صفقة بايدن تكثف الضغط على إسرائيل لإنهاء حرب غزة/تسخين ناري بين إسرائيل وجنوب لبنان.. و«حزب الله» يسقط مسيّرة/عضو بمجلس السيادة في السودان يؤكد إصرار الجيش على «حسم التمرد»

الأحد 02/يونيو/2024 - 11:11 ص
طباعة صفقة بايدن تكثف الضغط إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 2 يونيو 2024.

الاتحاد: مصر تكثف جهود التوصل إلى هدنة في غزة

كثفت مصر جهودها بهدف التوصل إلى هدنة في  قطاع غزة، مؤكدةً ضرورة انخراط الأطراف كافة بجدية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بالقطاع، جاء ذلك فيما لاقى طرح واشنطن الجديد ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً.
وقال مصدر مصري، أمس، إن بلاده تكثف جهود التوصل إلى هدنة بغزة في ضوء طرح واشنطن الجديد، كاشفاً عن اجتماع تستضيفه القاهرة اليوم الأحد، بحضور أميركي إسرائيلي لبحث فتح معبر رفح الحدودي مع القطاع.
ووفق المصدر: «هناك جهود مصرية مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة بقطاع غزة في ضوء الطرح الأميركي الأخير».
وكشف عن اجتماع مصري أميركي إسرائيلي مزمع عقده الأحد في القاهرة لبحث إعادة تشغيل معبر رفح في ظل تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنفذ.
ولفت إلى أن «مصر أكدت للأطراف كافة موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه».
وأمس الأول، تحدث الرئيس الأميركي عن تقديم إسرائيل مقترحا من 3 مراحل يشمل وقفاً لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، وإعادة إعمار القطاع.
ودعت كل من قطر ومصر  والولايات المتحدة، بصفتهم وسطاء في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، كلا من الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن.وذكرت الدول الثلاث، في بيان صحفي مشترك، أن هذه المبادئ تجمع مطالب جميع الأطراف معاً في صفقة تخدم المصالح المتعددة، ومن شأنها أن تنهي بشكل فوري المعاناة الطويلة لكل سكان غزة، وكذلك المعاناة الطويلة للرهائن وذويهم.
وأضافت أن هذا الاتفاق يقدم خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة.
في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله أمس، السيناتور ليندسي غراهام، زعيم الأقلية الجمهورية باللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، ضرورة انخراط الأطراف كافة بجدية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشاد السيناتور غراهام بـ«الدور المحوري والأساسي الذي تقوم به مصر لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، والشراكة الاستراتيجية التي تجمع مصر والولايات المتحدة». ونوه بالجهود والوساطة المصرية لاحتواء الموقف في قطاع غزة، مثمناً الأعباء التي تتحملها مصر لإنفاذ المساعدات الإغاثية. واستمع إلى السيناتور جراهام إلى رؤية الرئيس المصري حول سبل حل الأزمة في قطاع غزة.
وأكد الرئيس المصري، في هذا الصدد أهمية تكاتف الجهود الدولية لوقف الحرب ومنع توسع تداعياتها إنسانياً وأمنياً.
وحذر من خطورة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، وما يرتبط بها من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها أهالي القطاع، فضلاً عن انعكاساتها على الأمن الإقليمي.
وأكد ضرورة انخراط كافة الأطراف بجدية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وبما يسمح بالتقدم نحو تطبيق حل الدولتين، كونه المسار الأمثل لضمان العدل والأمن المستدام بالمنطقة.
في غضون ذلك، بحث وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتفاصيل المقترح الأميركي لوقف الحرب.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الجانبين، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية، أمس، جرى خلاله أيضا توافق في وجهات النظر حول صفقة تبادل بين الفصائل وإسرائيل، والتي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية.
وذكر البيان أن الوزيرين، بحثا الجهود المبذولة للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار وإدخال مساعدات فورية وكافية إلى غزة والتوافق على صفقة تبادل عبر المفاوضات التي تجري بجهود مصرية وقطرية وأميركية.
وأكد الصفدي ضرورة وقف الحرب على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسبب بشكل فوري، وفتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات، وتمكين منظمات الأمم المتحدة من توزيعها، وإلزام إسرائيل احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس، عن تأييد بلاده لمقترح وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل في قطاع غزة، والذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأول.
ووصف ترودو في منشور على منصة «إكس» المقترح بأنه فرصة لإنهاء المعاناة والتحرك نحو السلام، داعياً إلى استغلال هذه الفرصة. كما اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمس، إعلان الرئيس الأميركي «بارقة أمل» على طريق إحلال السلام وإنهاء الحرب.
وأعربت الوزيرة عن دعمها لجهود الوساطة الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الحرب بالقول، إن بلادها تدعم جهود الولايات المتحدة وقطر ومصر الرامية إلى إنهاء دوامة العنف. 
كما رحب الاتحاد الأوروبي بالاقتراح الأميركي. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «ندعم بشكل تام خريطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس بايدن لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن ما يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب الجيش الإسرائيلي وبدء جهود إعادة إعمار قطاع غزة». وأضاف بوريل «الحرب يجب أن تنتهي الآن».

«العالمي للتسامح والسلام» يشيد باعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين

ثمن المجلس العالمي للتسامح والسلام، قرار إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، معتبراً أن من شأنه أن يعزز السلام. وقال رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أحمد بن محمد الجروان، إن «المجلس وكل أعضائه وشركائه يرون أن هذه القرارات تأتي بمثابة خطوة تاريخية في الاتجاه الإيجابي لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم»، مؤكدا أن «مثل هذا القرار يساهم في تعزيز السلام الدولي من خلال حل أزمة أثّرت تبعاتها سلباً في العالم لما يربو على 75 عاماً».
ودعا المجلس في بيانه، دول العالم إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين من أجل تعزيز الاستقرار والسلام الدوليين، وتفعيل قرارات الشرعية الدولية التي حثت على حل الدولتين باعتباره سبيلا لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.
وفي السياق نفسه، أكد المجلس ضرورة تعزيز الجهود الدولية التي تهدف إلى احتواء الأزمة الحالية المتفاقمة في قطاع غزة، داعيا إلى حماية المدنيين العزل وخصوصا الأطفال منهم والنساء، ووقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب.

الخليج: صفقة بايدن تكثف الضغط على إسرائيل لإنهاء حرب غزة

ضاعفت المبادرة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن لاحتواء التصعيد في غزة والوصول إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهان، الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قالت حكومته إنه لا يزال يتعين الوفاء بشروط معينة للوصول إلى وقف إطلاق النار. وفيما قالت حركة «حماس» إنها ستتعامل بإيجابية مع المقترح، رحبت الأمم المتحدة بالمقترح واعتبرته فرصة لوقف إطلاق النار وعودة الرهائن، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن رغبته في وقف الكارثة فوراً معلناً تقديم المساعدة للتوصل إلى اتفاق إيجابي.

ومع تأخر رد فعل صريح، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أمس السبت، أن نتنياهو وافق على مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة، بعد جلسة حاسمة لمجلس الحرب وضغط من أعضائه، لكنها أشارت إلى أن نتنياهو رفض فكرة وقف إطلاق نار دائم، قبل تدمير قدرات حركة «حماس» العسكرية والحكومية.

وقال نتنياهو، في بيان نادر صدر أمس السبت، باللغة الإنجليزية فقط، إن شروطه لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي تدمير قدرات «حماس»، واستعادة كل الرهائن، وضمان ألاّ تشكل غزة تهديداً لإسرائيل.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن مكتب نتنياهو لم يكن على علم بمضمون خطاب الرئيس الأمريكي بشأن مقترح إنهاء الحرب في غزة، مضيفة أن المكتب تلقى إشعاراً قبل نصف ساعة فقط من الخطاب. وقال مصدر أمريكي إن خطاب بايدن الأخير لم يتم التنسيق له مع نتنياهو.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أمريكي أن «البيت الأبيض أبلغ، الجمعة، الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس ووزير الجيش يوآف غالانت بخطاب بايدن الذي كشف فيه عن مقترح لإنهاء الحرب في غزة، وزودهما بتفاصيل عامة حول مضمونه». وقال المسؤول: إن «البيت الأبيض أصيب بخيبة أمل من رد الفعل الأولي لغانتس بعد تلقي المعلومات».

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول أمريكي قوله إن نتنياهو قد يضع العراقيل أمام الصفقة التي اقترحها بايدن، لكن رد فعله الأولي كان مشجعاً. وأضافت الصحيفة أن واشنطن متخوفة من رد فعل وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير بشأن الصفقة، ومن إمكانية تأثيرهما على نتنياهو.

في الأثناء، حث زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد نتنياهو على الاستجابة لدعوة الرئيس الأمريكي. وعرض لابيد دعم نتنياهو إذا تعنت شركاؤه في الحكومة من اليمين المتطرف. وكتب، على منصة «إكس» أمس السبت: «لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تتجاهل كلمة الرئيس بايدن المهمة. هناك اتفاق على الطاولة ويتعين إبرامه».

وأضاف: «أذكر نتنياهو بأن لديه شبكة أمان من جانبنا لإبرام اتفاق رهائن إذا غادر بن غفير وسموتريش الحكومة».

وبعد خطاب بايدن، قالت عائلات الرهائن إن الوقت ينفد، ويقع على عاتق كل من إسرائيل و«حماس» قبول الصفقة. وقال جيلي رومان لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية: «نريد أن نرى الناس يعودون أحياء وقريباً من غزة». وأضاف: «قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأرواح. لذلك لا بد من تغيير الوضع الحالي ونتوقع من الجميع الالتزام بدعوة بايدن بقبول الصفقة المطروحة على الطاولة فوراً. لا توجد طريقة أخرى لتحقيق وضع أفضل للجميع. ويجب ألاّ تخيب قيادتنا آمالنا».

وبالمقابل قالت حركة «حماس»، في بيان إنها ستتعامل بإيجابية مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى. وبينما قالت حركة «الجهاد» أنها تنظر بريبة إلى المقترح، تطالب السلطة الفلسطينية بأن تتسلم المسؤولية عن جميع المعابر مع قطاع غزة، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز دورها في إدارة القطاع وتحسين الظروف الإنسانية فيه.

إلى ذلك، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس السبت، بمبادرة الرئيس بايدن، وقال: «أشجع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن».

وأضاف: «لقد شهدنا الكثير من المعاناة والدمار في غزة وحان الوقت للتوقف».

وعبّر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن دعمهم لمقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، الجمعة. وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن ترحيبه بمقترح بايدن، مقدماً شكره إلى قطر ومصر والولايات المتحدة على جهودهم في هذا الشأن.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنها تتفق تماماً مع مقترح وقف إطلاق النار الذي أعلنه بايدن، معتبرة أنه فرصة مهمة لإنهاء الحرب ومعاناة المدنيين في غزة. كما أعرب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل عن دعمه للمقترح مشيراً إلى ضرورة انتهاء الحرب.

اجتماع ثلاثي في القاهرة لاستعادة تشغيل معبر رفح

تستضيف مصر اليوم الأحد اجتماعاً مع إسرائيل والولايات المتحدة للبحث في «إعادة فتح معبر رفح الحدودي» مع غزة، في وقت تواصل فيه قصف رفح ومناطق عدة من غزة وباتت جباليا، التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، منطقة منكوبة، بينما يتوالى الرفض الدولي لاستهداف منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

ونقل تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، أمس السبت، عن مصدر رفيع المستوى إعلانه انعقاد اجتماع مصري أمريكي إسرائيلي اليوم الأحد بالقاهرة لبحث إعادة تشغيل معبر رفح. ونقل التلفزيون عن المصدر، الذي لم يسمه، القول إن القاهرة أكدت لكافة الأطراف «موقفها الثابت بعدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه». وتابع المصدر أن القاهرة تبذل جهوداً مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة في غزة في ضوء مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير.

وواصلت إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها المدفعي المكثّف على مدينة رفح جنوب قطاع غزة أمس السبت، وتركّزت الهجمات في رفح في غرب المدينة، وتحديداً في حي تل السلطان، حيث أفاد سكان عن غارات جوية وقصف مدفعي. وفي اليوم ال239 من الحرب الإسرائيلية، ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى 36379 قتيلاً، بعدما ارتكب الجيش الإسرائيلي، أمس، 5 مجازر راح ضحيتها 95 قتيلاً و350 مصاباً.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة صور توثق حجم الدمار الذي حل بمخيم جباليا بعد 20 يوماً من استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته شمالي قطاع غزة.

وكانت ال20 يوماً الماضية في مخيم جباليا كفيلة بتغيير معالم المنطقة المكتظة بالسكان بشكل كارثي، حيث خلفت طرقات ومنازل وبنية تحتية مدمرة، وعشرات من الجثث المشوهة. ووصف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، مخيم جباليا ب«المنطقة المنكوبة» جراء العملية العسكرية الإسرائيلية.

ورداً على حملة إسرائيلية منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء المناقشات التي تجري في الكنيست حول تصنيف الأونروا «منظمة إرهابية» وإزالة الحصانات والامتيازات الممنوحة لموظفيها. وقال الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد جوزيف بوريل، في بيان أمس، إن الاتحاد الأوروبي يشعر أيضاً بالقلق من تحذير الحكومة الإسرائيلية للأونروا بضرورة إخلاء مبانيها في القدس الشرقية خلال الثلاثين يوماً القادمة.

وأدانت بلجيكا، محاولات إسرائيل الرامية إلى تصنيف الوكالة الأممية «منظمة إرهابية»، وتجريدها من حصانتها الدبلوماسية. وقالت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب، إن بلجيكا تدين محاولات الكنيست تصنيف (الأونروا) «منظمة إرهابية»، ورفع الحصانة عن موظفيها. وشددت لحبيب على أن أنشطة الأونروا ضرورية للفلسطينيين لمواجهة الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة.

وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية محاولات الكنيست الإسرائيلي تصنيف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» منظمة إرهابية واستهداف أنشطتها عبر السعي إلى تجريدها من حصاناتها وتجريم أنشطتها. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة إن المحاولات الإسرائيلية المتواصلة التي ترمي إلى قتل الأونروا واغتيالها سياسياً واستهداف رمزيتها التي تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وفق القانون الدولي، هي ممارسات لا شرعية ولا قانونية وباطلة وتمثل انتهاكاً للقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال.

البيان: كيف ردت حماس على عرض بايدن لوقف الحرب؟

قالت حركة حماس إنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس من دعوته لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى.

وأضافت حماس، في تصريح مساء أمس الجمعة وصل وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، أنها تعتبر الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزة، نتاج الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

وأكدت الحركة موقفها واستعدادها للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد "الجمعة" أنّ حرب غزة لن تنتهي حتى "القضاء" على حماس، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ الدولة العبرية عرضت خارطة طريق جديدة لإنهاء النزاع.

وقال مكتب نتانياهو في بيان إنّ "رئيس الوزراء أجاز لفريق التفاوض تقديم خطة لتحقيق هذا الهدف، مع تشديده على أنّ الحرب لن تنتهي حتى تحقيق جميع أهدافها، ويشمل ذلك عودة جميع الرهائن والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية".

واضاف أنّ "الخطة المحدّدة التي عرضتها إسرائيل والتي تشمل انتقالاً مشروطاً من مرحلة الى أخرى، تتيح لإسرائيل التمسّك بهذه المبادئ".

وأعلن أمس الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اقتراح جديد لوقف إطلاق النار قدمته إسرائيل ودعا إلى التوصل لاتفاق لوقف الحرب في غزة.

وقال بايدن في تصريحات بالبيت الأبيض : "لا يمكننا أن نفوت هذه اللحظة."

وكانت إسرائيل قدمت خطة تتضمن ثلاث مراحل لخفض التصعيد - منها انسحاب إسرائيل من غزة - وتم إرسالها إلى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وأضاف بايدن: "إنها خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن"، مضيفا أنه سيتم أيضا تعزيز المساعدات لغزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم بموجب هذه الصفقة.

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه إذا كانت حماس تريد حقاً وقفاً لإطلاق النار، فيمكنها إثبات ذلك من خلال الموافقة على الصفقة.

ومع ذلك، أشار أيضا إلى أن حماس لن تكون في السلطة بعد تنفيذ أي اتفاق.

ويعتقد بايدن أيضا أن إسرائيل يمكن أن تشارك في الصفقة دون خوف على أمنها.

وقال بايدن إنه بعد عدة أشهر من الحرب، لم تعد حماس في وضع يسمح لها بتنفيذ مذبحة إرهابية مثل تلك التي تعرضت لها الدولة اليهودية في 7 أكتوبر.

وتابع بايدن: "أعرف أن هناك في إسرائيل من لن يوافقوا على هذه الخطة وسيدعون إلى استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى."

وأضاف: "إن البعض حتى في الائتلاف الحاكم، قد أوضحوا أنهم يريدون احتلال غزة... ومن جانبي أحث القيادة في إسرائيل على تأييد هذه الصفقة."

تسخين ناري بين إسرائيل وجنوب لبنان.. و«حزب الله» يسقط مسيّرة

قصف الجيش الإسرائيلي، أمس، قرى في جنوب لبنان، ما تسبب بإصابة عدد من الأشخاص بجروح، بينهم أطفال، وفق الهيئة الصحية التابعة لـ«حزب الله»، بعد ساعات من تبني الحزب هجمات على شمال إسرائيل وإعلانه إسقاط مسيرة إسرائيلية.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن غارة إسرائيلية أوقعت سبعة جرحى في بلدة صديقين في منطقة صور.

وقال مصدر في الهيئة الإسلامية الصحية التابعة للحزب لوكالة «فرانس برس»: «نقل 16 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و14 عاماً، إلى المستشفيات نتيجة إصابتهم بجروح» في الغارة.

وأضاف أن الضربة التي تمت «بطائرة حربية إسرائيلية» استهدفت حياً في القرية، وكانت قريبة من البيوت.

وكانت غارة إسرائيلية، أمس، على بلدة مجدل سلم أدت إلى إصابة شخصين بجروح، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة تابعة له قصفت مقاتلين من «حزب الله» في البلدة.

وخلال الليل الفائت، عاشت «قرى القطاعين الغربي والأوسط ليلاً ساخناً»، حيث تسببت الغارات الإسرائيلية بأضرار جسيمة، بحسب مصادر لبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت «مصالح مهمة لحزب الله» في جنوب لبنان مساء الجمعة، رداً على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل».

وأعلن الحزب أنه أسقط طائرة إسرائيلية مسيرة إسرائيلية من طراز (كوخاف هيرمس 900) فوق الجنوب، بعد ساعات من مقتل شخص وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية بطائرات مسيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخ أرض جو أطلق باتجاه الطائرة  التي كانت تعمل في المجال الجوي اللبناني، مضيفاً أنها أصيبت وسقطت في الأراضي اللبنانية».

وقال الحزب كذلك إن مقاتليه هاجموا ثكنة عسكرية إسرائيلية في كريات شمونة الحدودية بصواريخ (بركان) وأعلن تحقيق إصابة مباشرة، ما أدى إلى حريق في الثكنة وتدمير جزء ‏منها، وأكد الجيش الإسرائيلي إصابة قاعدة عسكرية في كريات شمونة. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صوراً تظهر أضراراً كبيرة في البنية التحتية، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وفي وقت سابق أمس، أعلن الحزب شن «هجوم جوي بمسيرات انقضاضية...على ثكنة يفتاح»، كما أعلن عن استهداف موقع «‏البغدادي» الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية، ومرابض ‏مدفعية إسرائيلية في «خربة ماعر»، وانتشار لجنود إسرائيليين في محيطها بالأسلحة الصاروخية، وموقع «المرج» بالأسلحة المناسبة، ومستعمرتي «شوميرا» و«نطوعة» بالأسلحة ‏الصاروخية.

لبنان في نظر الاهتمام الأمريكي والفرنسي

غداة انتهاء مساعي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وفي موقف هو الأول من نوعه، يُساق على لسانه، دخل الرئيس الأمريكي جو بايدن على خطّ توفير ما وصفه بــ«صوغ حلّ على الحدود اللبنانية، يسمح لسكان المناطق المهدّدة شمال إسرائيل بالعودة إلى بيوتهم»، علماً أن كلام بايدن أتى غداة إشارة مستشاره لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، إلى أنّ اتفاقاً على الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتمّ تنفيذه على مراحل.

وكان الموفد الرئاسي الفرنسي اختتم زيارته السادسة إلى بيروت، الخميس الفائت، موصياً القوى السياسية بضرورة البحث عن «الخيار الثالث» في شأن الشغور الرئاسي، في حين نُقل عنه قوله محذّراً من التقاهم في بيروت: إذا لم يحصل انتخاب وبقيت الأزمة على حالها من دون رئيس للجمهورية، فإن «لبنان السياسي» سينتهي ولن يبقى سوى «لبنان الجغرافي»، محدّداً فترة زمنية لا تتجاوز يوليو المقبل من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وبحسب مراقبين في لبنان، فإن جولة لودريان السادسة لم تكن أفضل من سابقاتها، ذلك أن موفد الإليزيه بدا كأنه يبحث عن تقرير موثّق لاستحضاره على طاولة القمّة الفرنسيّة الأمريكيّة، المقرّرة في 6 يونيو المقبل، على هامش الاحتفالات الدولية في الشمال الفرنسي لإحياء الذكرى السنوية الخاصة بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

بغداد تعتبر إنهاء بعثة «يونامي» إنجازاً تاريخياً

أكد المستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء العراقي فادي الشمري، أمس، أن العراق حقق إنجازاً تاريخياً في إنهاء بعثة الأمم المتحدة «يونامي»، من خلال تصويت مجلس الأمن الدولي. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الشمري قوله إن «هذا القرار يأتي بفضل الجهود الحثيثة والرؤية الاستراتيجية للحكومة العراقية، التي سعت جاهدة لتحقيق السيادة الوطنية، وتعزيز الاستقلالية للعراق».

وأكد أن «هذه الخطوة تمثل نتيجة للتنسيق المثمر بين العراق والأمم المتحدة، وتعكس تطلعات الشعب العراقي نحو مستقبل يزدهر بالتنمية والثورة العمرانية والتطور في جميع المجالات»، وأوضح أن «هذا القرار يأتي في ظل تحديات مستمرة تواجهها المنطقة، ويعكس إرادة العراق في تحقيق التقدم والاستقرار وتعزيز دوره الإيجابي في المجتمع الدولي». وأشار الشمري إلى أنه «من خلال هذا الإنجاز التاريخي يؤكد العراق مرة أخرى قدرته على تحقيق النجاح وتحمل المسؤولية، وأن حكومتنا تعمل بجدية وجهود مكثفة لتحقيق مستقبل واعد، يستند إلى رؤية تنموية وعمرانية شاملة».

ووجه الشكر إلى بعثة «يونامي» على دورها في دعم العراق خلال فترة تنفيذ المهمة، مؤكداً أن «هذه الخطوة لا تعكس سوى الوحدة والتضامن بين العراق والمجتمع الدولي في بناء مستقبل مشرق للعراق». وأعرب مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة عن دعم الصين لانتقال منظم وسلس في انسحاب بعثة «يونامي»، بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لإنهاء عمل البعثة في 31 ديسمبر 2025.

توضيح

وقال فو كونغ، ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة الجمعة في توضيح بعد التصويت «مع استفادة البلاد من التحسن المطرد في الوضع الداخلي أصبحت قادرة بشكل أكبر على الحكم السياسي، لذا فقد حان الوقت لمنح بعثة «يونامي» تفويضاً مبسطاً والبدء في عملية انسحاب تدريجية». وأعرب كونغ عن أمله بأن يعد الأمين العام للأمم المتحدة بشكل سريع خطة انتقال وتصفية بالتشاور مع الحكومة في العراق، لضمان بدء البعثة بشكل فعال عملها في هذه المجالات.

وقال روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، الذي صاغ القرار «نحن جميعاً ندرك أن العراق تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وكانت هناك حاجة إلى إعادة تنظيم بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق»، في حين أبدت نائبة السفير الروسي لدى الأمم المتحدة آنا إيفستينييفا معارضة بلادها «أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد».

وكان مجلس الأمن الدولي قرر بالإجماع الجمعة، أن يسحب من العراق بحلول نهاية 2025 البعثة الأممية الموجودة في هذا البلد منذ أكثر من 20 عاماً.

الشرق الأوسط: عضو بمجلس السيادة في السودان يؤكد إصرار الجيش على «حسم التمرد»

أكد عضو مجلس السيادة السوداني ومساعد القائد العام للقوات المسلحة ياسر العطا «إصرار القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى والمقاومة الشعبية والمستنفرين على حسم التمرد بشكل نهائي»، وعدم العودة للتفاوض إلا بالالتزام بمخرجات «منبر جدة».

وقال إعلام مجلس السيادة، في بيان، يوم السبت، إن العطا تفقَّد القوات بمنطقة وادي سيدنا مع قادة القوات بالمنطقة، وقام بزيارة جرحى ومصابي الجيش السوداني، كما هنَّأ القوات التي نفَّذت «العملية النوعية ببحري، التي دمرت جزءاً كبيراً من القوة الصلبة للعدو».

وأضاف العطا، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن هذا الشكل من العمليات سيتكرر في مواقع مختلفة وفي أوقات مختلفة، دون الإفصاح عن ذلك، مؤكداً أن النصر بات قريباً.

كان الجيش السوداني أعلن في بيان، يوم الجمعة، مقتل 7 من قواته وإصابة 28 آخرين في معارك ضد «قوات الدعم السريع»، في مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم.

وقال الجيش إن قواته نفذت «عملية نوعية ناجحة فجر اليوم أدت إلى تدمير عدد كبير من آليات (الدعم السريع)»، مشيراً إلى أن العملية خلفت العديد من القتلى في صفوف «قوات الدعم».

وأضاف الجيش أن قواته تمكنت من الوصول إلى «عمق (قوات الدعم السريع) في منطقة الخرطوم بحري والحلفايا».

موجة جديدة من القتال المكثف تشعل جبهة دارفور في السودان

تجدّدت الاشتباكات العنيفة بين الأطراف المتحاربة، يوم السبت، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وسط قصف مدفعي كثيف، في حين تواصلت موجات النزوح من المدينة بأعداد كبيرة.

وأفاد شهود عيان بأن «قوات الدعم السريع» بادرت، صباح السبت، بشنّ هجمات مكثفة على المناطق الشرقية الجنوبية للمدينة، قائلين: «شاهدنا تصاعد النيران وأعمدة الدخان في الأحياء الجنوبية من الفاشر». وأوضح نشطاء في إقليم دارفور، أن الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه تَصَدَّيَا للهجوم الذي يعد الأعنف على أطراف المدينة.

وكان الطيران الحربي للجيش قد نفّذ، في وقت مبكر من يوم السبت، غارة جوية على «قوات الدعم السريع» التي تتمركز في الأحياء الشرقية من المدينة. وبحسب منصات تابعة لـ«الدعم السريع» فإن قواتها توغلت إلى داخل حي الوحدة، بعد مواجهات عنيفة مع القوات المشتركة، التي قالت بدورها إنها صدّت هجوماً من 3 محاور.

وتشير بعض الإحصاءات إلى مقتل وإصابة أكثر من 800 شخص في صفوف المدنيين؛ بسبب القتال المستمر الذي دخل أسبوعه الرابع. وأدانت وزارة الصحة في حكومة إقليم دارفور القصف المدفعي الذي شنّته «قوات الدعم السريع» يوم الجمعة، وأدى إلى إصابات متفاوتة وسط النساء والأطفال. كما تعرّض المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمة العلاجية لآلاف الأشخاص، بمَن فيهم جرحى العمليات العسكرية، لأضرار جسيمة جراء القذائف العشوائية.

وكان الهدوء قد عاد إلى مدينة الفاشر في اليومين الماضيين بعد أن تراجعت وتيرة المعارك البرية، حيث بات الجيش و«قوات الدعم السريع» يعتمدان على تبادل الضربات المدفعية. وقال أحد السكان إن شبكات الاتصالات والإنترنت غير متوفرة في معظم أنحاء الفاشر مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي.
اليونيسيف تحذر
بدورها قالت منظمة «اليونيسيف» إن تدهور الوضع الأمني والنزاع العنيف في الفاشر وما حولها، أديا إلى ازدياد كبير في نزوح السكان المدنيين من المنطقة. وأوضحت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، أن الخدمات الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية معرضة لخطر التعطيل.

وقالت إن النزاع على خزان قولو، الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه لنحو 270 ألف شخص في المدينة، يعرضه لخطر كبير بـ«التلف والتدمير»، وسيؤدي إلى انقطاع المياه الآمنة والكافية عن العائلات والأطفال وزيادة خطر الأمراض المنقولة عبر المياه في منطقة تعاني من الحرب.

وأضافت: «تدعو يونيسيف الأطراف جميعها إلى إنهاء الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية أو بالقرب منها، ويشمل ذلك شبكات ومرافق المياه والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس». وحضّت المسؤولة الأممية على ضمان استدامة خدمات المياه بتوفير الوصول الآمن وغير المقيد للموظفين في تلك المرافق، بما في ذلك خزان قولو. وكانت القوة المشتركة للحركات المسلحة قد استعادت السيطرة على الخزان بعد هجوم من «قوات الدعم السريع» وإغلاقها الخطوط الرئيسية المؤدية إلى شبكات المياه الداخلية في الأحياء السكنية.
نزوح ومساعدات
وشهدت الفاشر خلال الأيام القليلة الماضية نزوح نحو 40 ألفاً من السكان إلى مناطق آمنة نسبياً داخل الولاية. وقال شهود إن موجات النزوح من مدينة الفاشر تزداد بشكل يومي جراء المعارك هناك، حيث يضطر المواطنون إلى استخدام الدواب، وبعضهم يخرجون من المدينة راجلين.

من جهة ثانية، التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، الوفد المفاوض لـ«قوات الدعم السريع»، فيما حضرت اللقاء أيضاً في العاصمة الكينية نيروبي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كلمنتاين نيكوتا سلامي.

وذكر بيان «الدعم السريع» على منصة «إكس» أن اللقاء بحث تعزيز التعاون بين الطرفين؛ لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية للمتأثرين في جميع أنحاء البلاد، وتوفير الحماية للمدنيين. وجدّد وفد «الدعم السريع» تأكيد التزامه بمضاعفة الجهود واتخاذ جملة من الخطوات تسهم في إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

ولفت الوفد نظر المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إلى عمليات القصف الجوي الممنهج للطيران الحربي العسكري للجيش، واستهدافه المدنيين والمستشفيات ومصادر المياه والمرافق العامة، وأعمال القتل والتعذيب التي يرتكبها ضد المواطنين على أساس الهوية.

وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن القتال في الفاشر قد أدى إلى فرض «ضغوط لا تطاق» على مئات الآلاف من السكان وعلى الموارد الضئيلة في المدينة. وأضافت، في بيان عبر منصة «إكس»، قائلة: «يجب الحفاظ على حياة المدنيين، ويجب أن تتمكّن المنظمات الإنسانية من توفير الإمدادات الحيوية لهم». وشدد البيان على أن المستشفيات والأسواق وإمدادات المياه وغيرها من الخدمات المدنية الأساسية «ليست هدفاً».

تحذيرات دولية وإقليمية
وتفرض «قوات الدعم السريع» حصاراً على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على 4 مدن في إقليم دارفور من أصل 5 مدن، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع. واندلع الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في الجيش في إطار عملية سياسية مدعومة دولياً كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات والعودة إلى النظام الديمقراطي البرلماني، بينما يترك العسكريون السلطة ويعودون إلى ثكناتهم.

الدبيبة وإردوغان للتنسيق مع الدول المعنية لإجراء الانتخابات الليبية

بينما أكد رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية المؤقتة في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، والرئيس التركي رجب إردوغان، على «ضرورة دعم جهود البعثة الأممية في ليبيا، والتنسيق مع الدول ذات العلاقة للوصول إلى الانتخابات المؤجلة، وفق قوانين عادلة ونزيهة»، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أن ورشة العمل، التي رعتها في تونس، برئاسة القائمة بأعمالها ستيفاني خوري، على مدى اليومين الماضيين، وحضور ممثلي طرفي النزاع العسكري في شرق وغرب ليبيا، اتفقت على أهمية ما وصفته بـ«مدونة سلوك مشتركة»، و«ضرورة استمرار الحوار بين المؤسسات والجهات الفاعلة».

وتطرق الدبيبة وإردوغان خلال اجتماعهما، مساء الجمعة إلى ملف التعاون التنموي، والاتفاق على عدد من المشروعات التي تخدم مصالح البلدين. وعقْد المجلس الليبي-التركي للتعاون الاستراتيجي، برئاسة الجانبين، في طرابلس خلال المدة القادمة، كما بحثا ملفات التعاون بين البلدين، وتوحيد الجهود بشأن دعم القضية الفلسطينية.

ونقل عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، عن سفير تركيا، كنعان يلماز، الذي التقاه اليوم السبت، بمناسبة انتهاء فترة عمله في ليبيا، تأكيده استمرار دعم بلاده لجهود المجلس التي تهدف لتحقيق الاستقرار.
بدوره، قال رئس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة، محمد الحداد، إنه حضر مساء الجمعة، مناورات عسكرية تركية، شاركت فيها وحدات من قواته، مشيراً إلى أنه بحث مع رئيس أركان الجيش التركي، متين غوراك، ووزير الدفاع التركي، يشار غولر، دعم برامج التدريب والتطوير للجيش الليبي، ومناقشة التعاون العسكري بين البلدين.

في غضون ذلك، أوضحت البعثة في بيان لها، مساء الجمعة، أن المداخلات في الورشة التي حضرها ممثلون لوزارتي الدفاع والداخلية، ومكتب رئاسة الوزراء لحكومة «الوحدة» المؤقتة، والجيش الوطني، وممثلو المشروع الوطني لإعادة التأهيل والإدماج، وكذا ممثلو 15 مؤسسة وجهة عسكرية وأمنية، ركزت على العمل بشكل تعاوني على مناقشة مسودة مدونة سلوك مشتركة يعدها الليبيون. وأشارت البعثة إلى مناقشة المشاركين مبادئ القوانين الليبية والقانون الإنساني الدولي، والدروس المستفادة من سياقات مماثلة في جميع أنحاء العالم.

وأعربت ستيفاني خوري عن أملها في انخراط الحاضرين في نقاشات هادفة، من أجل صياغة مدونة سلوك موحدة، يمكنها أن تساهم في تحسين الاستقرار والأمن، وتعزيز حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان، والمساهمة في خلق بيئة مواتية للعملية السياسية. وقالت: «على الصعيد العالمي، يبدأ الحكم الرشيد بكيفية عمل المؤسسات الأمنية لدعم سيادة القانون. وعندما تعمل المؤسسات الأمنية بشكل غير منهجي، يصعب تحقيق الرخاء المستدام، ورفاهية المواطنين».

وأضافت ستيفاني خوري موضحة: «بينما نواصل تشجيع ودعم توحيد مؤسسات الدولة، دعونا نتذكر أن طريق الإصلاح ليس سهلاً، ويتطلب الصبر والمثابرة والرؤية المشتركة». كما شددت لدى اجتماعها على هامش ورشة العمل بأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تفاوضت تحت رعاية الأمم المتحدة، على اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020، الذي وضع حداً للحرب الأخيرة في البلاد، على «الأهمية البالغة لمواصلة اللجنة لعملها المهم، والاستمرار في احترام وقف إطلاق النار والبناء عليه». كما أشادت بجهود أعضاء اللجنة في تعزيز الأمن في ليبيا، من خلال الحوار المستمر، بما في ذلك مساهمتهم في إغناء النقاش بشأن مدونة قواعد السلوك المقترحة.

ولم توضح البعثة الأممية ماهية هذه المدونة، ولا أهميتها في تحقيق الاستقرار المفقود في البلاد، في ظل تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منذ عام 2021.

وكانت ستيفاني خوري قد بحثت مع سفير الإمارات، محمد الشامسي، دعم جهود الاستقرار ودفع العملية السياسية في ليبيا، بما في ذلك إجراء الانتخابات، وضرورة أن يكون لليبيين صوتٌ في تشكيل مستقبل بلادهم وتلبية احتياجاتهم.

من جهة ثانية، شارك وفد من المجلس الأعلى للدولة في ملتقى الاستثمار التونسي-الليبي-الجزائري الذي احتضنته مدينة توزر التونسية، ‏والذي يستهدف تعزيز جاذبية الاستثمار والرفع من نسق الاستثمارات المحلية وجذب الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين القطاع الخاص، وتقديم آليات الاستثمار البلدية والمحلية من خلال عرض نماذج تمويل مبتكرة ومبادرات بناء القدرات، مع إبراز الدور الجوهري للبلديات، وتعزيزها بالأدوات والموارد اللازمة لتنفيذ مشاريع استثمارية استراتيجية.

شارك