تخريب قطارات فرنسا قبيل أولمبياد باريس.. تحديات أمنية واستعدادات لمواجهة "داعش"

الجمعة 26/يوليو/2024 - 02:41 م
طباعة تخريب قطارات فرنسا أميرة الشريف
 
تسليط الضوء على هجمات التخريب التي استهدفت شبكة القطارات السريعة في فرنسا عشية افتتاح أولمبياد باريس 2024 يكشف عن تنامي التهديدات الأمنية التي تواجه البنية التحتية الحيوية في الدول المتقدمة.
وتسابق فرنسا الزمن لدرء تهدايدت تنظيم "داعش" لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس في السادس والعشرين من يوليو 2024، كانت أجهزة الأمن الفرنسية تتسابق لمعالجة نقطة ضعف استخباراتية وإقامة علاقات أعمق مع الطاجيك وغيرهم من أبناء آسيا الوسطى في البلاد، ومن بين هؤلاء مسؤولين استخباراتيين حاليين وسابقين، ورجال شرطة، ودبلوماسيين، ومهاجرين من آسيا الوسطى تم الاتصال بهم من قبل السلطات.
فالهجمات المنسقة، التي تسببت في تعطيل حركة 800 ألف راكب، لا تعكس فقط مستوى التهديد الذي تتعرض له الشبكة الفرنسية، بل تكشف أيضاً عن ضعف في استراتيجيات الحماية والأمن التي قد تكون غير كافية لمواجهة التهديدات المتزايدة. 
توقيت الهجوم قبيل افتتاح أكبر حدث رياضي عالمي يشير إلى أن المخربين لم يسعوا فقط إلى إحداث الفوضى بل أيضاً إلى تحقيق أقصى قدر من التأثير على الساحة الدولية، مما يضع المزيد من الضغوط على السلطات الفرنسية لتعزيز أمن البنية التحتية وحماية الفعاليات الكبرى من مثل هذه الهجمات.
ومن جهة أخرى، فإن استجابة الحكومة الفرنسية وشركة "إس إن سي أف" للأزمة تعكس الجهود المكثفة التي تبذلها الدول لمواجهة التهديدات الأمنية، إلا أن هذه الحوادث تبرز الحاجة إلى استراتيجيات أمان أكثر قوة ومرونة.
كما أن إلغاء الرحلات وتحويل القطارات إلى خطوط السكك الحديد العادية، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية المشددة، هي خطوات ضرورية لكنها قد تكون غير كافية على المدى الطويل.
وتستدعي التهديدات المتزايدة إعادة النظر في الأساليب الأمنية، وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الخاصة لتفادي مثل هذه الهجمات في المستقبل وضمان سلامة الركاب والبنية التحتية خلال الأحداث الكبرى.
وتعرضت شبكة القطارات السريعة التابعة لشركة السكك الحديد الفرنسية "إس إن سي أف"، الجمعة، لأعمال تخريب منسقة، ما أدى إلى اضطرابات شديدة في الشبكة.
 وذكرت تقارير إعلامية أن التخريب كان منسقاً بشكل واضح، حيث تعرضت الشبكة ليل الخميس الجمعة لهجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شل حركة القطارات السريعة قبل ساعات من بدء افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس.
وأعلنت شركة يوروستار عن إلغاء رحلات القطارات بين باريس ولندن بسبب الهجوم الواسع الذي تسبب في اضطرابات كبيرة في شبكة السكك الحديد الفرنسية.
وأضافت يوروستار أن جميع القطارات السريعة القادمة إلى باريس والمغادرة منها تحولت إلى خطوط السكك الحديد العادية خلال يوم الجمعة 26 يوليو.
تسببت سلسلة هجمات الحرق المتعمد على البنية التحتية للقطارات التابعة لشركة "إس إن سي أف" في تغيير مسار أو إلغاء عدد كبير من القطارات.
ودعت الشركة المسافرين إلى تأجيل رحلاتهم وعدم التوجه إلى المحطات، ومن المتوقع أن يؤدي الهجوم إلى تعطيل نظام النقل في يوم افتتاح أولمبياد باريس 2024.
تأثرت الخطوط في جميع أنحاء البلاد، خصوصاً تلك التي تربط المدن بالعاصمة، حيث توقفت حركة المرور بين باريس وليل في شمال فرنسا، وكذلك حركة المرور من تور ولومان إلى الجنوب الغربي من العاصمة.
وأكدت "إس إن سي أف" أن الطرق في الجنوب الشرقي لم تتأثر بشكل كبير بعد إحباط هجوم في المنطقة، كما تعطل السفر الدولي من وإلى المملكة المتحدة وبلجيكا بسبب سلسلة من الحوادث المنسقة وأُبلغ الركاب في محطة سانت بانكراس في لندن بتوقع تأخير لمدة ساعة تقريباً في رحلات يوروستار.
وأعلنت المحطة الدولية عن وجود مشكلة في إمدادات الطاقة العلوية، مما قد يؤثر على الطرق طوال عطلة نهاية الأسبوع.
وأكدت الشرطة الفرنسية أن الهجوم ليس إرهابياً، وأن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة دوافع المهاجم.
وأعرب وزراء الحكومة عن استنكارهم لأعمال التخريب رغم غياب أدلة فورية على ارتباطها بأولمبياد باريس 2024.
أعلن باتريس فيرجريت، الوزير المنتدب للنقل الفرنسي، عبر منصة التواصل الاجتماعي X، أن العديد من قطارات TGV عالية السرعة ستظل معطلة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأدان بشدة "الأعمال الإجرامية" التي تعرض خطط الفرنسيين لقضاء العطلات للخطر، وشكر فرق SNCF التي تعمل بجد لاستعادة ظروف حركة المرور في أسرع وقت ممكن.
وأكدت السلطات أنها تعمل بجد للكشف عن ملابسات الحوادث وضمان عدم تكرارها، فيما تواصل فرق SNCF جهودها لإصلاح الأضرار وإعادة تشغيل القطارات المتعطلة بأسرع وقت ممكن.
يرى مراقبون أن الهجمات الأخيرة على السكة الحديدية في فرنسا تعكس الحاجة الملحة لتعزيز الأمن في وسائل النقل العام، داعين الحكومة لاتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة الركاب.
تقول السلطات الفرنسية إنها أحبطت بالفعل هجوما على الألعاب الأوليمبية، وذلك باعتقال شاب شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما في أواخر مايو 2024 للاشتباه في تخطيطه لعملية إرهابية لصالح تنظيم "داعش" في ملعب سانت إتيان لكرة القدم، حيث ستلعب فرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا.
 كانت فرنسا منذ فترة طويلة هدفا للهجمات الإرهابية، وفي يونيو 2024، أكد قائد شرطة باريس لوران نونيز إن الإرهاب الإسلاموي يظل شاغلنا الرئيسي" في الألعاب الأوليمبية، رغم أن السلطات تقول إنه لم تكن هناك تهديدات مباشرة ضد الألعاب.
وفي سياق أخر، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 26 يوليو 2024 أن الرياضيين الإسرائيليين “مرحّب بهم” في أولمبياد باريس، رافضا دعوات لإقصائهم. 
وسيتولى قرابة ألف شرطي ضمان أمن مباراة إسرائيل ومالي، فيما سيحصل الرياضيين الإسرائيليين على حراسة شخصية. 
وتابع ماكرون أدين بأقوى طريقة ممكنة جميع أولئك الذين يخلقون المخاطر في طريق هؤلاء الرياضيّين ويُهدّدونهم ضمنا، رافضا دعوات بعض النوّاب الفرنسيّين اليساريّين  واللجنة الأولمبيّة الفلسطينيّة  إلى إقصائهم.
ويسعى اليمين المتطرف في فرنسا بتصوير نفسه وكأنه يدافع عن اليهود في فرنسا لكسب أصوات الناخبين في 17 نوفمبر 2023،  كما أن الجماعات اليسارية المتطرفة تساعد الجماعات اليمينية المتطرفة على الظهور بمظهر أقل تطرفا
هذا وقد، تصاعدت مخاوف السلطات الفرنسية من تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، حيث تعيش أكبر جاليتين إسلامية ويهودية في أوروبا، و تكمن المخاوف الفرنسية في التداعيات الناتجة عن التصعيد المستمر وطول أمد الصراع، وكذلك تنامي القلق حول ردود الفعل في الضواحي والأحياء الفرنسية التي قد تتحول إلى أعمال عنف.

شارك