم دمرته مليشيا الحوثي الارهابية، وتنمية القدرات والمهارات للعاملين في مجال حماية المواقع الاثرية والتاريخية والمتاحف.
وكانت منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة نشرت قبل أيام بيانا دعت فيه المؤسّسات العامة والمنظمات غير الحكومية والشركات إلى تقديم مقترحات لإنشاء خطّة لتنظيم البيانات المتعلّقة بالممتلكات الثقافيّة المنهوبة والمسروقة والمصدّرة بشكل غير قانوني من اليمن.
وقالت المنظمة وقتها إن الهدف من هذه الخطوة هو "تطوير منهجيّة لتنظيم المعلومات المتاحة عن الممتلكات الثقافية اليمنيّة المنهوبة".
ومن جانبه، قال السفير محمد جميح، مندوب اليمن الدائم لدى اليونيسكو، السبت 18 مايو إنّ المنظمة تعمل على إطلاق مشروع هام خلال الأسابيع المقبلة يهدف إلى إعداد قوائم وقواعد بيانات بالآثار المهربة من اليمن للعمل على رصدها وحصرها لاستعادتها في المستقبل.
وأوضح جميح في تصريح صحفي أنّ المنظمة تعمل من أجل تنفيذ هذا المشروع مع خبراء متخصصين في الآثار والمجالات الأمنية ذات الصلة.
أوضح جميح أنّ الخطة تهدف إلى أن تكون المعلومات الخاصة بالآثار المهربة واضحة "سواء بيد الحكومة اليمنية أو بيد المنظمات المختصّة بملاحقة الآثار واستردادها" وملاحقة من يقوم بالإتجار بالآثار اليمنية في الخارج.
وأضاف "هذا المشروع يشكّل الخطوة الأولى والمبدئية في سبيل الحفاظ على تلك الآثار التي باتت في الخارج، أو التي قد تخرج من اليمن لاحقا، لرصدها وتسجيلها من أجل أن تكون لدينا قواعد بيانات وطنيّة يحتفظ بها اليمن واليونسكو لتتبع وحصر تلك القطع الأثرية".
وكان جميح قال في تصريح سابق له إن عمليّات نهب الآثار وتهريبها من البلاد مستمرة، نتيجة لما وصفه بضعف القبضة الأمنية وتدني مستوى الوعي الوطني تجاه أهميّة هذه الآثار في ظلّ المغريات التي يقدمها تجار الاّثار.
هذا وتتواصل انتهاكات الحوثيين في اليمن، والتي لم تقتصر على البشر بل على تاريخ البلاد وعراقتها الممتدة لآلاف السنين، عبر نهب تهريب قطع ومخطوطات أثرية إلى دول عدة من ضمنها إيران ولبنان وغيرهما.
فمنذ الانقلاب، قامت الحوثي بتكثيف اعتداءاتها ضد كثير من مواقع ومعالم اليمن الأثرية والتاريخية، تارة بالنهب والتهريب والبيع، وأخرى بالتفجير والقصف والتحويل لمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.

شارك