تضارب حول دخول فصائل عراقية إلى سوريا/6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور/بعد أنباء عن مغادرة قادة حماس قطر.. مصدر في الحركة يعلق
الثلاثاء 03/ديسمبر/2024 - 10:19 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 3 ديسمبر 2024.
الخليج: نفير بالشمال السوري ونزوح كردي من حلب
شهدت مناطق الشمال السوري، أمس الاثنين، تصعيداً عسكرياً كبيراً، وأعلن الطيران السوري والروسي القضاء على عشرات الإرهابيين خلال الساعات الماضية، وقال الجيش السوري: إن قواته تتحرك على عدة جبهات في أرياف حلب وحماة وإدلب لمحاصرة الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بشكل كامل وإنشاء نقاط جديدة استعداداً للهجوم المقبل، بالتزامن مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى مناطق الصراع، بينما قالت الأمم المتحدة: إن الوضع الإنساني في شمال سوريا يثير القلق في ظل تقارير عن نقص الخبز وانقطاع الكهرباء.
وأعلن مصدر عسكري أن الطيران السوري الروسي المشترك قضى على عشرات الإرهابيين في أرياف حماة وإدلب، قالت القوات المسلحة السورية: إنها قتلت أكثر من 400 مسلح في ريفي حلب وحماة خلال 24 ساعة، وذلك في عمليات مشتركة مع القوات الروسية، كما شن الطيران السوري-الروسي المشترك ضربات متتالية على تجمعات من المسلحين على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي، موقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.
في الأثناء، قالت الفصائل المسلحة: إنها استولت على مناطق جديدة في ريفي حماة وحلب الشرقي، بينما قالت مصادر محلية: إن المضادات الأرضية السورية تصدت لعدة مسيرات في أجواء مدينة حمص.
وأفادت صحيفة «الوطن» السورية نقلاً عن مصدر عسكري بأن الدفاعات الجوية «أسقطت طائرة مسيرة معادية مع ذخيرتها أطلقتها الجماعات الإرهابية المسلحة باتجاه بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي». وأكد الجيش السوري أن عملياته ضد الجماعات المسلحة قائمة بكل نجاح وسيتم قريباً الانتقال إلى الهجوم المعاكس لاستعادة جميع المناطق حتى تحريرها من الإرهاب.
من جانبها، نفت السفارة الروسية في دمشق تصريحاً منسوباً لوزارة الخارجية الروسية حول خروج الوضع في سوريا عن سيطرة الحكومة.
وتداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً لوزارة الخارجية الروسية زعم بأنها أعلنت فيه أن «الوضع في سوريا خرج عن السيطرة وأن هناك انهيارات قادمة قد تصل إلى دمشق خلال الساعات المقبلة».
وقالت السفارة، في بيان: «تؤكد السفارة الروسية بدمشق أن مثل هذه المعلومات المنشورة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي مفبركة وليست صحيحة، ندعوكم لمتابعة المصادر الرسمية فقط».
إلى ذلك، صرحت مصادر محلية، أمس الاثنين، بأن قوات «وحدات حماية الشعب الكردية» وعائلات كردية بدأت الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرتها في القطاع الشمالي الشرقي من مدينة حلب بموجب اتفاق مع الفصائل المسلحة القادمة من إدلب.
وذكر المصدران لوكالة «رويترز»، أن الاتفاق على الانسحاب من الشيخ مقصود وبستان الباشا ومناطق أخرى في المدينة يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق في شمال شرقي سوريا تحت سيطرة الأكراد.
وكان القائد العام ل«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، قد صرح في وقت سابق أمس بأن ما وصفها بأنها «فصائل إدلب» قطعت ممراً إنسانياً حاولت «قسد» فتحه بين مناطقها في شمال شرقي سوريا وبين حلب ومنطقة تل رفعت والشهباء، مؤكداً استمرارهم في محاولة إخراج السكان بأمان.
وأضاف عبدي، على منصة «إكس»: أن قوات «قسد» واجهت هجمات مكثفة من عدة جهات مع انسحاب الجيش السوري من حلب، مما دعاها للتدخل و«فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر».
على صعيد آخر، قال ينس لايركه السكرتير الصحفي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن الوضع في شمال غرب سوريا مثير للقلق، ونوه بأن المكتب يراقب الوضع هناك من كثب.
وأضاف: «في الواقع، الوضع في شمال غرب سوريا مثير للقلق ونحن نراقب من كثب هذا الوضع المضطرب»، وأشار إلى أنه وفقاً للمعطيات الميدانية المحدثة للمنظمة التي تم نشرها مساء 1 ديسمبر، أصبح وصول المساعدات الإنسانية وحركة المدنيين في حلب أكثر صعوبة بسبب تدهور الوضع.
وأكدت مصادر أممية وإغاثية أن الوضع الإنساني في مناطق الصراع في الشمال السوري زاد سوءاً إلى حد كبير، مشيرة إلى أن حلب وضواحيها تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وأن هناك نقصاً حاداً في مادة الخبر، خصوصاً بعد تزاحم سكان المدينة للحصول عليه خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية.
وكان المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة آدم عبد المولى قد حث، أمس الأول الأحد، على وقف فوري للأعمال العدائية في مدينة حلب شمال غربي سوريا، ودعا إلى الحوار بين الأطراف.
وجاء في بيان لعبد المولى أن التصعيد الأخير للأعمال العدائية في حلب أسفر عن خسارة مأساوية لأرواح المدنيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية وتعليق الخدمات الأساسية، وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة.
الجيش السوري ينفي استهداف أحد تجمعاته العسكرية في ريف حماة الشمالي
نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري نفيه استهداف اجتماع عسكري أو أي قادة عسكريين في إحدى النقاط بريف حماة الشمالي.
وقال المصدر العسكري: لا صحة للأنباء التي تتناقلها صفحات الإرهابيين، حول استهداف اجتماع عسكري أو أي قادة عسكريين، في إحدى النقاط بريف حماة الشمالي.
وأضاف «أن جميع هذه الأخبار تندرج في إطار حملة التضليل والكذب التي تمارسها التنظيمات الإرهابية المسلحة لرفع معنويات أفرادها والتأثير في صمود أبناء شعبنا الأبي».
وعزّز الجيش السوري انتشاره في محيط مدينة حماة وسط سوريا، واستعاد السيطرة على عدد من القرى والبلدات في ريف حماة الشمالي، فيما كثفت الطائرات الحربية السورية والروسية غاراتها الجوية على مواقع الفصائل المسلحة، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والفصائل المسلحة، انتهت بسيطرة الفصائل على تل رفعت، شمال شرقي البلاد.
دعم روسي صيني إيراني لدمشق ودعوة غربية لخفض التصعيد
تواترت ردود الفعل على التصعيد العسكري الأخير في شمال سوريا، بعد هجوم واسع شنّته فصائل متطرفة، وأكدت كل من روسيا والصين وإيران دعمها غير المشروط لدمشق، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم الثلاثاء بشأن الوضع في سوريا.
وتعهّد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان، أمس الاثنين، بتقديم «دعم غير مشروط» للرئيس بشار الأسد. وأعرب بوتين وبزشكيان في اتصال هاتفي عن «دعم غير مشروط لإجراءات السلطات الشرعية في سوريا لاستعادة الانتظام الدستوري والسيادة الإقليمية». وأفاد بيان الكرملين بأنّهما «أكدا أيضاً أهمية تنسيق الجهود... بمشاركة تركيا» الموجودة عسكرياً في شمال سوريا وتقدم دعماً لبعض الفصائل المسلحة.
وقبل ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن روسيا تواصل دعمها للأسد، وتبقى على اتصال مع دمشق وتحلل الوضع في ذلك البلد.
وقال بيسكوف، تعليقاً على الوضع في سوريا، «نحن بالطبع نواصل دعم بشار الأسد، وبالتالي نواصل اتصالاتنا ونقوم بتحليل الوضع». وأضاف بيسكوف «سيتم صياغة موقف بشأن ما هو مطلوب لتحقيق استقرار الوضع».
وفي الأثناء، بحث الرئيس الإيراني ونظيره السوري التطورات الأخيرة في سوريا والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وفق ما نقلته وكالة «تسنيم» الإيرانية.
وقالت الوكالة إن الأسد، أكد خلال اتصال هاتفي مع بزشكيان، إن «ما يحصل من تصعيد إرهابي، يعكس أهدافاً بعيدةً في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد وفقاً لمصالح وغايات أمريكا والغرب».
وشدد على أن هذا التصعيد لن «يزيد سوريا وجيشها إلا إصراراً على المزيد من المواجهة للقضاء على أذرع الإرهاب في كامل الأراضي السورية».
بدوره، أكد بزشكيان «رفض إيران التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا، معتبراً أن المساس بوحدتها، هو ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها».
وأكدت طهران أنها ستستمر في إرسال «المستشارين العسكريين» إلى سوريا لمساندة القوات الحكومية في التصدي للهجوم الواسع الذي تشنّه الفصائل المسلحة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن وجود هؤلاء المستشارين ليس أمراً جديدا، بل هو استمرار لدعم إيران العسكري لسوريا منذ بداية النزاع.
وفي إطار ردود الفعل الكبرى، أكدت الصين دعمها للرئيس السوري في «جهوده للحفاظ على الاستقرار». وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إلى أن بلاده، باعتبارها «دولة صديقة لسوريا»، مستعدة للمساهمة بشكل إيجابي في منع تدهور الوضع في البلاد. كما تم التأكيد على العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين دمشق وبكين، خاصة بعد إعلان «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين في سبتمبر/أيلول 2023.
من ناحية أخرى، أصدرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بياناً مشتركاً دعا إلى «خفض التصعيد» في سوريا. وشدد البيان على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية في مناطق النزاع، مؤكداً أن التصعيد الحالي يعكس الحاجة الملحة إلى حل سياسي للنزاع السوري بقيادة دمشق، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يحدد إطاراً لعملية السلام في سوريا.
الشرق الأوسط: طهران ترى «مؤشرات كثيرة» على دور إسرائيل في الأحداث
نقلت قناة «العالم» الإيرانية عن الرئيس مسعود بزشكيان قوله، الاثنين، إن بلاده ستفعل كل ما بوسعها لمواجهة المسلحين في سوريا.
من جانبه، قال السفير الإيراني لدى سوريا، حسين أكبري، إن هناك مؤشرات كثيرة على دور إسرائيل في أحداث سوريا، أبرزها تزامن هجوم المسلحين مع وقف إطلاق النار في لبنان.
وأضاف أكبري: «يجب أن نسعى إلى تسويات لإطفاء النار، ونأمل أن نساعد سوريا من خلال الحراك السياسي للخروج من الأزمة الراهنة».
وحذّر السفير الإيراني من ازدياد نفوذ تنظيم «داعش»، وقال: «إذا رسخت (داعش) وجودها في سوريا والعراق، فإن أوروبا وجنوب شرق آسيا والدول الإسلامية لن تكون في مأمن».
وشنّت «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة») مع فصائل مسلحة أقل نفوذاً، الأربعاء، هجوماً غير مسبوق، ويُعدّ الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب؛ وقد تمكّنت من التقدم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتَي إدلب (شمال غرب)، وحماة (وسط) المجاورتين.
وأصبحت حلب (ثانية كبرى مدن سوريا) لأول مرة منذ اندلاع النزاع خارج سيطرة الحكومة السورية، مع سيطرة الفصائل المسلحة على كل أحياء المدينة؛ حيث كانت تنتشر قوات الجيش، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الأحد.
وقال المفوض الأممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الاثنين، إن العنف يتصاعد في سوريا، الأمر الذي يتسبب في تهجير آلاف السكان.
وأضاف غراندي على منصة «إكس» أن المنطقة لا تتحمل أزمة تلو الأخرى، الأمر الذي يجعل السلام مطلوباً بشكل عاجل.
كان نائب المنسق الإنساني الإقليمي للأزمة السورية ديفيد كاردن، قد أكد أمس الأحد أن الاشتباكات في ريفي حلب وإدلب أدت إلى نزوح أكثر من 48 ألف شخص من شمال غرب سوريا منذ اندلاعها، يوم الأربعاء الماضي.
من يقاتل في سوريا ولماذا؟
أصبحت الحرب الأهلية في سوريا محط اهتمام من جديد بعد استيلاء فصائل مسلحة على حلب، واشتعال خطوط الجبهة، التي كان الوضع ساكناً فيها لسنوات، مما سيكون له تبعات على المنطقة وخارجها.
ما الذي يحدث؟
شنت الفصائل المسلحة هجوماً مباغتاً في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) انطلاقاً من مناطق إلى الشمال والشمال الغربي من مدينة حلب التي اجتاحتها في 29 و30 نوفمبر (تشرين الثاني)، مما أجبر القوات الحكومية على الانسحاب.
وهذه هي أول مرة تتغير فيها السيطرة على المدينة منذ عام 2016 عندما هزمت القوات الحكومية، بدعم من روسيا وإيران، الفصائل المسلحة التي كانت تسيطر على المناطق الشرقية من حلب.
واستمرت الفصائل المسلحة في التقدم بمناطق إلى الجنوب والجنوب الغربي من حلب، واستولت على أراضٍ في محافظة حماة.
وتوعدت الحكومة بالرد. وتشن روسيا، التي نشرت قوات جوية في سوريا خلال عام 2015 لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، غارات جوية لدعم الجيش السوري.
ويمثل هذا أخطر تصعيد للصراع منذ سنوات، مما أدى إلى زيادة عدد القتلى، البالغ عددهم مئات الآلاف، منذ عام 2011 حين اندلعت الحرب الأهلية.
واضطر أكثر من نصف سكان سوريا، الذين كان عددهم 23 مليون نسمة قبل الحرب، إلى ترك منازلهم منذ ذلك الحين وأدت الحرب إلى فرار الملايين إلى الخارج كلاجئين.
ممن تتألّف الفصائل المسلحة؟
بدأت «هيئة تحرير الشام» الهجوم، وكانت تُعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة» وكانت الجناح الرسمي ﻟ«تنظيم القاعدة» في الحرب السورية حتى انقطعت العلاقات بينهما في عام 2016.
ظلت «هيئة تحرير الشام» بقيادة أبو محمد الجولاني القوة المهيمنة لفترة طويلة في منطقة إدلب، التي تعد جزءاً من هلال في شمال غرب البلاد حافظت الفصائل المسلحة فيه على موطئ قدم رغم تحقيق الجيش السوري مكاسب في مناطق أخرى.
تصنف الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ودول أخرى «هيئة تحرير الشام» منظمة إرهابية.
وشن تحالف آخر من الفصائل السورية المسلحة هجوماً منفصلاً من مناطق في شمال حلب. ويحظى هذا التحالف من الفصائل الذي تطلق عليه تسمية «الجيش الوطني السوري» بدعم تركيا.
لماذا اشتعل الصراع الآن؟
رغم أن السلام ظل بعيد المنال، لم يتحرك الوضع على خطوط الجبهة منذ سنوات مع تقسيم سوريا إلى مناطق تنتشر فيها قوات أجنبية على الأرض.
ولدى روسيا وإيران نفوذ في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وتشكل أكبر جزء من سوريا. وتنشر الولايات المتحدة قوات في الشمال الشرقي والشرق لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد. وتنشر تركيا قوات على الأرض في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه فصائل مسلحة.
لكن ميزان القوى الإقليمية اهتز بسبب الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران والجماعات المسلحة التي تدعمها طهران منذ أكثر من عام.
وتلقت جماعة «حزب الله» اللبنانية تحديداً، المدعومة من إيران، ضربات موجعة خلال شهرين من الحرب مع إسرائيل. وساعد «حزب الله»، الذي أوقف إطلاق النار مع إسرائيل، الأسبوع الماضي، الجيش السوري، على استعادة حلب في عام 2016.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على شبكة «سي إن إن»، إن محاولة الفصائل استغلال الوضع الجديد ليست مستغربة وسط تعرّض الداعمين الرئيسيين للحكومة السورية، إيران وروسيا و«حزب الله»، للضعف والتشتيت بسبب الصراعات الإقليمية وحرب أوكرانيا.
واستقر الوضع على نطاق واسع في شمال غرب سوريا منذ عام 2020 بسبب اتفاق بين روسيا وتركيا التي عبرت عن زيادة إحباطها من عدم توصل الأسد إلى اتفاق مع الفصائل لإنهاء الصراع.
وعبّر مسؤولون أمنيون أتراك عن شعورهم بقلق متزايد إزاء الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية على الفصائل، رغم أن أنقرة تعمل على وقف هجمات الأخيرة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الأسد والفصائل بحاجة إلى التوصل إلى تسوية.
ومن المخاوف التركية الرئيسية، القوة التي تتمتع بها جماعات يقودها الأكراد في سوريا. وهذه الجماعات متحالفة مع الولايات المتحدة لكن تركيا تعدها إرهابية. وذكرت «وكالة أنباء الأناضول»، المملوكة للدولة التركية، أن «الجيش الوطني السوري» استولى على مدينة تل رفعت من «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وأكدت روسيا وإيران دعمهما للحكومة السورية.
هل هناك خطة للسلام؟
أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً في عام 2015 بهدف إنهاء الصراع، ودعا إلى صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة وممارسة الحكم بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة.
ولم ينفذ القرار على الإطلاق.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن إن التصعيد يظهر فشلاً جماعياً في تحقيق عملية سياسية، ودعا إلى إجراء مفاوضات حقيقية لإنهاء الصراع.
تضارب حول دخول فصائل عراقية إلى سوريا
في الوقت الذي أكدت فيه السلطات العراقية متانة الحدود العراقية ـ السورية التي تحول دون أي إمكانية لتسلل جماعات مسلحة عبر الحدود بين البلدين، انتشرت تقارير بأن جماعات مسلحة تابعة لـ«الحشد الشعبي» العراقي عبرت الحدود مع سوريا لمساندة الجيش السوري.
وقال مسؤول في حركة مسلحة عراقية، الاثنين، إن جماعة عراقية مدعومة من إيران انتشرت في سوريا لدعم الهجوم المضاد الذي تشنه الحكومة ضد تقدم مفاجئ للفصائل المسلحة السورية على حلب ومناطق أخرى بالقرب منها، وفق وكالة «أسوشييتد برس»، وأيضاً «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وكان مسلحون بقيادة جماعة «هيئة تحرير الشام» قد شنوا هجوماً من محورين على مدينة حلب، وتقدموا إلى الريف المحيط بإدلب ومحافظة حماة المجاورتين، بينما أقام الجيش السوري خطاً دفاعياً حصيناً بشمال حماة في محاولة لإيقاف تقدُّم المسلحين، كما قصفت الطائرات خطوط الجبهة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. وقال المسؤول في الحركة المسلحة العراقية الذي تَحَدَّثَ شريطة عدم الكشف عن هويته، إن «الجماعات العراقية المدعومة من طهران الموجودة بالفعل داخل سوريا قد جرت تعبئتها، وعبرت قوات إضافية الحدود لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد وجيشه».
عبور شاحنات صغيرة
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن نحو 200 من عناصر الجماعات العراقية المسلحة قد عبروا الحدود إلى سوريا، على متن شاحنات صغيرة، خلال الليل عبر معبر البوكمال الاستراتيجي، وقال «المرصد» إنه من المتوقع أن تنتشر هذه العناصر في حلب لدعم الهجوم المضاد للجيش السوري ضد الفصائل السورية المسلحة.
كما قال مصدران عسكريان سوريان، لوكالة «رويترز»، الاثنين، إن فصائل موالية لإيران تدخل سوريا من العراق لمساعدة الجيش السوري في قتال الفصائل السورية المسلحة. وذكر مصدر كبير في الجيش السوري، لوكالة «رويترز»، أن عشرات من مقاتلي قوات «الحشد الشعبي» العراقية، المتحالفة مع إيران، عبَروا أيضاً من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال، وتابع: «هذه تعزيزات جديدة لمساعدة إخواننا على خطوط التَّماس في الشمال»، مضيفاً أن المقاتلين ينتمون لفصائل تشمل كتائب «حزب الله» العراقية، ولواء «فاطميون». وفقاً لمصدرين آخرين في الجيش، فإن الافتقار إلى تلك القوة البشرية للمساعدة في إحباط هجوم الفصائل المسلحة في الأيام القليلة الماضية تَسَبَّبَ في التراجع السريع لقوات الجيش السوري وانسحابها من مدينة حلب.
وتتمتع الفصائل المتحالفة مع إيران، بقيادة «حزب الله» اللبناني، بحضور قوي في منطقة حلب. كما كثفت إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية من ضرباتها على القواعد الإيرانية في سوريا، بينما نفذت حملة في لبنان تقول إنها أضعفت «حزب الله» وقدراته العسكرية. وأرسلت إيران آلاف المقاتلين من فصائل شيعية إلى سوريا خلال الحرب الأهلية، وقد أسهمت، مع روسيا بقواتها الجوية، في تمكين الرئيس السوري بشار الأسد من سحق قوات المعارضة، واستعادة معظم الأراضي التي سيطرت عليها.
نفي «الداخلية» العراقية
في السياق نفسه، نفت وزارة الداخلية ما جرى تداوُله من قِبل وسائل الإعلام بشأن عبور مسلحين من العراق ينتمون إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران للانتشار في سوريا. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد مقداد ميري، خلال مؤتمر صحافي يوم الاثنين، إن «هذه المعلومات كلام إنشائي يجري تداوُله على (فيسبوك)»، مشيراً إلى أنه «لا توجد أي حركة مسجلة على الحدود».
كما أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، علي نعمة، أن الحدود العراقية - السورية مؤمَّنة جداً»، قائلاً في تصريح صحافي إن «العراق منذ فترة طويلة جداً يعمل على تأمين كامل حدوده مع سوريا، وحقق في ذلك نجاحاً لافتاً»، مؤكداً أنه «قام بتأمين تلك الحدود بشكل كبير جداً عبر خطوات عسكرية وأمنية عدة، ولا مخاوف من أي تسلل إرهابي عبر الحدود».
وأضاف نعمة: «بما لا يقبل الشك فإن العراق يتأثر بشكل كبير بما يجري من أحداث وتطورات داخل العمق السوري، ولهذا جرى رفع الجاهزية والاستعداد عند الحدود لمواجهة أي طارئ... وهناك مراقبة للشريط الحدودي على مدار الـ24 ساعة، فلا مخاوف مع استمرار ملاحقة خلايا الإرهاب داخل العراق».
الجيش العراقي على الحدود
من جانبه، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، يوم الاثنين، عن تحريك قطعات مدرعة من الجيش باتجاه حدود البلاد الغربية، وذلك في ضوء هجمات الفصائل المسلحة في سوريا. وأوضح رسول، في بيان، أن تلك القطاعات ستتمركز على الحدود المنفتحة من منطقة القائم جنوباً إلى أن تصل إلى حدود الأردن. وتأتي هذه الخطوة بعد قيام السلطات العراقية بتعزيز القطاع الشمالي الغربي لمحافظة نينوى، بالمدرعات والآليات العسكرية.
العبادي يحذر
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي أن المنطقة تحتاج إلى 3 حزم من المبادرات، قائلاً على منصة «إكس»، إن «حرائق الشرق الأوسط تتكاثر وتتدحرج، وإذا استمرت فستلتهم الجميع، وموهوم من يعتقد أنه بمنأًى عن النار إن استعرت، فلن تُبقي مجتمعاً آمناً، ولا دولة موحدة في عموم الشرق الأوسط. وإذا كان هذا هو المخطط فليستعد العالم للجحيم».
وأضاف العبادي: «في هذه اللحظة الخطيرة، وبمسؤولية وخبرة، أؤكد أنه كما لا مكان للخوف والهلع، فأيضاً لا مكان للتراخي والاسترسال، وحان الأوان لحلول حكيمة وقيادات شجاعة لرسم مسار آخر للمنطقة». وتابع: «تحتاج المنطقة إلى 3 حزم من المبادرات معاً: وهي أولاً، تسويات عادلة وواقعية وممكنة لحل الإشكاليات الداخلية لأكثر من دولة، بما يحقق شرعية السلطة والعدالة الاجتماعية معاً. وثانياً إعادة الاعتبار والشرعية والقوة للدول في ممارسة شؤونها السيادية داخلياً وخارجياً لما فيه مصلحة شعوبها على حساب مصالح الحركات والأحزاب. وثالثاً التزام أممي من خلال المؤسسات الدولية بحلول منصفة وممكنة لبؤر الصراع في المنطقة، وبضبط صراع المحاور المنفلتة».
وأعرب العبادي عن أمله الكبير في أن «تتم محاصرة ألسنة اللهب بوعي من الشعوب وحرصها على حاضرها ومستقبلها وبمبادرات من مراكز القرار الإقليمي والدولي الحريصة على الأمن والسلام الدوليين».
«الوقوف مع سوريا»
من جانبها، كررت الحكومة العراقية موقفها الثابت في الوقوف إلى جانب سوريا، إذ أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الاثنين، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لبحث تطورات الأوضاع في سوريا. كما أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، من جهته على ضرورة حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، ومنع توسع دائرة الصراع، على خلفية الأحداث الجارية في سوريا.
وقالت الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية في بيان إن «رشيد استقبل في قصر بغداد، سفير الجمهورية العربية السورية لدى العراق، صطام جدعان الدندح، وأكد خلال اللقاء حرص العراق على الأمن والسلام في سوريا، واستعداده لتقديم الدعم اللازم لحفظ استقرار المنطقة».
وعلى الصعيد نفسه، فقد بحث الرئيس العراقي مع السفير التركي لدى العراق، أنيل بورا إنان، المستجدات على الساحة الإقليمية، خصوصاً التطورات الأمنية في سوريا. وطبقاً لبيان رئاسة الجمهورية فقد «أوضح السفير التركي موقف تركيا من التطورات الحالية التي تشهدها المنطقة، مؤكداً أهمية استمرار التشاور والتنسيق، بما يحفظ السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي».
6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور
قُتل 6 أشخاص على الأقل في قصف نفذته «قوات الدعم السريع» طال مخيماً للنازحين في شمال دارفور بغرب السودان، وفق ما أفاد ناشطون الاثنين.
وكانت حصيلة أولية قد أفادت بمقتل شخصين وإصابة 12 آخرين، بحسب المصدر نفسه.
وأوضحت لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية، أن مخيم زمزم الواقع جنوب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تعرّض لقصف عنيف بالصواريخ والمدفعية صباح الأحد.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، أن فرقها استقبلت 8 جرحى في اليوم السابق، بينهم نساء وأطفال في الرابعة من العمر يعانون «إصابات خطرة مثل صدمات في الصدر وكسور»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضافت أن 4 مرضى أصيبوا بجروح خطرة نُقلوا إلى منشأة أخرى صباح الاثنين، قبيل عمليات قصف جديدة طالت مناطق قريبة من إحدى الأسواق والمستشفى الميداني التابع للمنظمة في المخيم.
كما أُخلي مستشفى أطباء بلا حدود ونقل آخر 3 مرضى في العناية المشددة.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود على منصة «إكس» أن «الوضع أكثر من فوضوي: فالمرضى والطاقم الطبي يغادرون المخيم ويحاولون الفرار لإنقاذ حياتهم».
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وفرار أكثر من 11 مليون شخص، انتقل بعضهم إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد.
وشدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر في ختام زيارة إلى السودان وتشاد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتعامل مع تداعيات الأزمة المتواصلة في السودان.
وقال فليتشر في بيان الأحد: «أتحدث من دارفور في نهاية مهمة... كانت مهمة صعبة للغاية لأن الوضع صعب. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم».
أضاف: «في نهاية المطاف، من دون سلام، لن يتمكنوا (الفارّون داخل السودان وإلى دول الجوار) من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم ومنح أطفالهم وأحفادهم الحياة التي يستحقونها»، مؤكداً أنه يتوجب على العالم «بذل المزيد من الجهد لدعمهم».
ونبه إلى ضرورة إيصال «سيل من الدعم» نظراً لوجود نحو 25 مليون شخص، أي زهاء نصف عدد سكان السودان، في حاجة إلى مساعدة، مضيفاً: «هذه الأرقام مذهلة، ولا يمكننا أن ندير ظهورنا».
العربية نت: إسرائيل: هاجمنا عشرات الأهداف لحزب الله.. وملتزمون بوقف النار
شنّت إسرائيل غارات مساء الإثنين على مناطق في جنوب لبنان بعيدة من الحدود، وذلك إثر إعلان حزب الله استهداف موقع إسرائيلي بعد أيام على دخول هدنة هشة حيّز التنفيذ.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين إنه هاجم عشرات الأهداف لجماعة حزب الله في لبنان، لكنه أضاف أن إسرائيل "لا تزال ملتزمة بتنفيذ شروط اتفاق وقف إطلاق النار".
واستهدفت الغارات الإسرائيلية "منطقتي بصليا والبريج عند أطراف بلدة جباع" و"مرتفعات جبل صافي وأطراف اللويزة ومليخ في منطقة إقليم التفاح"، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية.
كما أفادت الوكالة بتعرض "المنطقة الواقعة بين حومين الفوقا ودير الزهراني لغارة معادية"، وذلك وسط "تحليق مكثّف للطيران الاستطلاعي في أجواء مناطق الجنوب على علو منخفض".
من جانبها، قالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أولي مساء اليوم الاثنين إن الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدتي حاريص وطلوسة في جنوب لبنان أدت إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين.
موقع عسكري إسرائيلي
أتى ذلك التطور، بعدما أعلن حزب الله أنه شن هجوماً على موقع عسكري إسرائيلي "رداً على الخروقات الإسرائيلية".
وقال في بيان إنه "على إثر الخروقات المتكررة التي تبادر إليها" إسرائيل لاتفاق وقف النار، نفذ الحزب مساء اليوم الاثنين "رداً دفاعياً أولياً تحذيرياً" مستهدفاً "موقع رويسات العلم" التابع للجيش الإسرائيلي "في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة"، وفق فرانس برس.
"الرد بقوة"
بدوره، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل سترد "بقوة" بعد أن نفذ حزب الله ضربة على موقع عسكري إسرائيلي.
كما توعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حزب الله "برد قاس" على الهجوم. وكتب على منصة "إكس": "لقد وعدنا بالعمل ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل حزب الله، وهذا بالضبط ما سنفعله"، مؤكداً أن "إطلاق حزب الله النار نحو موقع للجيش الإسرائيلي سيقابل برد قاس".
كذلك قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إن حزب الله ارتكب "خطأ فادحاً" بإطلاق النار على موقع عسكري إسرائيلي، مضيفاً أنه يجب على إسرائيل أن ترد بتوجيه "ضربة قوية"، حسب رويترز.
اتفاق وقف النار
وكانت إسرائيل قد قصفت عدة مرات خلال الأيام الماضية بلدات حدودية، لا سيما قرية الخيام. كما حلقت مسيرات في الأجواء اللبنانية مراراً.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أميركا وفرنسا، نص على انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوماً من الجنوب اللبناني، على أن يسحب حزب الله عناصره إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له جنوباً.
كما أشار إلى ضرورة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وقد بدأت بالفعل وحداته بتعزيز انتشارها منذ الأربعاء الفائت، بينما تعهد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الجمعة الماضي بالتعاون معه.
حزب الله يعلن استهداف موقع إسرائيلي.. ونتنياهو: سنرد بقوة
للمرة الأولى منذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الفائت، أعلن حزب الله أنه شن هجوماً على موقع عسكري إسرائيلي "رداً على الخروقات الإسرائيلية".
وقال في بيان إنه "على إثر الخروقات المتكررة التي تبادر إليها" إسرائيل لاتفاق وقف النار، نفذ الحزب مساء اليوم الاثنين "رداً دفاعياً أولياً تحذيرياً" مستهدفاً "موقع رويسات العلم" التابع للجيش الإسرائيلي "في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة"، وفق فرانس برس.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق "قذيفتين صاروخيتين" نحو منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها على الحدود اللبنانية.
وقال في بيان إن القذيفتين سقطتا "في مناطق مفتوحة"، مضيفاً أنه "لم ترد أنباء عن إصابات".
"رد قاس"
في هذا الإطار، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل سترد "بقوة" بعد أن نفذ حزب الله ضربة على موقع عسكري إسرائيلي.
بدوره، توعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حزب الله "برد قاس" على الهجوم. وكتب على منصة "إكس": "لقد وعدنا بالعمل ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل حزب الله، وهذا بالضبط ما سنفعله"، مؤكداً أن "إطلاق حزب الله النار نحو موقع للجيش الإسرائيلي سيقابل برد قاس".
كذلك قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إن حزب الله ارتكب "خطأ فادحاً" بإطلاق النار على موقع عسكري إسرائيلي، مضيفاً أنه يجب على إسرائيل أن ترد بتوجيه "ضربة قوية"، حسب رويترز.
"تخرق الهدنة بشكل فاضح"
وبوقت سابق اليوم، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن إسرائيل تخرق الهدنة بشكل فاضح.
كما دعا في بيان، اللجنة المولجة بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار إلى مباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها.
وحثها أيضاً على إلزام القوات الإسرائيلية بالانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب.
إلى ذلك، شدد على أن ما تقوم به القوات الإسرائيلية من أعمال لجهة تجريف للمنازل في القرى اللبنانية الحدودية، واستمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية سقط خلالها قتلى وجرحى، وآخرها ما حصل اليوم في "حوش السيد علي" في الهرمل (شرق البلاد) وجديدة مرجعيون (جنوباً)، تمثل خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأردف قائلاً: "نسأل اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق أين هي من هذه الخروقات والانتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقاً فيما لبنان ملتزم بشكل تام بما تعهد به".
الهرمل
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان زعم اليوم أنه هاجم آليات عسكرية تعمل قرب بنية تحتية عسكرية لحزب الله في الهرمل.
بينما أكد الجيش اللبناني أن مسيرة قصفت أحد مراكزه في المنطقة، ما أدى إلى إصابة جندي بجروح متوسطة.
مرجعيون وبنت جبيل
فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص في غارة إسرائيلية على بلدة مرجعيون الجنوبية قرب الحدود.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أن القوات الإسرائيلية أطلقت قذيفتين مدفعيتين صوب بلدة بيت ليف في منطقة بنت جبيل (جنوباً)، فيما استهدفت نيران الرشاشات الثقيلة بلدة يارون.
فيما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في أي من الهجومين.
اتفاق وقف النار
وكانت إسرائيل قد قصفت عدة مرات خلال الأيام الماضية بلدات حدودية، لا سيما قرية الخيام. كما حلقت مسيرات في الأجواء اللبنانية مراراً.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أميركا وفرنسا، نص على انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوماً من الجنوب اللبناني، على أن يسحب حزب الله عناصره إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له جنوباً.
كما أشار إلى ضرورة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وقد بدأت بالفعل وحداته بتعزيز انتشارها منذ الأربعاء الفائت، بينما تعهد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الجمعة الماضي بالتعاون معه.
بعد أنباء عن مغادرة قادة حماس قطر.. مصدر في الحركة يعلق
ردت حماس على الأنباء المتداولة حول مغادرة قادة الحركة قطر.
حيث نفى مصدر في حماس لـ"العربية/الحدث"، اليوم الاثنين، ما يتم تداوله.
مرتان خلال شهر
وهذه المرة الثانية التي تنفي فيها الحركة أنباء من هذا النوع خلال شهر.
فقد نفى مصدر من حماس، في نوفمبر الفائت، صحة نقل مكتب الحركة إلى تركيا، التي نفى فيها مصدر دبلوماسي كل ما يتردد عن أن مكتب حماس انتقل إلى تركيا.
بداية هذا الكلام كانت مع تعثر الجولات الأخيرة من محادثات وقف النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، إذ كشف مسؤول أميركي في نوفمبر الماضي أن "الولايات المتحدة أبلغت قطر بأن وجود حماس في الدوحة لم يعد مقبولا"، وفق قوله.
"الضغط على حماس"
يذكر أن قطر إلى جانب الولايات المتحدة ومصر كانت توسطت على مدى أشهر في رعاية مفاوضات وصولات وجولات من أجل التوصل لصفقة توقف الحرب في قطاع غزة.
الطلب الأميركي من قطر، حسب المسؤول الذي تحدث حينها، كان في سياق الضغط على حماس للقبول بالمقترحات المتلاحقة التي لاقت رفضاً من الحركة.
عدم التفاؤل
في هذا السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله، إن محادثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة أحرزت تقدماً.
بالمقابل، دعا المسؤول نفسه، وفقاً لهيئة البث، إلى عدم التفاؤل.
يأتي هذا بعدما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس الأحد، إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حتى الآن.