جهود دولية واسعة لتجنب التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل /العراق: ليلة عاصفة في مقر «الحشد الشعبي»/ غموض حول مصير لقاء البرهان و«حميدتي» في كامبالا

السبت 29/يونيو/2024 - 10:22 ص
طباعة جهود دولية واسعة إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 29 يونيو 2024.

الاتحاد: جهود دولية واسعة لتجنب التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل

تبذل أطراف عربية ودولية جهوداً دبلوماسية واسعة  لتجنب التصعيد بين لبنان وإسرائيل في ظل التوترات الأخيرة.
وأعربت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شمداسان، عن قلقها البالغ إزاء التوتر المستمر على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.
وقالت: «نشعر بقلق بالغ إزاء التوتر على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، حيث لقي مئات الأشخاص حتفهم، وأصيب الآلاف، وشرد عشرات الآلاف».
وأردفت شمداسان: «بالإضافة إلى ذلك، تتزايد الخطابات المزعجة»، مكررة دعوتها إلى تخفيف التوترات ووقف الصراع.
وفي معرض التقارير الواردة حول وجود أطفال وعاملين في مجال الرعاية الصحية وصحفيين بين القتلى، قالت شمداسان: «لدينا مخاوف جدية بشأن الامتثال للقانون الإنساني الدولي ونذكر الأطراف بالتزاماتها في هذا الصدد».
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين إسرائيل ولبنان، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لاسيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع المصادقة على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان.
بدوره، دعا حسام زكي، مبعوث الجامعة العربية إلى احتواء التصعيد الدائر جنوب لبنان مع إسرائيل، وإنهاء الشغور الرئاسي اللبناني الممتد منذ أكثر من 19 شهراً.
وأكد حسام زكي، وفق بيان للجامعة، أمس، في ختام زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لبيروت، أن «الجامعة العربية تعول كثيراً على حكمة القيادات اللبنانية والوعي التام لخطورة التحديات المحيطة بلبنان على الصعيدين السياسي والميداني».
وأكد أنه «لا سبيل لاحتواء التصعيد الحالي في الجنوب اللبناني دون وقف إطلاق نار تام بغزة وكذلك وقف المواجهات في الجنوب اللبناني».
كما شدّد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤوليته لوقف هذه الحرب.
من ناحية أخرى، دعا الأردن رعاياه أمس، إلى تجنب السفر إلى لبنان بالوقت الراهن، مرجعاً ذلك إلى التطورات التي تشهدها المنطقة.
وأكد خبراء ودبلوماسيون أن الدبلوماسية هي الحل الأمثل لتحقيق الاستقرار وتجنب توسع دائرة الصراع وتهديد منطقة الشرق الأوسط.
وشدد خبراء ومحللون سياسيون على أهمية الجهود الدبلوماسية في تجنب التصعيد، إذ أشار  المحلل السياسي والأكاديمي اللبناني الدكتور بشير عصمت إلى تصاعد النشاط الدبلوماسي لتحاشي اندلاع حرب حقيقية مع تصاعد التوترات مؤخراً، موضحاً أن لبنان وشعبه هم من سيدفعون ثمن أي تصعيد.
وأضاف عصمت، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن نجاح الوساطات الدبلوماسية يتطلب تقديم تنازلات كبرى لتحاشي وقوع حرب، مؤكداً أن هناك عوامل عدة تؤثر على تلك الجهود على رأسها قرب الانتخابات الأميركية، إذ من الأفضل للديمقراطيين ألا تجري الانتخابات على وقع حرب في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى وضع نتنياهو داخلياً ودولياً، وانقسام الرأي العام اللبناني حيال وقوع الحرب.
واتفق البرلماني اللبناني السابق مصطفى علوش على أن الحلول الدبلوماسية هي الحل لحقن الدماء وتخفيف المآسي شرط أن تكون الحلول مستدامة وألا تبقى الأمور مجرد «فسحة قصيرة» بانتظار حرب جديدة، مؤكداً ضرورة إيجاد حلول طويلة الأمد لتأمين السلام والاستقرار للبنان.
ورأى المحلل السياسي الأردني، الدكتور عامر السبايلة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المنطقة بحاجة إلى الدبلوماسية اليوم أكثر من أي وقت مضى لمنع المواجهة الإقليمية خاصة بين لبنان وإسرائيل، موضحاً أن نشوب أي حرب يحول المنطقة إلى «رمال متحركة» قابلة للانتقال من مكان لآخر بسهولة.
وتظهر الدبلوماسية الأميركية نوعاً من التردد في تأييد فتح جبهة جديدة للحرب بالمنطقة بين لبنان وإسرائيل بحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأردن، الدكتور محمد مصالحة، موضحاً أن التصعيد بتوسيع الحرب من شأنه أن يدخل المنطقة كلها وأطرافاً أخرى في أزمة.
وأضاف مصالحة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الانزلاق في حرب أو تصعيد غير وارد ما يجعل الدبلوماسية هي الحل لتحقيق الاستقرار ليس فقط بين لبنان وإسرائيل ولكن منطقة الشرق الأوسط.  
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، تيسير أبو جمعة، أن تغليب الدبلوماسية سيكون له دور أساسي ومهم في منع التصعيد، مضيفاً أن أي تصعيد عسكري سيدمر كل مناحي الحياة في لبنان.
وتوقع أبوجمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الجهود الدبلوماسية التي تقودها فرنسا والولايات المتحدة ودول عربية ستنجح في منع التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل.   
واكد المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب، أن الحل الدبلوماسي لمنع الحرب أولوية لدى المجتمع الدولي، مضيفاً أن «هناك سعياً دولياً للقيام بذلك حتى إن تصريحات بعض قادة إسرائيل تقول إن الحل الدبلوماسي له الأولوية».
ولفت حرب، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن هناك سعياً واسعاً من قبل كل الأطراف بما فيها الدول العربية لمنع الانزلاق في حرب كبيرة بين لبنان وإسرائيل.

أردوغان لا يستبعد استعادة العلاقات مع سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إنه لا يستبعد احتمال عقد اجتماع مع نظيره السوري الرئيس بشار الأسد للمساعدة في استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال أردوغان إن أنقرة ودمشق ربما تتحركان لاستعادة العلاقات، وذلك حينما سأله صحفيون عن تقارير تفيد بأن الرئيس الأسد قال إن حكومته منفتحة على مبادرات التطبيع مع أنقرة ما دامت تحترم سيادة سوريا، وتسهم في مكافحة الإرهاب.
وأضاف أردوغان: «لا سبب لعدم حدوث ذلك»، وتابع: «مثلما أبقينا علاقاتنا في غاية الحيوية في الماضي.. فمن المؤكد أنه لا يُحتمل القول بأن هذا لن يحدث مجدداً في المستقبل، بل يمكن أن يحدث».

الخليج: غارات وقصف متبادل.. وشبح الحرب الواسعة يخيّم على لبنان

تجددت الغارات وعمليات القصف المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل عبر الحدود اللبنانية الجنوبية، أمس الجمعة، وقرر الجيش الإسرائيلي منع المستوطنين من دخول مستوطنة المطلة حتى صباح يوم الاثنين المقبل، في وقت توالت التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وسط تقديرات أمريكية بأن مواجهة واسعة النطاق بين الجانبين من المحتمل أن تندلع في الأسابيع القليلة المقبلة إذا فشلت جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهذا ما دفع 8 دول لحث رعاياها على مغادرة بيروت، وآخرها الأردن، حيث أوصت وزارة الخارجية الأردنية المواطنين بتجنب السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة، إلا للضرورة القصوى.

وشنت طائرات إسرائيلية غارات استهدفت منزلاً في بلدة شيحين قضاء صور، ومنزلاً آخر في بلدة كفركلا، كما بلدة الخيام على دفعتين، بينما استهدف القصف المدفعي حرج بلدة كفركلا، وأطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي. وفي المقابل، أعلن «حزب الله»، في بيان، أن مقاتليه استهدفوا تجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط «مثلث الطيحات» بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة ‏مباشرة. كما أعلن الحزب استهداف الأجهزة ‏التجسسية في موقع «بركة ريشا» بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن صفارات الإنذار دوت في مستوطنات زرعيت وشوميرا وعرب العرامشة. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض هدف جوي قادم من لبنان إلى الجليل وتم تفعيل الإنذار خشية سقوط شظايا الاعتراض.

وفي هذا الإطار، أصدر المجلس المحلي لمستوطنة المطلة التي تقع على خط المواجهة مع لبنان، أمس الجمعة، تعميماً يفيد بمنع الدخول إلى المستوطنة اعتباراً من اليوم السبت وحتى الاثنين المقبل. وجاء في رسالة التي وجهها المجلس إلى سكان المستوطنة: «.. نود إبلاغكم أنه اعتباراً من صباح اليوم، لن يكون الدخول إلى المطلة ممكناً، وسنصدر لاحقاً تعليمات الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بإجراءات الدخول إلى مستوطنة سبت شالوم». وجاءت الرسالة عقب إصابة اثنين من عناصر فرقة الطوارئ هذا الأسبوع بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان على المستوطنة. وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، فإن مسؤولين أمنيين يزعمون أن أمر منطقة عسكرية مغلقة لم يصدر من قبل قائد القيادة الشمالية للمطلة، لكن الجيش الإسرائيلي يفكر في تجمع السكان في المدينة، ولذلك طلب من رئيس المجلس منع السكان من الدخول، مبينة أن هذا مخالف للقانون.

من جهة أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية، أن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، قد يعود لزيارة بيروت وتل أبيب في الفترة المقبلة إذا ما نجحت اتصالاته بفتح ثغرة في الجدار الصلب بين الحزب وإسرائيل، وذلك بعد زيارة يقوم بها إلى العاصمة الفرنسية باريس في الأسبوع الأول من شهر تموز/ يوليو المقبل، ويلتقي خلالها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لبحث الأوضاع على الحدود الجنوبية للتنسيق معاً بخصوص لبنان.

إلى ذلك، أكد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت، أن «كل من إسرائيل وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، لا يريدان الذهاب إلى حرب شاملة لأن ثمنها باهظ لكن في غياب الحل زاد احتمال نشوبها».

وام:الأردن يدين مصادقة إسرائيل على شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة

دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، مصادقة الحكومة الإسرائيلية على شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية، والدفع نحو بناء آلاف المستوطنات الجديدة هناك، في تحد صارخ وانتهاك جسيم للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2334.

وأكد سفيان القضاة، الناطق الرسمي باسم الوزارة، في بيان بثته وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، ضرورة وقف إرهاب المستوطنين المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية واللاقانونية، التي تقوض كل فرص تحقيق السلام العادل والدائم والشامل، على أساس حل الدولتين.

وشدد على ضرورة امتثال إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ووقف خططها الاستيطانية المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب افلسطيني الشقيق.

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى حماية المدنيين بغزة ويؤكد دعم لبنان

أعرب قادة الاتحاد الأوروبي، في قمتهم التي عقدت في بروكسل، عن أسفهم لجميع الخسائر في أرواح المدنيين في غزة، داعين جميع الأطراف لاتخاذ كل خطوة ممكنة لحماية المدنيين.

ورحب الاتحاد الأوروبي باعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، الذي يحدد الخطوط العريضة لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة. ودعا إلى التنفيذ الكامل للاقتراح، دون تأخير أو شروط مسبقة، بما في ذلك، وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة كبيرة ومستدامة في المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة.

وجدد قادة الاتحاد الأوروبي تأكيدهم الحاجة الملحة للوصول الكامل والسريع والآمن ودون عوائق إلى المساعدات الإنسانية على نطاق واسع للفلسطينيين المحتاجين، والسماح للعاملين في المجال الإنساني والمنظمات الدولية بالعمل بفاعلية داخل غزة وتسهيل ذلك. ولإحياء العملية السياسية، شدد القادة على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع الشركاء الدوليين، والمساهمة الفعالة في الجهود المنسقة لإعادة إعمار غزة، ودعم السلطة الفلسطينية وهي تجري الإصلاحات اللازمة.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء التوترات المتزايدة في المنطقة، لا سيما على طول خط الانسحاب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية «الخط الأزرق». وحث جميع الجهات الفاعلة على ممارسة ضبط النفس، ومنع أي تصعيد آخر، والمشاركة في الجهود الدبلوماسية الدولية، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ودعا الاتحاد الأوروبي، المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للاتحاد إلى المضي قدماً في العمل على تعزيز دعم الاتحاد الأوروبي للبنان.

وفي سياق آخر، اعتمد قادة الاتحاد الأوروبي الأجندة الاستراتيجية للفترة 2024-2029، وهي خطة سياسية توجه اتجاه الاتحاد الأوروبي وأهدافه المستقبلية. وأصدروا في ختام اجتماعهم، بياناً تضمن العديد من القضايا الداخلية الأوروبية والمسائل الإقليمية والدولية، إضافة إلى الموافقة على التعيينات والترشيحات للوظائف العليا في الاتحاد الأوروبي للدورة المقبلة، حيث تم انتخاب أنطونيو كوستا رئيساً للمجلس الأوروبي، وتم اقتراح أورسولا فون دير لاين كمرشحة لرئاسة المفوضية الأوروبية، واعتبار كاجا كالاس المرشح المناسب لمنصب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.

وتناول الاجتماع الاحتياجات الدفاعية العاجلة والفورية والمتوسطة الأجل ومبادرات الدفاع الأوروبية، والخيارات المطورة للتمويل لتعزيز القاعدة التكنولوجية والصناعية الدفاعية للاتحاد الأوروبي وسد الثغرات الحرجة في القدرات. وفيما يتعلق بخطة العمل الأمنية والدفاعية التي اعتمدها بنك الاستثمار الأوروبي، دعا القادة إلى التنفيذ السريع لهذه الخطة، وإلى قيام البنك بتقييم سياسته الإقراضية وتكييفها مع صناعة الدفاع، مع الحفاظ على قدرته التمويلية.

ودَعَوْا المجلس والمفوضية إلى التعجيل بالعمل بشأن جميع التدابير المحددة لإنشاء أسواق، مؤكدين أهمية اتحاد أسواق رأس المال لتعبئة الاستثمارات الخاصة اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية. واعتمدوا خريطة طريق للعمل المستقبلي بشأن الإصلاحات الداخلية.

الشرق الأوسط: العراق: ليلة عاصفة في مقر «الحشد الشعبي»

بعد ليلة عاصفة داخل هيئة «الحشد الشعبي»، تراجعت الأخيرة عن قرار إقالة مسؤول جهازها الأمني المعروف بـ«أبو زينب اللامي»، وأفادت مصادر مختلفة بأن «كتائب حزب الله» أجبرت الهيئة على عدم تنفيذ الإقالة بعدما طوق مسلحوها مقرها في بغداد.

وكانت مصادر عراقية أفادت، صباح الخميس، بأن رئيس «الحشد الشعبي» أقال مدير أمن الهيئة من منصبه، وعيّن علي الزيدي في محله بشكل مؤقت، قبل أن تتراجع الهيئة عن قرارها، في ظروف غامضة.

وتداولت وسائل إعلام محلية أن مسلحين تابعين لـ«كتائب حزب الله» حاصروا بعجلات وأسلحة متوسطة مقر الحشد في بغداد، حيث مكتب اللامي، وحذرت من تنفيذ قرار إقالته.

أجواء متوترة بين قادة الفصائل
وقالت مصادر متقاطعة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في تلك الأثناء جرت اتصالات مكثفة بين مسؤولين حكوميين وأمنيين وقادة فصائل طغى عليها التوتر بسبب أجواء التهديد بين أطراف مختلفة».

ووفقاً للمصادر، فإن «الكتائب» أرسلت 15 عجلة تحمل أسلحة ثقيلة للسيطرة على مقر «الحشد»، بالتزامن مع اتصالات أجريت بين رئيس أركان «الحشد»، أبو فدك ومسؤولين حكوميين انتهت بالتراجع عن قرار إقالة أبو زينب.

وينتمي أبو فدك وأبو زينب اللامي إلى «كتائب حزب الله»، ويميل كثيرون إلى الاعتقاد بأن قرار الإقالة استهدف نفوذ الفصيل في المؤسسات الأمنية.

وتداولت منصات في مواقع التواصل، أن «عجلات الكتائب استقرت في المرآب الخلفي لمقر مديرية الأمن بعد أن سيطر المسلحون على البناية».

وتسرب مع وقت الإعلان عن الإقالة، أن اللامي كان «يتخذ قرارات حاسمة من دون العودة إلى رئيس الهيئة فالح الفياض أو القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني».

وأشارت أنباء عن أن قرار الإقالة صدر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن مصادر مطلعة تميل إلى الاعتقاد بأن «عصائب أهل الحق» وراء ذلك، وهي «من صك أمر الإقالة وبتوقيع رئيس الوزراء».

ويعود أصل الإقالة إلى «خلافات عميقة بين (كتائب حزب الله) و(عصائب أهل الحق)، والأخيرة ترغب في السيطرة على هيئة (الحشد) بالكامل»، على ما تقول المصادر.

ماذا يحدث الآن؟
خلال الساعات الماضية، تداول ناشطون منشوراً لحساب يزعم أنه لأبو زينب اللامي، ويحمل اسم «الفريق الركن حسين فالح اللامي»، وقال إن «قرار إقالته جاء بأمر من الاحتلال الأميركي».

وكان هذا بالتزامن مع حملة «كتائب حزب الله» للضغط على قادة هيئة «الحشد» للتراجع عن إقالة اللامي.

ويوم الجمعة، سافر رئس هيئة «الحشد الشعبي» إلى نينوى للاجتماع مع قادة عمليات «الحشد الشعبي» في المنطقة الشمالية، لكن مراقبين شككوا بتوقيت بالاجتماع، ورأوا أن الفياض حاول الابتعاد عن الجو المشحون في الهيئة بعد إصدار القرار والتراجع عنه.

وقالت مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمور معلقة الآن»، وإنه «ليس من الواضح إلى أين تتجه الأمور: إلى تنفيذ القرار أو الإبقاء على اللامي في منصبه».

وأوضحت المصادر أن ما حدث ليلة الخميس انتهى إلى انقسام حاد بين قادة هيئة «الحشد الشعبي»، وأنهم بحاجة إلى وقت طويل لتجاوز الشرخ الذي حدث، وربما إلى تدخل طهران في الأمر».

وكان قيادي في «تحالف الإطار التنسيقي» أبلغ «الشرق الأوسط» أن «إقالة اللامي كانت على الطاولة حتى قبل مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، بسبب قلق مرجعيات سياسية دينية شيعية من (توغله في ملفات فساد)، على حد تعبيره، لكن لا أحد يدري لماذا تأخر الأمر ونفذ الآن في هذا التوقيت».

من هو اللامي؟
وبرز اللامي، واسمه حسين فالح، أيام اندلاع حركة الاحتجاج في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وقالت مصادر حينها إنه مسؤول عن فرقة قناصة اغتالت ناشطين في الاحتجاج.

ويرأس اللامي جهاز الأمن في قوات «الحشد الشعبي» منذ عدة سنوات، وهو الجهاز المسؤول عن معاقبة قادة الحشد في حال خالفوا الأوامر أو التعليمات، وفقاً لمركز «أبحاث مكافحة الإرهاب» في «الأكاديمية العسكرية الأميركية».

وإضافة لوظيفته في «الحشد الشعبي»، يعد اللامي أحد أبرز قادة «كتائب حزب الله» في العراق، المصنف على لائحة الإرهاب الأميركية، كما أن واشنطن فرضت عليه عقوبات لدوره المزعوم في احتجاجات تشرين.

ووصف تقرير لوكالة «رويترز»، نشر أواخر 2019، اللامي بأنه «شخصية قوية للغاية، ومخيفة على نطاق واسع، وكان له خط اتصال مباشر مع قائد (الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني، بشكل مستقل عن أبو مهدي المهندس».

ونقلاً عن «رويترز»، فإن سياسيين عراقيين قالوا إن جهاز أمن الحشد برئاسة اللامي يدير فرعاً يسمى «الاستخبارات التقنية»، يرأسه شخص يدعى أبو إيمان، ويركز على إدارة عمليات مساومة بحق سياسيين ومسؤولين في وزارات عراقية مختلفة وقادة أمنيين.

وتشمل مهام مديرية أمن الحشد عمليات جمع أموال فاسدة، والسيطرة على الحدود العراقية السورية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وإنشاء وتطوير قواعد تابعة لهم خارج إطار سيطرة الدولة العراقية.

غموض حول مصير لقاء البرهان و«حميدتي» في كامبالا

توقع سياسيون سودانيون أن يجري لقاء وشيك بين قيادة الجيش السوداني وقيادة «قوات الدعم السريع»، استجابة إلى قرار «مجلس السلم والأمن الأفريقي» ودعوة اللجنة الرئاسية للمجلس بقيادة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وقادة دول الأقاليم الأفريقية، للجمع بين قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي».

وأشار البعض إلى صمت قيادة الجيش وعدم توضيح موقفه من اللقاء، على الرغم من مرور أكثر من أسبوع على صدور الإعلان، وفسّروا ذلك الغموض بوجود «انقسام في معسكر الجيش» بين الراغبين في إنهاء الحرب ومن يريدون استمرارها، «بدعم من مجموعة الإسلاميين المتشددين داخل الجيش».

وأصدر «مجلس السلم والأمن الأفريقي» في 21 يونيو (حزيران) الحالي، قراراً بإنشاء لجنة برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، لتسهيل التواصل المباشر بين قادة الجيش السوداني وقادة «قوات الدعم السريع» في أقرب وقت ممكن.

الجيش لم يعلّق
وعلى الرغم من مرور أكثر من أسبوع على صدور قرار المجلس، لم يعلّق الجيش السوداني أو الحكومة المؤقتة بالرفض أو الإيجاب، كما اعتادت في مثل هذه الظروف، وهو ما فسّره المحلل السياسي والحقوقي حاتم إلياس، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بقوله إن «القرار السياسي والعسكري ربما خرج عن يد الجيش، فمنذ مدة طويلة هناك مؤشرات على وجود تأثير قوي للحركة الإسلامية داخل الجيش». وأضاف قائلاً: «لو وافق الجيش على دعوة موسيفيني فربما سيواجه مخاطرة ويدخل في مواجهة مع الإسلاميين».

وأوضح إلياس أن سر الصمت ربما يعود إلى اعتبارات ترتبط بـ«خوف قيادة الجيش من مواجهة غير محسوبة مع الإسلاميين، خصوصاً مجموعة الأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي. فإذا قررت قيادة الجيش المضي قدماً في عملية سياسية تنهي الحرب، بعيداً عن رضا الإسلاميين، فقد يتعرضون لمخاطر ربما تصل إلى حد التصفية».

ويرفض الجيش التعامل مع مبادرات الاتحاد الأفريقي تحت ذريعة «تجميد عضوية السودان» في الاتحاد، ويشترط لقبول هذه المبادرات إعادة عضوية السودان التي علّقها الاتحاد الأفريقي عقب انقلاب 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، الذي نفّذه قائدا الجيش و«الدعم السريع» ضد حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
شرط البرهان
ووفق تسريبات نقلتها منصات اجتماعية مؤيدة لقيادة الجيش، فإن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان اشترط للقاء غريمه قائد «قوات الدعم السريع» محمد دقلو، «أن يكون اللقاء على انفراد». وعدّ الصحافي الإسلامي الداعم للجيش عادل الباز، دعوة القادة الأفارقة، بأنها «تهديد من مجموعات المرتشين وداعمي التمرد. والغريب أن الاتحاد الأفريقي يفعل ذلك ولا يستحي من استجداء الحكومة ذاتها، التي عُلقت عضويتها لتقبل بسلسلة مبادراتهم الفارغة التي لا تنتهي».

كما قال المحلل السياسي عادل إبراهيم حمد، في تصريحات إعلامية، إن دعوة الاتحاد الأفريقي جاءت في وقت استنزفت فيه الحرب طرفيها، وكلفت الشعب السوداني كثيراً، وفقدت بسببها الدولة منشآتها ومرافقها المهمة. وتابع: «أي دعوة إلى إيقاف الحرب لا بد أن تجد استجابة من طرفي الحرب، لما وصلت الحال إليه من سوء، ولا يمكن ألاّ يقبلها عاقل أو حريص على الوطن ومستقبله».

ووصف القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» شهاب إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»، دعوة مجلس السلم والأمن الأفريقي بأنها «دعوة جادة»، قائلاً: «من المؤكد أن الدعوات وصلت للطرفين بسرية تامة». وأرجع إبراهيم عدم تعليق الجيش وحكومة الأمر الواقع التي يرأسها البرهان من مدينة بورتسودان الساحلية، على قرارات الاتحاد الأفريقي، إلى ما سماه «حالة انقسام معسكر الجيش»، مؤكداً أن اللقاء سيُجرى ولن يعلن ذلك قبل انعقاده، وأن الموقف من الاتحاد الأفريقي لن يمنع الانعقاد لوجود أطراف كثيرة تضغط على الطرفين من أجل اللقاء المرتقب. وقال: «الطرفان سيذهبان إلى كامبالا».

محاولات سابقة
محاولة موسيفيني ليست المحاولة الأفريقية الأولى لجمع قيادة الجيش وقيادة «قوات الدعم السريع»، إذ في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2023 أعلنت الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» موافقة البرهان وحميدتي على لقاء ثنائي بينهما، لكن اللقاء لم يتم، وقال الجيش في 27 من الشهر ذاته إن جيبوتي، التي تترأس «إيغاد»، أبلغته بتأجيل اجتماع القائدين قبل يوم واحد من موعده. ومنذ ذلك الوقت واصلت قيادة الجيش اتهاماتها لقائد «الدعم السريع»، بـ«المماطلة وعدم تحكيم صوت العقل، وعدم الرغبة في إيقاف تدمير السودان وشعبه».

وأعلنت قيادة الجيش رفضها أي ترتيبات مماثلة وتمسّكها بمواصلة القتال حتى القضاء على «قوات الدعم السريع»، في حين دأب قائد «الدعم السريع» على تأكيد رغبته في وقف الحرب عبر التفاوض، واستعداده للمشاركة في أي محادثات من أجل وقف القتال.

ستيفاني خوري... «خبيرة حل أزمات» تسعى إلى إنهاء «الانسداد السياسي» في ليبيا

تناوبَ على رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا دبلوماسيون وسياسيون من جنسيات عربية وأوروبية وأميركية. وكانت «الاستقالة» هي السمة الغالبة التي صاحبت نهاية أعمالهم في البعثة الأممية؛ نتيجة لغياب أفق الحلول السياسية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.

تعيين الدبلوماسية الأميركية ستيفاني خوري نائباً لرئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، جاء إثر استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي في منتصف أبريل (نيسان) الماضي. ووسط حالة التعثر هذه، بدت خوري خلال الأسابيع الماضية وكأنها تصارع الزمن بلقاءات مع الأفرقاء الليبيين، في مسعى للدفع قُدماً بالعملية السياسية، وإنهاء حالة الانقسام الداخلي، وتحقيق المصالحة والسلام.

خوري، التي تتسلح بخبرة في أزمات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هدفها الرئيسي في مهمتها الأممية بليبيا، تيسير «عملية سياسية وطنية شاملة يقودها الليبيون»، كما قالت في إحاطتها الأولى لها أمام مجلس الأمن أخيراً، عند سردها نتائج مشاورات أجرتها مع الأفرقاء الليبيين خلال الأسابيع الأخيرة. لكن ثمة تساؤلات مطروحة إزاء قدرة الدبلوماسية الأميركية على تهيئة الأجواء السياسية الكفيلة بتجاوز اختبار الانتخابات المقرّرة نهاية العام الحالي، والتعاطي مع التناقضات والتوازنات بين الأفرقاء، وسط استمرار تنافس القوى الدولية على أدوار ومكانة في الداخل الليبي.

من هي ستيفاني خوري؟ستيفاني خوري، دبلوماسية أميركية تتحدّر من أصول لبنانية، وهي تتكلّم اللغتين العربية والإنجليزية. وعلى الصعيد الأكاديمي، حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة تكساس الأميركية، ودرجة الإجازة في القانون من الجامعة ذاتها، وعملت أيضاً باحثة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن. وفي سجلّها العملي، مارست خوري جهوداً طيبة لدعم عمليات السلام والاستقرار عبر التعاون مع عدد من المنظمات غير الحكومية، منها منظمة «البحث عن أرضية مشتركة»، وهي منظمة دولية غير حكومية مقرها في واشنطن، وتُعنى بتعزيز جهود السلام والاستقرار، ويمتد نشاطها لنحو 33 دولة حول العالم. وأيضاً تمتلك خوري خبرة واسعة في أزمات المنطقة، حيث تمتد مسيرتها المهنية لأكثر من 30 سنة في دعم العمليات السياسية ومباحثات السلام والوساطة.

خبرة أممية
 لقد اقتربت خوري أكثر من قضايا المنطقة، من واقع مهام عملية مع الأمم المتحدة على مدى أكثر من 15 سنة، خصوصاً في الدول العربية التي تشهد صراعات خلال السنوات الماضية، خصوصاً في كل من العراق ولبنان وليبيا وسوريا واليمن والسودان. بل كانت قد عملت في وقت سابق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلال الفترة ما بين 2011 و2013، ثم عُيّنت ممثّلة عن مكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، ومديرة لمكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، وممثلة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.

وفي السودان، شغلت خوري منصب القائم بأعمال بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة، خلال الفترة الانتقالية في السودان عام 2021، ثم مدير الشؤون السياسية للبعثة الأممية في السودان عام 2022. وبعد ذلك عادت خوري إلى البعثة الأممية في ليبيا مرة أخرى، عبر اختيارها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، نائباً للممثل الخاص للشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلال شهر مارس الماضي، وقادت مهام مبعوث الأمم المتحدة، بعد استقالة باتيلي من هذا المنصب.

في المقابل، على الرغم من كل هذه الخبرات الواسعة في العمل الأممي، فإن مراقبين يرون أن خوري لم تحقق أي إنجاز أو تسوية سياسية في أي من دول النزاع التي خدمت فيها. ويستند أصحاب هذا الرأي إلى إخفاقها وقت أزمة «الفترة الانتقالية» في السودان، عام 2021، في تجاوز الخلاف بين «المكونَين العسكري والمدني» للحكم الانتقالي بالسودان وقتها. إذ رأت أن دور البعثة الأممية يتمحور حول «الاستماع إلى أصحاب المصلحة السودانيين، وتوثيق رؤاهم ومقترحاتهم في هذه المرحلة».

استعادة الثقةيذكر، أن ستيفاني خوري هي عاشر مسؤول دولي تُسند إليه مهام البعثة الأممية في ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد معمّر القذافي. وهي تتولى المهمة في خضم ارتفاع أصوات النقد إلى البعثة بحجة عجزها عن تحريك «الجمود» المطبق على العملية السياسية، بعد فقدان أطراف ليبية الثقة في دورها الداعم لإيجاد تسوية سياسية للأزمة. وبالإضافة إلى ذلك، تعاني البعثة في ليبيا من حملها إرثاً غير مشجّع من إخفاقات المبعوثين الأمميين، ولهذا فهي تسعى الآن أولاً إلى استعادة الثقة المفقودة في دور بعثة الأمم المتحدة، كي لا تلقى مصيراً مثل مصائر أسلافها من المبعوثين.

من جهة ثانية، ليست خوري الأميركية الوحيدة التي تولت مهام البعثة الأممية في ليبيا، فكما سبقت الإشارة، سبقتها ستيفاني وليامز، التي حظيت جهودها بإشادة أممية بعد دفعها خريطة الانتخابات، وتشكيل حكومة «وحدة وطنية» عام 2021. ويتوقع المراقبون أن تعيد «ستيفاني الثانية» الدور ذاته الذي لعبته مواطنتها، لا سيما، إذا توافر دعم كافٍ من الإدارة الأميركية يتحقّق من خلاله اختراق للمشهد السياسي الليبي. بيد أن هذه التوقعات، تقابَل بتصريحات لعديد من السياسيين الليبيين، تقلل من قدرتها على إحداث تغيير بالعملية السياسية الليبية في ضوء تعقيدات «النفوذ الدولي»، وتأثيره في عناصر الأزمة الليبية.

تحديات بالجملةوحقاً، تصطدم مهمة خوري بمجموعة من التحديات والاختبارات الصعبة: أبرزها القدرة على إحداث حلحلة للمشهد السياسي المجمّد، وإنهاء حالة الانقسام السياسي الداخلي، وإقناع أطراف الأزمة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ عام 2021، لإخراج ليبيا من مراحلها الانتقالية المتتالية. وهي اليوم تعمل على جمع الأفرقاء الليبيين على طاولة حوار أملاً بإنهاء حالة «الفوضى» القائمة بسبب تنافس حكومتين على السلطة. والمعروف أن «الحكومة الأولى»، التي تسيطر على غرب ليبيا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، كانت قد شُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021. و«الحكومة الثانية» تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حماد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من قائد «الجيش الوطني الليبي» خليفة حفتر.

وفي سبيل ذلك، رسمت خوري «خريطة طريق» لمهمتها في رسالة مصورة بثتها البعثة الأممية عبر صفحاتها على منصات التواصل في مايو (أيار) الماضي. وتعهدت خوري فيها «بمساندة الليبيين على تجنيب البلاد مخاطر الانقسام والعنف وهدر الموارد، من خلال تيسير عملية سياسية شاملة يملكها ويقودها الليبيون أنفسهم، بمَن فيهم النساء والشباب ومختلف المكونات». كذلك أكدت التزام البعثة بالعمل على «دعم إجراء انتخابات وطنية شاملة حرة ونزيهة لإعادة الشرعية للمؤسسات الليبية، ودعم عملية مصالحة وطنية شاملة مع كل الشركاء، والعمل مع الليبيين على التنفيذ الكامل والمستدام لاتفاق وقف إطلاق النار».

مشاورات سياسيةوطوال الأسابيع الماضية، كثفت خوري لقاءاتها مع الأفرقاء في مناطق عديدة بين الشرق والغرب الليبيَّين، ونشرت عبر حسابها بمنصة «إكس»، إفادات عن نتائج المشاورات. وللعلم، شملت اللقاءات والمشاورات رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفّي، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي» خليفة حفتر، ويضاف إلى هؤلاء «المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا» وممثلو الأحزاب الليبية ونشطاء مدنيون، وكذلك أجرت خوري مشاورات مع سفراء دول أجنبية لدى ليبيا. وقالت خوري لاحقاً إنها ناقشت «سبل الخروج من الانسداد الراهن والدفع بالعملية السياسية للأمام، وتهيئة الظروف المواتية لإجراء الانتخابات، وتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها».

الإحاطة الأولىوفي الإحاطة الأولى التي قدمتها خوري أمام مجلس الأمن حول الأوضاع في ليبيا، أخيراً، تكلمت عن مشروع «عملية سياسية شاملة يقودها الليبيون» لتخطي الجمود السياسي الراهن، و«حاجة الليبيين لاتفاق سياسي، يمهّد لإجراء انتخابات ذات مصداقية». وترى المسؤولة الأممية وجود فرصة لدفع عملية المصالحة الوطنية في ليبيا. وهي تستند في ذلك إلى اتفاق «المجلس الرئاسي» الليبي ومجلس النواب على مشروع قانون واحد للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، لكنها في الوقت ذاته ترى خطورة في «هشاشة الوضع الليبي» في مواجهة تحديات عديدة، أهمها وضعية الانقسام الداخلي بوجود مؤسسات حكم موازية. وإلى جانب مسار الحل السياسي، تسعى خوري إلى دفع عملية إجراء انتخابات محلية، خصوصاً مع إطلاق اللجنة الوطنية العليا للانتخابات، أخيراً، عملية تسجيل الناخبين للانتخابات البلدية في 60 بلدية في جميع أنحاء ليبيا، إلى جانب العمل على تمكين أكبر للشباب والمرأة.

الصراع الدوليعلى صعيد آخر، هناك مَن يرى أن «واقع النفوذ الدولي في ليبيا يجعل خيارات خوري في التعامل مع الأزمة الليبية محدودة». ويربط مراقبون بين الاستعانة بها في البعثة الأممية، والتحولات في السياسة الأميركية تجاه الأزمة الليبية، إذ ثمة مَن يرى أن «واشنطن تعول على دورها في مواجهة المنافسة من بعض القوى الدولية التي تشهدها الساحة الليبية، خصوصاً النفوذ الروسي والتركي والفرنسي، وبذلك تبقى قضية النفوذ الدولي، إحدى الإشكاليات، التي يجب على خوري مواجهتها».

وعبّر عن تلك الإشكالية، وكيل وزارة الخارجية بالحكومة الليبية «المؤقتة»، حسن الصغير، حين أشار عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك» إلى أن «تعيين ستيفاني خوري نائباً للمبعوث الأممي يعيد الصراع بشكل رسمي ومباشر من صراع إقليمي لصراع دولي»، لكنه عدّ ذلك في الوقت نفسه «من شأنه سرعة الوصول لانفراجة ولو مرحلية بالملف الليبي». اقتربت أكثر من قضايا المنطقة من واقع مهامها العملية مع الأمم المتحدة على مدى أكثر من 15 سنة

شارك