سوريا تطوي عهد الأسد.. ودمشق بقبضة «الفصائل»/إخوان النمسا في 2024.. من «فضخ الأنشطة» إلى طريق الحظر/«الدعم السريع» تسيطر على معبر حدودي مع جنوب السودان ومدينة استراتيجية

الإثنين 09/ديسمبر/2024 - 11:18 ص
طباعة سوريا تطوي عهد الأسد.. إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 9 ديسمبر 2024.

الاتحاد: دعوات عربية ودولية إلى صون مقدرات الدولة السورية

تصاعدت الدعوات العربية والدولية لجميع الأطراف في سوريا إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وبدء عملية سياسية تؤسس إلى مرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي. 
وحثت وزارة الخارجية البحرينية جميع الأطراف ومكونات الشعب السوري على تغليب المصلحة العليا والحفاظ على المؤسسات العامة للدولة وسلامة منشآتها الحيوية والاقتصادية.
وفي قطر، أعلنت الخارجية في بيان أن الدوحة تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في سوريا، مؤكدة ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى.
 وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن بلاده تقف إلى جانب الأشقاء السوريين وتحترم إرادتهم وخياراتهم، وفق بيان للديوان الملكي.
وأكد ملك الأردن خلال ترؤس اجتماع لمجلس الأمن القومي ضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها، والعمل بشكل حثيث وسريع لفرض الاستقرار، وتجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى.
بدورها، ذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن «مصر تتابع باهتمام كبير التغيير الذي شهدته سوريا، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري، ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها». 
من جانبها، نقلت الحكومة العراقية، في بيان على لسان متحدثها باسم العوادي، قوله، إنها «تتابع مُجريات تطوّر الأوضاع في سوريا، وتواصل الاتصالات الدولية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل دفع الجهود نحو الاستقرار، وحفظ الأمن والنظام العام والأرواح والممتلكات للشعب السوري».
بدوره، أكد لبنان أهمية المحافظة على سيادة سوريا واستقرارها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. 
دولياً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الأسد قرر مغادرة البلاد والتخلي عن منصبه، وأمر بانتقال سلمي للسلطة بعد مفاوضات مع أطراف في النزاع.
وأكدت الوزارة في بيان، أن روسيا لم تشارك في المفاوضات التي أدت إلى هذا القرار، لكنها تواصل اتصالاتها مع جميع الفصائل السورية.
كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض: «نتابع الأحداث غير العادية في سوريا عن كثب، ونتواصل مع الشركاء الإقليميين باستمرار».
كما دعت بكين إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، وضمان سلامة وأمن المؤسسات الصينية وموظفيها.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الإدارة السورية الجديدة يجب أن تشمل الجميع، مؤكداً أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبله. وكتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على «إكس»: «أتابع تطورات الوضع في سوريا باهتمام بالغ، نحن على اتصال دائم بسفارتنا في دمشق، وسنواصل العمل لدعم الاستقرار».

الخليج: إسرائيل تنهي «فض الاشتباك» بالجولان وتحتل المنطقة العازلة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، انهيار اتفاق «فض الاشتباك» للعام 1974 مع سوريا بشأن الجولان، وأمر الجيش بـ«الاستيلاء» على المنطقة العازلة حيث تنتشر قوة الأمم المتحدة، وذلك عقب سقوط حكم الرئيس بشار الأسد، فيما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على قلب دمشق مستهدفة ما تدعي أنه مجمع أمني ومراكز أبحاث، كما قصفت مواقع الجيش السوري في محيط العاصمة السورية.
وقال نتنياهو إن الاتفاق الذي أبرم مع سوريا في عام 1974 «انهار... وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم». وبناء على ذلك، قال نتنياهو إنه أمر جيشه بـ«السيطرة على هذه المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها»، مضيفاً «لن نسمح لأي قوة معادية بأن تستقر على حدودنا».
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارته لمرتفعات الجولان السوري المحتل بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي انتشار قواته في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح جنوب غرب سوريا. وقال الجيش في بيان «في ضوء الأحداث في سوريا وبناء على تقييم الوضع وإمكان دخول مسلحين إلى المنطقة الفاصلة العازلة، قام الجيش الإسرائيلية بنشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية». وزعم أن هذه الخطوة جاءت «لضمان سلامة أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل». وأكد الجيش في بيانه أنه «لا يتدخل» في الأحداث الواقعة في سوريا. وفي بيان لاحق قال الجيش الإسرائيلي إنه «تقرر فرض منطقة عسكرية مغلقة ابتداء من أمس الأحد في المناطق الزراعية في منطقة ماروم جولان، هين زيفان وبقعاتا وخربة عين حور». وجّه تحذيراً لخمس بلدات في جنوب سوريا، داعياً السكان إلى البقاء في منازلهم «حتى إشعار آخر» بسبب القتال الدائر في المنطقة. وأورد الجيش أنه سيقيد دخول المزارعين في مناطق معينة. كذلك، قال إنه «تقرر... أن تكون الدراسة أمس الأحد عن بعد» في أربع قرى درزية في شمال هضبة الجولان.
من جهة أخرى، شنّت إسرائيل ضربات على مواقع للجيش السوري في محيط دمشق، بعد ساعات من إعلان فصائل مسلحة دخولها العاصمة وإسقاط حكم الرئيس الأسد. وأفادت تقارير إخبارية عن «قصف إسرائيلي استهدف مواقع للفرقة الرابعة في الجيش السوري في منطقة مطار المزة العسكري» قرب العاصمة، مضيفاً أن القصف طال «مستودعات أسلحة».
وفي وقت لاحق، مساء أمس، ذكرت وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر أمنية، بأن إسرائيل شنت غارات جوية على مجمع أمني كبير في منطقة كفر سوسة بالعاصمة السورية دمشق، إلى جانب مركز أبحاث زعم أن علماء إيرانيين طوروا فيه برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية، كما شنّت غارات جوية استهدفت حي المزة بالعاصمة السورية.

سوريا تطوي عهد الأسد.. ودمشق بقبضة «الفصائل»

انتهى، أمس الأحد، على نحو دراماتيكي عهد الرئيس السوري بشار الأسد، بعد 11 يوماً من هجوم خاطف شنته الفصائل المسلحة، التي تمكنت من الاستيلاء على العاصمة دمشق دون تسجيل مواجهات مع قوات نظامية أو إراقة دماء، بعدما اجتاحت بلا قتال في الأيام الماضية مدن حلب وحماة وحمص.
وأعلنت الفصائل المسلحة وأطياف أخرى من المعارضة، بدء «عهد جديد» لسوريا، إثر دخول قواتها دمشق فجر الأحد عقب هجوم سريع أنهى حكم الأسد الذي امتد نحو ربع قرن، قبل أن يتم الإعلان عن الرئيس السابق قد غادر العاصمة على متن طائرة خاصة تبين أنها أقلته إلى موسكو عبر مطار دمشق الدولي، قبل أن تنسحب عناصر الجيش والأمن.

وأفاق سكان العاصمة السورية على مظاهر فرح وإطلاق الرصاص في الهواء، وأظهرت مشاهد أشخاصاً بينهم عناصر من الفصائل المسلحة، يعتلون دبابة بجوار ساحة الأمويين وسط العاصمة، ويرفعون قبضاتهم وشارات النصر، بينما يسمع في الخلفية إطلاق نار في الهواء. كما أظهر فيديو آخر إسقاط جمع من السوريين تمثالاً للرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار في ساحة عرنوس.
وأتى ذلك بعد ساعات من بدء دخول قوات الفصائل المسلحة دمشق، في تتويج لهجوم واسع بدأته في شمال البلاد في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر وحققت خلاله تقدماً واسعاً لم يشهد له مثيل منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011.
وأطلت مجموعة من تسعة أشخاص عبر شاشة التلفزيون الرسمي من داخل استوديو الأخبار. وتلا أحدهم بياناً نسبه إلى «غرفة عمليات فتح دمشق»، أعلن فيه «تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين».
وفيما بدا أنه إقرار بنهاية حكم الرئيس السوري، أعرب رئيس الحكومة محمد الجلالي في شريط مصوّر عن استعداده لتسليم المؤسسات إلى أي «قيادة» يختارها الشعب السوري.
وتوجه الجلالي إلى السوريين بفيديو مصور قائلاً: «أنا منكم وأنتم مني. أنا في منزلي لم أغادره بسبب انتمائي إلى هذا البلد وعدم معرفتي لأي بلد آخر غير وطني».
وأضاف: «في هذه الساعات التي يشعر فيها الناس بالقلق والخوف رغم حرصهم جميعاً على هذا البلد ومؤسساته ومرافقه، إنني حريص على المرافق العامة للدولة والتي هي ليست ملكاً لي وليست ملكاً لأي شخص آخر إنما هي ملك لكل السوريين. نمد يدنا إلى كل مواطن سوري حريص على مقدرات هذا البلد».
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أمس أن بعثاتها تواصل تقديم خدماتها للسوريين بعدما أعلنت فصائل المعارضة المسلحة إسقاط «الطاغية» بشار الأسد و«هروبه» من دمشق.
وقالت الوزارة، إنها «وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج ستبقى على عهدها بخدمة كافة الأخوة المواطنين، وتسيير أمورهم»، في وقت دعت وزارات ومؤسسات أخرى، بينها وزارة الشؤون الاجتماعية والصناعة، موظفيها للالتحاق بعملهم، مؤكدة مواصلة تقديم الخدمات.
ودعا زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني عناصره إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيراً إلى أنها «ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسمياً». وأشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ب«لحظات تاريخية» يعيشها السوريون مع سقوط النظام.
وقال عبدي الذي تتلقى قواته دعماً أمريكياً ويشكل الأكراد عمودها الفقري: «هذا التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والعدالة تضمن حقوق جميع السوريين».
وقال ائتلاف المعارضة السورية (الائتلاف الوطني السوري) أمس الأحد، إنه يعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية تحظى بسلطات تنفيذية كاملة. وأضاف الائتلاف في منشور على «إكس» أنه يتطلع لإقامة شراكات استراتيجية مع دول المنطقة والعالم.
وجال عشرات السوريين، أمس الأحد، داخل مقر إقامة الأسد في حي راق في دمشق، والذي كان خالياً من مقتنياته بعد نهبها، في حين بدت قاعة استقبال رئيسية في القصر الجمهوري الواقع على بعد نحو كيلومترين محروقة. وتنقل العشرات بينهم رجال ونساء وأطفال بين الغرف وعلى السلالم، حيث تناثرت أوراق بيضاء في كل مكان، بينما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لأشخاص يحملون أكياساً من الأموال سرقوها من البنك المركزي في دمشق بساحة السبع بحرات. 

الإمارات: مبعث القلق الرئيسي في سوريا التطرف والإرهاب

قال الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة: «إن تغييرات جيوسياسية إقليمية هائلة تستدعي التمعن والحكمة والحوار للخروج من دائرة الفوضى والعنف». وأضاف قرقاش، في تدوينة عبر منصة «إكس» أمس الأحد، «سعدت بالمشاركة في حوار المنامة في نسخته العشرين، كل الشكر لوزارة الخارجية البحرينية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المملكة المتحدة. تغييرات جيوسياسية إقليمية هائلة تستدعي التمعن والحكمة والحوار للخروج من دائرة الفوضى والعنف». ونقلت «سكاي نيوز عربية» عن قرقاش قوله: إن مبعث القلق الرئيسي في سوريا هو التطرف والإرهاب. وأضاف قرقاش: «الأدوار الدفاعية والعسكرية ينبغي ألا تكون تحت سيطرة الجماعات المسلحة، يجب عدم السماح للأطراف غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي». وأكد أن الأحداث الجارية في سوريا مؤشر على الفشل السياسي، مشيراً إلى أن آخر 24 ساعة أظهرت أن المنطقة لا تزال تمر بأوقات عصيبة ومتوترة.
وتابع: «علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث في سوريا بعد ذلك، الحل هو دولة يمكن الوثوق بها».
يأتي ذلك، بينما توالت ردود الفعل العربية والدولية حول التطورات الجارية في سوريا، وتراوحت بين «آمال حذرة» ودعوات إلى تجنب «الفوضى». ودعت جامعة الدول العربية لإعلاء التسامح والحوار وصون حقوق الجميع في سوريا. وشددت الأمانة العامة للجامعة العربية على أن الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها، ورفض التدخلات الأجنبية بكافة أشكالها، تظل عناصر محورية وأساسية في الإجماع العربي حيال سوريا. ودعت مصر إلى وحدة سوريا وإعادة إعمارها بعد سقوط الأسد. وحثّت وزارة الخارجية المصرية في بيان جميع الأطراف في سوريا على «توحيد أهدافها والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي». وقال مسؤول سعودي لرويترز: إن المملكة على اتصال بكل الأطراف في المنطقة بشأن سوريا وإنها عازمة على بذل كل ما في وسعها لتجنب حدوث فوضى في البلاد.
وأكد الملك عبدالله الثاني وقوف الأردن إلى جانب السوريين واحترام «إرادتهم»، داعياً لتجنب انجرار البلاد إلى «الفوضى» بعد إعلان إسقاط حكم الأسد. وأكّدت الحكومة العراقية «ضرورة احترام الإرادة الحرّة» للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي بلادهم.
وشددت قطر على ضرورة منع سوريا من «الانزلاق نحو الفوضى».
وأكدت الخارجية القطرية في بيان، ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى».
ودولياً، أعلنت روسيا أنها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين لبحث الوضع في سوريا بعد إسقاط حكم الرئيس الأسد. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بسقوط الحكم في سوريا، مكرراً دعوته إلى حماية «حقوق جميع السوريين».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان: «إن الرئيس بايدن وفريقه يراقبان الأحداث الاستثنائية في سوريا عن كثب وهما على اتصال دائم مع شركائنا الإقليميين». وحثّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأطراف الإقليميين والدوليين على ضمان «انتقال سلس» للسلطة في سوريا، وأن تشمل الإدارة الجديدة جميع الأطراف، مشيراً إلى أن ملايين اللاجئين السوريين بات «بوسعهم العودة إلى أرضهم». وأعلنت إيران أنّها ستعتمد «المقاربات الملائمة» حيال التطورات في سوريا بما يتوافق مع سلوك «الأطراف الفاعلين» في دمشق، بعد سقوط حليفها. بينما رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسقوط ما سماه «دولة الهمجية» في سوريا، مؤكداً التزام باريس «أمن الجميع» في المنطقة. كما رحّبت بريطانيا بسقوط الحكم في سوريا، ودعت إلى «استعادة السلام والاستقرار».
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن بكين «تتابع عن كثب تطور الوضع في سوريا وتأمل في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن». كما أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس أن مدريد «ستعمل مع كافة الدول الأكثر انخراطاً في المنطقة... على أن يكون الحل سلمياً مهما كان مستقبل سوريا». كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة في إعادة بناء دولة سورية «تحمي كل الأقليات». واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن سقوط الأسد مؤشر على ضعف حليفتيه روسيا وإيران. واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن نهاية حكم الأسد «نبأ سار»، داعياً إلى حل «سياسي» وحماية كل الأقليات والجماعات الدينية. كما أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان عن «ارتياحها الكبير» لسقوط حكم الأسد، محذّرة من وصول «متشددين» إلى السلطة. ودعا رئيس الوزراء الإيرلندي سايمن هاريس إلى حماية المدنيين وإجراء انتخابات «حرة»، مشدداً على أن «مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون من خلال انتقال سلمي وانتخابات حرة وعادلة».

البيان: إلى متى ستبقي إسرائيل سيطرتها على المنطقة العازلة مع سوريا؟

سيطرت إسرائيل أمس على المنطقة العازلة بينها وبين سوريا وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي فك الارتباط بشأن هضبة الجولان الذي تم توقيعه عام 1974.

وبحسب تقارير، صادرة اليوم الاثنين، فإن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بأنها ستسيطر على المنطقة العازلة في الجولان وعدد من المواقع السورية الأخرى.

ونقلت التقارير الأمريكية عن مسؤول إسرائيل قوله، أبلغت إسرائيل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هذا الإجراء مؤقت وسيظل ساري المفعول من عدة أيام إلى عدة أسابيع حتى يعود الوضع الأمني ​​على الحدود بين مرتفعات الجولان والجزء السوري المجاور لها إلى طبيعته وفق وكالة سبوتنك للأنباء.

وقال بنيامين نتنياهو إن الاتفاق الذي أبرم مع سوريا في العام 1974 "انهار وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم"، وأضاف أنه أمر جيشه بـ"السيطرة على هذه المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها، ولن نسمح لأي قوة معادية بأن تستقر على حدودنا".

إلى ذلك قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفخاي أدرعي: في ضوء الأحداث في سوريا وبناء على تقييم الوضع وإمكانية دخول مسلحين إلى المنطقة الفاصلة العازلة قام جيش الدفاع بنشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية وذلك لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل.

وأضاف: نؤكد أن جيش الدفاع لا يتدخل في الأحداث الواقعة في سوريا، وسيواصل العمل وفق ما تقتضيها الضرورة للحفاظ على المنطقة الفاصلة العازلة وحماية دولة إسرائيل ومواطنيها.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن الجيش الإسرائيلي دخل سوريا عبر هضبة الجولان للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن خلال اليومين الماضيين.

وذكرت الصحيفة: "خلال عطلة نهاية الأسبوع، تحركت القوات البرية الإسرائيلية إلى ما وراء المنطقة منزوعة السلاح، لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973

وتوغل الجيش الإسرائيلي أمس عدة كيلومترات داخل الجولان السوري وسيطر على موقع جبل الشيخ العسكري السوري بعد أن غادرته قوات النظام، بحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية. كما اكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس الأحد أنه بدءاً من هذه الليلة يقاتل الجيش الإسرائيلي داخل سوريا.

حرب غزة.. هل من مخرج سياسي؟

خلف غبار الحرب الأعنف على قطاع غزة، والمصحوبة باهتزاز وقف إطلاق النار على جبهة لبنان، وتقلبات دراماتيكية في الإقليم، ثمة نوافذ دبلوماسية تفتح، على أمل تحقيق اختراق سياسي، ينهي التوترات في المنطقة، وإن بدا المشهد محفوفاً بما ينذر بانفجار أوسع.

عودة جهود الوساطة السياسية في الدوحة، سبقتها لقاءات فلسطينية في القاهرة، وتهديدات شديدة اللهجة أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قبل دخول البيت الأبيض، لجهة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل 20 يناير المقبل، موعد تنصيبه، وإلا فالعاقبة «الجحيم» وفق قوله.

هكذا تبدو المنازلة السياسية، ككاسحة ألغام، محاولة إخماد الحريق في غزة وإنقاذ هدنة لبنان. لكن طالما أن دخان الحرب ما زال ينبعث في غزة، ووقف النار يترنح بلبنان، فكل الطرق ستؤدي إلى استنتاج واحد «الحرب لم تنتهِ بعد».

ما يزيد المشهد تعقيداً، أن المسارات السياسية تأتي في مجملها تحت النار، فالمشهد في غزة ما زال مشتعلاً، فيما لبنان تطوقه فتائل الحرب، ويحاذر العودة إلى ما قبل 27 نوفمبر، عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

لا مرونة

وفق مراقبين، لا تبدي إسرائيل بعد مرور 14 شهراً على الحرب في غزة، أي رغبة للذهاب إلى صفقة تبادل للأسرى ووقف الحرب، وليس أدل على ذلك من مواصلة عمليات الإبادة وتهجير السكان وإقامة المناطق العازلة في غزة، والتخطيط لإقامة مستوطنات جديدة على حدود القطاع، وأكثر من ذلك السعي لإقامة حكم عسكري هناك.

يقول الباحث والمحلل السياسي رائد عبد الله، إنه في ظل التعثر الذي لازم مفاوضات التهدئة في الجولات السابقة، لم يعد أحد يصدق الأنباء الواردة من الفريق الأمريكي بإحراز تقدم في هذا الملف، رغم وجود ما يؤشر على ذلك أحياناً، لكن طالما أن وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ستكون آخر النقاط التي ينتظر الاتفاق بشأنها، ستظل الأوضاع على الأرض تراوح مكانها.

تسوية معقولة

ويضيف لـ«البيان»: «تحاول الأطراف الراعية، قطر ومصر وأمريكا، التوصل لتسوية معقولة، لكن هذا لن يتم من دون أن يكون كل طرف قد اطمأن على موقفه، ومما بدا من بعض التفاصيل، نلحظ أن الخلاف على موضوع الانسحاب من غزة هو الأكثر حدة، فإسرائيل تريد تسوية على طريقتها، في حين حركة حماس ما زالت تعتقد أن مرور الوقت يعمل لصالحها، وعليه، فالتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب يحتاج إلى نضج أكثر في المواقف».

وفيما دخلت حرب غزة شهرها الخامس عشر، لم يكن الحال مبشراً عند الغزيين بقرب وقفها، إذ لا يبدو أنهم سيتخطون عتبات مآسٍ جديدة تحملها الحرب الدائرة، بل إن المؤشرات المتوارية خلف نيران المدافع وقذائف الطائرات وأنات الضحايا، كما هو الحال اليوم في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، ربما كانت الأسوأ منذ بداية الحرب.

واستناداً إلى مراقبين، ربما يحتاج ماراثون الدبلوماسية لكاسحة ألغام قبل فتح مخرج سياسي، فيما المنطقة تبدو وكأنها تسير على حبل مشدود فوق نار الحرب.

لبنان .. عين على الجنوب وثانية على سوريا

في خضمّ التطورات الداخلية الهادفة لملاقاة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان، أقفل الأسبوع الفائت على انتشار حكومي في الجنوب، تمهيداً لتعزيز قوات الجيش اللبناني المنتشرة هناك، ولمواكبة جهود إعادة إعمار ما تهدّم في الحرب الأخيرة. وذلك في موازاة التطورات في سوريا، حيث للبنان حصّة تتعلق بحدوده الشرقية والشمالية. ويبقى ملفّ الاستحقاقات الرئاسية تحت الأضواء، إذ لا تزال الاتصالات ناشطة لملاقاة جلسة 9 يناير المقبل، التي من المفترض أن تسفر عن إنهاء الشغور الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية.

وفرض عامل التوقيت ضغطاً كبيراً على المشهد الداخلي اللبناني، في ظل تفعيل عمل لجنة المراقبة وبداية استعداد الجيش اللبناني الدخول إلى جنوب الليطاني، إضافة إلى إعادة تحريك ملفّ الانتخابات الرئاسية، وسط جدل سياسي يسبق إنجاز الاستحقاق في جلسة 9 يناير المقبل.

الهدنة مستمرّة

وثمّة كلام عن أن الوضع اللبناني ثابت نسبياً، والهدنة مستمرّة. وعلمت «البيان» أن المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين الذين التقوا المسؤولين اللبنانيين منذ فترة أبلغوهم أن الهدنة ستصمد وستستمر. وقال المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، إن التوصل إلى اتفاق سياسي في لبنان، يستند إلى القرار 1701 ويكون قابلاً للتنفيذ، كان ضرورياً للحفاظ على الاستقرار في البلاد، مشيراً إلى أن الوضع الأمني والسياسي في لبنان يتطلب «حلولاً مستدامة».

وفي تقدير مصادر سياسية، أن الإدارة الأمريكية لن تتساهل على الإطلاق في تطبيق اتفاق وقف النار بحذافيره، وأنها متفقة مع الحكومة اللبنانية على هذا الأمر، وأن لا عودة للحرب، مع الأخذ بعين الاعتبار الاتفاق الجانبي الذي عُرِف بــ«ورقة الضمانات» من الولايات المتحدة لإسرائيل، مع إشارتها لـ«البيان» إلى أن الاتفاق غير محصور بجنوب نهر الليطاني، بل هو معنيّ بما يحصل شمال الليطاني أيضاً، وخصوصاً أنه يتحدث عن القرارات الثلاثة ذات الصلة بلبنان، وهي القرارات 1559 و1680 و1701، وهذه القرارات تعتبرها الإدارة الأمريكية وحدة متكاملة.

التطورات السورية

وبدأت الأسئلة تتوالى حول قدرة لبنان على التعامل مع التطورات السورية، في ظل تساؤلات حول قدرة الجيش وحده التصدّي لها، في حال تقدّمت الفصائل المسلّحة باتجاه الحدود مع لبنان ودخولها إلى مناطق لبنانية يُمكن أن تجد فيها بيئة حاضنة، وكيف سيتعاطى «حزب الله»، في حال عدم قدرة الجيش على الصمود؟

تجدر الإشارة إلى أن الجيش اللبناني، وإزاء هذه التطوّرات، قام برفع إجراءاته على طول المعابر غير الشرعيّة عند السلسلة الشرقيّة، كما تمّ تعزيز الأفواج البريّة المنتشرة على طول الحدود مع سوريا، عبر زيادة العناصر وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة. ولفتت مصادر أمنيّة إلى أنّ هذا التعزيز ركّز على منطقتَي الهرمل وعكار، خصوصاً أنّ الجيش يعتبر أن «القلمون» و«النبك» ومحيطهما هما من أشدّ المناطق خطورة لناحية تسرّب المسلّحين، حيث سبق لهم أن دخلوا منها بعد عام 2011. كما عمد الجيش إلى تشديد إجراءاته في المراكز الأمنية الحدودية، وتمّ استقدام تعزيزات من فوج المجوقل ومغاوير البحر إلى ثكنة شدرا (شمالاً)، مقابل تكثيف الدوريات التي يقوم بها فوج الحدود البرّي الأول على طول المنطقة الحدودية.

العين الإخبارية: إخوان النمسا في 2024.. من «فضخ الأنشطة» إلى طريق الحظر

من "كشف الأذرع" إلى الجدل حول الحظر، وضع عام 2024، الإخوان والإسلام السياسي في النمسا، على طريق النهاية، قانونيا واجتماعيا.

البداية كانت مع الجرائم المالية، مع الكشف في مارس/آذار الماضي، عن جريمة احتيال مالي ضخمة يقف وراءها بنك الإخوان، أو ما يعرف بمنظمة رحمة، بعد أن كانت اتهامات تمويل الإرهاب تطول نفس المؤسسة.

وقبل فترة طويلة، حصلت جمعية "رحمة النمسا" المؤسسة في 2006، على ختم جودة التبرعات النمساوية، إذ يمكن لأي شخص يتبرع للجمعية أن يخصم هذا التبرع من الضرائب، ويدخل في حساب الجمعية أربعة ملايين يورو سنويا، وتستهدف مناطق مثل غزة وأفريقيا. 

لكن الجمعية سقطت شيئا فشيئا، في دائرة الاشتباه في كونها عضوًا في منظمة إرهابية أو تمول الإرهاب، وذلك في إطار التحقيقات التي يجريها الادعاء العام النمساوي في ملف "الإخوان"، منذ 2020.

والمقصود بالاشتباه على وجه التحديد هو أن التبرعات التي تدخل حسابات "رحمة النمسا" تدعم حركة "حماس". 

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، يعكف الادعاء العام في مدينة غراتس النمساوية، على التحقيق في ملف الإخوان بتهم تتعلق بتمويل الإرهاب ونشر التطرف والتحريض على الكراهية، دون أن يصل نقطة النهاية حتى الآن. 

احتيال "رحمة"
لكن مع بداية عام 2024، أُضيفت قضية جديدة لدائرة الاشتباه حول "رحمة النمسا"، بعد أن أكد هانسيورغ باشر، المتحدث باسم مكتب المدعي العام في مدينة غراتس النمساوية، أن المدعي العام يحقق مع الجمعية مرة أخرى، والاتهام هذه المرة: جرائم مالية، وفقا لما نقلته صحيفة «كورير» النمساوية.

وتضم رحمة ما بين 30.000 إلى 35.000 شخص كمتبرعين، ولكن منذ التحقيق، تم إغلاق أغلب الحسابات البنكية المملوكة للجمعية (أربعة من أصل خمسة) من قبل البنوك. 

ورغم أن صحيفة كورير النمساوية لم تذكر طبيعة الجرائم المالية والعقارية التي يشتبه الادعاء العام في تورط "رحمة النمسا" فيها، لكن "العين الإخبارية" علمت في ذلك الوقت، أن الشبهات تدور حول جرائم احتيال وتهرب ضريبي، وسوء استغلال أموال التبرعات، والتفاف على أموال الرعاية الاجتماعية.

وبخلاف ما تشتبه فيه السلطات النمساوية من علاقة بين "رحمة النمسا" وحركة حماس، فإن المنظمة التي ترفع لواء العمل الخيري، تدور في فلك شبكة الإخوان الإرهابية في الأراضي النمساوية. 

ووفق دراسة عن شبكة الإخوان في النمسا أجراها الباحث الشهير لورينزو فيديو في عام ٢٠١٧، فإن رابطة الثقافة، أهم منظمة إخوانية في النمسا، تنظم فعاليات تصفها بـ"الخيرية" بالتعاون مع رحمة النمسا.

وتابعت أن رابطة الثقافة غالبًا ما تتعاون، جنبًا إلى جنب مع مجموعات أخرى، مع منظمة رحمة النمسا، وهي منظمة مقرها في فيينا وتشارك بشكل متكرر في "أنشطة جمع التبرعات لأوساط الإخوان في النمسا".

أنشطة "خطيرة"
وفي يونيو/حزيران الماضي، رصد تقرير مكتب حماية الدستور ومكافحة الإرهاب "الاستخبارات الداخلية"، الصادر مؤخرا، في النمسا، تحركات الإخوان لتحقيق أهداف الجماعة، وممارسة "لعبة الخداع" المعتادة. 

وقال التقرير الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، "توجد في النمسا منظمات إسلاموية راديكالية، لكن الجماعة الأكثر شهرة في الوقت الحاضر هي الإخوان والمنظمات المرتبطة بها بشكل غير مباشر أو المتأثرة بها فكريًا".

وتابع "من أجل تحقيق هدف التغيير الاجتماعي، استخدمت هذه المنظمات، في المقام الأول التأثير القانوني على السياسة والمجتمع" منذ بداية عام 2023.

وأضاف "سعت الإخوان والمنظمات المرتبطة بها، إلى التأثير كمًا ونوعًا على حد سواء. ويشمل التأثير الكمي، على سبيل المثال، الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق تأثير واسع النطاق في قطاع التعليم والتدريب".

واستطرد: "بينما يشمل التأثير النوعي الضغط المستهدف على صانعي القرار الوطني والدولي.. كما يمكن الاستشهاد هنا بمحاولة السيطرة على الخطاب الإعلامي كمثال على التأثير الكمي والنوعي".

التقرير لفت إلى أن الربط العابر للحدود الوطنية، بين المنظمات المكونة للشبكة الدولية للإخوان، كان واضحا في الفترة الماضية.

ومضى قائلا: "علاوة على ذلك، تم بالفعل تلقين الأطفال والبالغين أفكارًا معادية للديمقراطية واليهود في مختلف المؤسسات التعليمية".

"تأثير سويفت"
والخريف الماضي، أشعل إحباط هجوم إرهابي على حفل المغنية الأمريكية تايلور سويفت في فيينا قبل أسابيع، الجدل مجددًا حول إصدار قانون لحظر الإسلام السياسي، وفي القلب منه الإخوان.

وفي الطيف السياسي، أعلن حزب الحرية "أقصى اليمين"، وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مقاطعة النمسا السفلى، سفين هيرغوفيتش، في ذلك الوقت، تأييد إصدار مثل هذا القانون.

وفي معرض قياس الرأي الشعبي، طرحت مؤسسة ”يونيك ريسيرش“ لقياس اتجاهات الرأي العام، مسألة حظر الإسلام السياسي على 800 شخص تتجاوز أعمارهم 16 عاما ويتمتعون بحق التصويت.

وأجرت المؤسسة الاستطلاع عبر الهاتف والإنترنت، بهامش خطأ ±3.5%، في الفترة من 5 إلى 11 سبتمبر/أيلول الماضي. 

وأيدت أغلبية واضحة بنسبة 67% إصدار قانون يحظر الإسلام السياسي، على غرار قانون حظر النازية في النمسا، وفق الاستطلاع.

كرة الحظر تتسع
وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقلت مجلة "بروفيل" النمساوية الرصينة عن مصادر لم تسمها، إن حزب الشعب الذي يعمل على تشكيل حكومة جديدة حاليا، يطرح قانون حظر ”الإسلام السياسي“، على غرار قانون الحظر النازي، في مفاوضات تشكيل إئتلاف حاكم مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب نيوس (ليبرالي)، الجارية حاليا.

وطرح هذا القانون على طاولة المفاوضات زعيم حزب الشعب في فيينا، كارل ماهرر، الذي يتفاوض الآن مع وزير الداخلية غيرهارد كارنر في مجالات الهجرة واللجوء والأمن الداخلي.

وفي مقابلة مع صجيفة "دير ستاندرد"، لم تكن زعيمة حزب ”نيوس“ بيات ماينل-رايزنجر الوحيدة المنفتحة على الفكرة، كـ”ملاذ أخير“. إذ أن أفرع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الأقاليم المختلفة، ترجب بالمبادرة.

وكان فرع الحزب في مقاطعة بورغنلاند "شرق"، قد دعا بالفعل إلى مثل هذا الحظر في مايو/أيار بعد مظاهرات داعمة لـ”الخلافة“ في هامبورغ الألمانية. 

وهذا التأييد لحظر الإسلام السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يفقد هذه التيارات حليفا سياسيا قويا متمثل في يسار الوسط، عمل كجدار صد ضد محاولات الحظر السابقة بدعوى عدم إغضاب المسلمين في البلاد. 

ويقول زعيم حزب الاشتراكيين الديمقراطيين في النمسا السفلى سفين هيرغوفيتش، إن "مكافحة التطرف الديني من الشواغل السياسية المهمة بالنسبة لي. ومن الجيد أن تتم مناقشة المقترحات حول هذا الموضوع في مفاوضات الحكومة بهدف سد الثغرات القانونية المحتملة". 

ووفق مراقبين، فإن دعم الأحزاب الأخرى خارج الائتلاف الحاكم المتوقع في البلاد، خاصة حزب الحرية، لحظر الإسلام السياسي، يمكن أن يجعل العام المقبل، عام نهاية هذه التيارات في البلاد، في ظل توقعات بإصدار القانون الخاضع للتفاوض حاليا. 

العربية نت: مقتل مواطن وإصابة 4 عسكريين في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

أعلن الجيش اللبناني، الاثنين، مقتل شخص وإصابة أربعة من عناصره بجروح متوسطة في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب البلاد، في ظل وقف لإطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بين حزب الله وإسرائيل في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

يذكر أن الولايات المتحدة وفرنسا ساهمتا بترتيب اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 .

وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه بشكل يومي.

ويوم أمس الأحد، قتل رجل وامرأة في غارة إسرائيلية على بلدة دبين في جنوب لبنان، حسبما قالت وزارة الصحة اللبنانية.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم أعضاء من حزب الله كانوا يعملون في مخزن للأسلحة.
وكانت غارتان إسرائيليتان قد أسفرتا عن مقتل ستة أشخاص في جنوب لبنان، السبت، حسبما قالت وزارة الصحة اللبنانية.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي أن عدد ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بلغ منذ الثامن من أكتوبر / تشرين الأول 2023 أربعة آلاف و47 قتيلا و16 ألفا و593 جريحا.

جعجع يخاطب حزب الله بعد سقوط الأسد: "اللعبة انتهت"

اعتبر سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، أكبر حزب مسيحي في لبنان، الأحد، أنّ إسقاط الرئيس بشار الأسد في سوريا المجاورة يعني أنّ "اللعبة انتهت" بالنسبة إلى حزب الله حليف دمشق، داعيا التنظيم الشيعي إلى تسليم سلاحه للجيش اللبناني.

واضطر حزب الله، الذي خرج ضعيفا بعد حرب مع إسرائيل استمرت عاما كاملا، إلى سحب مقاتليه من سوريا بعد الهجوم المفاجئ لفصائل المعارضة المسلحة والذي انتهى بدخولها دمشق، الأحد، وإسدال الستار على حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من خمسة عقود.

وبعد أن أشاد في مؤتمر صحافي بسقوط الأسد، توجّه جعجع إلى مسؤولي حزب الله قائلا: "انتهت اللعبة (...) وبالتالي، كل يوم تتأخرون فيه فإنكم تضيعونه على أنفسكم في الدرجة الأولى، وعلى جميع اللبنانيين في الدرجة الثانية".

وجعجع، المعروف بمعارضته الشرسة للهيمنة السورية على لبنان، هو قائد الميليشيا الوحيد خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) الذي أمضى 11 عاما في السجن خلال مرحلة الوصاية السورية التي استمرت 29 عاما.

وشهدت مناطق ذات غالبية مسيحية وسنية في لبنان الأحد احتفالات بسقوط نظام الأسد.

وقال جعجع في مخاطبته مسؤولي حزب الله إنّ "بيئتكم الحاضنة في حاجة ماسة في الوقت الحاضر إلى دولة فعلية، إلى إعادة إعمار".

دمرت الضربات الجوية الإسرائيلية معاقل كثيرة لحزب الله طوال شهرين من حرب مفتوحة، من أواخر أيلول/سبتمبر حتى إعلان سريان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويؤكد معارضو حزب الله داخل لبنان وخارجه أن حربه ضد إسرائيل وسقوط الأسد ساهما في إضعاف التنظيم الموالي أيضا لإيران إلى حد بعيد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، إن سقوط الأسد هو "يوم تاريخي في الشرق الأوسط" مرحبا بانفراط "الحلقة المركزية في محور الشر" بقيادة إيران، العدو اللدود لإسرائيل.

إلى ذلك، دعا جعجع حزب الله، التنظيم الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد الحرب الأهلية تحت شعار "مقاومة إسرائيل"، إلى "الجلوس مع الجيش اللبناني ووضع روزنامة للتخلص من كل بنيتكم العسكرية"، وإلى "التحول حزبا سياسيا لنجلس وإياكم حول الطاولة مع بقية الفرقاء اللبنانيين".

حماس تحصي الأسرى الأحياء قبل مفاوضات وقف الحرب في غزة

قالت مصادر فلسطينية إن حركة حماس تجري عملية إحصاء للأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة، في حين أكد سكان القطاع أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار توقفت عن التحليق في سماء القطاع، يوم السبت.

وصرح المصدر لوكالة الأنباء الإسبانية أن مسؤولين كبارا في حماس أجروا اتصالات مع مختلف الفصائل في قطاع غزة حول آخر التطورات المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين الأحياء، تمهيداً لإمكانية التوصل إلى صفقة تبادل مع الأسرى الفلسطينيين.

وأضاف أن التركيز ينصب على الأسرى الأحياء من الإسرائيليين، مع محاولة العثور على جثث بعض الأسرى الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية.

وذكر المصدر أن "هناك إجماعاً كبيراً داخل حماس، وكذلك داخل الفصائل، على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار، على غرار ما تم التوصل إليه في لبنان".

وكشف أن المفاوضين في حماس يخشون من أن يكون عدد الأسرى المتبقين على قيد الحياة قليلا.

وقالت مصادر فلسطينية في مناطق مختلفة من القطاع لـ (إفي)، إن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تفرض تحليقاً مستمراً في سماء غزة توقفت عن التحليق صباح السبت، للمرة الأولى منذ أشهر.

وذكر أحد هذه المصادر "لأول مرة منذ 14 شهراً (باستثناء الهدنة التي استمرت أسبوعاً واحداً في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، لا توجد طائرة استطلاع واحدة بدون طيار فوق سماء غزة، في إشارة ربما إلى أن حماس تحصي عدد الأسرى الأحياء والأموات".

وحدث الوضع نفسه أثناء الهدنة بين إسرائيل وحماس في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. في ذلك الوقت، تعهد الجيش الإسرائيلي بعدم تحليق الطائرات بدون طيار والمقاتلات فوق القطاع لمدة ست ساعات في اليوم أثناء سريان الهدنة، للسماح لحماس بتحديد مكان الأسرى المحتجزين لدى الجماعات المسلحة الأخرى، مثل حركة الجهاد، التي أيدت الاتفاق أيضاً.

وبين الرهائن الـ 251 الذين احتجزتهم الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، لا يزال 96 رهينة في غزة، وحتى الآن تقدر السلطات الإسرائيلية عدد القتلى بـ 34 رهينة.

ويتزامن هذا الإحصاء للأسرى مع الجولة الجديدة من محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة بين حماس وإسرائيل، والتي أبدى فيها الطرفان تفاؤلاً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، في بيان إن الحركة "مستعدة لإبداء مرونة" في المفاوضات حول ما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، بما في ذلك "توقيت انسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط الرئيسية في قطاع غزة"، وهي إحدى النقاط الخلافية المعتادة بين الطرفين.

الشرق الأوسط: طهران على «تواصل مباشر» مع قيادات في المعارضة السورية

قال مسؤول إيراني كبير، لوكالة «رويترز»، اليوم الاثنين، إن طهران أنشأت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل في القيادة الجديدة في سوريا، بعد الإطاحة بحليف طهران؛ بشار الأسد. وأضاف المسؤول أن هذا يمثل محاولة «لمنع مسار عدائي» بين البلدين.

وتابع المسؤول الإيراني: «التواصل مع زعماء المعارضة السورية ضروري لاستقرار العلاقات وتجنب المزيد من التوتر بالمنطقة».

واحتفل آلاف السوريين في مناطق مختلفة من البلاد وخارجها، أمس، بسقوط الأسد، بعد هجوم خاطف شنّته فصائل المعارضة المسلّحة، وانتهى بدخولها دمشق، ليُطوى بذلك نصف قرن من هيمنة عائلة الأسد على سوريا التي تدخل، الآن، مرحلة من عدم اليقين.

العراق يدقق هويات جنود سوريين سلموا أنفسهم

يواصل العراق تعزيز حدوده مع سوريا بمزيد من القوات الأمنية، بينما أغلق معبر «القائم» بعد دخول جنود سوريين سلّموا أسلحتهم وخضعوا للتدقيق الأمني، وفقاً لمسؤولين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مسؤول عراقي كبير، الأحد، أن «معبر القائم الحدودي مغلق بشكل كامل، والحدود العراقية مؤمنة، ولا يسمح بالدخول والخروج من هذا المعبر»، بعد الإعلان عن انهيار نظام بشار الأسد في سوريا.

وأضاف المسؤول: «في الجانب السوري لا توجد أي قوات من المعارضة المسلحة أو ما تبقى من قوات النظام السوري».

وأوضح المصدر أن «تحصينات أمنية إضافية تعززت في الشريط الحدودي من الجانب العراقي، كما تم نشر عدد من الكاميرات الحرارية».
الحدود مؤمنة
في السياق، أكد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، الأحد، أن الشريط الحدودي بين العراق وسوريا مؤمن بشكل كامل من قبل القوات الأمنية بمختلف صنوفها.

وقال الشمري، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى محافظة الأنبار، غرب العراق، إن «الشريط الحدودي بين العراق وسوريا مؤمن بشكل كامل من قبل قيادة قوات حرس الحدود بمنظومة موانع، إضافة إلى (المسك الميداني)».

وتشترك في هذه التعزيزات، إلى جانب قوات الحدود، وحدات من مشاة ومدرعات الجيش العراقي، وقوات من «الحشد الشعبي»، وفقاً لوزير الداخلية.

وقال الشمري: «بالطبع هناك تعزيزات إضافية، نظراً للتطورات الحاصلة في سوريا خلال الأيام الماضية (...) يجب أن نحسب حساباً لكل شيء ضمن حدودنا وضمن محافظتي الأنبار ونينوى المحاذيتين لسوريا».

إلى ذلك، أكدت مصادر رسمية للوكالة العراقية أن السلطات «لم تسجل أي حضور لأي قوات تابعة للفصائل السورية، حتى قوات الجيش النظامية، في الجانب المقابل للحدود من سوريا».

مصير الجنود السوريين
وجاء إغلاق معبر «القائم» الرابط بين العراق وسوريا، بعد تسليم جنود وضباط من الجيش السوري أنفسهم وأسلحتهم لقوات الحدود العراقية.

وتتضارب المعلومات حول هوية هؤلاء، إذ تفيد مصادر محلية بأن عدداً منهم يعمل مع جهات مسلحة، خارج إطار الجيش السوري، وأن السلطات العراقية تدقق في بياناتهم».

وكشف مسؤول عسكري في قيادة العمليات المشتركة العراقية عن تفاصيل جديدة بشأن جنود وضباط الجيش السوري الموجودين داخل الأراضي العراقية.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريح صحافي، إن «عدد الجنود والضباط من الجيش السوري، الذين دخلوا إلى الأراضي العراقية وسلموا أسلحتهم إلى الجيش العراقي خلال الساعات الماضية، وصل إلى ما يقارب 3500 شخصاً، تم تدقيقهم أمنياً، ونصب خيام خاصة لهم قرب الحدود مع توفير كافة الاحتياجات من الطعام والشراب وغيرها».

وأضاف المسؤول أن «الجهات المسؤولة في بغداد لم تقرر حتى الآن مصير هؤلاء الجنود والضباط، وكيف سيتم ترحيلهم إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد».

ورجّح المسؤول «بقاء الجنود والضباط السوريين داخل الخيام لحين استقرار الأوضاع في سوريا ومعرفة الجهة التي سوف تتسلمهم بضمان سلامتهم».

إلى ذلك، قالت مصادر موثوقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «كبار المسؤولين في الحكومة العراقية يوجدون في مقر الحكومة المحلية في الأنبار، وفي مبنى إدارة معبر القائم لمتابعة التطورات الميدانية».

«الدعم السريع» تسيطر على معبر حدودي مع جنوب السودان ومدينة استراتيجية

أعلنت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على منطقتين استراتيجيتين قرب وعلى حدود السودان الجنوبية الشرقية مع دولتي جنوب السودان وإثيوبيا، هما بلدة «بوط» بولاية النيل الأزرق، والمعبر الحدودي مع الجمهورية الجنوبية عند بلدة «جودة» بولاية النيل الأبيض، وهو ما نفاه الجيش، وأكد أنه يسيطر على كامل المنطقة.

وإلى ذلك، وجّه مواطنون في ولاية سنار اتهامات لـ«كتائب الإخوان» المعروفة باسم «كتائب البراء بن مالك»، بقتل واعتقال وتعذيب مدنيين في منطقة استردها الجيش أخيراً، بذريعة «التعاون مع (الدعم السريع)»، وطالبوا الحكومة وقيادة الجيش بالتدخل لحمايتهم.
وقالت «قوات الدعم السريع» في بيان، إنها سيطرت على «اللواء 70» و«الكتيبة 379 مشاة» التابعة للجيش ببلدة «جودة» الواقعة بمحلية الجبلين بولاية النيل الأبيض، ولم يصدر من الجيش تعليق على ما أوردته.

ويعد معبر «جودة» الحدودي أحد أكبر المعابر بين السودان وجنوب السودان، ويربط ولاية النيل السودانية ومقاطعة «الرنك» بجنوب السودان، ومن يسيطر عليه يسيطر تقريباً على أكثر حدود البلدين نشاطاً، ويهدد ولاية النيل الأبيض التي توجد «قوات الدعم السريع» في شمالها وتسيطر على محلية «القطينة»، كما يهدد مدينة «الجبلين» حاضرة المحلية التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن منطقة جودة، والتي بدأت فيها حركة نزوح منذ وصول «الدعم» إليها.

وقالت «الدعم السريع» إنها سيطرت أيضاً على «اللواء 15 مشاة» التابع لـ«الفرقة الرابعة مشاة» في بلدة «بوط» بمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق، وإن الجيش انسحب وسيطرت قواتها على البلدة، كما استولت على عدد كبير من الذخائر والمعدات، وهو ما نفاه الجيش، وقال في نشرة صحافية على منصته الرسمية على «فيسبوك»، إنه صد محاولة «يائسة لميليشيا آل دقلو الإرهابية» استهدفت البلدة، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وأضاف: «بوط ستظل أبية عصية على بقايا المتمردين».

وسيطرت «قوات الدعم» على عدة بلدات في ولاية النيل الأزرق، عقب استرداد الجيش لمدن «سنجة، والسوكي، والدندر» بولاية سنار، والقوات المنسحبة من سنار (يقول الجيش إنها فرّت) سيطرت على تلك المناطق في الولاية الحدودية؛ ما يهدد العاصمة «الدمازين» مقر «الفرقة الرابعة مشاة» التابعة للجيش التي تبعد عنها بعشرات الكيلومترات فقط.

وناشد مواطنو قرية «الشقيق» في ريف مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار، القوات المسلحة التدخل لوقف انتهاكات «كتائب البراء» المستنفرين ضد السكان، وقالوا إنها اعتقلت وعذبت 22 مواطناً، وقتلت اثنين تحت التعذيب، بتهمة «التعاون مع (الدعم السريع)» التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، وجرت الاعتقالات والقتل دون محاكمة. وقالوا في بيان: «نناشد حكومة السودان وقيادة القوات المسلحة، إيقاف هذه الاعتقالات والتعذيب على أساس إثني، وإجراء تحقيق حول أسباب الوفيات»، وتابع البيان: «نحملكم مسؤولية كل هذا العبث والضرر الذي لحق بنا»... ودعا البيان مفوضية حقوق الإنسان، وجهات مناهضة التعذيب والإخفاء القسري، للتدخل الفوري، وإجراء تحقيق، وإطلاق سراح المعتقلين.
ولا تعد العمليات «الانتقامية» التي ينفذها كل من الجيش و«قوات الدعم السريع» استثنائية؛ إذ ظلت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول مقاطع فيديو لعمليات إعدام عدد من المواطنين في منطقة «الحلفايا» بالخرطوم بحري من قبل عسكريين وهم يطلقون النار عن قرب على أشخاص بثياب مدنية بحضور الشهود... في حين نفذت «الدعم السريع» عمليات «انتقامية» واسعة النطاق في شرق ولاية الجزيرة بوسط البلاد، بعد معارك أعقبت انسلاخ قائدها العسكري أبو عاقلة كيكل وانضمامه للجيش، راح ضحيتها المئات بين قتيل بالرصاص أو تحت التعذيب أو جراء الحصار والجوع وانعدام الدواء.

وقال الإداري الأهلي وضابط الشرطة المتقاعد مالك الحسن أبو روف، ناظر المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات العمل الخاص، وغيرها من كتائب الكيزان، ارتكبت، وترتكب، انتهاكات واسعة وعلى أساس إثني في سنجة، وأبو حجار، وود النيل، ودار عقيل، بجانب انتهاكاتها السابقة للمواطنين في الدندر، والسوكي، وكامراب، وود العيس، بذريعة التعامل والتعايش مع (قوات الدعم السريع)». وتابع: «الجيش هرب من تلك المناطق وترك المواطنين دون حماية، وعندما عاد اتهمهم بالتعاون والتعايش مع (قوات الدعم السريع)».

​ليبيا: المنفي يرفض ضمنياً تشكيل «حكومة جديدة»

في إشارة ضمنية إلى رفضه تشكيل «حكومة جديدة» في ليبيا، حذّر محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، من أن أي جهود دولية تغيب عنها المؤسسات الليبية المنبثقة عن الاتفاق السياسي، تفرغ النتائج من شرعيتها وإمكانية تنفيذها.

ولم تعلق البعثة الأممية، على بيان المنفي، لكن «وكالة الأنباء الليبية الرسمية»، عدّت أن تصريحات المنفي، إشارة إلى الاجتماع الذي استضافته بريطانيا، بحضور الأطراف الدولية المشاركة في الملف الليبي، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في غياب تام للأطراف والمؤسسات الليبية، بهدف دعم البعثة الأممية، وإيجاد نهج دولي منسق يهدف لتحقيق الاستقرار طويل الأمد في ليبيا.

بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي، على لسان سفيره نيكولا أورلاندو، أن لديه «مصلحة استراتيجية في أن تكون ليبيا مستقرة وموحدة ومزدهرة، حيث يمكن لجميع المواطنين تحقيق إمكاناتهم وتطلعاتهم الكاملة».

وأوضح في بيان له عبر منصة «إكس»، أنه «بصفته شريكاً رئيساً في القطاعات السياسية والاقتصادية والأمنية، أسهم الاتحاد الأوروبي بشكل إيجابي، ودفع إلى اتباع نهج دولي بناء ومنسق»، مشيراً إلى أن المناقشات عكست «الزخم الزائد والتفاؤل المشترك لدعم الجهود المتجددة التي تبذلها البعثة الأممية لقيادة عملية سياسية فعالة بقيادة ليبية»، ولفت إلى «الحاجة إلى التوافق على توزيع شفاف وعادل للثروة الوطنية لحماية الأسر والأجيال المقبلة».
في غضون ذلك، قال رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، إن ليبيا تواجه تحديات كبيرة على مستوى ضمان الأمن الغذائي، رغم ما تملكه من ثروات وموارد طبيعية، على رأسها النفط.

وتابع الدبيبة، الأوضاع بمدينة غريان، بعد تعرضها للمنخفض الجوي، بينما أعلنت حكومة الوحدة مواصلة شركاتها المختصة في سحب مياه الأمطار، وإزالة المختنقات والعوائق، بالإضافة إلى فتح المسارات داخل مدينة ترهونة، وإزالة العراقيل داخل الطرقات العامة والأحياء السكنية، التي تسببت بها السيول والأمطار خلال اليومين الماضيين.

وكان الدبيبة، قد أعلن خلال تفقده مساء السبت، الأضرار التي خلفتها العاصفة المناخية في مدينة ترهونة، تأسيس جهاز تطوير وتنمية ترهونة والمناطق المجاورة لتنفيذ مشروعات تنموية عاجلة، وتحسين البنية التحتية بميزانية قدرها 100 مليون دينار. (الدولار يساوي 4.87 دينار).

ووجه لدى اجتماعه مع المجلس البلدي، لمتابعة التنسيق بين الجهات المعنية لتقديم الدعم للعائلات المتضررة، وتوفير مقر مؤقت لـ«مستشفى ترهونة التعليمي» إلى حين استكمال أعمال الصيانة.

وبعدما عاين الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين، واستمع إلى شكاوى الأهالي واحتياجاتهم، قدّم الدبيبة واجب العزاء لعائلة، فقدت ثلاثة من أبنائها إثر غرق مركب في أحد الأودية، وتعهد باتخاذ حكومته جميع الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم للأسر المتضررة، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.

وشدّد على التزام الحكومة، بمتابعة الأوضاع ميدانياً، وتوفير المساعدات العاجلة، بما يضمن حماية المواطنين والتخفيف من معاناتهم في هذه الظروف الصعبة.
من جهة أخرى، قال بالقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، ومسؤول «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، إنه ناقش مساء السبت على هامش «منتدى الدوحة»، مع بول كاغامي رئيس رواندا، ما وصفه بـ«تجربتها الناجحة، في الإعمار والتنمية وسبل التعاون المشترك بين الجانبين».

ونقل عن الرئيس الرواندي، استعداد بلاده لتقديم كل الدعم والمساندة لكل ما يسهم في إحلال السلام والاستقرار في ليبيا، لافتاً إلى أهمية دعم الإعمار والمصالحة الشاملة لإرساء دعائم قوية للاستقرار الوطني.

شارك