تحذيرات من تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية في «الساحل الأفريقي»/«أنستالينغو» تكبل أيادي إخوان تونس.. رفض مطالب الإفراج عن المتهمين/بلينكن يؤكد التزام واشنطن بأمن العراق ومنع عودة «داعش»
السبت 14/ديسمبر/2024 - 10:24 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 14 ديسمبر 2024.
الاتحاد: عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على غزة
ارتكبت القوات الإسرائيلية أمس، مجازر جديدة في قطاع غزة راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن «القوات الإسرائيلية ارتكبت مجزرة مروعة بقصف مربع سكني في مخيم النصيرات راح ضحيتها 33 شهيداً وأكثر من 84 مفقوداً ومصاباً».
وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي كان يعلم أن هذا المربع السكني يضم عمارات سكنية عدة تضم عشرات المدنيين والأطفال والنساء والنازحين الذين شردهم من منازلهم وأحيائهم السكنية المدنية في ظل سياسة التهجير القسري الممنهجة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي».
بدورها، أوضحت السلطات الصحية أن مجمع «ناصر الطبي» استقبل فجر أمس، ثلاثة قتلى وعشرات الإصابات بينهم أطفال ونساء جراء استهداف خيمتين تؤويان نازحين في منطقتين مختلفتين بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
واصلت القوات الإسرائيلية نسفها مباني سكنية في منطقة بيت لاهيا تزامناً مع قصف مدفعي مكثف في مناطق متفرقة بقطاع غزة خلفت المزيد من الضحايا والمصابين.
ويبدو حلم لم الشمل بعيد المنال بشكل أكبر، بالنسبة لغالبية الأسر والعائلات في القطاع، بعدما أدت المعارك المستمرة هناك، إلى أن يتفرق أبناؤها، على إثر اضطرارهم للنزوح من ديارهم، المدمرة الآن على الأغلب.
ففي الأيام والأسابيع القليلة الأولى من الحرب، كان على الأهالي في غزة، اتخاذ قرارات سريعة وربما فورية، بشأن الأماكن التي سيلوذون بها، فراراً بحياتهم من الموت، ما قاد إلى أن يتشتت شمل آلاف منهم، بين جنوب القطاع وشماله، وإجبار كثيرين منهم، على النزوح لعدة مرات.
وأحدث تمزق الكثير من هذه الأُسر محناً إنسانية شديدة الوطأة، من بينها ما ترويه سيدة من مدينة غزة، تسبب القتال في أن تفر مع شقيقتها إلى بلدة «الزوايدة» في وسط القطاع، في حين اتجه زوجها إلى مدينة رفح.
ولكن وفاة والدها لاحقاً اضطرتها إلى العودة إلى مدينتها للإنجاب، ولم يستطع الزوج الالتحاق بأسرته مرة أخرى، ما حرمه من رؤية المولود إلى أن فارق الرضيع الحياة بعد ذلك بشهور قليلة.
ويقول عدد من أبناء تلك الأسر الممزقة، إن الحواجز العسكرية التي يضعها الجيش الإسرائيلي بين شطري غزة، تجعل عودتهم إلى بلداتهم ومدنهم الأصلية، أمراً شبه مستحيل في الوقت الحاضر، مشيرين إلى أنهم باتوا يخشون، من ألا يُكتب لهم اللقاء مرة أخرى، لا سيما على ضوء تعثر الجهود الرامية لوقف إطلاق النار، أو حتى التوصل إلى هدنة مؤقتة. وكشف عدد من هؤلاء النقاب، عن أنهم لم يكونوا يتوقعون استمرار القتال لكل هذه الفترة.
ويقول الجانب الأكبر منهم، إنهم أُجْبِروا على الفرار من شمال القطاع صوب الجنوب، تحديداً باتجاه مدينتيْ خان يونس ثم رفح، قبل أن يضطروا إلى العودة شمالاً ثانيةً، بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية واسعة النطاق، في أقصى جنوبي غزة، في مطلع مايو الماضي.
تحذيرات من تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية في «الساحل الأفريقي»
حذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي، من خطر تمدد وتصاعد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل في غرب أفريقيا وخاصة في بوركينا فاسو ومالي، اللتين شهدتا هجمات كبيرة خلال الفترة الماضية رغم إنشاء اتحاد كونفدرالي بالشراكة مع النيجر للتعاون العسكري والأمني.
واعتبر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب أن التنظيمات الإرهابية تنفذ استراتيجية خاصة مبنية على العنف، وإثارة الفوضى والاضطرابات، وهو جزء من مفهومها وعقيدتها.
وأوضح أديب في تصريح لـ«الاتحاد» أن التنظيمات الإرهابية في بوركينا فاسو لا تستطيع أن تسيطر ولا أن تصل إلى ما تهدف إليه إلا من خلال القوة العسكرية والعمليات، وتنفيذ حوادث إرهابية، بهدف إسقاط النظام السياسي القائم وهز أركان البلاد أملاً في الوصول إلى السلطة.
وأضاف أن هناك أسباباً كثيرة لتنامي وتصاعد التنظيمات الإرهابية في بوركينا فاسو، مثل الفقر، والتنقل مع عدم تأمين الحدود، وبالتالي تتحرك التنظيمات بأريحية، ما يؤدي هذا إلى دعم الجماعات لبعضها خاصةً في مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، ويؤثر على أمن القارة، بجانب ضعف التنمية وقلة الوعي، وضعف الجيوش الوطنية والأنظمة السياسية وعدم الاستقرار.
وأشار أديب إلى أن المجتمع الدولي بات مشغولاً بالحروب والصراعات مثل الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، والحرب الإسرائيلية في غزة بالإضافة إلى الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق والسودان، مشدداً على أن هذا المناخ أثر على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، مطالباً المجتمع الدولي بالتفرغ لمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة في القارة السمراء وفي دول الساحل والصحراء على وجه التحديد، ومنها مالي.
من جانبه، ذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، أن بوركينا فاسو من أكثر دول الساحل الأفريقي التي تواجه نشاطاً إرهابياً متصاعداً منذ انسحاب القوات الفرنسية.
وأشار السفير حليمة في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن انسحاب القوات الفرنسية وموقف مجموعة «إيكواس» والاتحاد الأفريقي من دول الساحل، أوجد فراغاً أمنياً وعسكرياً، ولم يكن في مقدور السلطات في بوركينا فاسو، أن تملأ هذا الفراغ.
الخليج: إسرائيل تواصل توغلها وتطلب من جيشها البقاء في المنطقة العازلة
أصدر وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الجمعة، أوامر للجيش «بالاستعداد للبقاء» طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلة، في وقت واصلت القوات الإسرائيلية توغلها إلى موقع تل الشحم بين القنيطرة وريف دمشق، في حين دانت الجامعة العربية التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة. وقال كاتس في بيان، أمس الجمعة: «بسبب الوضع في سوريا، من الأهمية بمكان من الناحية الأمنية إبقاء وجودنا على قمة جبل الشيخ (حرمون) ويجب بذل كل الجهود لضمان جهوزية (الجيش) في المكان للسماح للجنود بالبقاء فيه رغم ظروف الطقس الصعبة».
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر في سوريا، أن قوات من الجيش الإسرائيلي تقدمت إلى موقع «تل الشحم» على طريق عام ريف دمشق - القنيطرة جنوب سوريا. وأشارت المصادر، أمس الجمعة، إلى أن القوات العسكرية الإسرائيلية بدأت بتفتيش أحد المواقع العسكرية السورية في المنطقة المذكورة، دون ذكر أي تفاصيل أخرى. وصباح أمس الجمعة، أفاد إعلام سوري، بأن غارات إسرائيلية استهدفت جبل قاسيون في العاصمة دمشق فجراً. وكانت مصادر سورية أشارت إلى «وقوع غارات إسرائيلية على العاصمة دمشق وسماع دوي انفجارات».
من جهة أخرى، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعاً لصياغة موقف عربي موحد إزاء قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال أراض إضافية بالجولان السوري المحتل. وبحسب الخارجية المصرية عقد اجتماع مجلس الجامعة العربية بمبادرة من مصر وبالتعاون مع عدد من الدول العربية بهدف اتخاذ «موقف عربي موحد حيال العدوان الإسرائيلي» على الأراضي السورية.
ونتج عن الاجتماع صدور قرار عربي يدين توغل إسرائيل داخل نطاق المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية وسلسلة المواقع المجاورة لها بكل من جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، واعتبار ذلك مخالفاً لاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل عام 1974. وشدد القرار العربي على أن الاتفاق المشار إليه يظل سارياً طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم 350 الصادر في العام ذاته، ومن ثم انتفاء تأثر ذلك الاتفاق بالتغيير السياسي الذي تشهده سوريا حالياً. كما دان القرار الغارات الإسرائيلية المستمرة على عدد من المواقع المدنية والعسكرية السورية، مشدداً على أن «هضبة الجولان هي أرض سورية عربية وستظل كذلك للأبد».
وطالب القرار المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، الامتثال لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لاسيما قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، والذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان السوري المحتل. وبموجب القرار تم تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالتحرك لعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن لبحث الممارسات الإسرائيلية التي تهدد السلم والأمن الدوليين، بما في ذلك الاحتلال المستجد للأراضي السورية التي توغلت فيها إسرائيل منذ الثامن من ديسمبر الجاري.
السوريون يحتفلون ب«الانتصار».. ورسائل طمأنة أمريكية إلى المنطقة
أكدت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن هناك تحديات كثيرة «أمام تحقيق الاستقرار في سوريا، بالتزامن مع خروج آلاف السوريين في محافظات البلاد للاحتفال بالنصر على النظام السابق، في وقت أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات في أنقرة وبغداد بعد عمان حول سوريا، وضرورة العمل لمنع عودة تنظيم«داعش»، وإذ أعربت الصين عن قلقها من الوضع في سوريا، فقد طالبت برفع العقوبات طويلة الأمد المفروضة على هذا البلد، في وقت أعرب الاتحاد الأوروبي عن بوادر إيجابية، للتواصل مع السلطة الجديدة في دمشق، فيما أكد ملك البحرين استعداد بلاده للتشاور والتنسيق مع سوريا.
بعث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يرأس الدورة الحالية للقمة العربية، برسالة إلى قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (أبو محمّد الجولاني) أشاد فيها بتعاون رئاسة إدارة الشؤون السياسية مع السفراء العرب المقيمين في دمشق.
وأكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في الرسالة، أهمية الحفاظ على سيادة الجمهورية السورية واستقرارها وسلامة ووحدة أراضيها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق. كما أكد استعداد مملكة البحرين لمواصلة التشاور والتنسيق مع الجمهورية السورية الشقيقة، ودعم المنظمات الإقليمية والدولية، لتحقيق ما فيه صالح الشعب السوري الشقيق، معرباً عن تطلع مملكة البحرين لاستعادة الجمهورية العربية السورية دورها الأصيل ضمن جامعة الدول العربية.
في الأثناء، نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون عنه قوله أمس الجمعة، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا، حيث يسعى قادة الفصائل إلى إحكام سيطرتهم على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وأضافت المتحدثة جينيفر فينتون في إفادة صحفية بجنيف«بينما توجد تطورات نحو الاستقرار المؤقت في بعض الجوانب، لا تزال هناك تحديات كثيرة.. لا يزال الوضع متقلباً جداً». وذكرت أن بيدرسون يعتزم السفر إلى الأردن في مطلع الأسبوع ولقاء وزراء خارجية عرب، كما سيلتقي بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
من جهة أخرى، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أن تركيا لن«تتهاون أبداً» في مكافحة تنظيم«داعش»في سوريا. وكان بلينكن أكد خلال زيارته أنقرة، أنّه «من الضروري» العمل ضدّ تنظيم«داعش»في سوريا. وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان«عمل بلدنا بجد... لضمان القضاء على (خلافة) تنظيم داعش، ولضمان عدم عودة هذا التهديد. ومن الضروري أن نواصل هذه الجهود».
وفي زيارة لم يعلن عنها سابقاً، أكّد بلينكن من بغداد التزام واشنطن بأمن العراق وبمنع عودة تنظيم«داعش» بعد سقوط النظام السوري السابق، وقال إن واشنطن«ملتزمة بالعمل مع العراق على الأمن وتعمل دائماً من أجل سيادة العراق، لضمان تعزيزها وصونها».
في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس الجمعة عن قلقه العميق بشأن الوضع في سوريا خلال لقاء نظيره المصري الذي يزور بكين. وقال وزير الخارجية الصيني للصحفيين إنّ«الطرفين قلقان للغاية بشأن الوضع الحالي في سوريا ويدعوان إلى احترام السيادة السورية»، كما دعيا إلى منع«القوى الإرهابية والمتطرّفة من الاستفادة من الفوضى». ودعا وانغ يي إلى رفع العقوبات أحادية الجانب المفروضة على سوريا منذ سنوات ودعم سلامة أراضي البلاد.
إلى ذلك، أعلن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، أنّ التكتّل يتطلّع لأن يجري«قريبا» اتصالات دبلوماسية مع السلطات الجديدة في سوريا والتي تقودها «هيئة تحرير الشام». وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من جانبها، إن الحكومة السورية الجديدة أرسلت «إشارة بناءة» إلى المفوضية عبر طلبها منها البقاء في سوريا.
البيان: الجيش الإسرائيلي يطلّ على دمشق من جبل الشيخ
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، تعليماته للجيش بالاستعداد للمكوث خلال فصل الشتاء فوق جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطلّ على دمشق.
وقال كاتس «بسبب الوضع في سوريا، من الأهمية بمكان من الناحية الأمنية إبقاء وجودنا على قمة جبل حرمون (جبل الشيخ)، ويجب بذل كل الجهود لضمان جهوزية (الجيش) في المكان للسماح للجنود بالبقاء في هذا المكان». وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة يتطلب ترتيباً خاصاً والقيام باستعدادات خاصة لنشر الجنود هناك رغم ظروف الطقس الصعبة. وأضافت أنه نظراً لما يحدث في سوريا، فإن هناك أهمية أمنية بالغة لبقائنا على قمة جبل الشيخ.
وعقب سقوط نظام بشار الأسد، فرض الجيش الإسرائيلي سيطرته في 8 ديسمبر الجاري على الجانب السوري من جبل الشيخ في مرتفعات الجولان، من دون مواجهة أي مقاومة، كما نشر قواته في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا.
كما شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وبحرية دمرت معظم القدرات الاستراتيجية للجيش السوري، من مطارات وطائرات ومخازن أسلحة وسفن ومراكز للبحوث العلمية.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس، إنه صادر صواريخ خلال عمليته المستمرة في سوريا بعد انهيار نظام الأسد.
وأضاف أن الجنود يواصلون تعزيز الدفاعات الإسرائيلية في المنطقة العازلة بين مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وسوريا.
وقال بيان إن قوات المظلات الإسرائيلية قامت بتأمين صواريخ مضادة للدبابات وذخيرة في المنطقة. وكانت الوحدات الإسرائيلية عثرت بالفعل على أسلحة مختلفة هناك في غضون الأيام الأخيرة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، أن الجيش الإسرائيلي نشر حتى الآن، جنوداً على مساحة 300 كيلومتر مربع تقريباً من الأراضي السورية.
ريف درعا
أفادت شبكة «درعا 24» الإعلامية، بأن لقاء عقد أمس بثكنة عسكرية قرب قرية معرية بمنطقة حوض اليرموك بالريف الغربي للمحافظة، بين 3 من وجهاء القرية وقوات إسرائيلية متمركزة هناك منذ أيام.
وذكر موقع «روسيا اليوم» أن ساعات صباح أول من أمس، شهدت تحليق طائرة مسيرة إسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق المنطقة، وأعلنت الطائرة عبر مكبراتها رغبة الجيش بالتحدث مع الأهالي، فتوجه ثلاثة أشخاص من وجهاء القرية إليهم.
وأفاد الوجهاء بعد انتهاء اللقاء مع القوات الإسرائيلية في ثكنة الجزيرة العسكرية قرب قرية معرية بالريف الغربي لمحافظة درعا الواقعة جنوب سوريا، بأن الجيش الإسرائيلي «أكد نيته دخول القرية، مطالباً السكان بالالتزام في منازلهم وبإذاعة هذا الإعلان عبر مكبرات مسجد القرية».
وأبلغت القوات الإسرائيلية أنها عند دخولها إلى القرية، لا تريد رؤية مظاهر مسلحة، وأنه سيكون هناك اجتماع لاحقاً لترتيب مسائل أخرى تتعلق بالقرية. وجرى لقاء آخر في ساعات سابقة من نهار الخميس، قال فيه الجيش الإسرائيلي إنه يريد الدخول إلى القرية، وطالب بتسليم كل السـلاح الموجود فيها، وفق الشبكة الإعلامية المحلية «درعا 24». وقالت «تزامنت مع هذه التطورات، حركة نزوح كبيرة من أهالي قرية معرية، باتجاه القرى المجاورة، بعد حالة من التخوف لدى الأهالي من احتمالية دخول الجيـش الإسـرائيلي، ومطالبته بتسليم السـلاح».
وأفاد الموقع بأن الجيش الإسرائيلي المتمركز في ثكنة الجزيرة، أخبر الأهالي أنه سيدخل إليها خلال وقت قصير، وأن ينتظروا التعليمات التي سيصدرها. وأضاف أن هدف الجيش الإسرائيلي هو «تفتيش القرية بحثاً عن أسلحة لمصادرتها، مع احتمالية فرض حصار على القرية وقطع الإمدادات عنها».
العين الإخبارية:«أنستالينغو» تكبل أيادي إخوان تونس رفض مطالب الإفراج عن المتهمين
ضربة جديدة مُنيت بها جماعة الإخوان في تونس، وذراعها السياسية حركة النهضة، إثر رفض القضاء مطالب الإفراج عن أعضائها المتورطين في قضية التخابر المعروفة إعلاميًا بـ«أنستالينغو».
وقررت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، الجمعة، رفض مطالب الإفراج المقدمة من طرف بعض المتهمين الموقوفين في قضية «أنستالينغو»، بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مع تأخير النظر في القضية إلى جلسة يوم 10 يناير/كانون الثاني القادم.
وبلغ عدد المشمولين بالبحث التحقيقي في قضية التخابر المعروفة بقضية «أنستالينغو»، 46 متهما، بينهم 12 بالسجن، فيما الباقون بين حالة سراح وفرار، كما تم إصدار بطاقات جلب دولية في حق 8 متهمين.
وفي التاسع من مايو/أيار 2023، أصدر القضاء التونسي مذكرة إيداع بالسجن ثانية في حق زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي بقضية التخابر وتهديد أمن الدولة التي تعرف إعلاميا بـ«أنستالينغو».
وكانت النيابة العامة وجهت للمتهمين تهمة ارتكاب جرائم تتعلق بغسيل الأموال، في إطار استغلال التسهيلات التي خولتها خصائص الوظيف والنشاط المهني والاجتماعي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي، وارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة والاعتداء على أمن الدولة الخارجي، بمحاولة المس من سلامة التراب التونسي.
و«أنستالينغو» هي شركة متخصصة في إنتاج وتطوير المحتوى الرقمي، ومتهمة بالسعي للتلاعب بالرأي العام وزعزعة الأمن القومي لصالح حركة «النهضة».
بداية أحداث القضية
وتعود أحداث القضية إلى أكتوبر/تشرين الأول 2021، بإيقاف عدد من موظفي تلك الشركة، بتهم بينها «ارتكاب أمر جسيم ضد رئيس الدولة التونسية»، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والقيام بأعمال الجاسوسية.
وشملت التحقيقات عددا من الصحفيين والمدوّنين وأصحاب أعمال حرة وسياسيين، بينهم رئيس مجلس نواب الشعب المنحل راشد الغنوشي، وابنته، وصهره رفيق عبد السلام والمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السابق محمد علي العروي.
وكانت معلومات وردت إلى فرقة أمنية بمحافظة سوسة مفادها حصول شركة خاصة مختصة في صناعة المحتوى والاتصال الرقمي، على تمويلات مشبوهة وقيامها بعمليات تبييض أموال.
ولدى مداهمة مقر الشركة، تم التحفظ على 23 وحدة مركزية تتكوّن من حواسيب وأدوات تسجيل وأدوات تكنولوجيا عالية الجودة.
وإثر عرضها على المعامل الجنائية، تم إيقاف 7 أشخاص يعملون بالشركة بتهمة الاشتباه في تلقيهم أموالاً مشبوهة من دولتين أجنبيتين بهدف الاعتداء على أمن الدولة والإساءة إلى الغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
كما تقرّر سجن مدير المخابرات التونسي السابق لزهر لونقو ورئيس تحرير الصحيفة الإلكترونية الإخوانية «الشاهد» لطفي الحيدوري والمتحدث الرسمي الأسبق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي. كما صدر قرار بحبس المدون سليم الجبالي والملحق السابق برئاسة الحكومة أشرف بربوش والقيادي بحركة النهضة عادل الدعداع والناشط السياسي البشير اليوسفي وأمنية معزولة، ومتهمين اثنين آخرين، على ذمة القضية المتعلقة بشركة «أنستالينغو».
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يقبع راشد الغنوشي في سجن "المرناقية" بعد صدور مذكرة إيداع بالسجن في حقه في قضية التآمر على أمن الدولة.
الشرق الأوسط: سوريا بعد الأسد من منظور أميركي
قوبل سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بتصريحات أميركية مرحبة ومحذرة في الوقت نفسه. فهذه اللحظة التي انتظرها الأميركيون كثيراً وعملوا عليها من خلال تطويق الأسد ومحاصرته بالعقوبات والضغوطات الاقتصادية والسياسية، فاجأتهم بتطوراتها المتسارعة، وخاصة أنها حصلت على يد تنظيم مدرج على لوائح الإرهاب الأميركية، وهو «هيئة تحرير الشام»، وزعيمها أبو محمد الجولاني، المعروف اليوم بأحمد الشرع، والذي وضعت أميركا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يتقدم بمعلومات عنه. بالمقابل، يقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب محذراً: «سوريا ليست معركة الولايات المتحدة، ولا يجب أن تتدخل فيها»، في موقف سلّط الضوء مجدداً على أسلوبه المختلف في إدارة الأزمات.
يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا، وما إذا كانت سترفع «الهيئة» من لوائح الإرهاب، بالإضافة إلى توجهات إدارة ترمب المقبلة، وما إذا كان سينفذ وعوده السابقة بسحب القوات الأميركية من هناك.
سقوط صادم
فاجأ سقوط الأسد السريع الكثيرين في واشنطن، كالسفير الأميركي لدى سوريا والإمارات ثيودور قطّوف الذي أعرب عن صدمته حيال مجريات الأحداث وتسارعها، مشيراً إلى أنه على الأرجح أن «هيئة تحرير الشام» لم تتوقع أيضاً أن تحقق هذا النوع من النجاح بهذه السرعة. ويعتبر قطّوف أن ما جرى أثبت «ضعف الأسد وعدم ولاء قواته العسكرية والأمنية».
من ناحيته، وصف السفير الأميركي السابق لدى البحرين ونائب المبعوث السابق للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش» ويليام روبوك، سقوط الأسد بـ«التحول الصادم والمثير للدهشة». واعتبر روبوك أن رفع الغطاء الإيراني والروسي عن الأسد تركه «مكشوفاً وضعيفاً جداً»، مشيراً إلى أن «هيئة تحرير الشام» بدأت بهذا الهجوم في البداية على أنه هجوم صغير في حلب، ثم حققت نجاحاً تلو الآخر. وأضاف: «حتى قبل يوم أو يومين من سقوط دمشق، كان البعض يعتقد أنه قد تمر أسابيع، لا بل شهور، على السيطرة عليها، غير أن الأمر حدث في يوم واحد فقط».
ويقول الكولونيل أنتوني شافر المسؤول الاستخباراتي السابق في وزارة الدفاع الأميركية ومستشار حملة ترمب السابقة، إن سبب الأحداث المتسارعة يعود إلى تحييد العنصرين الأساسيين في الدفاع عن الأسد، وهما «حزب الله» وروسيا؛ ما أدى إلى «بقاء جيش غير فعال وهزيل تحت إمرته انهار بسرعة فائقة». لكن شافر يسلّط الضوء في الوقت نفسه على الدور التركي، وتحديداً دور الرئيس رجب طيب إردوغان، مشيراً إلى أنه «رأى فرصة مع خسارة دعم روسيا وتراجع قوة (حزب الله) كوسيلة لاستعادة نفوذ تركيا». وأضاف: «السؤال الآن: ماذا نفعل حيال تركيا؟ فتركيا حليف في (الناتو)، لكنها غالباً ما تعمل باستقلالية ومن دون اعتبار للمصالح الأميركية. وبرأيي، هذا ما حصل هنا».
القوات الأميركية ومصير «قسد»
وهنا يشدد قطّوف على الدور الكبير الذي لعبته تركيا في الأحداث، مشيراً إلى وجود «همّين رئيسين لإردوغان» هما «أولاً عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والذين يبلغ عددهم 3 ملايين لاجئ، وهذه مسألة سياسية محلية تشكل ضغطاً هائلاً على إردوغان. وثانياً بالطبع تزايد سلطة الأكراد في شرق سوريا لدرجة تقلقه، وهو الآن قادر على مواجهتهم».
ومع تزايد الحديث عن احتمال سحب ترمب القوات الأميركية البالغ عددها نحو 900 عنصر في شمال شرقي سوريا، يعرب قطّوف عن قلقه حيال مصير حلفاء الولايات المتحدة الأكراد، مضيفاً: «أخشى أننا سنتخلّى مرة أخرى عن حلفائنا الأكراد الذين تم التخلي عنهم مرات عديدة من قبل إدارات عديدة، من ضمنها إدارة هنري كيسنجر في سبعينات القرن الماضي».
ويشارك روبوك الذي عمل عن قرب مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في إدارة ترمب الأولى، هذا القلق، مشدداً على أنهم كانوا «شركاء قيّمين وتحملوا الكثير من الخسائر». وأضاف: «أنا قلق حيال توجه قرار الولايات المتحدة. أعتقد أن تركيا تقود الوضع حالياً، والولايات المتحدة تتمتع بعلاقة قريبة لكن صعبة مع تركيا من بعض النواحي، وأنا لست متأكداً أننا سنكون حازمين وأقوياء بما فيه الكفاية في إيصال رسالتنا إلى تركيا، ومفادها أننا نريد الحفاظ على أمان هذه القوة لكي تستمر بالقتال ضد (داعش) في شمالي شرقي سوريا». وأشار روبوك إلى أن «تركيا تملك نفوذاً كبيراً في الوقت الحالي، وهذا ما يضع الأكراد في موقف صعب». ويتحدث شافر عن المسألة الكردية فيصفها بـ«المعقدة جداً»، ويضيف: «ليس من العدل أن يتم استخدامهم كحليف رئيس وشريك قتال فعال، ثم يتم تجاهلهم مجدداً». لكن شافر الذي عمل مستشاراً لترمب يرجح أن الرئيس المنتخب سيعيد تقييم الدور الأميركي في سوريا، وسيعيد النظر في قواعد القوات الأميركية من حيث التكلفة، مشيراً إلى أنه سينظر كذلك في احتمال «تنفيذ المهمة من القاعدة الأميركية في أربيل وفي الأردن».
عودة «داعش»؟
ويحذر الكثيرون من أن سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا سيعني عودة تنظيم «داعش». ويتوقع روبوك الذي لعب دوراً أساسياً في مكافحة التنظيم في إدارة ترمب، أن «يعود التنظيم». ويضيف: «عندما يزول الضغط أعتقد أن الفوضى والاضطرابات في سوريا ستكون مثل الأكسجين لـ(داعش). إن (هيئة تحرير الشام) هي الخصم الآيديولوجي لـ(داعش)، لكن لا أراهم قادرين على مواجهة هذا التحدي في الأشهر المقبلة».
ويشكك روبوك في أن تتمكن «قوات سوريا الديمقراطية» من التصدي لـ«داعش» أو البقاء في حال انسحاب الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة بقاء هذه القوات في عهد ترمب.
من ناحيته، يتحدث شافر عن تحدٍّ آخر يواجه الولايات المتحدة، وهو سجناء «داعش» في سوريا والذين يصل عددهم إلى قرابة 50 ألفاً، بحسب تقييم للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فيقول: «سنضطر إلى مواجهة هذه القضية مباشرةً، وهو ما لم ترغب إدارة بايدن في التعامل معه. فهناك مشاكل متعلقة بالاحتجاز غير المحدود، والتي يجب أن نجد حلاً لها، وهي (مشاكل) مشابهة للنقاش المرتبط بـ(غوانتنامو)».
الجولاني ولوائح الإرهاب
وفي ظل تطورات الأحداث وسيطرة زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، المعروف اليوم بأحمد الشرع، على المشهد، يدعو روبوك إلى رفع تصنيف «تحرير الشام» كمنظمة إرهابية أجنبية، وإلى رفع القيود الاقتصادية «القاسية جداً» على سوريا.
ويفسر هذه المقاربة قائلاً: «يجب أن نكون ملتزمين، وأن نحاول العمل مع حلفاء تعاونوا معنا في التحالف العالمي ضد (داعش)، وإشراك حلفائنا من الخليج؛ فهم لاعبون مهمون جداً ولديهم مصالح كبيرة في سوريا، وأعتقد أن الشعب والحكومة في سوريا لديهما مصلحة في بناء مجموعة أوسع من الأصدقاء بدلاً من الاعتماد على تركيا».
من ناحيته، يتوقع شافر «انقساماً في السياسة» فيما يتعلق بالتعاطي مع «الهيئة»، مشيراً إلى أن ترمب «سيحاول تحديد ما يجب القيام به لتشكيل تحالف، والقيام بما هو ضروري لإعادة الحوكمة إلى المنطقة»، محذراً: «إن لم نكن حذرين فسيعود تنظيم (داعش)، فهذا ما يحصل حالياً في أفغانستان». ويضيف شافر: «يجب أن نكون حذرين جداً عندما نساعد في إسقاط حكومة، قد تكون حكومة لا تعجبنا، لكن على الأقل هي تملك بعض السيطرة على الأراضي. فزعزعة الاستقرار هي الخطر الأكبر للاستقرار الإقليمي، ولكل من يعيش في هذه المناطق أيضاً».
ويتحدث شافر عن الجولاني، معرباً عن شكوكه في الصورة التي يعرضها حالياً، فيقول: «هناك تقارير صادرة حول هذا الرجل، هذا الإرهابي الذي يريد الانتقام من أعداء (هيئة تحرير الشام)، ومن ضمن ذلك قتل بعض الأشخاص. آمل أن أكون على خطأ، آمل أن يكون رجل الدولة الذي يظهره للجميع، لكن أعتقد أن الأمور ستكون أشبه بكاسترو في 1960-1961 حين ظن الجميع أنه سيكون الرجل المناسب، لكنه أصبح حاكماً توتاليتارياً».
ويغوص قطّوف في تفاصيل هذه المقاربة، فيقول عن أميركا وسياساتها: «نحن لا نجيد هندسة المجتمعات أو بناء الدول. إذا كان التاريخ الحديث قد علّمنا شيئاً، فيجب أن يكون هذا ما استنتجناه». ويستكمل قطّوف: «لا يمكننا فرض النتائج من خلال فوهة البندقية. يجب أن يكون لدينا قوة موثوقة عندما تصل إلى طاولة المفاوضات». وعن الجولاني يقول قطّوف: «عندما نتحدّث عن المتطرفين أو عن شخص في السلطة يقدم جانباً جيداً للعالم، نكتشف بعدها أنه شخص مختلف تماماً في الواقع. عموماً، من خلال تجربتي، فإن الثورات تميل إلى أن تأكل أبناءها، وغالباً ما يكون أكثر العناصر تشدداً لهذه الثورات هو الذي يصل إلى المسرح».
بلينكن يؤكد التزام واشنطن بأمن العراق ومنع عودة «داعش»
أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، من بغداد، التزام واشنطن بأمن العراق، ومنع عودة تنظيم «داعش» بعد الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكثّف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نشاطاته في الأيام الأخيرة عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يتجه الموقف العراقي نحو «دعم الدولة السورية»؛ استناداً لما أكده لـ«الشرق الأوسط» الدكتور حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء.
وجاءت جهود السوداني في مسعى احتواء تداعيات الأزمة السورية، وشملت هذه الجهود زيارة قصيرة إلى العاصمة الأردنية عمان، إلى جانب إجراء العديد من الاتصالات مع قادة دول المنطقة، وتلقي اتصالات مماثلة من زعماء دوليين.
ومن أبرز هذه التحركات استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة غير معلنة إلى بغداد، بالإضافة إلى مباحثاته الهاتفية مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.
وأعلن بلينكن بعد لقائه مع السوداني أن بلاده تعمل على ضمان أمن العراق، داعياً الحكومة العراقية إلى تعزيز سيادة البلاد. وقال: «نعمل مع العراق لضمان أمنه»، مؤكداً ضرورة تعزيز سيادة واستقرار العراق. كما شدد على أهمية تشكيل حكومة شاملة في سوريا، مؤكداً موقف واشنطن الثابت في هذا الصدد.
ويقوم بلينكن بجولةٍ في الشرق الأوسط، في أعقاب الانهيار السريع لحكومة بشار الأسد، في مواجهة جماعات المعارضة في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن في زيارته لبغداد «سيؤكد التزام الولايات المتحدة بالشراكة الاستراتيجية مع العراق، وأمنه واستقراره وسيادته».
من جهته، أكد السوداني، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه، دعم العراق لسوريا في هذه المرحلة المهمة، مشدداً على أهمية مساعدة الدول الصديقة للسوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تهدد السلم الأهلي.
وشدد السوداني على ضرورة تمثيل جميع مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان استقرارها، مشيراً إلى أن «العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا».
كما شدد السوداني على «ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت؛ لأنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة».
وفي هذا السياق، يقول الدكتور حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «العراق ينظر إلى الوضع السوري من حيث نظرة دولة جارة وشعب عربي شقيق، واستقرار سوريا مهم للعراق، ولذلك الموقف العراقي يندرج من حرص العراق على دعم السوريين بحكومة تمثل كل المكونات السورية، وعملية سياسية ناضجة نحو بناء دستوري يدعم الاستقرار والأمن والسلم الأهلي، ويساهم في استدامة الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، واستقرار الدولة السورية، ووحدة التراب السوري والشعب السوري».
وأضاف أن «العراق في موقف متقدم من المبادرات الدبلوماسية مع الدول العربية والولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، واللقاءات والاتصالات التي أجريت من قبل رئيس الوزراء هي من أجل دعم سوريا التي تصب في مصلحة الشعب السوري».
حول زيارة بلينكن ولقائه مع السوداني، قال علاوي إن «اللقاء يعكس الاهتمام الكبير من جميع الأطراف بمستقبل سوريا وعملية الانتقال السياسي نحو دولة مستقرة، كما يعكس دور العراق المتقدم في هذا السياق». وأضاف أن الزيارة تأتي ضمن التحضيرات لاجتماعات مجموعة الاتصال العربية، بما في ذلك العراق، مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، للتباحث في آليات دعم سوريا سياسياً واقتصادياً وأمنياً. وأوضح علاوي أن الزيارة تؤكد عمق العلاقات العراقية - الأميركية، وأهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مشيراً إلى استقبال بغداد وفوداً أميركية رفيعة في المجالين: الدبلوماسي والأمني، وهو ما يعكس دعم العراق لجهود تعزيز الأمن الإقليمي ودعم سوريا.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في تدوينة على منصة «إكس» إنه ناقش في اتصال هاتفي مع السوداني دور العراق في استقرار المنطقة، وأهمية الانتقال السياسي في سوريا لضمان تمثيل جميع السوريين في إعادة بناء حياتهم.
بدوره، أفاد مكتب السوداني بأن الاتصال مع وزير الخارجية البريطاني تناول تعزيز العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة تداعيات الأحداث السورية.
وأكد السوداني دعم العراق الثابت لأمن سوريا وسيادتها، وأهمية احترام إرادة الشعب السوري،، واحترام خياراته وتنوعه الاجتماعي والإثني والثقافي، مشدداً على دور الدول الكبرى في إنهاء المأساة في غزة.
مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر
قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.
وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.
ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.
والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.
خوري تُطلع السفراء الأفارقة في ليبيا على تطورات العملية السياسية
أطلعت المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا، ستيفاني خوري، السفراء والممثلين الأفارقة لدى البلاد على مستجدات العملية السياسية، بينما نفى «جهاز دعم الاستقرار» ما تردد عن وجود تحشيدات عسكرية في مواجهة «اللواء 444 قتال» بالعاصمة طرابلس.
وقالت البعثة الأممية، مساء الخميس، إن خوري ونائب الممثل الخاص للأمين العام، إينيس تشوما، استعرضا مع السفراء والممثلين للدولة الأفارقة في ليبيا «العناصر الرئيسية للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى التغلب على الجمود الحالي، وتمهيد الطريق للانتخابات الوطنية».
وأضافت البعثة أن تشوما، منسق الشؤون الإنسانية، أطلع بدوره السفراء والممثلين على دعم الأمم المتحدة للتنمية في جميع أنحاء ليبيا، والمساعدات الإنسانية للاجئين والمهاجرين غير النظاميين. مشيرة إلى أن المناقشات تطرقت إلى الحاجة لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج بشكل فعال، وإدارة الحدود ودعم اللاجئين السودانيين، فضلاً عن نقاش حول تفاصيل العملية السياسية.
ويأتي تحرك البعثة الأممية محلياً ودولياً لجهة تشكيل «حكومة جديدة»، سعياً لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية الليبية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات السياسية المطالبة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش «بسرعة تعيين مبعوث أممي بشكل رسمي».
ومنذ توليها مهامها في مايو (أيار) الماضي، قالت خوري إنه «حتى تعيين ممثل خاص للأمين العام، تبقى البعثة ملتزمة بمساندة الليبيين على تجنيب البلاد مخاطر الانقسام والعنف، وهدر الموارد، من خلال تيسير عملية سياسية يملكها ويقودها الليبيون».
وجدّد سياسيون ليبيون، من بينهم رئيس حزب «صوت الشعب»، فتحي عمر الشبلي، مطالبهم للأمين العام للأمم المتحدة «بسرعة تسمية مبعوث له في ليبيا»، بقصد إنقاذ العملية السياسية في بلدهم.
على صعيد آخر، وفي ظل تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية عن تحشيدات عسكرية بين فصيلين مسلحين، يتبعان السلطة التنفيذية في طرابلس العاصمة، نفى «جهاز دعم الاستقرار» حدوث ذلك، وعدّ الأمر مجرد «أخبار مغلوطة عارية عن الصحة» و«شائعات»، وقال موضحاً: «ما جرى كان سوء تفاهم محدود بين بعض العناصر التابعة للطرفين، وقد تمت معالجته بشكل سريع وفعّال، دون اللجوء إلى أي نوع من التصعيد أو استخدام للقوة». وتابع الجهاز مطمئناً أهالي العاصمة بأن الأوضاع الأمنية «مستقرة تماماً... ونحن نواصل العمل بالتعاون مع الأطراف كافة لضمان أمن الوطن وسلامة المواطنين».
ويترأس «اللواء 444 قتال» اللواء محمود حمزة، الذي انتهى من زيارة سريعة إلى تونس، بصفته مدير إدارة الاستخبارات العسكرية بقوات «الجيش» التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.
وبشأن تفاصيل زيارة حمزة، قالت رئاسة الأركان في غرب ليبيا، إنه التقى بوزير الدفاع التونسي، ومدير وكالة الاستخبارات التونسية، ورئيس جيش البر التونسي. وناقش معهم ملفات مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وتهريب البشر، والمخدرات العابرة للحدود، بالإضافة إلى الأحداث الجارية في سوريا وتأثيرها على الدولتين.
في شأن مختلف، يتعلق بالهجرة غير المشروعة، قال «جهاز دعم الاستقرار»، اليوم (الجمعة)، إن إدارة التحريات وجمع الاستدلالات بالجهاز تمكنت من ضبط ليبيين من مدينة صبراتة، ينتميان لتشكيل عصابي دولي يمتهن تهريب المهاجرين غير النظاميين.
وأضاف الجهاز موضحاً أنه «تم ضبطهم وهم ينقلون 5 مهاجرين غير شرعيين من باكستان بواسطة مركبتهم الآلية... وقد اعترف المتهمون بما نُسب إليهم، وأنهم يقومون باستقبال ونقل المهاجرين القادمين من باكستان عبر مطار بنينا الدولي (بنغازي) لغرض مساعدتهم على الهجرة إلى أوروبا، مقابل مبالغ مالية».
وانتهى «جهاز دعم الاستقرار» إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأحيل المتهمون إلى النيابة المختصة لاستكمال الإجراءات.
وكان مكتب الترحيل التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس، قد رحّل عشرات المهاجرين المصريين عن طريق البر، عبر منفذ أمساعد في شرق ليبيا، مساء الخميس.