البهائية.. قرن ونصف من الانتشار والتكفير
الإثنين 29/مايو/2023 - 10:30 ص
طباعة
علي رجب
مدخل:
بين حين وآخر تطل علينا المواقع الاخبارية بأخبار حرق أو الاعتداء على بهائيين في عدد من الدول الإسلامية، وتقول الطائفة البهائية إنه "في الفترة من 2005 إلى 2012 هاجمت السلطات الأمنية الإيرانية 40 مقبرة يملكها البهائيون في إيران، وأخرجت رفات الموتى من داخل القبور".
النشأة.. التاريخ :
تعد إيران الموطن الأول للبهائية، وسميت بالبابية نسبة لزعيمها الأول ومنشئها الذي لقب نفسه بـ (الباب)، وسميت بالبهائية نسبة لزعيمها الثاني الذي لقب نفسه بـ (بهاء الله)، ادعى كل من الباب والبهاء النبوة والرسالة ثم زعم كل واحد منهما أن الله قد حل فيه.
بدأ التّاريخ البهائيّ بإعلان الدّعوة البابيّة في عام ١٨٤٤، وهي ذاتها تهيئة لقدوم دعوة أُخرى، تتحقّق بظهورها نبوءات الأنبياء والرّسل السّابقين، ألا وهي الدّعوة البهائيّة، وقد مهّدت الفرقة الشّيخيّة قبل البابيّة لهذه الديانة، بفضل عالمين جليلين من أئمة الشّيعة الإثني عشريّة.
ويمكن تقسيم التاريخ البهائي إلى دورتين: دورة البشير أو البابية، ودورة الظهور أو البهائية، تسبقهما مرحلة إعداديّة تتمثل في تعاليم الفرقة الشّيخيّة.
البدايات:
خلال أوائل القرن التاسع عشر سادت بين أتباع الدّيانات المختلفة التنبؤات عن اقتراب ظهور المسيح المنتظر، والإمام الغائب، وغيرها من الظواهر والشائعات التي انتشرت في هذه المرحلة، وظهرت فرقة الشيخية التي أسسها الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الإحسائي، أحد رجال الدين الشيعي بمدينة كربلاء العراقية.
اهتم الإحسائي بإصلاح معتقدات الشيعة: فقال بأن الإمام الموعود لن يخرج من الخفاء، وإنما سيولد في صورة شخص من أشخاص هذا العالم، وإن المعاد يكون بالجوهر لا بالعنصر الترابي، فالجسد يبلى بعد الموت، أما الحشر والنشر فيكون بالروح وهو من الجواهر.
وعقب وفاة الإحسائي في ١٨٢٦ واصل تلميذه الشيخ كاظم الرشتي، حول الإمام المنتظر، وأعلن الرشتي في أواخر أيامه أن تعاليم الشيخية قد استوفت غرضها في التهيئة لمجيئه، وأوصى تلاميذه بالتشتت بحثًا عنه.
صعود نجم البهائية:
كان الرشتي يمثل المبشر بالنسبة لأتباع البهائية، وهي فترة لم تتعد ثماني سنوات، تقسيمها إلى ثلاث مراحل: مرحلة الكشف، ومرحلة الإعلان، ومرحلة الاستقلال.
جرت معظم أحداثها في مدينة شيراز، وأهمّها كشف النّقاب عن أمر حضرة الباب، وإنْ بقي أمره طوال هذه المرحلة، منحصرًا في عدد محدود من أتباعه، بينما كرّس حضرته جهده لتلقينهم تعاليم دعوته، وإعدادهم للمهام الجسيمة الّتي تنتظرهم، وتنتهي هذه المرحلة باجتماع حضرة الباب بتلاميذه الثّمانية عشر، وإبلاغهم مهام كلّ منهم، وأمرهم بالتّشتّت في أنحاء البلاد.
وجاءت الخلفية المباشرة التي شهدت صعود نجم البهائية هي الدعوات الشيعية الباطنية والمؤمنة بالعصر الألفي السعيد، كان عام ١٨٤٤ / ١٢٦٠ هجرية يمثل ذكرى مرور ألف عام على اختفاء الإمام الثاني عشر، ومِن ثَمَّ توقَّع أتباع المدرسة الشيخية الباطنية على وجه الخصوص ظهورَ المهدي في هذا العام، وانطلاقًا من هذا الإيمان بالعصر الألفي السعيد، ظهرت الدعوة البابية، التي أسَّسها شابٌّ من أُسرة كانت تعمل بالتجارة بمدينة شيراز يُدعى سيد على محمد، الذي أعلن منذ عام ١٨٤٤ أنه تربطه بالإمام الغائب علاقة استثنائية، في البداية صرَّح أنه «الباب» المؤدي إلى الإمام الثاني عشر، لكنه قال بعد ذلك إنه هو نفسه الإمام المهدي العائد، وأكَّد على أن الوحي الإلهي أرشده إلى كشف النقاب عن كتاب مقدس جديد ينسخ القرآن.
وفي ٢٢ مايو ١٨٤٤م، كشف السيد على محمد النقاب عن حقيقة كينونته: إنه هو الباب - وهو لقب يبيّن أنّه مقدّمة لمجيء "من يظهره الله" – ذات "الظهور" الّذي بشّر بقرب مجيئه الشّيخان، أحمد الإحسائي وكاظم الرشتي، وجاء ذكره في الدّيانات السّابقة بأسماء وأوصاف متباينة في ظاهرها، متوافقة في جوهرها وحقيقتها.
أباح "الباب" العديد من الحريات التي كانت من المحرمات في ذلك الوقت، وفيما يبدو أنه أباح بعض الشيء للنساء وسمح بأخذ فوائد على القروض ومنع التجار غير البابيين من العمل في مناطق معينة في إيران، وفسَّر بعض العقائد مثل البعث على نحو رمزي.
وسرعان ما انتشرت أفكار ودعوة السيد على محمد، وجذبت التجار والحرفيين والعمال في المدن والبلدات الصغيرة في إيران، ويرجح بلوغ عدد أتباعه مائة ألف مع حلول عام ١٨٤٩، لكن في هذا العام أُعلن المراجع الشيعة في ايران أنه من المهرطقين. ومن ثم بدأت الاشتباكات بين الشيعة والأحياء البابية الجديدة في بعض المدن، مما استلزم تدخل القوات الحكومية.
البهائية والصدام:
بدأ الصدام مع الدولة وعلماء الشيعة مع ازدياد اتباع بهاء الله فتم سجنه في قلعة "ماه كوه"، وهو ما أدى إلى اعتناق عدد من خاصة علماء الشّيعة الدّعوة البابيّة.
وانتشار البهائية في أنحاء بلاد إيران، أدى إلى الصراع من قبل علماء الدين والدولة متمثلة في الملك محمد شاه، ورجال السلطة، وواصل علماء أصفهان الشّكوى إلى ساحة الملك، ومخطط علماء شيراز لتخلص من صاحب الدعوى فصدر الملك محمد شاه الأمر بإقصاء حضرة الباب إلى قلعة ماه كوه ثم قلعة چهریق بإقليم آذربيجان.
ومع اعتقال "الباب"، وإيداعه في السجن بلغت دعوته مرحلة الاستقلال، إذ أتاح السجن له الوقت لشرح دعوته وبيان أهدافها، كما سهل على التابعين والمؤمنين به الاتصال والتواصل بعيدًا عن مكائد الأعداء، فتجلى استقلال الدعوة الجديدة، واجتمع أقطابها بمدينة "بدشت" لتأكيد هذا الاستقلال.
ولكن هذه المرحلة انتهت بتآمر السلطتين الحاكمة والدينية بالإجماع على قتل حضرة الباب، ونجاحهما في تنفيذ مأربهما بالقتل.
تفصيل أحداث هذه المرحلة يبدأ بأسباب سجن حضرة الأعلى في إقليم آذربيجان بالذّات، فقد كان اختيار الوزير أقاسي قلعة ماه كوه ثم قلعة چهریق مكانًا لسجن حضرة الباب، وكلاهما بأرض نائية في آذربيجان، على مظنّة عدم مبالاة سكّانها بهذه الدّعوة، لأنهم من الأكراد السّنة، ولكن ما أن حضر إليها حضرة الأعلى حتى رحبوا بكل من قصده، وأضحى سجنه مكانًا يقصده الحجاج.
وعقب وفاة الملك محمد شاه، خلفه على العرش الأمير ناصر الدين ولما يتجاوز السادسة عشرة من عمره، كما تولي ميرزا تقي خان الوزارة متصوّرًا أن إرهاب البابيّين سيوقف انتشار دعوتهم، ويكسبه تأييد العلماء. فأقحم الوزير تقي خان السّلطة المدنيّة مع السّلطة الدّينية في محاربة البابيّة.
جمع حضرة الباب آنذاك أوراقه وأرسلها مع قلمه وخاتمه إلى بهاء الله في طهران إشارة إلى وشك انتهاء مهمته، نُقل بعدها بقليل، مع أربعة من أتباعه إلى تبريز، حيث أعدت العدة لإعدامه، وفي اليوم التالي لوصوله المدينة، أصدر علماء تبريز فتياهم بإعدام حضرة الباب.
وفي عام ١٨٥٠ أعدمت الدولة القاجارية البابَ وتدخَّلت لصالح الشيعة في النزاعات المحلية، وفي عام 1852 حاول زعماء المذهب البابي في طهران اغتيالَ الشاه ناصر الدين، انتقامًا لإعدامه لنبيهم، لكنَّ المحاولة باءت بالفشل. وردًّا على ذلك أمر الشاه بحملة تعقُّب للبابيين على مستوى الدولة أدَّت إلى تعذيب المئات منهم وقتلهم؛ مما نتج عنه مقتل قرابة ٥ آلاف بابي في الفترة ما بين عامي ١٨٤٩ و١٨٥٥.
وبعد موت الباب أصبح "الأخوان نوري"، من النبلاء القلائل الذين اعتنقوا البابية بين أبناء المركز الرئيسي للسلطة، ولقب ميرزا حسين على النوري ( ببهاء الله ١٨١٧–١٨٩٢).
لفت بهاء الله نظر الدولة القاجارية، نظرا لرفضه العنف واهتمامه بصالح الفلاحين وتفانيه في نشر البهائية منذ بدايته عام ١٨٤٤، لكن قيل إن أخاه الأصغر الخاضع لوصايته — المراهق يحيى نوري (الملقب بصبح الأزل) — كان قد عُين نائبًا للباب عام ١٨٥٠.
أكد بهاء الله فيما بعدُ أن تعيين صبح الأزل كان حيلةً لإبعاد الأنظار عنه هو القائد الحقيقي. وفي عام ١٨٥٥ نُفي بهاء الله نتيجةً لمعتقداته البابية إلى العراق، ثم انضم صبح الأزل إلى أخيه الأكبر غير الشقيق في بغداد، لكنه ظل متخفيًا.
ومع حلول حقبة الستينيات من القرن التاسع عشر، تطلَّع كثيرٌ من البهائيين المستائين من قيادة صبح الأزل الخفية والذين أصابهم الإحباط من تحول ديانتهم إلى دعوة سرية، إلى شكل جديد من أشكال المرجعية.
وأدى الترقب واسع الانتشار لعودة المسيح بعد مجيء المهدي إلى توقع الكثيرين ظهور إحدى التجليات الإلهية قريبًا، فقد تحدث الباب نفسه عن مقدم نبي في المستقبل: «الذي سيظهره الله»، والذي سينهض لتأكيد العقيدة البابية أو تعديلها.
وفي عام ١٨٦٣ كشف بهاء الله أمام مجموعة صغيرة من أقربائه وأصدقائه عن كونه النبي الموعود الذي بشَّر به الباب، وفي نفس العام استجابت الدولة العثمانية للضغوط الإيرانية بنفي بهاء الله مجددًا، أولا إلى إسطنبول ثم إلى مدينة أدرنة.
وأصر صبح الأزل على مرافقة أخيه الأكبر غير الشقيق إلى تركيا، في حين بدأ بهاء الله خلال الفترة بين عامي ١٨٦٤ و١٨٦٧ بإرسال مبشرين إلى إيران يحملون خبر كونه النبي الذي تنبأ الباب بأن الله سيظهره، لاقى هذا الإعلان استجابةً حماسيةً لدى البابيين الذين بدأوا في اعتناق البهائية — أي أتباع بهاء الله — بأعداد ضخمة.
ولكن عقب شكاوي صبح الأزل المستمرة للسلطات العثمانية أدت إلى فصل الأخوين، فأرسلت صبح الأزل إلى قبرص وبهاء الله إلى سجن عكا الرهيب في فلسطين.
رسائل بهاء الله لملوك الإمبراطوريات:
ومع ازدياد عدد المؤمنين بأفكار بهاء الله، أعلن بهاء الله للبابيين في إيران عن كونه المخلِّص الذي تنبأ به البابُ عبرَ اقتباسات من مؤلفاته وتفسيرات لها، ولم يكتف بهاء الله بذلك، بل سعي إلى نشر دعوته عالميا، فكتب رسائل إلى ملوك وحكّام العالم، في الفترة من عام ١٨٦٦ إلى ١٨٧٢، وفي مقدمتهم الملكة فيكتوريا والسلطان العثماني والشاه الإيراني ونابليون الثالث في فرنسا وقيصر روسيا والبابا.
كان لتلك الرسائل هدفان رئيسيان؛ أولًا: إبلاغ الحكام من خلال القنصلية الفلسطينية بدوره المخلِّص وحثهم على الاهتمام بنصائحه. وباعتبار بهاء الله هو خليفة الباب (المهدي) فإن مقامه هو مقام المسيح العائد. ومِن ثَمَّ كتب قائلًا: «قد اتصل نهر الأردنِّ بالبحر الأعظم، والابن في الوادي المقدس ينادي: لبيك اللهم لبيك.» وعلاوة على ذلك، كان يعتبر نفسه مكملًا لجميع الديانات الكبرى في العالم.
لم يكتفِ بهاء الله بإعلام أولئك الحكام بأنه المسيح العائد، بل طرح كذلك بعضَ التعاليم الاجتماعية العامة.
وفي العصور التي ظهر فيها بهاء الله، كان عصور تمثل الحكم الديكتاتوري المطلق، فيما كانت وجهة نظر بهاء الله ان يكون الحكم عبر الملكية الدستورية والاتحادَ العالميَّ وغالبًا ما كان ينحاز للفقراء.
و مدح كذلك إلغاء الرق وعبودية الأرض، وكتب إلى الملكة فيكتوريا قائلًا: «وَسَمِعْنا أَنَّكِ أَوْدَعْتِ زِمامَ المُشاوَرَةِ بِأَيادِي الجُمْهُورِ، نِعْمَ ما عَمِلْتِ …» وعلاوة على ذلك دعا بهاء الله أعضاء البرلمان في بريطانيا وغيرها من الدول إلى النهوض بأعباء إصلاح المجتمع.
وخلال فترة الاضطراب التي أدت إلى الحرب بين فرنسا وبروسيا، طالب حكام العالم بإحلال السلام والتوقف عن الحشد العسكري الهدام الذي يدفعون تكاليفه عبر فرض ضرائب باهظة على الفراء، وحثهم على قبول هذا «السلام الأصغر» السياسي بما أنهم رفضوا «السلام الأعظم» الذي كان من الممكن تحقيقه تحت راية البهائية.
مرتكزات العقيدة البهائية :
توحيد الله
يؤمن البهائيون بالخالق الأوحد لهذا الكون، وأن الحقيقة المقدسة الإلهية منزّهة عن الشبيه والمثيل ولا سبيل لمعرفته إلا من خلال الرّسل الذين هم الوسيلة الكبرى لهداية البشر.
ويقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات، وأن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق
المساواة الكاملة في الحقوق والمشاركة الفعّالة بين الرّجال والنّساء من العوامل الأساسيّة للتحوّل الاجتماعي والرّقيّ الإنساني.
وحدة الجنس البشري
تؤكد البهائية أن الناس جميعا عباد متساوون لخالق واحد، وبناء على ذلك فإن الناس جميعا أفراد عائلة واحدة.
نبذ التعصّبات بجميع أشكالها
تؤكد التعاليم البهائيّة على ضرورة نبذ التعصّبات بجميع أنواعها وتنادي بضرورة بناء السّلام بين جميع شعوب الأرض وأممها، مما يستوجب القضاء على كافة التعصّبات العرقيّة والطبقيّة والدّينيّة والقومية وغيرها لبناء مجتمع عالميّ يسوده العدل والسّلام.
تعديل معيشة الجنس البشريّ
يؤمن البهائيون أيضا بأنه لا يمكن إيجاد حلول ناجعة وجذرية للأزمات الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية في العالم إلا بإحداث تغيير عميق في العقول والقلوب يؤدي إلى النمو والتطور الروحاني والأخلاقي للبشر.
التحرّي المستمرّ عن الحقيقة
تري البهائية أن أحد أهم أسباب نشوب الصراعات التي نعاني منها في عالمنا اليوم هو الإتباع الأعمى للعادات والتقاليد والمفاهيم والمعتقدات الموروثة دون تحكيم للعقل والمنطق وإعمال للفكر، وبالتالي التمسك بطقوس وعادات وأفكار ما أنزل الله بها من سلطان تحت شعار الدين مما ساهم بشكل فعال في تأجيج نيران التعصّبات العقيمة قديمها وجديدها، وحال دون تقارب واتحاد العائلة الإنسانيّة.
السّلام العالمي ضرورة قصوى لهذا العصر
منذ فجر ظهور البهائية أكد بهاء الله أهمية السلام العالمي وضرورته من أجل نجاة العالم وتطور البشر والوصول إلى وحدة العالم الإنساني، عبر تشكيل الدول والملل المختلفة محكمة كبرى حتى يرجعوا اليها لحل الاختلافات تجنبا للحرب والقتال.
الكتاب المقدس:
يعتبر الكتاب الأقدس هو أم الكتاب في الظّهور البهائيّ، كتب باللغة العربية بقلم حضرة بهاءالله وهو جوهر ولبّ الآثار البهائية، ويشتمل على الحدود والأحكام والنّصائح الأخلاقيّة، وأسس تشييد مؤسسات ستعمل على إيجاد نظام عالميّ مبنيّ على مبادئ روحانيّة وأخلاقيّة.
وتُعتبر الآثار الكتابيّة المتعدّدة لحضرة الباب، وألواح حضرة عبدالبهاء وتفاسيره ورسائل حضرة شوقي أفندي وتفسيراته مصادر مقدّسة بالنّسبة للبهائيّين. وعلاوة على ذلك فإنّ البهائيّين يعترفون بالكتاب المقدّس والقرآن الكريم والكتب المقدّسة لسائر الأديان السّماويّة الأخرى على أنّها آثار مقدّسة.
وكتاب الإيقان هو الكتاب ذو الاهمية الثانية للبهائيين من بعد الكتاب الأقدس وكان بصيغة اجوبة قدمها بهاء الله على اسئلة عرضها أحد اخوال الباب تسائل فيها عن طبيعة ودلائل دعوة ابن اخته (الباب).
ومن ضمن ما فيه من مواضيع عديدة عرض لما جابه الانبياء والرسل عبر الزمان من معارضة ومقاساة وأسباب ذلك الاعتراض وتلك المعاناة
وكتاب الألواح المباركة: مقالة سائح في البابية والبهائية لعبد البهاء – طبع في القاهرة 1925م.
ديانة بدون رجال دين:
ويعد ما يميز البهائية انها ديانة، لا وجود فيها للكهنة، ولا للرهبان، ولا رجال دين، ولا قدّيسين، ولا أولياء، والعبادة فيه خالية من الطّقوس والمراسيم، وتؤدّى صلاته على انفراد.
وتعترف البهائية بأن الأديان السماويّة واحدة في أصلها، متّحدة في أهدافها، متكاملة في وظائفها، متّصلة في مقاصدها، جاءت جميعًا بالهدى لبني الإنسان. ولا يخالف الدّين البهائيّ في جوهره المبادئ الرّوحانيّة الخالدة الّتي أُنزلت على الأنبياء والرّسل السّابقين، وإنّما تباينت عنها قوانينه وأحكامه وفقًا لمقتضيات العصر ومتطلّبات الحضارة، وأتت بما يدعم روح الحياة في هياكل الأديان، وهيّأت ما يزيل أسباب الخلاف والشّقاق، وأتت بما يقضي على بواعث الحروب، وأظهرت ما يوفّق بين العلم والدّين، وساوت حقوق الرّجال والنّساء توطيدًا لأركان المجتمع.
ومن شرائعهم، الصلاة: هناك ثلاثة أنواع من الصلاة البهائية اليومية وعلى الفرد اختيار أحدها.
والصوم: الامتناع عن الأكل والشرب من الشروق إلى الغروب خلال الشهر الأخير في السنة البهائية.
وفي الزواج ضرورة موافقة الطرفين ورضاء الوالدين عند الزواج وقراءة آية معينة وقت عقد القران بحضور شهود العيان (الآية: يقول الزوج "إنا لله راضون" والزوجة "إنا لله راضيات").
وتحريم المشروبات الكحولية والمخدرات وكل ما يذهب به العقل.
وتحريم النشاط الجنسي "الزنا" إلا بين الزوج وزوجته.
تحريم تعدد الزوجات.
قوانين لتقسيم الإرث (في حالة عدم توفر الوصية).
الفرق البهائية:
ووفقا لطبيعة البشرية وعقب رحيل المؤسس، دائما ما ينقسم تلاميذه وهو ما كان في البهائية رغم وصية بهاء الله على الا ينقسم البهائيون بعد موته وتكون ولاية امر الدين من بعده للغصن الأعظم،إلا ان البهائيين إنقسموا فور موت بهاء الله، فكان بداية الانقسام بين ابني البهاء (عبد البهاء عباس و ميرزا محمد علي) فكل منهما زعم أنه الغصن الأعظم الذي وصى به بهاء الله أن يكون مركز أمر الدين البهائي، فحدث الخلاف بين عباس عبد البهاء واخوه الغير شقيق محمد على افندي.
وقد أيدت الغالبية العظمى من البهائيين عباس أفندي، فكانت طائفة البهائيون العباسيون التي تضم كل من زوجة بهاء الله اسية خانوم وابنته بهائية خانوم الأخت الشقيقة لعباس عبد البهاء وكان معهم أيضا زوجة عبد البهاء منيرة خانوم وعدد من أعضاء الجمعية البهائية مثل ميرزا أبو الفضل الجردافاقاني ومشكين قلم وميرزا زين المقربين وحيدر علي.
بينما كان انصار فريق البهائيين الموحدين زوجتي بهاء الله الآخرتين فاطمة خانوم و جواهر خانوم ومعظم أبناء بهاء الله مثل ميرزا ضياء الله وأخوه الاصغر ميرزا بديع الله وشقيقتهم صمدية خانوم واختهم الاخرى فروخية خانوم، كما انضم لهم ابن اقاي كليم (شقيق بهاء الله) و ميرزا مجد الدين وعدد من أعضاء الجمعية البهائية.
البهائيون العباسيون
وهم الغالبية العظمى (في الوقت الحالي) وهم الذين يعتبرون عباس عبد البهاء هو الغصن الأعظم ومركز العهد والميثاق.
البهائيون الموحدون
وهي الطائفة التابعة لميرزا محمد على الذين يعتبرونه الغصن الاعظم وولي امر الله، وقد اتبعه معظم أفراد أسرة بهاء الله.
البهائيون الأرثوذوكس
هم مجموعة من البهائيين الذين لم يقبلوا بأن تكون ولاية أمر الدين البهائي لبيت العدل الأعظم، لكنهم يرون أن ولاية الأمر تكون لتشالز ميسون ريمي الذي كان في زمن شوقي افندي سكرتيرا له، وأحد مساعديه الذين حملوا لقب (أيادي أمر الله ).
فرقة التربية البهائية:
أو ما تعرف بـ(فرقة ريكس كينغ) (بالإنجليزية:Rex King)، ريكس كينغ شكل جماعته الخاصة المعروفة ب “جماعة البهائيين الارثودوكس ” في لاس فيغاس، ونيو مكسيكو.
وتعتقد هذه الفرقة أن ريمي (تشارلز ميسون ريمي) لم يكن ولي الامر البهائي وإنما كان وصيا مؤقتا إلي حين أن يتقدم أحد أحفاد بهاء الله الحقيقيين لتولي أمر الدين البهائي، ركس كينغ عين نفسه وصيا مؤقتا ( تماما كما كان ريمي) و كذلك أفراد عائلته و أصبحت هذه الجماعة تعرف با "جالية التربية البهائية" أو "مجتمع التربية البهائي"
أعياد البهائية:
هناك العديد من الأعياد وفقا لتعاليم البهائية، ويبلغ عددها 11 عيدًا ومناسبة ذكرى، ويمتنعون عن العمل في ٩ أيام منها.
وتتضمن الأعياد ومناسبات الذّكرى البهائية تلك الأيام المرتبطة بحياة حضرة بهاءالله وحضرة الباب، وعيد النوروز وهو رأس السنة البهائية، في 21 مارس.
وعيد "الرضوان" أهم الأعياد لدى البهائيين، ويُحتفل به على مدى 12 يومًا من شهري أبريل ومايو، وهو تمجيد لذكرى إعلان حضرة "بهاء الله" دعوته في حديقة الرضوان ببغداد.
كما يتألف التقويم البهائي من 19 شهرًا وكل شهر من 19 يومًا.
البهائية تحرم العمل السياسي:
تحرّم المبادئ البهائية الاشتغال بالسياسة وقبول المناصب الحكومية المرتبطة بالسياسة أو حتى مجرد الانتتماء إلى الأحزاب السياسة أو حتى ما يبدو منه ما يشبه السياسة مثل الفرق غير المفتوحة للجميع أو غير العلنية مثل الماسونية وغيرها.
وتدعو تعاليم بهاء الله أتباعه الى التعامل مع الحكومات بكل أمانة ووفاء في أي بلد يسكنونه وتؤكد على وجوب إطاعة الحكومة في كل الأمور إلّا في إنكار العقيدة
بيت العدل الأعظم:
يعتبر المركز البهائي الإداري العالمي او بيت العدل الاعظم ومقره جبل الكرمل في حيفا، وأسس في عام ١٩٦٣ كأهم مؤسسة للبهائيين في العالم، وفقا لوصايا بهاء الله في كتاب "الكتاب الأقدس" والتي اوصي فيها بإنشاء هذه المؤسسة.
ففي 1963 اجتمع أعضاء المحافل الروحانية المركزية القادمون من كل أطراف المعمورة لانتخاب تسعة أفراد من البهائيين في العالم لعضوية هذه الهيئة.
يعتبر بيت العدل الأعظم هو الهيئة العالمية العليا القائمة على إدارة شؤون الدين البهائي، ومركز عهد وميثاق "بهاء الله".
وتتكل هيئة ادارة بيت العدل الأعظم من تسعة أعضاء، ويتم انتخابه كل خمس سنوات من قبل جميع أعضاء المحافل المركزية البهائية كافة.
ويهدف بيت العدل الاعظم وفقا لتعاليم البهائية باحداث تأثير حقيقي لصالح الجنس البشري، ونشر التعلىم، والسلام والرخاء العالمي، وصون كرامة الانسان ومكانة الدين. كما أوكل إلى بيت العدل الأعظم تطبيق التعاليم البهائية وفقا لمتطلبات مجتمع دائم التطور؛ ومن ثَمَ منح حق التشريع في الأمور غير المنصوص عليها صراحة في الآثار البهائية المقدسة.
منذ انتخابه لأول مرة في عام 1963، قاد بيت العدل الأعظم المجتمع البهائي العالمي نحو تطوير قدراته للمشاركة في بناء مدنية عالمية مزدهرة.
كما قدم أكثر من وثيقة لتسريع عجلة النهوض بالمجتمع العالمي، فأصدر في عام ١٩٨٥ بياناً بعنوان "السلام العالمي وعدٌ حقّ" وجّهه إلى شعوب العالم، وبعث بنسخٍ منه إلى كل رؤساء الدول في العالم تقريباً، وقد بيّن بيت العدل الأعظم في رسالة السلام هذه المتطلبات الرئيسة لاستتباب السلام في العالم وتوفير الرفاهية والازدهار.
وفي عام 2002 وجه بيت العدل الأعظم رسالة إلى قادة الأديان في العالم يدعوهم إلى حوار جديد حول حركة الأديان ودور الدين في المجتمع. كما دعاهم إلى أهمية مراعاة مبدأ وحدة الأديان كشرط أساسي لإحلال السلام، كما شَرَع في تنفيذ عدد من المبادرات الخيّرة في مجالات حقوق الإنسان، وتحسين أوضاع المرأة، ومشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية تطال البشرية جمعاء.
وكان آخر مؤتمر انتخابي عقد في عام 2003 الناخبون الوكلاء الذين مثّلوا أكثر من مئة وثمانٍ وسبعين جامعة من الجامعات البهائية في العالم.
وبغضّ النظر عن الأهمية التي تَكْمُنُ في تأسيس بيت العدل الأعظم كهيئة إدارية عُليا، فإِنَّ هذا التأسيس تَخَطّى تلك الأهمية إلى أبعد من ذلك، إذ أصبح بيت العدل الأعظم يمثّل الوحدة والإخاء وهي الصفة المميزة التي يعتبرها البهائيون جوهر دينهم وأُسَّ أساسه.
يتألف النظام الإداري البهائي من مجموعة من المجالس الإدارية المنتخَبة تقوم بنشاطاتها على أصعدة ثلاثة: محليّة ومركزية وعالمية، أما الأُسس التي يقوم عليها هذا النظام فهي تلك المبادئ الاستشارية والانتخابية الفريدة التي سبق ذكرها، وهي مبادئ ديمقراطية في روحها وطرق تنفيذها.
واليوم يقود بيت العدل الأعظم أنشطة الجامعة البهائية العالمية كلّها، وقد أسّس بهاء الله هذه الهيئة بنفسه وجعلها أسمى مصدر للتشريع في نظامه الإداري، ووصف أعضاء تلك الهيئة بأنهم "أمناء الله بين عباده ومطالع الأمر في بلاده".
وطبقا للنص الواضح من قلم كل من بهاء الله وعبد البهاء، فإن لتشريعات بيت العدل الأعظم لدى البهائيين السلطة ذاتها التي تتمتع بها النصوص المقدسة.
وتقوم "المحافل الروحانية" المركزيّة والمحليّة على تنفيذ الشؤون الإدارية للدين البهائي المحليّة منها والمركزية، وتقوم هذه الهيئات المنتخبة بوظائفها طبقاً لمبادئ المشورة ذاتها التي يخضع لها بيت العدل الأعظم، وسوف تُسمّى هذه الهيئات "بيوت العدل" تدريجيّاً في المستقبل.
ويؤمن البهائيون بأنَّ بيت العدل المحلي والمركزي سيكون الأداة التي بواسطتها يمكن ضمان سلامة المجتمع الإنساني ورفاهيته، وبأنَّ قراراته مُلهَمَة وذات نفوذ.
ونص بهاء الله على أنّ بيت العدل الأعظم هو بمثابة واسطة الهداية الإلهيّة وأنّه لا ينبغي علينا أنْ ننظر إليه على أنه مجرد هيئة إدارية دولية تخدم مصالح الدين البهائي. ويعود عبد البهاء فيؤكد لنا بأنَّ بيت العدل الأعظم هو "تحت عِصْمة الحقّ وحمايته."(١١) ورغم ذلك كلّه فان هذه الهداية الإلهيّة تخصّ بيت العدل الأعظم وحده كهيئة مشتركة، ولا يتمتع بمثل هذه الهداية أي فرد من الأفراد الأعضاء في تلك الهيئة.
وتشكيل بيت العدل الأعظم، فقد كان فيض الهداية الإلهيّة يصل الجامعة البهائية من مصدرها الأصيل، أي بهاء الله المظهر الإلهيّ نفسه، واستمرت هذه الهداية عن طريق عبد البهاء مركز العهد والميثاق ومن بعده حضرة شوقي أفندي وليّ أمر الدين البهائي. وإثر وفاة حضرة شوقي أفندي وتأسيس بيت العدل الأعظم.
إنَّ العلاقة التي تربط بيت العدل الأعظم بالهيئات الإدارية المحليّة والمركزيّة التي تدعمه إنما هي علاقة على جانب عظيم من الأهمية، وتقوم الهيئات الإدارية البهائيّة المركزيّة منها والمحليّة بتكفل قيام الجامعات البهائية لخدمة مصالح المناطق والأقاليم والأمم التي تنتمي اليها تلك الجامعات، وأَنْ تحترم قوانين مجتمعاتها وتتقيّد بها.
الجامعة البهائية العالمية:
الجامعة البهائية العالمية منظمة غير حكومية تضمّ في عضويتها البهائيين في جميع أنحاء العالم وتمثلهم في آن معاً، ويزيد عددهم على خمسة ملايين رجل وامرأة يمثلون أكثر من ٢١٠٠ مجموعة عرقية من جميع الأجناس، والأعراق، والجنسيّات، والثقافات، والطبقات الاجتماعية، والمهن والوظائف والحرف تقريباً. هنالك جامعات بهائية في أكثر من 235 دولة مستقلة وإقليم رئيسي منها 182 منظّمة وطنية (أو إقليميّة)، ولها أكثر من 500 جامعة محلية منظّمة، وكونها منظمة غير حكومية في الأمم المتحدة، فإن الجامعة البهائية العالمية هي عبارة عن مجموعة من الهيئات المنتخبة انتخاباً حرّاً تُعرف باسم المحافل الروحانية المركزية.
للجامعة البهائية تاريخ حافل بالعمل مع المنظمات الدولية. فقد تأسس "المكتب البهائي العالمي" في مقر عصبة الأمم في جنيف عام 1926 وخدم هذا المكتب كمركز للبهائيين الذين يشاركون في نشاطات عصبة الأمم. وحضر البهائيون توقيع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945، وفي عام 1948 جرى تسجيل الجامعة البهائية العالمية منظمةً عالميةً غير حكومية مع الأمم المتحدة، وفي عام 1970 مُنحت مركزًا استشاريّاً (يُسمّى الآن مركزاً استشاريّاً "خاصّاً") مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC) ، ثم مركزاً استشاريّاً مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عام 1976 ومع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) عام 1989.
كما أسست علاقات عمل مع منظمة الصحة العالمية (WHO) عام ١٩٨٩ أيضاً. وعلى مدى سنوات، عملت الجامعة البهائية العالمية عن قرب مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومفوضية حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
وهناك أكثر من ١٦٠٠ مشروع يُدار من قبل الجامعات البهائية في شتى أرجاء العالم، من بينها حوالي ٣٠٠ مدرسة يملكها أو يديرها بهائيون، بالإضافة إلى٤٠٠ مدرسة قروية تقريباً.
يعمل مكتب الجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة كمنظمة غير حكومية، فيتبادل الخبرات، ويشارك في الجلسات العادية لبعض هيئات الأمم المتحدة مثل لجنة حقوق الإنسان، ولجنة وضع المرأة، ولجنة التنمية الاجتماعية، ولجنة التنمية المستدامة. وطبقاً لآخر تقرير أربعيّ قُدّم إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة (ECOSOC)، فقد شاركت الجامعة البهائية العالمية في ما يقارب من ١٥٠ اجتماعاً مشمولاً برعاية الأمم المتحدة خلال الفترة من يناير ١٩٩٤ حتى ديسمبر ١٩٩٧، قدمت خلالها ما يزيد عن ٨٠ بياناً في العديد من المسائل.
شاركت الجامعة البهائية العالمية، إلى جانب عدد من هيئاتها الوطنية، مشاركة تامة في سلسلة الاجتماعات العالمية الأخيرة للأمم المتحدة حول المسائل العالمية الملحّة والنشاطات الموازية لها منها: القمّة العالمية للأطفال عام ١٩٩٠، ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (مؤتمر قمة الأرض) في ريو دي جانيرو عام ١٩٩٢، المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فيينا عام ١٩٩٣، والمؤتمر العالمي للتنمية المستدامة للدول النامية الجزرية الصغيرة في بربادوس عام ١٩٩٤، والمؤتمر العالمي للسكان والتنمية في القاهرة عام ١٩٩٤، ومؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية في كوبنهاجن عام ١٩٩٥، ومؤتمر الأمم المتحدة الرابع حول المرأة في بيجينغ عام ١٩٩٥، ومؤتمر الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (مؤتمر الموئل الثاني) في استانبول عام ١٩٩٦، ومؤتمر قمة الغذاء العالمي في روما عام ١٩٩٦، وحظيت منتديات المنظمات غير الحكومية المصاحبة لهذه المؤتمرات بطيف من المشاركة النشطة الواسعة من قبل البهائيين من مختلف أرجاء العالم.
المركز الروحي للبهائيين وإسرائيل:
يوجد المركز البهائي العالمي في الأراضي العربية المحتلة (إسرائيل) تأسس المركز البهائي العالمي في منطقة حيفا وعكا في أوائل القرن العشرين نتيجة نفي بهاء الله مؤسس الدين البهائي إلى تلك الديار بأمر من السلطات العثمانية في سنة 1868، أي ثمانون عاما قبل تأسيس دولة إسرائيل .
و تم دفن جثمانه في مدينة عكا عام 1892 بعد أن تُوفي، في منطقة البهجة في ضواحي المدينة، وأصبح مقره الأخير مزارًا وقبلة لأتباعه وبعد ذلك، وفي عام 1909 تم نقل رفاة مبشره حضرة الباب إلى سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا حيث دفن هناك.
و أفرجت الحكومة العثمانية عن عبد البهاء، الابن الارشد لبهاء الله في سنة 1908 بعد قيام ثورة "تركيا الفتاة" والإفراج عن العديد من المساجين السياسيين.
وكان عبد البهاء في ذلك الحين قد قضى أربعين سنة من عمره في الأراضي المقدسة، فقرر ان يستمر بالعيش فيها وخدمة أهلها وكان قد عرف بين الناس بعلمه وكرمه وحسن أخلاقة، فهذا ما أشاد به معاصريه من اهل المنطقة ومشاهيرها وقياداتها، ونقلت هذه الشهادات الكتب والصحف في مصر وفلسطين وباقي بلاد الشام ودونها معاصريه من الكتاب العرب وغيرهم، وعندما توفي حضرته عام 1921م، دفن في غرفة مجاورة لضريح الباب في مدينة حيفا.
والبهائيون مثلهم كمثل العديد من أتباع الديانات السماوية الأخرى يعتبرون تلك الديار أرضا مقدسة، يتجهون إليها للزيارة والحج وتضم أيضا المركز العالمي للإدارة البهائية.
انتشارالبهائية في العالم:
ينتشر البهائيون اليوم في أكثر من مئتين وخمسة وثلاثين بلداً، وهم يمثّـلون أصولاً دينية مختلفة وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة، أما الدين البهائي فمعترف به رسمياً في العديد من الدول، ومُمثّـل تمثيلاً غير حكومي في هيئة الأمم المتحدة والأوساط الدولية العلمية والاقتصادية.
وينضم البهائيون بالجامعة البهائية العالمية - منظمة غير حكومية- تضمّ في عضويتها البهائيين في جميع أنحاء العالم وتمثلهم في آن معاً، ويزيد عددهم على خمسة ملايين رجل وامرأة يمثلون أكثر من ٢١٠٠ مجموعة عرقية من جميع الأجناس، والأعراق، والجنسيّات، والثقافات، والطبقات الاجتماعية، والمهن والوظائف والحرف تقريباً. هنالك جامعات بهائية في أكثر من ٢٣٥ دولة مستقلة وإقليم رئيسي منها ١٨٢ منظّمة وطنية (أو إقليميّة)، ولها أكثر من ١٢،٥٠٠ جامعة محلية منظّمة، وكونها منظمة غير حكومية في الأمم المتحدة، فإن الجامعة البهائية العالمية هي عبارة عن مجموعة من الهيئات المنتخبة انتخاباً حرّاً تُعرف باسم المحافل الروحانية المركزية.
كما أن لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا في الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا التي عقد فيها مؤتمرهم السنوي في الفترة من 23 مايو حتى 13 يونيو 1989م وكذلك المحفل الملي بكراتشي بباكستان.
ولهم في لندن وفيينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في أستراليا، ويوجد في شيكاغو في الولايات المتحدة أكبر معبد لهم، وهو ما يطلق عليه "مشرق الأذكار" ومنه تصدر مجلة "نجم الغرب" ويقدر عدد البهائيين في الولايات المتحدة بحوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية.
في عام ١٩٤٨ جرى تسجيل الجامعة البهائية العالمية منظمةً عالميةً غير حكومية مع الأمم المتحدة، وفي عام ١٩٧٠ مُنحت مركزاً استشاريّاً (يُسمّى الآن مركزاً استشاريّاً "خاصّاً") مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، ثم مركزاً استشاريّاً مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عام ١٩٧٦، ومع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) عام ١٩٨٩. كما أسست علاقات عمل مع منظمة الصحة العالمية (WHO) عام ١٩٨٩ أيضاً. وعلى مدى سنوات، عملت الجامعة البهائية العالمية عن قرب مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومفوضية حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
البهائيون في مصر:
لقد مر على ظهور البهائية في مصر أكثر من 140عاما، وكَتَبَت الصّحف المصريّة عن مبادئها وتعاليمها بإسهاب منذ أواخر القرن الماضي، وطُبِعَت ونُشِرت كُتُبها في مصر منذ أوائل هذا القرن، واحتفت بشخص عبد البهاء خلال العقد الثاني من هذا القرن .
وتوطدت علاقة عبد البهاء بعدد من الرموز السياسية والاجتماعية والدينية في مصر، أمثال الشيخ محمد بخيت مفتي الديار المصرية، والامام محمد عبده، وغيرهما.
في عام 1868 توقفت في ميناء الإسكندرية السفينة التي كانت تقل بهاء الله إلى منفاه الأخير في مدينة عكاء. وفي سبتمبر 1910 قام حضرة عبد البهاء بزيارة مدينة بورسعيد و أقام فيها شهراً عزم بعده على الإبحار من بورسعيد إلى أوروبا، إلا أن توعك صحته اضطره لتأجيل رحلته فتوقف في الإسكندرية وأقام فيها عاماً كاملاً للاستشفاء زار خلاله القاهرة و ضاحية الزيتون و عدة ضواحي أخرى. و عاد حضرته إلى مصر مرة أخرى في ديسمبر 1911 و قضى فصل الشتاء في الإسكندرية ثم غادرها إلى نيويورك في مارس 1912 و بعد جولته في أوروبا وصل إلى بورسعيد مرة أخرى في يونيو 1913 حيث انتقل بعدها إلى الإسكندرية و بقي في ضاحية الرملة حتى الثاني من ديسمبر 1913.
وكانت مصر أول دولة في العالم تعلن استقلال الدين البهائي قانونياً، وقد بدأت القصة بهجوم حرض عليه مأذون قرية كوم الصعايدة، مركز ببا في محافظة بنى سويف على ثلاثة أشخاص بهائيين وانتهت بحكم قضائي في العاشر من شهر مايو سنة 1925 تم فيه الإعلان أن البهائية عقيدة قائمة بذاتها ومستقلة عن الإسلام كاستقلال الإسلام عن المسيحية واستقلال المسيحية عن اليهودية.
و قد تم تشكيل المحفل الروحاني المركزي لمصر و السودان عام 1924 وتم الاعتراف به من قبل الحكومة المصرية في عام 1934.
و قام البهائيون بتصنيف و نشر أحكام كتاب الأقدس الأساسية الخاصة بالأحوال الشخصية كالزواج و الطلاق و الميراث و الدفن و تقديم هذه الأحكام إلى مجلس الوزراء المصري، و إصدار المحفل الروحاني المركزي المصري لقسائم الزواج والطلاق، واضطلاع هذا المحفل بكل الواجبات والمسئوليات المتصلة بعقود الزواج البهائية والطلاق و دفن الموتى، ومنها تقدم ممثلي هذه الجامعة المنتخبين بالتماس إلى رئيس الوزراء المصري ووزير الداخلية ووزير العدل، متضمناً صورة من حكم المحكمة و صورة من دستورهم المركزي البهائي و قوانينهم الفرعية مطالبين بالاعتراف بمحفلهم و تطبيق شرائع و أحكام الدين البهائي فيما يختص بأحوالهم الشخصية.
وقدم المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في مصر عام 1939م بالتماس للحكومة المصرية بشأن تخصيص أربع قطع من الأراضي بقصد استعمالها كمقابر للجامعة البهائية في القاهرة والإسكندرية و بورسعيد و الإسماعيلية. و بعد مفاوضات مديدة قبلت الحكومة ووهبت البهائيين في القاهرة و الإسماعيلية قطعتين من الأرض لاستعمالهما مدافن لموتاهم.
البهائيون في الأردن
وفيما يتعلق بتواجد البهائيين في بعض الدول العربية، فللأردن مكانة خاصّة في قلوب البهائيّين، حيث زار حضرة عبد البهاء قرية العدسيّة التي سكنها البهائيّون أربع مرات متفقّدًا سير العمل وموصيًا بخدمة المجتمع الإنسانيّ تحقيقًا لمبدأ من مبادئ بهاء الله.
سكن البهائيّون الأوائل قرية العدسيّة في شمال الأردن في عام 1902، فاستصلحوا أراضيها الزّراعيّة واتّبعوا أساليب زراعيّة متطوّرة بفضل خبرتهم، وأدخلوا أصنافًا جديدة لم تكن معروفة آنذاك. فتطوّرت منطقة العدسيّة وأصبحت قبلة الزائرين من أفراد المجتمع والشّخصيّات المرموقة بقصد التنزّه والاستمتاع بالطّبيعة الخلّابة.
ويشكِّل البهائيّون أحد أطياف المجتمع الأردنيّ منذ بداية القرن الماضي، وهم يساهمون قدر المستطاع في تطوير مجتمعاتهم المحلّيّة من خلال معاملاتهم ومهنهم وتفاعلاتهم الاجتماعيّة.
البهائيون في العراق
فيما يتعلق بالعراق والتي كانت مهد وبداية التبشير بالبهائية وكانت مقر الاحسائي، لا توجد إحصائيات رسميّة للبهائيّين في العراق ولا يُعرَف عددهم بالضبط، إذ يخافون من الإعلان عن هويّتهم.
يعيش عددا منهم في بغداد والسليمانية في كردستان العراق، ولكن لم يستطع أحد منهم أن يقدّم إحصائيّة تفيد عن عددهم بسبب التشتّت الذي يعيشونه جرّاء الخوف الشديد من البطش بهم من قبل السلطة وعامة الناس على حدّ سواء. أتباع البهائيّة في السليمانيّة يشعرون بأمان واستقرار أكبر من إخوانهم في بغداد، على الرغم من أنهم يمتنعون عن ممارسة شعائرهم بشكل علني للأسباب المذكورة سابقاً.
وكان البهائيون قد تمكنوا من الإعلان عن هويتهم بشكل رسمي في العهد الملكي. فتأسّست الجامعة البهائيّة العراقيّة في العام 1931، وتأسس أول محفل مركزي للبهائيّين في العام 1936 في محلة السعدون، كذلك شيّدوا لأنفسهم مقبرة في منطقة بغداد الجديدة في العام 1952 عرفت ب"الروضة الأبدية".
وقد قامت الحكومة العراقية بتسجيل ديانتهم البهائية في التعداد السكاني لسنة 1957.
ومع سقوط الملكية بدأ تضييق الخناق يشتد على البهائيين، ووصل ذروته في عهد نظام البعث، فقد قام النظام في العام 1970 بإصدار مجموعة قرارات نُشِرت في الجريدة الرسميّة العراقيّة ضدّ البهائيّين، وبموجب هذه القرارات، أصبحت الديانة البهائيّة محظورة رسمياً وجرّد البهائيّون من جميع ممتلكاتهم ومُنِع تسجيل انتمائهم البهائي في حقل الديانة في سجلات الأحوال المدنيّة، وأمر بحذف هذا الانتماء في السجلات الموجودة واستبدله بأحد الأديان الإبراهيميّة الثلاثة المعترف بها رسمياً. وإثر ذلك، تمّ سجن عدد كبير منهم، لتصدر أخيراً أحكام بالإعدام بحق من ينتمي إليهم كجماعة ودين في أواخر سبعينيّات القرن الماضي.
وعلى الرغم من الانفتاح الحاصل بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين في العام 2003، إلا أن البهائيّين في العراق ما زالوا في الظلّ، يعانون خوفاً اجتماعياً يمنعهم من الإعلان عن هويّتهم، ويفضّلون الابتعاد عن ممارسة شعائرهم أو الظهور للعلن.
أصدر وزير الثقافة العراقي سعدون الدليمي وفق البيان رقم 42 المنشور في العدد 4224 من جريدة "الوقائع العراقيّة" الرسميّة في 26 ديسمبر 2011، قراراً يقضي باعتبار البيت الذي كان يسكنه "بهاء الله" خلال فترة إقامته في بغداد موقعاً تراثياً، وتجدر الإشارة إلى أن المكان كان قد تحوّل إلى حسينيّة شيعيّة تعرف ب"حسينية الشيخ بشار" وتقع حالياً في منطقة "حيّ الطلائع" في بغداد. لكن سعد سلوم يلفت لـ"المونيتور" إلى أن المكان قد تمّ هدمه في محاولة لفرض أمر واقع يرفضه البهائيون، وهم يعلنون استعدادهم إعادة بناءه في حال فسح لهم المجال.
ومع ظهور تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في العراق اصبح البهائيون ضمن الاقيات التي تهد من الجماعات الارهابية، ولذلك ترك عددا كبيرا العراق الي دول الاتحاد الأوربي.
البهائيون في إيران :
وفيما يتعلق بتواجد البهائين في ايران فإن رغم انها مهد عوتهم الا ان أكثر الاقليات اضطهادا في بلد مهد الديانة، فالبهائيون يشكلون ٣٠٠ ألف إلى ٤٠٠ ألف في إيران، وهم أكبرَ أقلية غير مسلمة بالبلاد، وقد أعدم رجالُ الدين الذين يحكمون حاليًّا قرابةَ ٢٠٠ من أكثر زعماء البهائية نشاطًا، وفرضوا معوِّقات شديدة أمام معتنقي هذه الديانة.
وقد ردَّ البهائيون على هذا الاضطهاد دون اللجوء إلى العنف على عكس معظم الجماعات السياسية الإيرانية الأخرى. ورغم أن السنوات العشر الأخيرة قد شكلت أطول فترة من الاضطهاد الرسمي المتواصل للبهائيين في إيران، فإنهم واجهوا — منذ بداية دينهم في ستينيات القرن التاسع عشر — مذابح مدبَّرة تنطوي على عدائية شديدة بين الحين والآخر من المجتمع المسلم الشيعي الذي يعيش به.
ولاحظت الجامعة البهائية العالمية، ازدياد الاضطهاد بشكل واسع ضد البهائيين، في ايران، على مستوى جميع الأعمار في صوره المختلفة التي تطلق لها العنان من اعتقالات وتحقيقات وترهيب، حتى لم يسلم منه أطفال الحضانة الّذين طالهم التجريح في الفصول الدراسية وطردهم من المدارس المحلية. وقد وصلت الأيادي المخربة إلى المدافن البهائية وتم تدنيسها بأنحاء البلاد وفي بعض الحالات سويت بالأرض.
وأضافت، انه يتبع نمط هذا القمع توجيهات وضعت في مذكرتين حكوميتين سريتين، كلاهما مصدّق من المرشد الأعلى آية الله خامنئي، جاءت مذكرة سنة 1991 لإرساء سياسة مفصّلة توضح كيفية معاملة البهائيين لكي يمنعوا من الحرية الدينية وتضيق عليهم سبل معيشتهم.
والثانية وبناء على خطاب أرسله مركز قيادة الجيش موجه الى جميع الأوساط المخابراتية والتنفيذية مؤرخ بنهاية سنة 2005، يوجه اليهم أخبارية باثبات هوية جميع البهائيين بإيران، لكي يمكنهم افتراضياً من تنفيذ المذكرة التي أصدرت سنة 1991.
وقالت الجامعة، إضافة الى هذا النمط من الاضطهاد الرسمي، نشهد ارتفاع حدّة الهجمات والتهديد من قبل الميليشات ذات الزي غير الرسمي، وتتعاضى السلطات الحكومية بكل وضوح عن هذه الحملات، إذ لا يستطيع البهائيون أبداً المطالبة بالعدل عند إبلاغ تلك الوقائع للشرطة أو القضاء.
البهائية في ميزان علماء الإسلام
هناك العديد من الآراء الفقهية التي تري أن البهائية ليس دينا بل، فكر أشخاص وفكر منحرف، ويعبرونهم فرقة مردة وكافرة.
أولاً: في ميزان أهل السنة :
أصدر دار الافتاء التابعة للأزهر الشريف فتوي تؤكد ان البهائية فكر منحرف ومعتنقها مرتد، ووفقا لنص الفتوي
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالبهائية فرقة مرتدة عن الإسلام، لا يجوز الإيمان بها، ولا الاشتراك فيها، ولا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات، وذلك لأنها تقوم على عقيدة الحلول، وتشريع غير ما أنزل الله، وادعاء النبوة، بل والألوهية، وهذا ما أفتى به مجمع البحوث الإسلامية في عهد الشيخ جاد الحق، وأقره المجمع الحالي .
يقول فضيلة الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله: والبابية أو البهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها، بل وضُح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار، فهي سليلة أفكار ونحل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربا على الإسلام وباسم الدين" ا.هـ .
كما أصدر مجمع البحوث الاسلامّية بالأزهر الشّريف بيانًا عن البهائية والبهائيين نُشِرَ في عددٍ من الصّحف المصرية والعربية بتاريخ 21/1/1986 م ندّد فيه بهذه الدعوة الدّينية ونسب اليها البطلان مُستندًا في ذلك الى دليلين : كان دليله الأول هو منافاة تعاليمها للإسلام بجحودها القيامة والبعث والجّنة والنّار، وإنكارها ختم النّبوّة، وبقولها بحلول الله في شخص البهاء، وبتبديلها الأحكام التي جاء بها الاسلام . وكان دليله الثاني هو مقاومة المجتمع الاسلامي لها إمّا بإصدار الفتاوي الشرعية والقانونية ضدّها، وإمّا بصدور الأحكام القضائية بِردّة معتنقيها، وإمّا بقتل وتنكيل أتباعها كما حدث في ايران . وأنهى مجمع البحوث الاسلامية بيانه بِحَثِّ السّلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في مصر على القضاء على هذه الفئة.
كما أصدر الشيخ ابن باز فتوي في البهائية :
فقد سئل عبد العزيز بن باز مفتي المملكة السعودية سابقا عن: الذين اعتنقوا مذهب (بهاء الله) الذي ادعى النبوة، وادعى أيضا حلول الله فيه، هل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاء الكفرة في مقابر المسلمين؟
فأجاب: إذا كانت عقيدة البهائية كما ذكرتم فلا شك في كفرهم وأنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين؛ لأن من ادعى النبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كاذب وكافر بالنص وإجماع المسلمين ؛ لأن ذلك تكذيب لقوله تعالى: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين، ولما تواترت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده، وهكذا من ادعى أن الله سبحانه حال فيه، أو في أحد من الخلق فهو كافر بإجماع المسلمين، لأن الله سبحانه لا يحل في أحد من خلقه بل هو أجل وأعظم من ذلك، ومن قال ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، مكذب للآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه فوق العرش، قد علا وارتفع فوق جميع خلقه، وهو سبحانه العلى الكبير الذي لا مثيل له، ولا شبيه له، وقد تعرَّف إلى عباده بقوله سبحانه: { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } ( الأعراف: 54 ) .. وهذا الذي أوضحه لك في حق الباري سبحانه، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام، ودرج عليها خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودرج عليها خلفاؤه الراشدون وصحابته المرضيون والتابعون لهم بإحسان إلى يومنا هذا.
واعلم - يا أخي - أنني لم أقرأ شيئا من كتب البهائية إلى حين التاريخ، ولكن قد علمت بالاستفاضة أنها طائفة ضالة كافرة خارجة عن دائرة الإسلام، وعلى مقتضى ما ذكر في السؤال حصل الجواب.
ثم إني اطلعت بعد تحرير الجواب على محاورة بين سني وبهائي نشرتها مجلة (الهدي النبوي) لأنصار السنة في القاهرة، في أعداد أربعة، قرأت منها ثلاثة أعداد صادرة في رمضان وذي القعدة اثنان منها صدرا في عام 1368هـ، والثالث في ربيع الثاني من عام 1369هـ، وقد صرح البهائي في هذه المحاورة أن بهاء الله رسول الطائفة البهائية، يزعم أنه رسول ناسخ للشرائع التي قبله، نسخ تعديل وتلطيف، وأن كل عصر يحتاج إلى رسول، وصرح أيضا بإنكار الملائكة، وأن حقيقة الملائكة هي أرواح المؤمنين العالية، وظاهر كلامه أيضا إنكار المعاد الجثماني، وإنكار ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدجال، ولا شك أن دعوى البهائي (الرسالة)، وزعمه أن كل عصر يحتاج إلى رسول كفر صريح .
ثانيا: البهائية لدي علماء الشيعة:
هناك العديد من الفتاوى من المراجع والعلماء الشيعة التي تعتبر البهائية كفر، فقد رأي سماحة الشيخ محمّد السند، أحد عملاء المذهب الشيعي، أن الموقف الشرعي تجاه البهائية : فهم معدودون من الكفّار، لأنّهم كفروا بالتدين بدين الإسلام، وبخلود شريعة النبي محمّد صلى الله عليه وآله، ويعتقدون بنبوة البهاء، وإذا كان بعض منهم على دين الإسلام سابقاً فاعتنق بعد ذلك البهائية يكون مرتدّاً، ومثله من تشهّد بالشهادتين ومع ذلك يعتنق البهائية، فإنّه مرتدّ أيضاً، وتترتّب عليه الكلام المرتد .
ويقول إن البهائية يعتقدون: بنبوة البهاء، واسمه: حسين على النوري، والذي كان أخوه يحيى ( الأزل ) قد ادّعى النبّوة أيضاً، وكان البهاء قد قتل أخاه يحيى بالسمّ ليكون رئيساً للطائقة البابية ن ويعتقدون بكتاب له يسمّى : ( الإيقان )، وهو مشحون بالأغلاط الفاحشة في اللغة العربية، وكذلك الكتاب (المبين)، وهما مليئان بالعجمة، ويعتقدون بحلول الإلوهية في البهاء، ويعتقدون بالمهدي النوعي .
ويعتقدون بأنّه لا يجوز لدين ومذهب أن يعمّر أكثر من ألف سنة ؛ فبعد كل ألف سنة يُنسخ الدين والمذهب، ويأتي دين ومذهب ونبي جديد، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى في القرآن الكريم :{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}(السجدة/5). فقالوا : إنّ ( الأمر ) يعني : الدين والمذهب، و( التدبير ) هو : البحث والإرسال، و(العروج) هو: النسخ والرفع .
وهذا التفسير للآية أشبه بالهلوسة في مفردات اللغة، وموازين الأدب المحاوري، فإنّ (الأمر) يستعمل في القرآن الكريم للشيء والشأن التكويني، كقوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(يس/82)، وغيرها من موارد استعماله، مثل: القمر / 50، والمؤمنون / 27، والأعراف / 54، وابراهيم / 32، والنحل / 12، والروم / 25، والجاثية / 12، لا بمعنى التشريع والشرع والمنهاج .
ولكن هناك بعض الفتاوى التي تخالف الآراء السابقة، فقد أفتى آية الله المنتظري في العام 2009 بخصوصهم تقضي بمراعاة حقوقهم في المواطنة على الرغم من الاختلافات الدينيّة في ما بينهم وبين المسلمين، وقد نشرت دراسة بعنوان «لمحة تاريخيّة عن الأقليات الدينيّة في العراق: تاريخها وعقائدها» أعدّها السيّد جواد الخوئي وهو من أساتذة حوزة النجف، تتضمّن رؤية علميّة حياديّة تجاه معتنقي كافة الأديان في العراق ومن ضمنهم البهائيّون، وهي تعكس مزيداً من الانفتاح على مستوى النخب الدينيّة. كذلك، قام مؤخراً الصحافي والإعلامي الإيراني محمد نوري زاد المعارض لسلطة ولاية الفقيه المطلقة، بزيارة إلى بيت أحد العوائل البهائيّة ليقدّم لهم الاعتذار رسمياً بسبب الاضطهاد والعنف السياسي والمجتمعي الذي تحمّلوه طوال سنين، من الأغلبيّة المسلمة.
أبرز رجال البهائية
الباب
وُلد على محمد رضا الشيرازي سنة 1819 في مدينة شيراز، تربى في رعاية أحد أخواله وقد كان والده السيد محمد رضا الشيرازي قد توفى قبل ولادته، وشارك خاله في مهنة التجارة منذ حداثة سنه.
وفي عام 1843م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية، وفي مجالس الرشتي
وفي سنة 1844، أعلن على محمد وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره، أنه جاء مطبقا للنبؤات والوعود السابقة وبأن مهمته هي تمهيد الطريق والتبشير بوشوك مجيء من سماه بــ (من يظهره الله) الذي سيكون مربي العالم في هذا الزمن، وأطلق على نفسه لقب الباب، وجاء بشرائع وأحكام وكـتاب (البيان).
واختار ثمانية عشر مبشراً لدعوته أطلق عليهم حروف الحي وقبض عليه في عام 1261هـ أي 1846م فأعلن توبته على منبر مسجد الوكيل بعد أن عاث وأتباعه في الأرض فساداً وتقتيلاً وتكفيراً للمسلمين.
أثار انتشار الدين البابي بتلك السرعة مخاوف الحكومة الإيرانية والسلطات الدينية هناك، وقامت مناوشات عديدة بين الحكومة والبابيين الذين قاموا للدفاع عن أنفسهم بعد أن تعرضوا للقتل والاذى والتعذيب.
وفي النهاية قامت الحكومة بإعدام الباب في سنة 1850 بعد أن سجنته في قلاع أذربيجان لعدة سنوات.
الميرزا يحي على
الميرزا يحي على : أخو البهاء والملقب بصبح أزل، أوصى له الباب بخلافته فنازعه أخوه الميرزا حسين البهاء فحاول سمه وقتله وظل منازعاً أخاه الرسالة.
ولد ميرزا يحيى نوري المازندراني عام 1831وكان ابوه الميرزا عباس بزرك يعمل وزيرا في الدولة القاجارية، تُوفيت أمه أثناء ولادته وتُوفي أبوه عام1834 عندما كان عمره ثلاث سنوات، وبعد موت ابيه قامت ام بهاء الله بتربيته حتى اصبح عمره 14عامًا تقريبً أصبح من اتباع الباب.
قبل إعدام الباب بفترة قصيرة أشار اليه أحد أتباعه (السيد عبد الكريم) بتعيين خليفة له، فكتب الباب بعض الكتابات وكلف السيد عبد الكريم ان يسلمها للبهاء وصبح ازل. وهذه الخطابات فسرت في وقت لاحق لكل من الازليين والبهائيين ان الخلافة معه . ففسرها اتباع صبح ازل ان الخلافة معه وكذلك اتباع البهاء (وتفيد بعض المصادر أن البهاء هو الذي اقترح هذا على الباب وليس السيد عبد الكريم).
في كتاب عهد وميثاق حضرة الباب صرح الباب ان يكون صبح ازل زعيما للبابيين بعد وفاة الباب (وهذا النص موجود في الفقرة 27 من كتاب العهد والميثاق للباب الشيرازي) وبعد وفاة الباب جاء صبح ازل لزعامة البابية.
في عام 1852 شارك صبح ازل في انتفاضة ضد شاه إيران. وقيل انه وبعض البابيين حاولوا اغتيال الشاه فقرر نفيهم وقد نفي صبح ازل واخيه حسين على النوري المعروف ببهاء الله إلى بغداد .
في عام 1863 تم نفي معظم البابيين إلى ادرنة من قبل السلطات العثمانية . وفي ادرنة ادعى بهاء الله انه هو المفسر الوحيد لتعاليم الباب . فقام صبح ازل بمحاولة رد تلك الادعائات فقام هو بنفس الادعاء وقام بتأسيس البابية الأزلية ردا على اتباع أخيه غير الشقيق حسين على نوري (البهاء)، وتوفي صبح أزل في فاماغوستا بقبرص عام 1912 في التاسع والعشرين من ابريل.[2]
عبد البهاء
عبد البهاء - " عباس أفندي " (1844-1921م) ولد في 23 مايو 1844 م، يوم إعلان دعوة الباب نفسه، أوصى له والده البهاء بخلافته، وكان ذا شخصية جادة، وقوى شوكة البابية والبهائية، وكان يضفي على والده صفة الربوبية القادرة على الخلق.
وكرمته بريطانيا بلقب سير هذا بالإضافة للأوسمة البريطانية التي تم منحه إياها.
وأسس أكبر محافل للبهائية في لندن وأمريكا وألمانيا والمجر والإسكندرية وأسس في شيكاغو أكبر محفل للبهائية.
ورجع إلى حيفا 1913م ثم إلى القاهرة وهلك بها في 1921م / 1340هـ
بعد أن نسخ بعض تعاليم أبيه وأضاف إليها من العهد القديم ما يؤيد أقواله.
شوقي أفندي
شوقي أفندي: خلف جده عبد البهاء : وهو ابن 24 عاماً (1896 - 1957م) وسار على نهج جده في إعداد الجماعات البهائية في العالم، ومات بلندن بأزمة قلبية ودفن بها في أرض قدمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.
وفي عام 1963م: تولى تسعة من البهائيين شئون البهائية بتأسيس بيت العدالة الدولي ويتكون من تسعة أعضاء أربعة من أمريكا، واثنان من إنجلترا، وثلاثة من إيران، وذلك برئاسة فرناندوسانت.
البهائية الآن
تشهد البهائية اليوم انتشارًا في عدد من الدول، رغم الفتاوى التي ترى أن صاحبها منحرف ومرتد، وساهمت وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا في التواصل بين أتباع البهائية، ما ساعدهم في انتشار أفكارهم في شتى الدول.