الجماعة "الأحمدية" .. الخروج عن ثوابت العقيدة الاسلامية
الأربعاء 26/مايو/2021 - 11:00 ص
طباعة
الجماعة الاحمدية
مصطفي أمين
مدخل
شعار القاديانية
"الْإِسْلَامُ وَاحِدٌ وَفِرَقُهُ كُثْرٌ " هذه المقولة تؤكد حالة الخلاف الدائم بين الفرق الإسلامية ومن تدعى أنها إسلامية ومن تقتل باسم الإسلام ومن تصلح أيضا
ومن يتصفح كتب التاريخ والسير يجد المئات من الفرق والمذاهب التي تؤمن بالدين ولكنها تخالف نصوصه ولا يمثل لها الدين سوى مجرد مطية للوصول الى أهدافها الدنيوية ومن أبرز الأمثلة على ذلك الجماعة الأحمدية وهى باللغة الأردوية تعنى "القاديانية" تؤمن برسول الله محمد ولكنها تضع من بعده "ميرزا غلام أحمد" رسولا وتتصور بأنها لا تخرج بذلك عن الدين الإسلامي الحنيف ولكن علماء الإسلام يرون عكس ذلك لأن ما يعتقدونه يخرجهم من الإسلام ولكنهم مصرون على أنهم يؤمنون بالله وأنهم مَن يؤمن بختم النبوة وليس غيرهم، وأن الرسول محمد آخر الأنبياء، لذلك فهم ينكرون عودة المسيح، ويرون أن بعثة المسيح الموعود لا تتعارض مع ختم النبوة، "لأن الخادم ليس بمنفصل عن مخدومه ولا الفرع بمنشقّ عن أصله".
ومن هنا يظهر جوهر الطائفة التي تشكل حقيقتها وظاهرها تناقض صريح لثوابت الدين، ومصادمة لحقيقته، فالأمة مجمعة إجماعا قطعياً يقينياً على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، والغريب أن لها أتباعاً من المسلمين بسبب تقصير علماء الأمة وطلاب العلم الذين تركوا الدين مرتعا لدعوات البدع والضلال.
النشأة
بعد ما فتح المسلمون الهند بقيادة السلطان محمود الغزنويّ، وخضعت الهند للحكم الإسلامي، ولم يُجبر الإسلام أحدًا على اعتناق الإسلام وترك دينه، فبقيت الديانات الهندية القديمة كالبوذية والبرهمية، وظل الأمر كذلك حتى اجتاح الهند الاستعمار البريطاني وهبَّ المسلمون للدفاع عن أرضهم وكانوا أشد الناس صلابة في وجه الاستعمار، ولمَّا تيقن الإنجليز من أن الدين الإسلامي هو السبب الرئيسي والمحرِّك الأساسي لكل الثورات والانتفاضات الشعبية في الهند، كثَّفت الإدارة البريطانية جُلَّ جهودها لتقويض النفوذ الإسلامي وزعزعة العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين بهذه المنطقة، فقامت الإدارة البريطانية بتشجيع كل الأفكار المنحرفة عن الشريعة الإسلامية، وبحثت كثيرًا عن بديل يمكنه سحب البساط من تحت أقدام الإسلام كقائد للمقاومة والجهاد أمامهم، ووجد الاحتلال بغيته في الدعوة القاديانية.
ومن هنا نشأت الأحمدية "القاديانية" في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية على يد مؤسسها ميرزا غلام أحمد القادياني المولود عام 1835- والمتوفي في عام 1908، ويعود تاريخ عائلة مؤسس الأحمدية إلى أصول فارسية، ويعتبر لقب ميرزا بمثابة لقب تكريمي، وكان أجداده قد تركوا خراسان الفارسية في القرن السادس عشر الميلادي في عهد الملك بابر مؤسس الحكومة المغولية في الهند وكانت أسرته في الهند على جانب كبير من الغنى، إذ كان جده صاحب قرى وأملاك، وصاحب إمارة في البنجاب، خسرها جده (الميرزا عطا محمد) في حرب دارت بينه وبين (السيخ) الذين دمروا أملاكه وطردوه وأسرته من بلدهم قاديان.
ثم أذن لهم الإنجليز بالرجوع إليها عام 1818م، لقاء خدمات عسكرية قدمها لهم والده، وأعادوا إليهم بعض هذه القرى.
ويذكر الميرزا غلام أحمد ذلك فيقول: (ففي تلك الأيام صُبّت على أبي المصائب ونُهبت أموالهم من أيدي الكفرة ...إلى أن يقول: ثم ردّ الله إلى أبي بعض القرى في عهد الدولة البريطانية).
وسُمى بذلك الاسم نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، واعتبر نفسه من رواد الحركة الإسلامية التجديدية ووضع أسس جماعته في 23 من مارس عام 1889 وسماها الجماعة الإسلامية الأحمدية وادعى بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري.
مراحل تطور الأحمدية"القاديانية"
مرت القاديانيّة بثلاث مراحل أساسية تمثلت فيما يلى
المرحلة الأولى: مرحلة الدعوة إلى الإسلام وجدال الخصوم ودعوى التجديد:
وقد استمرّت هذه المرحلة بين عام 1879م وعام 1891م و "في هذه المرحلة ادّعى الميرزا أنّه مُصلح و مجدّد وأنّه مأمور من الله لإصلاح العالم، والدعوة إلى الإسلام، وكان نشاطه في هذه المرحلة يأخذ أشكالاً ثلاثة هي: المناظرة، وتجميع الأتباع، والكتابة
المرحلة الثانية: مرحلة ادعاء أنه المسيح الموعود
وبدأت هذه المرحلة في عام 1891م، "حيث تدرج فيها على مستويين الأول: أعلن أنه المسيح الموعود الذي ذكره القرآن الكريم ونصت عليه أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنّه المصلح الذي تنتظره جميع الأقوام والأمم منذ ثلاثة عشر قرناً"(10)، ويقسم الميرزا نفسه على هذه الدعوى بقوله "والله أني أنا المسيح الموعود وأعطاني ربي سلطاناً مبيناً"
ويقول أيضًا في ذلك: "إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح بن مريم قد رُفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!.
ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى المستوى الثانية وأنه المسيح نفسه، فقال: "وهذا هو عيسى المرتقب، وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا"، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأُطفئ نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسُد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام".
وكان عليه في هذه المرحلة أن يجد آية في القرآن يؤولها تأويلا يدل على عملية انتقاله، ويعطيها تسويغًا ومبررا من القرآن الكريم، فعمد إلى تأويل مفهوم (المسيح) - عليه السلام -، وشخصه، وزمن ظهوره،
فقال: (وقد أثبت في كتاب – فتح الإسلام – أن عقيدة خاطئة قد استولت على أذهان الناس، وقد شرحت أنه ليس المراد في النزول هو نزول المسيح، بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام).
وهكذا بالتأويل زعم الميرزا غلام أحمد القادياني أنه أبطل فكرة المسيح المعروفة، واستبعد نزوله، واعتبر الخبر المتداول في أذهان المسلمين، إنما جاء بصيغة الإعلان على سبيل الاستعارة، وأن المراد بالمسيح هو: ذاته.
ولما كانت أخبار المسيح تذكر أنه سيظهر في دمشق عند المنارة البيضاء، والميرزا يقيم في إقليم البنجاب، كان عليه أن يعطي لدمشق معنىً آخر، ولمكانها موقعًا ثانيًا يتلاءم وظروف الميرزا، فعمد إلى التأويل، فنقل بالتأويل(دمشق) إلى (إقليم البنجاب)، ونصب المنارة البيضاء هناك. كما نقل ما يزعم أنه قبر المسيح – عليه السلام – في كنيسة القيامة في القدس، إلى منطقة كشمير،
فقال: (ليعلم الإخوان أن الله أطلعني فيما يتصل بكلمة دمشق، على أن المسمى بهذا الاسم: دمشق، قرية يسكنها رجال طبيعتهم يزيدية، وهم أتباع يزيد الخبيث..؟
ولما كان من شأن الطبيب أن يأتي إلى المرضى، وجب أن يكون نزول المسيح في أمثال هؤلاء، وإن قرية قاديان مشابهة لدمشق، فأنزلني الله لأمر عظيم في دمشق هذه بطرف المنارة البيضاء من المسجد الذي من دخله كان آمنا، فتبارك الله الذي أنزلني في هذا المقام).
ولم يكتف الميرزا القادياني بنقل دمشق ومنارة مسجدها إلى قاديان، بل نقل المسيح نفسه، حيث زعم أنه هاجر من فلسطين إلى كشمير قبل ألفي سنة، وتُوفي ودُفن فيها، وهذا ما ذكره في تأويله لقوله تعالى:
"وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين" فقال: (إن المراد بها المسيح وأمه، وأنهما هاجرا من فلسطين إلى كشمير، وأن المسيح وأمه سافرا إلى كشمير بعد واقعة الصلب، كما قال سبحانه، فإن الإيواء في اللغة العربية تستعمل بمعنى الإنقاذ، والإجارة من العذاب، أو المشقة، وظاهر أنه لم يبتل المسيح وأمه قبل واقعة الصلب، بشيء من حدثان الدهر، لذلك لزم منه أن الله تعالى إنما أدنى المسيح وأمه إلى الربوة المذكورة، بعد حادثة الصلب).
المرحلة الثالثة: ادعاء النبوّة
وفي هذه المرحلة انتقل من ادعاء أنه المسيح المنتظر والمسيح النبي، إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا :"إن الله أنزل محمدًا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال: "المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام"، ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه أهل الجهل والمصالح الدنيوية.
وقال الغلام القادياني إن كثيرًا من آيات القرآن الكريم نزلت في شأنه منها:
قوله تعالى: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
وقوله: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)
وقوله: (إنا أعطيناك الكوثر).
وقوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا.)
وقوله: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.)
وقوله: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
وقوله تعالى: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)
وزعم أنه هو المقصود بهذه الآية، فهو الغلام: أحمد القادياني، والآية بشرت بمجيئه، مع أن الآية لا تدل على ذلك من قريب ولا بعيد، و تتحدث سورة الصف من بدايتها عن تسبيح جميع المخلوقات في السموات والأرض لله سبحانه، فجاء ذكر نبينا – عليه الصلاة والسلام – بصيغة أفعل التفضيل "أحمد" لتبين لنا أنه عليه الصلاة والسلام أكثر تسبيحًا لله من جميع المخلوقات وإن مسألة ختم النبوة والرسالة برسول الله - صلى الله عليه وسلم – معلومة بالضرورة عند المسلمين فهي من الثوابت في عقائد المسلمين، ثابتة بكتاب الله وسنة رسوله، وبإجماع الصحابة وعلماء الأمة منذ مبعث الرسول - صلى الله عليه وسلم -إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالشك فيها هو شك بالقرآن، وميل إلى صريح الكفر،
وبذلك تكون هذه المرحلة هي التي أدّت إلى ظهور القاديانيّة وانتشار أمرها، و ثمّة اتجاه آخر ينفي أنّ يكون الميرزا قد ادّعى النبوة، ولكن عند مناقشة أقوال أصحاب هذا الاتجاه لا نجد فيه ما يقوى على نفي نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، و هناك اتجاه ثالث يثبت أصحابه نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، ولكنّهم يدافعون عن فكرته ويوضحونها بما يشعر أنها منسجمة مع ثوابت العقيدة الإسلامية.
المرحلة الرابعة: ما بعد وفاة الغلام القادياني
وتبدأ هذه المرحلة عقب وفاة الغلام أحمد القادياني في السادس والعشرين من شهر مايو سنه 1908م، فخلفه الحكيم نور الدين، وهو الذي اقترح على الغلام القادياني الادعاء بأنه المسيح الموعود الذي أخبرت عنه الأحاديث النبوية بنزوله آخر الزمان وبويع بالخلافة بعد وفاه الغلام أحمد القادياني، ولقب بالخليفة الأول.
واستمر بالخلافة إلى أن توفي في 13مارس 1914م، ليخلفه بشير الدين محمود ابن مؤسس الأحمدية، وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1965، ثم خلفه الميرزا ناصر أحمد المتوفي عام 1982، ثم تلاه الميرزا طاهر أحمد، الذي تُوفي هو الآخر وانتخبت الجماعة مسرور أحمد المقيم في لندن زعيمًا لها ولا يزال.
عقائد الأحمدية "اللاهورية والقاديانية"
أولًا:عقيدتهم في الله تعالى:
(إن الله ذو طول وعرض وله أرجل وأيد ولا تحُصى وأيضاً له أعصاب وأوتار كالسلك البرقي ممتد في الجهات وأنه بعد أن كشف لي الغطاء كان يمازحني مراراً)
ثانيا :عقيدتهم في الأنبياء عامة:
(أعطي كل الأنبياء حياة بمجيئي، وكل واحد من الرسل مستور تحت قميصي)
ثالثا:عقيدتهم في القرآن الكريم:
(القرآن كلمات الله وكلمات لساني)
رابعا:عقيدتهم في الأحاديث النبوية:
(الأحاديث التي تخالف إلهامي تستحق أن نلقيها مع الأوراق الرديئة في سلة المهملات)
خامسا:عقيدتهم في الملائكة:
(لا تتنزّل الملائكة ولا ملك الموت إلى الأرض أبداً، وما الملائكة إلا اسم لحرارة الروح)
سادسا:عقيدتهم في القيامة:
(القيامة ليست آتية و التقدير ليس بشيء)
سابعا:عقيدتهم في الحج:
(بعد ظهوري تحوّل مقام الحج إلى قاديان)
ثامنا :عقائده في عيسى وأمه عليهما السلام:
(كان يشرب الخمر وكان عدو الصدق متكبراً أكّالاً يدعي الألوهية مجتنباً العبادة والزهد غاية الاجتناب)
و (كانت ثلاث من جداته لأبية – كذا – وثلاث من جداته لأمه بغايا وزانيات. ؟!)
أقسام القاديانيّة
الحكيم نور الدين
بعد وفاة الحكيم نور الدين سنة 1913م انقسمت الطائفة إلى فرقتين وكلتاهما تتسميان بالأحمديّة، إلا أنّ أصحاب إحدى هاتين الشعبتين انتسبوا إلى اسم مؤسس الجماعة، فتسمّوا بالأحمدية، والآخرون انتسبوا إلى بلده.
الأولى: الجماعة اللاهورية، وهي بزعامة محمد علي اللاهوري.
الثانية: الجماعة القاديانيّة، وهي بزعامة الميرزا بشير الدين محمود
الأولى: جماعة الأحمديّة اللاهورية
وانقسم أصحاب هذه الفرقة عن الجماعة الأم بسبب قولهم خلافات في العقائد أثارها الميرزا بشير الدين نجل الميرزا غلام أحمد المؤسس، بادّعائه أنّ والده نبيّ، فقام مولانا محمد علي بترك الجماعة وأسس الجماعة الأحمديّة بلاهور، عاصمة بنجاب الهندية، وتولّى رئاستها وشدد على أنّهم لا ينكرون الإلهامات الإلهيّة للميرزا غلام أحمد، ويذكرون أنّ ما أُثر عنه صراحة في دعواها، إنّما هيَ تعبيرات مجازية، ومع ذلك يطلقون عليه ألقاب مثل مجدد القرن الرابع عشر الهجري، والمسيح الموعود
الثانية: جماعة الأحمديّة القاديانيّة
وتتبع هذه الجماعة الميرزا بشير الدين محمود ويتشبثون بقوّة وصراحة بعقيدة نبوّة الميرزا غلام أحمد، و يدافعون عن هذه العقيدة بحماسة، بلا مواربة ولا تأويل.
أوجه الاختلاف والاتفاق بين الجماعتين
تتفق كلتا الجماعتين في العديد من الأمور وتختلف في بعضها، ومن مظاهر الاتفاق والاختلاف بينهما ما يلي:
1- يتفقان على إلهام ووحي الميرزا – المدّعى به، ويعتبرونه حجّةً شرعيّة يجب إتباعها، ويصدّقون بكل ما جاء به الميرزا من هذا القبيل.
2- الأحمديّة اللاهورية وإنْ كانت تُصرّح بأنّها لا ترى الميرزا نبيّاً بل مجدداً، إلا أنّها تعني من لفظ (المجدد) عين ما تقصد به جماعة بشير الدين محمود من لفظ (النبي)
3- الأحمديّة اللاهورية يعتبرون أنفسهم مسلمين يؤمنون بالقرآن وبأركان الإيمان جميعها: بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث والحساب وبأركان الإسلام كلها، وبأن من غيّر شيئًا فيها فقد خرج من الدين.
4- الأحمدية اللاهورية يعتبرون ميرزا غلام أحمد مبعوثًا من الله سبحانه وتعالى، مثيلاً لعيسى عليه السلام ليضع الحروب الدينية، مُديناً ومستنكراً سفك الدماء، معيداً أسس الأخلاق والعدالة والسلام إلى العالم، ويؤمنون بأنه سيخلص الإسلام من الأفكار والممارسات المتعصبة، ليعيده إلى شكله الحقيقي كما كان في عهد النبي محمد.
5- ترى الجماعتين "الأحمديّة اللاهورية القاديانيّة "أنفسهم مسلمين ويمارسون الدين الإسلامي على شكله الأصلي. ومع ذلك، على الرغم من أن بعض المعتقدات الأحمدية تعتبر مخالفةً للفكر الإسلامي التقليدي
6- ترى الأحمديّة القاديانيّة أن القادياني أفضل من كثير من الأنبياء، بل أفضل من بعض أولي العزم من الرسل وهو ما ترفضه الأحمديّة اللاهورية
7- الادَّعاء من الأحمديّة القاديانيّة أن أحمد القادياني هو النبي محمد، وهو مصداق قول الله : {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] وهو ما ترفضه الأحمديّة اللاهورية
8- ترى الجماعتان "الأحمديّة اللاهورية والقاديانيّة "وفاة السيد المسيح ميتة عادية، فلم يُقتل ولم يُصلب، لكنه هو الذي عُلِّق على الصليب وأنجاه الله من الموت عليه، فأُنْـزِل وهو حيٌّ مغشي عليه، ثم هاجر ولسنين أخرى. كما جاء في دعوى الصلب في القرآن الكريم :"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا." القرآن الكريم سورة النساء 157-158، وأنه لا يُسمى مصلوبًا إلا من مات صلبًا، ومن ثم فإن قول الله "شبه لهم" معناه شبه لهم صلبه، أي اشتبه عليهم أنه قد مات على الصليب، وليس معناه شُبه لهم شخص آخر كما أن المقصود بنـزوله هو مجيء شخص شبيه به من الأمة الإسلامية وهم الغلام أحمد .
9- تؤمن الجماعتين "الأحمديّة اللاهورية والقاديانيّة " بالجهاد بشكله السلمي وان الجهاد القتالي هو الذى شرعه الله ردًا لعدوان المعتدين، وليس انتقامًا من أهل الأرض غير المسلمين، فمن سالَمَهم سالَموه ومن حارَبَهم حارَبوه.
10- تؤمن الجماعتان بأن الإسلام يكفل الحرية الدينية، وأنه نصّ على أن "لا إكراه في الدين"، فلا يُقتل إلا المرتد المحارب.
11- تعتقد الجماعتان "الأحمديّة اللاهورية والقاديانيّة" أن مؤسس جماعتهم هو "الإمام المهدي"، جاء مجددًا للدين الإسلامي، ومعنى التجديد عندهم هو إزالة ما تراكم على الدين من غبار عبر القرون، ليعيده ناصعًا نقيًا كما جاء به محمد رسول الإسلام الذي يؤمنون بأنه "عبد الله ورسوله وخاتم النبيين"
12- " تعتقد الجماعتان أن خاتم النبيين" تعني أكمل النبيين وأعلاهم منزلة وفي الوقت نفسه تعني آخرهم، وكمالُ نبوة رسول الإسلام محمد يقتضي أن يصل تلامذته مستويات روحانية أعلى مما وصلته الأمم السابقة.
13- تعتقد الجماعتان أن مجيء ميرزا غلام أحمد قد بشر به محمد ونبوءات أخرى في مختلف الأديان، وأنه هو المسيح المنتظر
المرتكزات الفكرية والعقائدية
يؤمن القاديانيون بالعديد من الأفكار والمعتقدات التي اعتبرها العديد من الفقهاء والعلماء خروجًا على مبادئ الدين الإسلامي ومن هذه المعتقدات
1- تناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبد المطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.
2- الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام "وقال" قال الله: إني مع الرسول أجيب، أخطئ وأصيب إني مع الرسول محيط "
3- النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن .
4- لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم
5- يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة، كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية "
6- يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه "
7- يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات ولحم الخنزير
8- كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر
9- ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين
10- يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية
11- الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد.
12- استعادة جوهر الإسلام الحقيقي وشكله الأصلي، الذي أصبح مبهماً على مدى القرون الماضية.
13- ترى الجماعة الأحمدية نفسها رائدةً في مجال إحياء الدين الإسلامي ونشره بطرق سِلمية.
14- يعتبرون أنفسهم جماعة دينية غير سياسية وهدفها التجديد في الإسلام تسعى لنشر الدين بوسائل سلمية عن طريق ترجمة القرآن إلى لغات عدة بلغت بحسب مصادر الجماعة 52 لغة عبر العالم.
15- تتعمد إبعاد الدين عن السياسة كما تؤكد أيضا أنها وأتباعها لن تقود أو تشارك في أي خروج على حكومة أي بلد تواجدت فيها.
تحرِّم الجهاد، وتطالب أتباعها بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية، لأنها حسب زعمهم هي وليُّ الأمر بنص القرآن.
الأزهر الشريف والأحمدية أو القاديانية
كان للأزهر الشريف موقف حاسم من الطائفة الأحمدية و القاديانية حيث أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق في إطار إجابته على كتاب الشيخ أبو بكر نجار رئيس المجلس الإسلامي بجنوب أفريقيا بتاريخ 5 من شهر صفر سنة 1402 بأن فرقة الأحمدية فرع من القاديانية التي قال عنها المرحوم الدكتور محمد إقبال أحد كبار المفكرين المسلمين في بنجاب أن القاديانية ثورة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومؤامرة ضد الإسلام وديانة مستقلة، وان القاديانية وحدها ليست جزءاً من الأمة الإسلامية العظيمة ذلك لأن الجماعة خالفت إجماع المسلمين واتفاقهم على أمور صارت معلومة من الإسلام بالضرورة .
وتابع في فتواه المنشورة في مجلة الأزهر المجلد57 لسنة 1985 صفحة 1921 "من هذا ابتداعهم تفسيرا لقول الله سبحانه (خَاتَمَ النَّبِيِّينَ) مخالفا لما وقع عليه الإجماع من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين فلا نبي ولا رسول بعده إلى يوم القيامة إذ قال القاديانيون مفسرين قول الله تعالى: (خَاتَمَ النَّبِيِّينَ) لأول مرة في تاريخ المسلمين بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين أي طابعهم فكل نبي يظهر الآن بعده تكون نبوءته مطبوعة بخاتم تصديقه صلى الله عليه وسلم وهذا تفسير باطل يخرج به صاحبه عن إسلامه .
وتابعت الفتوى "وقد سارت فرقة الأحمدية في عقيدتها وسلوكها الديني على نهج أصلها (القاديانية) وانتسبت الأحمدية إلى مرزا غلام أحمد الذي تواترت كتابته: بادعائه النبوة، يصرح بها ويكفر من لا يتبعه، وإن حاول بعض أتباعه تفسير كتابته بادعاء أنها مجاز وليست حقيقة، وأطلقوا عليه اسم المسيح الموعود، أو أن روح المسيح قد تقمصته وأن له معجزة هي تنبؤه بالخسوف والكسوف قبل وقوعهما .
واختمت الفتوى بالتأكيد على انه "إذا كانت عقيدة هذه الطائفة على هذا النحو كانوا على غير الإسلام، ولشعبة لاهور فوق هذا ضلالة قاصمة يبثونها في كتبهم بلسان زعيمهم، وهي إنكار أن يكون المسيح عليه السلام ولد من غير أب وقد صرح زعيمهم محمد علي بأن عيسى عليه السلام ابن يوسف النجار وأن مريم كانت متزوجة به، وأن المسيح ولد بطريق عادي وقد حاول تحريف بعض الآيات لتوافق هذه العقيدة، ويذكر أن عقيدة ولادة المسيح من غير أب ليست من عقائد الإسلام التي يجب الإيمان بها وأنها من مبادئ المسيحية وهذا القول من مفتريات اليهود على رسول الله عيسى بن مريم عليه السلام، كما أخبر به القرآن في قول الله سبحانه" وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً" وطائفة الأحمدية هذه بهذا المتقدم وغيره وكذلك أصلها القاديانية كلتاهما في مسلكهما وطرقهما المتشعبة بدءًا واستمرارًا بعيدتان عن الإسلام، إذ لا شك أن عقيدتهما في كل أجزائها تخالف ما أجمع عليه المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أنه نبي ورسول من الله وخاتم النبيين وما صرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه آخر الأنبياء وأن الله قد ختم به الرسل، وأنه لا نبي بعده، وما نسبته هذه الطائفة لزعيمها من نبوءات، كالتنبؤ بالكسوف للشمس والخسوف للقمر قبل وقوعهما، لا يعد معجزة لأنه يقع من علماء الأرصاد والفلك ويتكرر وقوعه بناء على حسابات يجرونها ولم يدّع واحد من هؤلاء العلماء أنه نبي أو رسول، بل أنه العلم والمعرفة التي نمت وتكاملت في بني الإنسان على مدى حياته على الأرض وعلى هذا النحو تكون قد خرجت بهم عن الإسلام، حيث خالفوا عقيدته وشريعته في كثير من الأمور المعلومة من الإسلام بالضرورة.
وأنه إذا كان هؤلاء القاديانية والأحمدية قد فارقوا الإسلام بتلك المعتقدات وبرئت منهم عقيدته وشريعته صاروا مرتدين عن الإسلام وجرت عليهم أحكام غير المسلمين في شأن دخولهم المساجد، ذلك قول الله سبحانه "مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْر،ِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ وإِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ "
وقد حرم الله في الآية الأولى على غير المسلمين دخول المساجد، وذلك بأسلوب تقريري ملزم للمؤمنين وهذا هو المفهوم من قول الله " مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله".
فالعبادة كما تطلق على بناء المساجد وإصلاحها تطلق كذلك على لزومها والإقامة فيها لعبادة الله والمعنى على هذا أنه ينبغي للمشركين وليس من شأنهم أن يعمروا بيوت الله "المساجد" وهم على حالة الكفر .
لقد عاش الغلام القادياني وخلفاؤه وأتباعه من بعده يتاجرون بالأباطيل، والتأويلات الفاسدة، وكل امرئ لا يعصمه دين قويم، ولا خلق شريف، ولا عقل صحيح، يستطيع أن يدعي ما يشاء، وما في القاديانية إلا أمشاج كفر.. أو خليط منه.. ولكنه الخليط الذي لا ينتج إلا ما تعافه النفس السوية، لذا فزع علماء المسلمين لفتنة القاديانية في أوطانهم، وتصدوا لترهاتها بأقلامهم وألسنتهم، فأصدرت محكمة بهولبور عام 1935م - بعد مناقشة دامت عامين اشترك فيها بعض علماء أهل السنة وبعض زعماء القاديانية - حكمها بكفر القاديانية وعدم حل زواج المسلمة بقادياني.
وفي عامي 1939م، و 1940م بعث القاديانيون طالبين للأزهر الشريف، والتحقا بكلية أصول الدين، فلما علم بهما شيخ الأزهر آنذاك، شكل لجنة للتحقيق معهما، والتحقق من مذهبهما، وكانت هذه اللجنة برئاسة الشيخ: عبد الله اللبان - عميد كلية أصول الدين، وكتبت اللجنة في قراراتها" أن القاديانيين كفار "وفصل الطالبان من الكلية، واعتبرا ملحدين، ومن هنا استن مبدأ استبعاد القاديانيين من الدراسة بالأزهر
المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي والأحمدية القاديانية
وقد اعتبر مجلس المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بالإجماع الطائفة القاديانية، العقيدة القاديانية المسماة أيضاً بالأحمدية، عقيدة خارجة عن الإسلام خروجا كاملاً، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأن تظاهر أهلها بالإسلام إنما هو للتضليل والخداع، و يجب على المسلمين حكومات وعلماء، وكتاباً ومفكرين، ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم .
واستعرض مجلس المجمع الفقهي ظهور الطائفة في الهند في القرن الماضي التاسع عشر الميلادي، وادعاء مؤسس هذه النحلة، ميرزا غلام أحمد القادياني 1876م أنه نبي يوحى إليه، وأنه المسيح الموعود، وأن النبوة لم تختم بسيدنا محمد بن عبدالله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كما هي عليه عقيدة المسلمين بصريح القرآن والسنة وزعم أنه قد نزل عليه، وأوحى إليه أكثر من عشرة آلاف آية، وأن من يكذبه كافر، وأن المسلمين يجب عليهم الحج إلى قاديان، لأنها البلدة المقدسة كمكة والمدينة، وأنها هي المسماة في القرآن بالمسجد الأقصى، وما صرح به في كتابه الذى نشره بعنوان(براهين أحمدية)وفي رسالته التي نشرها بعنوان "التبليغ، ومنها ما جاء في كتابه المسمى(آينة صداقت) ص 35 من قوله "إن كل مسلم لم يدخل في بيعة المسيح الموعود(أي والده ميرزا غلام أحمد) سواء سمع باسمه أو لم يسمع، وهو كافر وخارج عن الإسلام"
وقوله أيضاً في صحيفتهم القاديانية (الفضل) بتاريخ 30 من يوليو 1931، .فيما يحيكه هو عن والده غلام أحمد نفسه أنه قال: "إننا نخالف المسلمين في كل شيء :في الله، الرسول، القرآن، الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك" و"إن ميرزا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه هو مصداق قول القرآن حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام، (ومبشراً برسول يأتي من بعدى أسمه أحمد)
وبعد أن تداول مجلس المجمع الفقهي في هذه المستندات وسواها من الوثائق الكثيرة، المفصحة عن عقيدة القاديانية ومنشئها، وأسسها وأهدافها الخطيرة في تهديم العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتحويل المسلمين عنها تحويلاً وتضليلاً، اعتبرها طائفة غير مسلمة
ويرى جميع فقهاء السنة والشيعة أن الأحمدية "هراطقة وخارجون على الإسلام"، ومنهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وتفوق عليه وعندما لم يرجع غلام أحمد عن أفكاره دعا الشيخ أبو الوفا أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى توفي "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م.
في الوقت الذى صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، فبالإضافة الى الازهر الشريف والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، وأيضًا مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، أصدر مفتي محافظة نابلس الشيخ أحمد شوباش فتوى تحكم بكفر كل من يتبنى عقائد الجماعة الأحمدية وذلك بناء على استفتاء من رواد احد المساجد بتاريخ18 جمادى الآخرة الموافق 14-7-2005 وقد وصف الشيخ شوباش فرقة القاديانية أو الأحمدية بأنها فرقة ضالة غير إسلامية وتتبنى عقائد فاسدة.
التوزيع الجغرافي
ميرزا ناصر أحمد
يعيش الأحمديون في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية، وتعتبر من أولى الجماعات المسلمة التي وصلت إلى بريطانيا والبلدان الغربية الأخرى أماكن انتشار القاديانية
يتركز القاديانيون في الهند وباكستان، وقليل منهم في إسرائيل والعالم العربي وللأحمديين نشاط كبير في إفريقيا، وفي بعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد على خمسة آلاف مرشد وداعية، متفرغين لدعوة الناس إلى الأحمدية ترعى الحكومة الإنجليزية أتباع هذا المذهب، وتسهِّل لأتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارة الشركات والمفوضيات.
ونشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل، وخصوصًا الثقافية، ونجحوا في اجتذاب العديد من العلماء والمهندسين والأطباء، ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها أتباع القاديانية
تتنوع المواقف تجاه الطائفة الأحمدية القاديانية، ففي الوقت الذى اعتبرت رابطة العالم الإسلامي حركة تخريبية ضد الإسلام والعالم الإسلامي، وأنها تدعي زورًا وخداعًا أنها طائفة إسلامية، وتختفي بستار الإسلام ومن أجل مصالح دنيوية تسعى وتخطط لتدمير أسس الإسلام ويجب على المسلمين مقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .
وكشفت خلال مؤتمرها السنوي في مكة المكرمة الذى عقد من 14 إلى 18 في شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م، وحضره 140 وفدا ممثلين لدول إسلامية ومنظمات من جميع أنحاء العالم، أن الأحمدية (الطائفة) والقاديانية تُعدان خارجتين عن دائرة الإسلام عند الحكومة الباكستانية، منذ عام 1974، ويُسجل ذلك في وثائق سفرهم
وحذرت من أن الأحمديين المواطنين في دول غربية وبعض الدول الإسلامية يؤدون الحج والعمرة، حيث لا تدرك الحكومة السعودية أنهم أحمديون عند تقدمهم لطلب التأشيرة.
وقام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي)، بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود، وقد استمرت المناقشة ثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب، واعتبر هذا الأمر كفرًا للطائفة، وبناء على ذلك اتخذ المجلس النيابي الإقليمي لمقطاعة الحدود الشمالية في دولة باكستان قرارًا في عام 1974م بإجماع أعضائه، يعتبر فيه الفئة القاديانية بين مواطني باكستان أقلية غير مسلمة، ثم في الجمعية الوطنية "مجلس الأمة الباكستاني العام لجميع المقاطعات"
وعلى المستوى الشعبي اجتاحت باكستان ثورة عارمة في عام 1953م مطالبة بإقالة ظفر الله خان وزير الخارجية القادياني حينئذٍ، كما طالبت باعتبار الطائفة القاديانية أقلية غير مسلمة، وقد استشهد في هذه الثورة قُرابة عشرة آلاف مسلم حتى نجحت في إقالة الوزير.
هذا وتقبل الحكومة الهندية منشأ الطائفة بالأحمديين وتعريف أنفسهم كمسلمين في الهند، لأن معتقدات الجمعية الأحمدية اللاهورية بخصوص نبوة ميرزا غلام أحمد أقرب لفكر عامة المسلمين، لذلك وجد فكرهم المنشور قبولا أوسع عند أهل الفكر المسلمين هناك.
وتنظر المملكة إلى الطائفة بتوجس شديد وحذرت جهات داخلها من خطة من قبل قادة الفكر القادياني، بمساعدة من الحكومة الباكستانية، تهدف إلى دخول الآلاف من حملة الفكر القادياني للمملكة العربية السعودية خلال مواسم الحج، بهدف نشر الفكر القادياني المنحرف، بين المسلمين بعد أن ألغت الحكومة الباكستانية تحديد هوية مذاهب مواطنيها بجوازات السفر، وأن هذا الإجراء يهدف إلى دخول القاديانيين للمملكة، خاصة أن القاديانية بعد أن أفتى المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بكفرهم لفساد عقيدتهم وتشابه أسمائهم مع أسماء المسلمين، لا يسمح لهم بدخول المملكة ومنعت الحكومة السعودية منعاً باتاً دخول القاديانيين إلى أراضيها، بسبب فكرهم المنحرف.
وفي أبريل 2008 اشتعل جدل داخلي وشعبي كبير حول أتباع الجماعة الأحمدية في إندونيسيا، ومطالبات بحظر وجودهم.
وقد تلقف اليهود القاديانية مثل البهائية وجاء الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود احمد ابن مؤسس الجماعة عام 1924م إلى فلسطين عن طريق حيفا، وحضر معه الأحمدي جلال الدين شمس، وفي مدينة حيفا بشّر بدعوة المهدي زمناً، حتى تسنى له الاتصال بأهل الكبابير على قمة جبل الكرمل، فأسس مركزا للجماعة، وأقام مركزًا تبشيريًا عام 1929م، و عاد جلال الدين شمس الى قاديان عام 1931م، وقد تبع ذلك بناء أول مسجد للجماعة هناك سنة 1934،ثم أضيف إليه دار التبليغ، ثم وصل الى فلسطين أبو العطاء الجلندهري حيث مكث حتى العام 1936في الكبابير، وهو الذي أكمل بناء مسجد محمود فيها وأسس مجلة "البشارة " التي تحولت إلى (البشرى) الحالية، وهي المجلة الأحمدية القاديانية الوحيدة في الديار العربية، والتي لا تزال تصدر في فلسطين المحتلة إلى وقتنا الحاضر.
وجاء جلال الدين قمر اليها عام 1954 وعمل رئيسًا لتحرير البشرى ومديرًا للمدرسة الأحمدية في حيفا، وفضل إلهي بشير الذي حضر أواخر السبعينيات للمنطقة وألف كتبا بالعربية تطرق فيها إلى المسائل الخلافية وغلام أحمد الذي وصل إلى عدن وأسس بها الجماعة الأحمدية عام 1949 وغيرهم.
ثم أعادوا بناء مسجد "محمود" عام 1979م، وتضم قرية الكبابير قرابة الـ3000 نسمة معظم سكانها من أتباع الأحمدية.
مما يوضح بجلاء اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين، ورغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين إلا أن هناك انتشارا محدودا لها في الضفة وغزة
أهم الشخصيات
ميرزا غلام أحمد
ميرزا غلام أحمد
ولد مرزا غلام أحمد القادياني في قرية قاديان من أعمال البنجاب في الهند سنة 1250هـ الموافق 1835م وهناك خلاف حول تاريخ مولده حيث قال في كتابه البرية أنه ولد عام1839أو1840 وأدرج ضمن نبوءاته أنه يموت في سن يكون قد تجاوز فيها الثمانين، وتاريخ وفاته معلوم وقد رأى القاديانيون أنهم قد وقعوا في حرج مجابهة الجماهير الذين أدركوا كذبه بعد وفاته وهو لم يبلغ السبعين من عمره، فأراد القاديانيون أن يتلاعبوا بتاريخ مولده، ولقد وقعت المحاولة الأولى من الخليفة الثاني للقاديانية ، حيث ذهب إلى أنه ولد سنة 1837، وهناك محاولة أخرى إلى أنه ولد سنة 1835 ثم كانت المحاولة الأخيرة التي ذهبت إلى أنه ولد1831 ولكنه سجل تاريخ ولادته عام 1839أو1840
وهو ينحدر من أسرة من الفرس هاجرت إلى الهند إبان الدولة المغولية وقد حضر أجداده من سمرقند واستوطنوا في البنجاب حيث اقتطع لهم الإمبراطور المغولي "بابر" عدداً من القرى والضياع.
وكان والداه غلام أحمد متعاونًا مع الاحتلال الإنجليزي الذي فرض سيطرته تلك الأيام على شبه القارة الهندية، وقدم والداه فرقة مؤلفة من خمسين فارساً لمساعدة الحكومة الإنجليزية في ثورة عام1857، وتلقى على ذلك رسائل شكر وتقدير من رجال الحكومة.
وحين استولى السيخ على مقاطعة بنجاب وما جاورها من البلاد بعد التفكك الذي أصاب الحكم الإسلامي في تلك البلاد أعملوا فيها أيدي السلب والنهب وساندت أسرته حكم السيخ الطغاة فطلب المهراجا رانجيت سينغ مؤسس دولة السيخ عودته إلى قاديان.
نشأته وتعليمه
تعلم في صغره بعض الكتب العربية والفارسية وتعلم الصرف والنحو وبعدها عمل في محكمة حاكم المديرية في مدينة سيالكوت بمرتب يساوي خمس عشرة روبية، وبقي على ذلك أربع سنوات من عام1864إلى عام1868 واستقال من هذه الوظيفة عام1868، وشارك والده في المحاكمات وفي هذا الوقت بدأت دعوته التي مرت بعدة مراحل
المرحلة الأولى:
وتمتد هذه المرحلة ما بين عامي 1880 -1888 وقد كان في هذه المرحلة مناظراً عادياً يدعو إلى الإسلام، ويحرص على أن يوضح أن كل عقيدة من عقائده موافقة لعقائد أهل الإسلام، وكان المسلمون يرصدون ما يقوله المرزا وخاصة ما كان يقوله عن نفسه أنه أفضل أولياء الأمة ، لكنه كان يعود فيطمئنهم ويلطف غضبهم، ويحاول تأويل أقواله لإقناعهم بصحة عقائده.
المرحلة الثانية:
في سنة1888 دعا المسلمين إلى بيعته، وبدأ منذ أوائل 1889 يأخذ البيعة منهم على أنه مجدد العصر ومأمور من عند الله تعالى.
المرحلة الثالثة:
في سنة 1891 أعلن أن المسيح قد مات وادعى أنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود مما أقلق عامة المسلمين وأقامهم وأقعدهم.
المرحلة الرابعة:
في سنة 1900 بدأ الخواص من أتباع المرزا يلقبونه بالنبي صراحة، وينزلونه المنزلة السامية التي قد خصها القرآن بالأنبياء، أما المرزا فقد كان يصدقهم تارة ويحاول أخرى إقناع الذين كانوا مترددين في الإيمان بنبوته بتأويل نبوته بكلمات"النبي الناقص"أو "النبي الجزئي" أو "النبي المحدث" مثلاً.
المرحلة الخامسة:
في سنة 1901 أعلن المرزا بوجه سافر أنه النبي والرسول، ولم يعد في أكثر كتاباته يقيد نبوته ورسالته بكلمات النقص أو الجزئية أو المحدثية.
المرحلة السادسة:
في سنة1904 ادعى فيها أنه كرشن ، وكرشن هذا معبود من معبودي الهنادك ، يعتقدون فيه ما يعتقد المسلمون في الله عز وجل
وفاته
توفي في لاهور يوم 23 من ربيع الثاني 1326هـ الموافق 25 مايو 1908، عن عمر 75عام .
محمود أحمد بن غلام أحمد:
الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذاً أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم.
الخواجة كمال الدين:
كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة.
مؤلفات الجماعة الأحمدية" اللاهورية و القاديانية"
من أهم الكتب حول الجماعة الأحمدية" اللاهورية و القاديانية" ما يلى :
1- التبليغ
2- تجلِّيات إلهية
3- إزالة الأوهام
4- إعجاز أحمدي
5- براهين أحمدية
6- أنوار الإسلام
7- إعجاز المسيح
المؤلفات التي ترد على الجماعة الأحمدية" اللاهورية والقاديانية"
يوجد أكثر من 40 كتابًا في الرد على الجماعة الأحمدية"اللاهورية و القاديانية" منها:
1- هدية المهديين في آية خاتم النبيين
2- القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام: أبو الحسن الندوي
3- القادياني والقاديانية: أبو الحسن الندوي
4- المسألة القاديانية: أبو الأعلى المودودي
5- البيانات في الرد على القاديانية: المودودي
6- طائفة القاديانية: محمد الخضر حسين
7- فصل قضية القادياني: أبو الوفاء ثناء الله الأمر تسري
8- رسالة في الرد على القاديانية: محمد نذير حسين الدهلوي
9- الحق المبين في الرد على القاديانيين الدجالين: محمد حمدي الجويجاتي
الانتقادات الموجهة للطائفة الأحمدية "القاديانية"
يعتبر علماء المسلمين كلا من أتباع الجماعة الأحمدية "القاديانية" والجمعية الأحمدية اللاهورية غير مسلمين وهراطقة، وذلك لعدد من الأسباب أهمها
1- أنهم لا يعتقدون أن نبي الإسلام محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء
2- يرفض عامة المسلمين قول الأحمديون بأن ميرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي والمسيح الموعود ويعتبرونه مدعيا كاذبا للنبوة.
3- الرد على القاديانية
4- تقارب أفكارهم مع أقوال أئمة الشيعة، حيث يدَّعون أن أئمتهم معصومون وملهمون، وتجري على أيديهم المعجزات، إلا أنهم لا يدَّعون أنَّهم يتلقوا الوحي، ولا أنَّهم يكلِّمون الله، وغير ذلك الكثير مما لا يقبله عقل ولا يميل إليه قلب، فتعاليم القاديانية ليست من الإسلام في شيء بل هي كفر مَحْض.
5- لهم علاقات وطيدة مع إسرائيل وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم.
6- تأثرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية واضح في عقائدهم وسلوكهم رغم ادعائهم الإسلام ظاهرياً.
7- ارتباطهم بالاحتلال البريطاني للهند وعملهم الدائم لصالحه، وما يؤكد على ذلك ما قاله "الغلام المؤسس للقاديانية في كتابه "ترياق القلوب" لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها"