"داعش غزّة" يتوعد المثقفين والمثقفات بـ "حد الردة"

الثلاثاء 02/ديسمبر/2014 - 08:59 م
طباعة داعش غزّة يتوعد المثقفين
 
تحت عنوان "داعش غزة" يتوعد المثقفين بحد الردة، كتبت صحيفة الحياة اللندنية: "توعد تنظيم داعش- ولاية غزة عدداً من الكتاب والأدباء والشعراء والمبدعين بالقتل ما لم يتوبوا إلى الله، فيما نفت وزارة الداخلية في غزة وجود داعش أو أي تنظيمات متشددة في القطاع. وحذر بيان موقع من تنظيم داعش في غزة أمس 18 شاعراً وكاتباً وناشطاً، أحدهم قيادي في حركة فتح، وبينهم خمس نساء، من تماديهم في تطاولهم على الدين الإسلامي والمساس بالذات الإلهية والعقيدة الإسلامية.”
وقال البيان، الذي تم توزيعه في بعض مناطق مدينة غزة، وتداوله نشطاء على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: "نحذرهم من أقوالهم الفاسقة وأفعال الزندقة التي يقومون بها.” وأضاف: "بعد تمادي أكثرهم، إما من خلال ما يكتب أو ما يقول، فإننا نعطي المرتدين فترة ثلاثة أيام للعودة عن ردتهم وفسقهم والدخول في الدين الإسلامي من جديد.”
وهدد بأن الدولة الإسلامية ولاية غزة ستطبق "حد الردة ضد كل مرتد أفّاك"، بينهم الكاتبة إسماعيل حسونة، والكاتب الساخر أكرم الصوراني، والشاعر خالد جمعة وغيرهم.
وقد أصبح من المعروف للعامة قبل الخاصة أن هؤلاء الدواعش ينتجون دينا على هواهم، دينًا يبيح القتل لمن خالفهم الرأي وليس فقط المثقفون، والأمثلة كثيرة تدل على عداء هؤلاء الدواعش للفكر والثقافة وقتلهم لمخالفيهم الرأي دون الاستناد لدين أو ضمير إنساني، فالمثقف هو عدوهم الأول وليس تاجر المخدرات ولا بائع الهوى فلم نسمع يوما انهم هددوا تجار المخدرات أو بائعي الأعضاء البشرية أو تجار البشر وبائعي الهوي بينما دوما ما نسمع عن توعدهم ووعيدهم للمثقفين ولنتذكر ما فعلوه في مصر في نجيب محفوظ وفرج فودة ونصر حامد ابو زيد وغيرهم الكثير، أما بخصوص الوهم المسمى حد الردة فهناك من العلماء من يُنادي بأن المرتد لا يُقتل، واستشهدوا بأن الرسول ارتد في زمنه عدد من الناس ولم يُهدر دمهم، وكذلك عمر بن الخطاب أنكر قتل المُرتدين وتبرأ من قتلهم. كذلك ردوا على حروب أبو بكر للمرتدين بأنها حرب فتنة وليست حروب ارتداد عن الدين، أيضاً أن من قاتلهم أبو بكر ليسوا  مرتدين كلهم فكان فيهم من لم يؤمن أصلاً، وفيهم المتربصون فيتبعون الغالب، وفيهم من امتنع عن الزكاة، وبشكل عام فإن حروب أبي بكر لتلك القبائل كان سياسيا بشكل كبير، فقد كان في انفصالهم عن الجسم الإسلامي ضربة قوية للمسلمين. ويستدل القائلون بعدم قتل المرتد بقول الإمام إبراهيم النخعي الذي رُوي عنه أنه قال بعدم قتل المرتد، وفي عصرنا الحالي يوجد الكثير من العلماء من قال بعدم قتل المرتد ومنهم  شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حيث أنه صرح بذلك في أحد المقابلات التلفزيونية وقالها صريحة: "لا أؤمن بحد الردة "
ومما قد استدل به المسلمون على ان المسلم قد يقع في الردة آيات منها قول الله تعالى‏: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا ‏وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ﴾ (التوبة/74)، ‏وقوله ‏﴿‏لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ﴾ (فصلت/37) ‏وقول القرآن ‏﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُوا‏ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ ‏‏(الحجرات/15). فهذه الآيات تدل على ان المسلم قد يقع في الكفر إذا قال كلاما كفريا أو فعل أو اعتقد اعتقادات كفرية، ولكن القرآن لم يذكر عقوبة دنيوية على ذلك، فالقرآن لم يذكر أي عقوبة للمرتد في الدنيا، وليس على الإنسان ان يتصرف كما يريد ويقتل الناس انما كل إنسان خلقه الله حر كامل الحرية في اعتقاد ما يريد وليس على البشر إقامة أي حد كما فصل ذلك في القرآن نفسه، أن العقوبة هي في الآخرة ولم يطبقها النبي على أحد في الدنيا، فالسياسة لعبت الدور الأكبر في هذا الخصوص وأُدخلت أحاديث مصطنعة عن النبي، ولكن القرآن شاهد بأن لا يوجد أي دليل على القتل للمرتد.

شارك