في إطار الفعاليات المستمرة لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة اقامت  دار الثقافة والنشر الكوردية في فندق بغداد .امس  ندوة بعنوان "من اجل حملة تضامن مع النساء الايزيديات ضحايا ارهاب داعش"، برعاية وزارة الثقافة العراقية  وجاءت الندوة تحت شعار (لا لسبي النساء الايزيديات).

شارك في  الندوة وزيرة المرأة السيدة بيان نوري، عضو البرلمان حجي كندور الشيخ، وزير العلوم والتكنولوجيا السابق السيد رائد فهمي .

بدأت الندوة بكلمة السيد فوزي الاتروشي  وكيل وزارة الثقافة موجها ثلاث رسائل مهمة الى المجتمع الدولي اذ قال: (لست هنا لفضح حقيقة داعش، فهو يفتخر انه يفتي ويقتل ويغتصب دون النظر الى الهوية، داعش ليس سنيا وليس شيعيا، ليس عربيا ولا كرديا، بل هو اقبح ظاهرة على وجه هذا الوطن فنحن هنا فقط لنواكب التضامن مع النساء الايزيديات ولكي نستعيد عافيتنا من هذا المد الوحشي الظلامي الذي يجتاز حدود الظلامية حتى ننتصر)، موجها شكره الى قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة والقوات الدولية لأنها يوميا تحرر المناطق من الدواعش.

وفي رسالته الثانية أكد على ضرورة ان نراجع انفسنا التي تضمر شوائب الماضي وقد تلقفتها من القوالب الجاهزة المنخورة في عقولنا التي جاءت بها قسرا المناهج التربوية في مدارس الاطفال، مضيفا (ان واقع الاغلبيات والاقليات واقع فرض منطق الاغلبية على منطق الأقلية، ليلغي هوية غنية تمثل كل جذور هذا الوطن، فالإنسان الايزيدي والصابئي والمسيحي وسابقا الانسان اليهودي، كلهم يمثلون جذور العراق، الذي يمثل المرجعية الأولى للكنيسة الكلدانية والمرجعية الاولى للديانة الايزيدية والديانة الصابئية، وقلة من البلدان تمتلك مثل هذه الهوية التي تعتبر فخرا لما توفره من اثراء في التنوع)، مطالبا بالتخلص من القوالب المغلوطة التي فرضتها الانظمة الدكتاتورية والشمولية، وضرورة اعادة بناء وطن متسامح متصالح وقادر على مجاراة ركب الحضارة الانسانية.

وفي رسالته الثالثة اكد على تفعيل دور المرأة لأنها العماد الاساسي ولا يمكن ان تكون ضمن اي تخريجات ماضوية نزعوية للحط من قيمتها وفرض المجتمع الذكوري عليها، مشيرا الى حضور الناشطة والكاتبة نوال السعداوي الى اقليم كردستان قائلا (ان في حضور الناشطة والمناضلة نوال السعداوي الى السليمانية رسالة قوية ذات مغزى لكل النساء اللواتي استشهدن في المدن العراقية التي تسيطر عليها داعش، وللبطلات الكورديات في مدينة كوباني، فلابد من احلال القناعة التامة بأن المرأة مساوية للرجل في كافة المجالات). مؤكدا في نهاية كلمته على أهمية ان يبقى الايزيديون في العراق فبهم يتكامل الوطن وهم جزء عريق وحقيقي من تاريخ كوردستان وشريك في الحياة والمجتمع العراقي.

فيما جاءت كلمة عضو البرلمان عن الكوتا الايزيدية حجي كندور الشيخ ليندد بالأعمال الارهابية والاجرامية التي تعرض لها الايزيديون على مر التاريخ قائلا (لقد تعرض الايزيديون الى 73 حملة ابادة جماعية ولكن لم تكن بهذا المستوى من الاجرام الذي يقوم به الدواعش)، مضيفا (ان هناك الكثير من اخواتكم الايزيديات بين ايادي عصابات داعش بحق الانسانية من اغتصاب منظم وتحت التعذيب وبيعهن في سوق النخاسة واستخدامهن كجاريات، مما ادى الى انتحار بعضهن بسبب بطش داعش بحقهن في الدول الاقليمية وتحت الصمت غير المسئول من قبل جميع المنظمات والحكومات المحلية والاقليمية والدولية).

فيما وجه نداء الى الحكومة والجهات الأممية المعنية للتدخل في انقاذ النساء الايزيديات من بطش داعش.

اما وزيرة الدولة لشؤون المرأة بيان نوري فقد القت كلمتها باللغة الكردية تضامنا مع الايزديات في محنتهن، مبدية اسفها من الحكومة المحلية وحكومة الاقليم التي لم تستطع تحرير المختطفات ولا حماية الاسر الايزيدية وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية المصادق عليها من قبل الحكومة العراقية.

ثم توالت العديد من الكلمات والقراءات الشعرية، لتليها الندوة التي قدمها الباحث في شؤون الاقليات والمهتم بشؤون الايزيديات . خضر دوملي، فقد تحدث عن عمليات اختطاف الايزيديات منذ يوم 3 اغسطس  في جنوب سنجار وتوزيعهن على القرى المحتلة من قبلهم ووضعهم في سجون ومن ثم نقلهم الى سجن بادوش، ليتم توزيعهم بعد ذلك كسبايا واسيرات حرب الى امراء داعش ليتمتعوا بهن قبل بيعهن او اهدائهن.

كما عرض بعض القصص التي روتها الايزيديات الناجيات وبعض الاطفال من جحيم داعش، وكذلك عرض بعض معاناة النساء اللواتي مازلن سبايا ممن يستطعن الاتصال بذويهم بين الحين والآخر. 

واختتم حديثه بطلب الوقوف دقيقة حداًاٍ على الضحايا من الايزيديين والايزيديات، فيما وجه نداء الى جميع الخيرين والمراجع الدينية والشخصيات لكي يتحركوا بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يستمر لـ16 يومًا، ليرفعوا أصواتهم عاليا لوقف سبي النساء الايزيديات، كما طالب الحكومة العراقية ان تتحرك لتحرير الباقيات في الاسر قبل ان يتم بيعهن الى خارج الحدود.