رسائل نارية بين «حزب الله» وإسرائيل على وقع تهديدات جديدة/تركيا: تحييد 7 من حزب «العمال الكردستاني» شمالي العراق وسوريا/السودان: سقوط سنجة بيد «الدعم السريع» قد يفتح طريق تمددها أكثر

الإثنين 01/يوليو/2024 - 10:57 ص
طباعة رسائل نارية بين «حزب إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 1 يوليو 2024.

الخليج: إسرائيل تواصل إبادة غزة.. ونتنياهو يرفض وقف الحرب

كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، رفضه لوقف الحرب المستمرة منذ نحو 9 شهور على قطاع غزة، معتبراً أن عليه الاستمرار حتى تحقيق أهداف العرب وهزيمة الفصائل الفلسطينية بشكل كامل، وقال« سنعلن خلال الأيام المقبلة انتهاء عملية رفح»، بينما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن الحرب في غزة ستنتهي بلا صفقة، والهدوء في الجنوب سيهدئ جبهة الشمال، في وقت كشف فيه مصدر مصري عن اتصالات مصرية مكثفة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف النار في غزة، مشدداً على أن القاهرة ترفض دخول أي قوات مصرية إلى داخل القطاع، في حين هددت إسرائيل بالعمل على إطلاق سراح أي شخص ستعتقله المحكمة الجنائية الدولية.

وبينما واصلت إسرائيل حرب الإبادة لليوم ال268 على التوالي أعلن الجيش الإسرائيلي قيامه بتوسيع «منطقة عازلة» على طول محور فيلادلفيا، في وقت نفت فيه مصر موافقتها على نقل معبر رفح، أو إقامة معبر جديد قرب كرم أبو سالم، في حين أكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة.

وبالتزامن، تواصلت الرسائل النارية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، على وقع تهديدات إسرائيلية جديدة، وشملت الهجمات المتبادلة غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان وأهدافاً إسرائيلية تعرضت للقصف للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر الماضي.

رسائل نارية بين «حزب الله» وإسرائيل على وقع تهديدات جديدة

تواصلت الرسائل النارية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، أمس الأحد، على وقع تهديدات إسرائيلية جديدة، وفيما أغارت طائرات إسرائيلية على عدة أهداف في الجنوب وخرقت جدار الصوت فوق بيروت ومناطق مختلفة من لبنان، رد «حزب الله» بقصف مواقع وأهداف عسكرية إسرائيلية، ونعى ثلاثة من عناصره قتلوا جراء الاستهداف الإسرائيلي، في حين أعلنت المستشفيات الإسرائيلية في الشمال حالة الاستنفار القصوى ودعت موظفيها إلى الالتحاق بها، والاستعداد لإقامة طويلة.

وأكد وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت، أن إسرائيل تقترب من اتخاذ القرار بإعادة السكان إلى الشمال، وتغيير الوضع الأمني على الحدود من خلال اتفاق أو بالقوة. أما وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش فقال إنه لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله»، وقال: «لا أستخف بالثمن المتوقع لحرب لبنان، لكن أي ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه إن لم نتحرك». وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد في وقت سابق بأنه إذا لم يوقف «حزب الله» إطلاق النار وينسحب من جنوب لبنان، فإن إسرائيل سنتحرك ضده بكل قوة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت عن ضابط إسرائيلي كبير، دون أن تسميه، قوله أن إسرائيل أخطأت عندما ركزت اهتمامها على «حزب الله» ولم تستهدف الدولة اللبنانية منذ اللحظة الأولى لاندلاع المواجهات. وبحسب الصحيفة، يقول الجيش الإسرائيلي إنه «في حالة الحرب مع لبنان سيكون الأمر صعباً في إسرائيل ولكن في بيروت سيكون الأمر أكثر صعوبة بمئة مرة».

ومن جانبها دخلت مستشفيات شمال إسرائيل في حالة تأهب قصوى، تحسباً لاندلاع حرب مع «حزب الله». وقال مدير مركز الجليل الطبي مسعد برهوم، ومدير مستشفى زيف سلمان الزرقا، وكلاهما في شمال إسرائيل، إن المستشفيات جمعت ما يكفي من الإمدادات للعمل

ك «جزر منفصلة» لعدة أيام، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وطلب الزرقا من الموظفين «الاستعداد للوصول بسرعة إلى المستشفى، وإحضار الأغراض الشخصية الأساسية من أجل إقامة طويلة».

وفيما نعى«حزب الله» ثلاثة من عناصره هم جلال علي ضاهر، ونصرات حسين شقير، وحسين محمد سويدان. فقد أكد الجيش الإسرائيلي استهدافه موقعاً للحزب في بلدة حولا بعد رصده عناصر مسلحة داخله. وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائراته المسيرة أغارت على مواقع ل«حزب الله» في منطقة رب ثلاثين والطيبة بجنوب لبنان، بينما أفادت أنباء عن تعرض أطراف بلدة بيت ليف إلى قصف مدفعي مركز. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش طلب إلى جميع المقيمين في مستوطنة «معيان باروخ» في الشمال البقاء قرب الغرف المحصنة. وذلك بعد أنباء عن إطلاق طائرتين مسيرتين من جنوب لبنان نحو قيادة المنطقة الشمالية. كما أفاد «حزب الله» بأن مقاتليه استهدفوا مبنى يستخدمه الجنود الإسرائيليون في مستعمرة يرؤون. وكذلك أعلن «حزب الله»، في بيان، أن مقاتليه ‏استهدفوا مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة ‏بيت هلل بصاروخ «فلق»، فَأُصيبت إصابةً مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقعت فيها إصابات مؤكدة. كما أكد استهداف مقاتليه لمبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابةً مباشرة. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن «شخصين أصيبا بجروح خطيرة بعد سقوط مسيرة متفجرة في الجولان». كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه هبطت مروحية عسكرية في مستشفى رامبام في حيفا على متنها إصابات جراء انفجار طائرة بدون طيار في الجولان. وكان «حزب الله» أعلن، في وقت سابق، عن شَنَّ مقاتليه هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على ‏مقر كتائب المدرعات التابعة للواء 188 في ثكنة راوية، مُستهدفةً مبنى القيادة فيها وأماكن ‏تموضع ضباطها وجنودها وأصابوها إصابةً مباشرة وأوقعوا فيها ‏إصابات مؤكدة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها ».

مصر تنفي الموافقة على نقل معبر رفح وترفض دخول قواتها إلى غزة

نفى مصدر رفيع المستوى، الأحد، ما تردد حول موافقة مصر على نقل منفذ رفح، أو بناء منفذ جديد بالقرب من كرم أبو سالم، وأكد رفض القاهرة دخول أي قوات مصرية إلى داخل قطاع غزة.
وأضاف المصدر عدم وجود أي مباحثات مصرية لإشراف إسرائيلي على منفذ رفح، مؤكداً تمسك مصر بانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من الجانب الفلسطيني من منفذ رفح.

وأضاف المصدر، أن مصر ترفض دخول أي قوات مصرية إلى داخل قطاع غزة، مؤكداً أن ترتيب الأوضاع داخل القطاع بعد العملية العسكرية الجارية هو شأن فلسطيني.

ولفت المصدر، إلى أن مصر سبق وأبلغت جميع الأطراف أن استعادة المحتجزين، ووقف العملية العسكرية الجارية في قطاع غزة، يجب أن تكون من خلال اتفاق بوقف إطلاق النار الدائم، وتبادل المحتجزين والأسرى.

وكانت مصر أكدت لكل الأطراف موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح، طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، محمّلة الجانب الإسرائيلي مسؤولية النتائج المترتبة على هذا الإغلاق، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

ويهدد استمرار إغلاق المعابر، بعودة المجاعة إلى مدينة غزة، وشمال القطاع، بعد أن استنزف الفلسطينيون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شُح المساعدات.

ويواصل الجيش الإسرائيلي القصف المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبر شن عشرات الغارات جواً، وبراً، وبحراً، فضلاً عن ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين الفلسطينيين، ما خلّف عشرات الآلاف من القتلى، والجرحى، والمفقودين، وألحق دماراً هائلاً في البنى التحتية، والمرافق والمنشآت الحيوية، وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع نتيجة وقف إمدادات الغذاء، والماء، والدواء، والوقود، بسبب القيود .

البيان: أطفال غزة يئنون من جحيم الحرب

فتكت الحرب المتصاعدة، على نحو غير مسبوق بأطفال قطاع غزة، ما جعل حياة عشرات الآلاف منهم محفوفة بالمخاطر، وتهدد المستقبل الصحي للسواد الأعظم منهم.

فوسط آلة الدمار المستمرة بفعل الحرب، والتي أوشكت على نهاية شهرها التاسع، وما تخللها من ترويع وتجويع ضد الفلسطينيين الذين يعانون لا سيما في شمال قطاع غزة، من سوء تغذية تفتك بهم، أفادت منظمة «أنقذوا الأطفال» البريطانية، بأن حوالي 21 ألف طفل في غزة فُقدوا نتيجة للحرب. وتشير تقديرات إلى أن العديد من الأطفال المفقودين عالقون تحت الأنقاض، أو محتجزون، أو مدفونون في قبور غير معروفة، أو ضائعون من عائلاتهم، كما أشار التقرير إلى أن العمليات الأخيرة الناجمة عن الهجوم على مدينة رفح، أدت إلى تشتيت المزيد من الأطفال.

مقابر جماعية

ويعتقد أن ما لا يقل عن 17 ألف طفل منفصلون عن ذويهم، ومن المحتمل أن يكون حوالي 4 آلاف طفل في عداد المفقودين تحت الأنقاض، مع وجود عدد غير معروف أيضاً في مقابر جماعية، وقد اختفى أطفال آخرون قسراً، بما في ذلك عدد غير معروف تم احتجازهم ونقلهم قسراً إلى خارج قطاع غزة.

وتظهر آخر الأرقام الصادرة عن منظمات ذات علاقة بالأطفال، مدى الكارثة التي ألحقتها الحرب في قطاع غزة بالأطفال، على مدار نحو تسعة أشهر، إذ ارتفع عدد الضحايا من الأطفال إلى ما يزيد على 15700 طفل، فضلاً عن إصابة أكثر من 34 ألف طفل، وفقدان 3600 آخرين، كما أن هناك أكثر من 1500 طفل فقدوا أطرافهم، أو عيونهم، أو أجزاء أخرى من أجسامهم، ما تسبب لهم بعاهات دائمة، ناهيك عن نحو 700 ألف طفل نزحوا مع عائلاتهم بفعل الحرب، ويعيشون حياة بائسة في خيام النزوح.

وحسب إحصائيات الجهات المختصة، فإن ما أفرزته الحرب من ضحايا أطفال في قطاع غزة على مدار تسعة أشهر، يفوق عدد الأطفال الذين قضوا في مختلف نزاعات وحروب العالم على مدار أربعة أعوام.

ولم تكن عابرة، تلك السلوكيات الغريبة، التي بدأت تظهر على الأطفال الغزيين بفعل الحرب، إذ يرجح أطباء ومختصون إصابة الآلاف منهم بصدمات عصبية، نتيجة لأهوال القصف، ومشاهدة أشلاء الضحايا في الشوارع، وغير ذلك.

اضطربات نفسية

تقول الفلسطينية نجاة أبو سيف، أن اثنين من أطفالها بدأت تظهر عليهما سلوكيات غير معتادة، كالعزوف عن تناول الطعام، والاضطرابات النفسية أثناء النوم، مبينة أن أولادها عاشوا لحظات صعبة ما بين القصف والنزوح، وتم انتشالهم أكثر من مرة، من بين ركام المنازل في الأشهر الأولى للحرب.

وأضافت: «لم تكن هذه السلوكيات موجودة قبل الحرب، وحتى ابني أحمد (11) عاماً، المعروف بنومه الهادئ، في الأيام الأخيرة، تكرر قيامه من النوم مذعوراً، وهو يصرخ، وأحياناً يخرج من الخيمة وهو نائم»!.

وتشير الأخصائية النفسية في مراكز النزوح التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» أحلام عفانة، إلى أن العديد من الأطفال يعانون أشكالاً مختلفة من الهواجس، وظهر عليهم تصرفات غريبة، نتيجة لما يتعرضون له، ويشاهدونه، من ويلات الحرب.

ولفتت إلى أن الأطفال، إن لم يقتلوا في القصف مباشرة، فإنهم يصابون بتداعياته، من خلال معايشتهم لهذا الواقع الصعب، ما يجعلهم عرضة للأمراض النفسية، والصدمات العصبية.

لبنان ما بين سيناريو الحرب والتسوية

على وقع التصعيد اليومي على الجبهة الإسرائيلية الشمالية على الحدود مع جنوب لبنان، تظهر التصريحات الإسرائيلية انقساماً في الرأي حول إمكانية اشتعال حرب شاملة بين إسرائيل وبين حزب الله، آخرها لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أكد أن لا مفرّ من حرب حاسمة وسريعة مع « حزب الله»، فيما كشف مسؤولون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن وزير الدفاع الإسرائيلي غيّر موقفه بشأن الحرب ويرى أن «فتح جبهة جديدة لن يكون قراراً حكيماً».

اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن لا مفرّ من حرب حاسمة وسريعة مع   «حزب الله»، قائلاً: «لا أستخف بالثمن المتوقع لحرب لبنان، لكن أي ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه إن لم نتحرك».

بدوره، رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن الهدوء في الجنوب سيؤدي لتهدئة في الشمال، وأن هذا هو الخيار الأفضل.

وكشف مسؤولون أمريكيون لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، «غيّر موقفه» بشأن فتح جبهة جديدة للحرب في الشمال مع حزب الله اللبناني.

وأشار المسؤولون للصحيفة الأمريكية، إلى أن غالانت «كان يعتقد مثل بعض المسؤولين الآخرين في الحكومة الإسرائيلية، أنه يجب الرد بتدمير حزب الله وحماس بعد هجمات السابع من أكتوبر».

 حل دبلوماسي

وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل وحزب الله «يفضلان التوصل إلى حل دبلوماسي» للأزمة، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن غالانت «أبلغ واشنطن خلال زيارته الأخيرة بأن بلاده لا تريد حرباً واسعة النطاق، لكنه أكد أنها على استعداد لتوجيه ضربة حال تعرضت لاستفزاز كبير».

ورداً على ذلك، اعترض وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وقال: «كيف سيتم ذلك دون حرب؟ كيف سننهي الحدث بالتسوية؟ ألم نتعلم درساً من 20 عاماً من التسويات؟».

وبذلك، يظل خطر اتساع رقعة الحرب قائماً بنسبة ضئيلة، في وقت تحاول فيه الإدارة الأمريكية الضغط على الجانبين من أجل حل الأزمة بالسبل الدبلوماسية.

وبالتزامن مع أجواء التوتر الأمني في لبنان التي أوحت بها مجموعة السيناريوهات السلبية المتداولة على أكثر من مستوى، وما تسبّبت به بيانات التحذير من حرب واسعة، ومعها الكشف عن البرامج الاستباقية التي اتُخذت لإجلاء الرعايا العرب والأجانب من لبنان، فإن الحاضر الأمني دفع بالمملكة العربية السعودية إلى تفعيل إنذار سابق لرعاياها في لبنان، فأكدت سفارتها في بيروت أنها تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في جنوب لبنان، وتؤكد دعوتها السابقة للمواطنين السعوديين كافةً إلى التقيد بقرار منع السفر، وتحثّ مواطنيها على مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري.

 التسوية أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلامٌ عن تضاؤل احتمالات الحرب في الجنوب، في مقابل ارتفاع أسهم التسوية، وخصوصاً بعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي جال على عدد من المناطق الحدودية مع لبنان، دعمه المسار السلمي، وأكد أنه إذا اختار «حزب الله» التسوية فإن إسرائيل ستقابل ذلك بجدية.

في المقابل تؤكد مصادر «حزب الله» أنه لا يرغب في الحرب لكنّه يستعدّ لها ليكون جاهزاً إذا اندلعت.

زيارة 

أشارت مصادر متابعة إلى ضرورة انتظار زيارة هوكشتين إلى فرنسا الأسبوع الجاري، والتي سيلتقي خلالها بالمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وسيتمّ التنسيق حول الوضع في الجنوب، وإمكانية التنسيق بورقة مشتركة فرنسية - أمريكية حول معالجة الوضع العسكري.

إلى ذلك، أعلن «حزب الله»، أمس مقتل عنصرين في «مواجهات مع إسرائيل جنوبي لبنان»،

في وقت أغارت مسيّرة إسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان. وقد صرح الجيش الإسرائيلي في بيان نشره على منصة «إكس» أن «قصف بلدة حولا جاء على إثر رصد دخول أحد عناصر حزب الله إلى مبنى عسكري». وأضاف البيان أنه هاجم مبنى آخر في منطقة كفركلا جنوبي لبنان.

على الجانب الآخر، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في عدة بلدات بالجليل الأعلى شمالي إسرائيل.

دعوة فلسطينية لاجتماع عربي طارئ حول تزايد الاستيطان

دعت فلسطين إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى المندوبين، الأسبوع الجاري، لمناقشة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية مهند العكلوك قوله إن دولة فلسطين «تقدمت بطلب عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، على أن يُعقد الأسبوع الجاري، لبحث مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والهجوم الإسرائيلي، والتوسع الاستيطاني الاستعماري في الضفة».

كما يأتي الطلب الفلسطيني وفق العكلوك، «في ظل إقرار حكومة إسرائيل مؤخراً سلسلة إجراءات لمنع تجسيد استقلال الدولة الفلسطينية على الأرض، والإمعان في خطط ضم أراضي الضفة الغربية ، إضافة إلى التوسع الاستيطاني».

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن مجلس الوزراء المصغر الخاص بالشؤون السياسية والأمنية صادق الخميس على اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية، وتقنين خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية ونشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية.

وبموازاة حربه على غزة، صعد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم في الضفة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس مقتل فلسطيني في «قصف» استهدف منزلاً في مخيم نور شمس للاجئين في مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأضافت: إن «طائرة مسيّرة قصفت منزلاً في حارة المنشية بمخيم نور شمس، شرق مدينة طولكرم». وأوضحت أن القصف تم بـ3 صواريخ.

الشرق الأوسط: انطلاق حملة الجولة الثانية لرئاسة إيران

باشر المرشحان الإصلاحي مسعود بزشكيان، والمحافظ سعيد جليلي، أمس، حملتيهما للجولة الثانية الحاسمة للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة الجمعة، مع إعلان «مجلس صيانة الدستور» المصادقة على نتائج الجولة الأولى، وسط مقاطعة قياسية للاقتراع تخطت 60 في المائة.

وتوجه جليلي إلى بازار طهران، الذي يخضع تقليدياً للمحافظين في وسط طهران، وتحدث إلى التجار هناك حول خططه لإنعاش الاقتصاد. ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن جليلي قوله للتجار إن لديه برنامجاً «محكماً» لمعالجة الأزمة الاقتصادية. وأضاف: «تحسين الوضع الاقتصادي من أبرز برامجنا. نحن قد وضعنا خططاً شاملة ومفصّلة لتحسين معيشة الناس»، وتابع: «سنحسّن الوضع المعيشي والاقتصادي للناس من خلال البرامج المحكمة التي وضعناها».

بدوره، تعهد بزشكيان عبر منصة «إكس»، حماية الحريات العامة، وذلك برفع القيود عن الإنترنت، والعمل على وقف دوريات «شرطة الأخلاق». ونفت حملته أي نيات له برفع أسعار البنزين، بعد تصريحات لرئيس حملته، علي عبدالعلي زاده.

ويتواجه بزشكيان وجليلي مساء اليوم، في أول مناظرة تلفزيونية في الجولة الثانية، التي تدور حول السياسة الخارجية والداخلية، قبل مناظرة ثانية وأخيرة مساء الثلاثاء حول الاقتصاد.

وتجددت الحرب الكلامية بين المعسكرين المحافظ والإصلاحي، انطلاقاً من البرلمان الإيراني، الذي شهد احتجاج النائب المتشدد حميد رسايي، على بزشكيان، بسبب تصريحات مستشاره، محمد جواد آذري جهرمي الوزير السابق للاتصالات في حكومة روحاني، الذي دعا إلى منع تولي «(طالبان) الحكم في إيران»، في إشارة إلى المحافظين.

تركيا: تحييد 7 من حزب «العمال الكردستاني» شمالي العراق وسوريا

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، تحييد 7 «إرهابيين» من حزب «العمال الكردستاني» (بي كيه كيه) شمالي العراق وسوريا. وأفادت الوزارة في بيان نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الجيش التركي حيّد 3 «إرهابيين» من تنظيم حزب «العمال الكردستاني» (وحدات حماية الشعب الكردية (بي كيه كيه/ واي بي جي) في مناطق عمليتَي «درع الفرات» و«نبع السلام» شمال سوريا، بحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء. وذكرت أن الجيش تمكن أيضاً من تحييد 4 «إرهابيين» من تنظيم «بي كيه كيه» في منطقة عملية «المخلب - القفل» شمال العراق. وتستخدم تركيا كلمة «تحييد» للإشارة إلى المسلحين الذين يتم قتلهم أو أسرهم أو إصابتهم من جانب القوات التركية.
وأطلق الجيش التركي عملية «المخلب ـ القفل» ضد معاقل حزب «بي كيه كيه» في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان، وجبال قنديل في شمال العراق، في 17 أبريل (نيسان) 2022، حيث يشن منها الحزب هجمات على الداخل التركي. ووفقاً لبيانات تركية، تسبب «بي كيه كيه» في مقتل نحو 40 ألف شخص (مدنيين وعسكريين) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينات القرن الماضي.

وكانت المخابرات التركية قد كشفت الأسبوع الماضي، عن مقتل مسؤول منطقة الجزيرة (شمال شرقي سوريا) في «وحدات حماية الشعب الكردية»، علي دينتشر، المعروف بالاسم الحركي «أورهان بينغول»، والمطلوب بموجب نشرة حمراء من قبل الشرطة الدولية (إنتربول).
وقالت مصادر أمنية تركية، إن المخابرات التركية قتلت القيادي في «الوحدات الكردية» في عملية نوعية نفذتها في القامشلي بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا.

وأضافت أن دينتشر كان قد انضم إلى حزب «العمال الكردستاني» عام 1991، وشارك في كثير من العمليات الدموية للتنظيم، وأن المخابرات التركية تتابعه منذ فترة طويلة، وأنه شارك مسؤولاً في عمليات إرهابية، إحداها أدت إلى مقتل 12 جندياً وإصابة 16 آخرين عام 2007، وأخرى عام 2008 استهدفت مخفراً حدودياً.

وتابعت أن دينتشر أعطى أوامر بتنفيذ جميع العمليات الإرهابية في منطقة «تشوكورجا» بولاية هكاري (جنوب شرقي تركيا) عام 2015، وعلى رأسها تلغيم طريق قافلة عسكرية في 7 أغسطس (آب) من ذلك العام، واختطاف 10 من موظفي الجمارك في معبر «أوزوملو» الحدودي مع العراق في 10 أغسطس، إضافة إلى الهجومين الصاروخيين على مبنى قائمقام «تشوكورجا» وقيادة درك المنطقة في 19 أكتوبر (تشرين الأول).

وأشارت إلى أنه تلقى خلال الفترة من 1991 إلى 1999 تدريبات في صفوف «العمال الكردستاني»، بعضها على يد زعيمه عبد الله أوجلان في وادي البقاع بلبنان.
كما أعلنت وزارة الدفاع التركية، في شهر يونيو (حزيران)، المنصرم أيضاً، تحييد 4 «إرهابيين» من حزب «العمال الكردستاني» (بي كيه كيه) في شمال العراق.

وقالت الوزارة، في بيان، إن «الإرهابيين تم تحييدهم إثر غارة جوية بمنطقة قنديل شمال العراق»، بحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.

السودان: سقوط سنجة بيد «الدعم السريع» قد يفتح طريق تمددها أكثر

تكشف حالة الارتباك الكبيرة في الجيش السوداني ومناصريه عقب استيلاء «قوات الدعم السريع» على «الفرقة 17 - سنجة»، عن الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، التي تتحكم بشبكة طرق تربط شرق البلاد بغربها وجنوبها، وقريبة من مناطق أخرى ساخنة... ولذلك؛ صمت الجيش عن الإدلاء بأي معلومات، ثم خرج عنه تصريح خجول بأنه «صامد ومتماسك ويقاتل العدو بثبات ومعنويات عالية»، وهو تصريح تعلن «الدعم السريع» عدم دقّته، من خلال تأكيدها أن قواتها أحكمت سيطرتها عليها منذ عشية السبت.

وتقاطعت بلاغات «الدعم» مع معلومات شهود عيان، وحركة النزوح الواسعة لسكان المدينة.
ومدينة سنجة هي حاضرة ولاية سنار على مبعدة من المدينة الأكبر في الولاية (التي تحمل الاسم نفسه) بنحو 55 كيلومتراً، ومن مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق بنحو 160 كيلومتراً. وتتحكم بالطرق البرية الرابطة بين شرق البلاد وغربها وجنوبها، وعلى رأسها طريق سنار - ربك، وطريق الدمازين - سنار... وإلى جانب إنها عاصمة الولاية، ففيها رئاسة «الفرقة 17» التابعة للجيش؛ ما يجعل منها مفتاحاً لمناطق عسكرية أخرى تستهدفها قوات «الدعم السريع»، بما في ذلك حصار القوات الأساسية الموجودة في مدينة «سنار» من جهتي الجنوب والغرب، ووضعها في كماشة وحدات «الدعم» التي تسيطر على جبل موية وولاية الجزيرة.
وتفاجأ الجيش والمواطنون بظهور قائدي «الدعم السريع» في المنطقة، عبد الرحمن البيشي، وأبو عاقلة كيكل، وهما يعلنان من داخل مكتب قائد «الفرقة 17»، الاستيلاء على المدينة، وهو ما وصفه اللواء المتقاعد كمال إسماعيل بـ«الأمر المحيّر»، قائلاً: «إن الحرب في السودان شاملة، تنتفي فيها المفاجأة، وسنجة عاصمة ولاية، وبها فرقة عسكرية، وسقوطها بهذه السهولة، وسقوط ود مدني قبلها بالسهولة ذاتها، أمر محير حقاً».

وأرجع اللواء المتقاعد في إفادته لـ«الشرق الأوسط»، ما وصفه بـ«سهولة سقوط سنجة»، إلى «عدم تماسك الوضع داخل الجيش»، وقال: «هناك قصور في إدارة العمليات والإمداد؛ ما أدى إلى تدني الروح المعنوية»، وتابع: «سبق أن طالبنا بوقف الحرب، وعدم الانسياق لـ(الإخوان المسلمين)، باعتبارهم العدو الأول للجيش».

وأوضح اللواء إسماعيل: «إن (الدعم السريع) تستخدم تكتيكات أربكت الجيش، تناوشه في مناطق محددة، لكنها في الوقت نفسه، تتقدم لتحقيق أهداف استراتيجية في مناطق أخرى، بما تملك من خفة الحركة والقدرة على سرعة الانتشار».
من جهته، يقول الخبير العسكري المقدم المتقاعد الطيب المالكابي لـ«الشرق الأوسط»، إن سقوط الفرقة 17 بمدينة سنجة، أدى إلى عزل شرق البلاد عن جنوبها وغربها، ووضع منطقة سنار العسكرية بين ثلاث نيران. وأضاف: «سنار أصبحت محاصرة بين سنجة ومدني وجبل موية»، ويتابع: «سقوط سنجة كشف ظهر المناطق الشرقية والجنوبية، وعزلها نهائياً، فكل من القضارف والفاو، وولاية النيل الأزرق وحاضرتها الدمازين أصبحت معزولة عن خطوط الإمداد والتموين».

ويوضح المقدم مالكابي، أن سقوط مدن أخرى «أصبح مسألة وقت»؛ لأن خطوط إمداد القوات المسلحة «ستقطع تماماً، ولا سيما إمداد القاعدة الجوية في مطار كنانة بولاية النيل الأبيض». وقال: «قاعدة كنانة الجوية هي القاعدة العملياتية لطائرات أبابيل التي يستخدمها الجيش في عملياته الجوية، واستيلاء (الدعم السريع) على سنجة يخلق صعوبة كبيرة لحركة إمدادها بالوقود والسلاح؛ لأنها لا تملك مخازن استراتيجية للعمليات العسكرية، ولا مخازن استراتيجية لوقود الطائرات وقطع غيارها».

عسكرياً، قال المقدم مالكابي، إن سقوط سنجة «يكشف عن تحول في تكتيكات (قوات الدعم السريع)، فبعد أن كان يستهدف المدينة الأكبر في الولاية، اتجه لاستهداف والسيطرة على المدينة الثانية». وقال: «لو واصلت (الدعم السريع) استخدام هذا التكتيك فإنها ستخنق المدن الكبيرة وتضعها في كماشة»، وتابع: «سنار هي المدينة الأولى في ولاية سنار، وكوستي المجاورة هي المدينة الأكبر في ولاية النيل الأبيض، لكن حاضرتَي هاتين الولايتين هما سنجة وربك».

وحذر «من أن يؤدي سقوط مدينة سنجة لفتح الطريق إلى منطقتَي خشم القربة وحلفا، وهما المدن الثانية في ولاية القضارف، ووضعها في كماشة من الجهات كافة».

وأرجع المقدم مالكابي سهولة استيلاء «الدعم السريع» على القاعدة العسكرية الاستراتيجية، إلى «عدم كفاية المعلومات الاستخباراتية لدى الجيش، ووقوعه في فخ تكتيكات (الدعم)». وقال: «استخبارات الجيش كانت تتوقع مهاجمة (الدعم السريع) مدن كوستي أو ربك في النيل الأبيض، أو معاودة الهجوم على مدينة سنار، وتستبعد تماماً سنجة».

واستبعد الخبير العسكري احتمال تحريك قوات من سنار القريبة لاستعادة سنجة؛ «لأن ذلك سيعرّض القوات التي تم تجميعها هناك لحماية المدينة، لمخاطرة كبيرة؛ لأن (قوات الدعم السريع) موجودة في جبل موية القريبة منها، وقد تجدد الهجوم عليها مرة أخرى؛ ما يهدد بإسقاطها». وقال: «إذا حرك الجيش قوات من سنار لتحرير سنجة سيعرّضها لمخاطرة، فالمدن المحيطة بها: القطينة، جبل موية، سنجة، مدني، هي تحت سيطرة (الدعم السريع)، ويمكن في حال خروج القوات جنوباً أن تتحرك باتجاه سنار لإسقاطها»، وتابع: «إن المشكلة الأكبر التي ترتبت على سقوط سنجة، أن الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق عملياً أصبحت تابعة لـ(قوات الدعم السريع)».

ويقول المحل السياسي محمد لطيف لـ«الشرق الأوسط»، إن استيلاء «(الدعم السريع) على سنجة، يحقق لها انتصاراً سياسياً جديداً إلى جانب الانتصار العسكري، وقد يغير الموقف التفاوضي، ويجعلها تضع شروطاً تفاوضية جديدة».
ويرى لطيف، «أن استيلاء (قوات الدعم) على سنجة باعتبارها آصرة ربط لجهات السودان كلها، إلى جانب قربها من سنار، ومدني، وربك، والرهد، والفاو والقضارف، تفتح أمامها طرق الإمداد ومساحات الانتشار، وتقطعها عن الجيش، وتمكّنها من الحصول على موقع استراتيجي هي بأمس الحاجة إليه».

بيد أن لطيف يرى، أن انتشار «الدعم السريع» إلى سنجة يزيد من أعبائها السياسية، وقال: «كقوة عسكرية كلما انتشرت زادت أعباؤك والتزاماتك»، كاشفاً عن ما أطلق عليه «أثمان سياسية وإنسانية باهظة مقابل أي انتصار عسكري»، وأضاف: «هذا الثمن السياسي الذي تدفعه (الدعم السريع) مقابل أي انتصار عسكري، يتمثل في عمليات النهب والسلب والانتهاكات الكبيرة التي ترتكبها ضد المدنيين»، وتابع: «لن يشفع لـ(الدعم السريع) ترديدها أن تلك الانتهاكات والمجازر ترتكبها عناصر وعصابات تابعة لفلول الإسلاميين؛ لأنك ما دمت مسيطراً عسكرياً على أي منطقة، فإن تأمين المدنيين تحت مسؤوليتك».

«مذبحة سجن أبو سليم» لا تزال تطارد نظام القذافي

تُحيي أُسر ضحايا «مذبحة سجن أبو سليم» في العاصمة الليبية طرابلس، هذه الأيام الذكرى الـ28 للواقعة المروعة التي جرت في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، وسط دعوات متجددة إلى «إنصاف» مئات الضحايا، و«الثأر» لهم.

وقبل 28 عاماً، اقتحمت مجموعة من «القوات الخاصة» التابعة لنظام القذافي، زنازين «سجن أبو سليم»، بضواحي العاصمة، الذي كان يضم حينها 1269 سجيناً، وفتحت النيران عليهم فأردتهم قتلى، في قضية شهيرة لا تزال متداولة في المحاكم حتى الآن.

وتحتشد أفراد الأسر المكلومة في ميدان الشهداء بوسط طرابلس منذ بداية الأسبوع الحالي، للتذكير بقضية أبنائهم، وحضّ السلطات القضائية على التسريع بمحاكمة الجناة، ملوّحين بالعلم الليبي، ورافعين صور الضحايا وشعارات تطالب «بسرعة العدالة».

وعبّرت رابطة أهالي «شهداء مذبحة سجن أبو سليم» عن غضبها لـ«عدم إنجاز القضية حتى الآن وتحقيق العدالة»، متسائلة: «أما آن لضحايا المذبحة أن يُؤخذ بثأرهم، وأن يُنصفوا أمواتاً، بعد أن ظُلموا وقُهروا أحياءً؟».

وطالبت الرابطة «بكشف خبايا الجريمة وإحقاق الحق ووقوع القصاص، وأن ينال كل من شارك في هذه المذبحة المريعة الآثمة جزاءه العادل».

ونقلت الرابطة عن أسر الضحايا: «أنه لا يعقل بعد مرور 28 عاماً على المذبحة، و13 عاماً على سقوط نظام القذافي، الذي ارتكبت الجريمة في عهده، أن يظلّ القانون عاجزاً عن قول كلمته العادلة الناجزة في هذه المأساة الفادحة، وإبراء ذمته منها ومن تبعاتها».

وفي مطلع مارس (آذار) الماضي، أعادت المحكمة العليا في العاصمة الليبية، قضية «مذبحة سجن أبو سليم» إلى «استئناف طرابلس» ثانيةً للنظر فيها من قبل هيئة قضائية جديدة، لتتواصل «دوامة التقاضي»، في دهاليز وردهات المحاكم.

وقال مصطفى المجذوب، المستشار القانوني للرابطة: «لا نزال نطالب الجهات القانونية بالإسراع في الفصل بالقضية بعد سنوات من المماطلة»، مشدداً على «معرفة الحقيقة الغائبة من 28 سنة».

وطالب المجذوب - في تصريح صحافي «القضاء الوطني بسرعة الفصل في القضية لإنهاء ارتباطات متعلقة بحقوق الميراث لأسر الضحايا»، لافتاً إلى أن أسرهم يعيشون على أمل معرفة ماذا جرى لأبنائهم في السجن منذ عام 1996.

ووفق المجدوب، فإن هناك 86 متهماً في القضية، أبرزهم عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد القذافي، إضافة إلى منصور ضو، رئيس الحرس الخاص بالنظام السابق.

ونظمت الرابطة معرضاً في ذكرى المذبحة، ضمّ متعلقات الضحايا التي وصلت إليهم من السجن، إضافة إلى صورهم الشخصية، وسط حالة من الألم والحسرة انعكست في تمسكهم بـ«القصاص» رغم مرور 28 عاماً.

وينظر إلى الجريمة، التي روّعت الليبيين، وشغلتهم منذ ارتكابها في 29 يونيو (حزيران) عام، 1996 على أنها «واحدة من جرائم القتل الجماعي، الكاشفة لما يجري داخل ردهات وزنازين سجون ومعتقلات ليبيا، قديماً وحديثاً، قبل إسقاط نظام القذافي وبعده».

وقال علاء الرقيق، نائب رئيس الرابطة في تصريح صحافي: «في الذكري الثامنة والعشرين للمذبحة، ننتظر الإنصاف في المسار القانوني والقصاص والمحاكمة العادلة من الجناة، وهذه مطالب لن نتنازل عنها».

واستنكرت الرابطة الإبقاء على «المجرمين في سجون 7 نجوم آمنين متمتعين بحقوق ومزايا لم يكن لسجنائهم الأبرياء في سجن أبو سليم شيئاً منها»، وذلك في إشارة إلى بعض رموز نظام القذافي الموقوفين في «سجن معيتيقة» بطرابلس.

وفي عام 2015، صدر حكم الإعدام بحق السنوسي، المسجون راهناً في طرابلس، في قضية «قتل ثوار 17 فبراير (شباط)». وبعد مداولات عدة قضت محكمة استئناف طرابلس في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، 2019 بإسقاط التهمة عن المدانين «لانقضاء مدة الخصومة»، لكن المحكمة العليا بالبلاد نقضت الحكم قبل نحو عام، وأعادت المحاكمة بإسنادها لدائرة جنايات جديدة.

وبعد مداولات كثيرة، قضت محكمة استئناف طرابلس في منتصف يونيو (حزيران) 2022، بعدم اختصاصها بالنظر في قضية «المذبحة»، وأحالت ملفها إلى القضاء العسكري «لعدم الاختصاص الولائي للمحكمة المدنية». ووفق ما أفادت هيئة الدفاع الموكلة من قِبل أسر الضحايا لـ«الشرق الأوسط»، آنذاك، فإن هيئة المحكمة رأت أن «حيثيات القضية في مجملها ذات طابع عسكري، وجرى إحالة ملفها إلى القضاء العسكري للاختصاص والنظر فيها».

غير أن الدائرة الجنائية بالمحكمة العليا بطرابلس، قررت مطلع مارس (آذار) الماضي، إعادة قضية «مذبحة سجن أبو سليم» إلى محكمة استئناف طرابلس، وطالبت بالنظر فيها مجدداً، لتستمر «دوامة التقاضي»، وسط مطالب أسرة الضحايا بـ«القصاص العادل».

وشُيّد «سجن أبو سليم» في عهد القذافي عام 1984، ليحل محل سجن «الحصان الأسود»، الباقي من فترة الاحتلال الإيطالي. ويقع داخل أسوار معسكر قيادة الشرطة العسكرية في العاصمة، ويتكون من سجنين عسكري ومركزي.

عمال مطار تركي يرفضون تزويد طائرة إسرائيلية بالوقود

أعلنت شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية «العال»، الأحد، أنه لم يُسمح لإحدى طائراتها، التي كانت متجهة من وارسو إلى تل أبيب، بالتزود بالوقود في مطار أنطاليا، بعد قيامها بهبوط اضطراري في تركيا لإجلاء راكب؛ لأسباب طبية.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت شركة «العال»، في بيان، إن العمال الأتراك في مطار أنطاليا رفضوا تزويد الرحلة «LY5102» بالوقود، قبل إقلاعها إلى إسرائيل.

وأضافت أن «العمال المحليين رفضوا تزويد طائرة الشركة بالوقود، رغم أن الحالة كانت طبية»، منوهة بأنه جرى إجلاء راكب لتقديم العلاج له.

وتابعت الشركة أن الطائرة أقلعت بعد ذلك إلى رودس في اليونان، حيث «ستتزود بالوقود قبل توجهها إلى إسرائيل».

وتدهورت العلاقات بين تركيا وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب بغزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وجرى إلغاء جميع الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين منذ ذلك الحين.

وأكدت مصادر دبلوماسية تركية أنه جرى السماح للطائرة بالهبوط اضطرارياً، على أثر تعرض أحد ركابها لوعكة صحية.

وقال مصدر دبلوماسي تركي: «كان من المقرر تزويد الطائرة بالوقود؛ لاعتبارات إنسانية، لكن مع اقتراب الانتهاء من الإجراءات، قرر قائد الطائرة المغادرة بمحض إرادته».

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الطائرة ظلت على مدرج أنطاليا لساعات عدة قبل إقلاعها إلى رودس.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد انتقد بشدة الحرب الإسرائيلية في غزة، وكثيراً ما أعرب عن دعمه حركة «حماس» الفلسطينية.

شارك