هل تصبح ليبيا قاعدة جديدة لـ"داعش" فى إفريقيا؟

الخميس 04/ديسمبر/2014 - 01:18 م
طباعة هل تصبح ليبيا قاعدة
 
قال مسئول عسكري أمريكي: إن تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش" أقام معسكرات تدريب في مدينة "درنة" شرقي ليبيا، وإن الجيش الأمريكي يراقب الوضع عن كثب.
تبعد مدينة درنة في شرقي ليبيا، التي يقطنها نحو مائة ألف نسمة، نحو 270 كيلومترًا عن مدينة بنغازي و350 كيلومترًا تقريبًا عن الحدود مع جزيرة كريت اليونانية، هذه المدينة الساحلية باتت اليوم أول معقل لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
هل تصبح ليبيا قاعدة
في حين استبعد الجنرال ديفيد رودريغيز قائد منطقة "إفريقيا" في الجيش الأمريكي القيام بعملية عسكرية في ليبيا.
وأكد رودريغيز أن نشاط تنظيم الدولة في ليبيا "ناشئ وصغير الحجم"، وأن عدد المسلحين من تنظيم الدولة في قواعد التدريب في ليبيا يقارب 200 وأن القوات الأمريكية ستبقيهم تحت المراقبة.
فيما يبدو أن توتر الأوضاع في ليبيا جعلتها مطمع وتربة خصبة للمتطرفين الإسلاميين أمثال "داعش" والجماعات الجهادية، واستغل داعش الفوضى في ليبيا وتحالف مع المليشيات الإسلامية الموجودة في درنة للسيطرة على المدينة.
وتشن الولايات المتحدة غارات جوية على تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وحين سئل رودريغيز إن كانت معسكرات التدريب في ليبيا تشكل هدفا محتملا؟ قال: لا، ليس الآن.
وأوضح أنه يبدو أن مسلحو تنظيم الدولة في ليبيا ليسوا متطوعين قدموا من الخارج بل من المحليين الذين التحقوا بالتنظيم .
وكان مراقبون قد حذروا من تواجد لتنظيم الدولة في بلدة درنة شرقي ليبيا، مستغلين الفوضى.
وتشهد ليبيا حالة من عدم الاستقرار منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011.
ويقول محللون: إن عددا من الميليشيات في درنة قد أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة، ولكن لا يعرف مدى نفوذها.
وفي وقت سابق حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون من تزايد أعداد الموالين لتنظيم "الدولة الإسلامية" شرق ليبيا، مشيرا إلى أن ذلك سيصبح مشكلة كبيرة في المستقبل.
وحذر ليون آنذاك من أن الوقت يداهم الليبيين للتوصل إلى اتفاق سياسي، مضيفا "بالفعل هناك مجموعات في درنة أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، لا نعتقد أن عدد هؤلاء كبير، لكن المهم هو أن داعش بدأت تصل إلى ليبيا.. وعندما نصر على أن الوقت يداهم الليبيين ونحن بحاجة ماسة للتوصل إلى اتفاق سياسي حيث إنه مع مرور الوقت سيصبح حل المشكلة أصعب.
وأوضح المبعوث الأممي الخاص أن المجتمع الدولي بحاجة للعمل مع الليبيين لمواجهة مشكلة الإرهابيين، إلا أنه قال أعدادهم ليست كبيرة مقارنة بالعراق وسوريا.
هل تصبح ليبيا قاعدة
كانت جماعات متطرفة مسلحة متنافسة سيطرت على مدينة درنة التي يقطنها أكثر من 80 ألف نسمة، أثناء الانتفاضة ضد نظام القذافي عام 2011، إلا أن قبضتها اشتدت مؤخرا، حيث انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لأشرطة فيديو تظهر انتشار الرايات السود فوق المباني العامة التي تحول بعضها إلى "محاكم شرعية".
كما أظهرت مقاطع فيديو مؤخرا عشرات الأشخاص يبايعون زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، إضافة إلى مشاهد تنفيذ حكم الإعدام في الملعب البلدي، الذي تحول إلى مقر لاجتماعات المتطرفين ومسرح لنشاطاتهم الدعائية وميدان تدريب لمسلحيهم. 
وأظهرت هذه الأشرطة تواجد أشخاص من جنسيات مختلفة وخاصة من السعودية واليمن وتونس.
في هذا الصدد أكدت أحد المصادر أن الجماعات المتطرفة أقامت فعليا إمارة إسلامية في درنة، مشيرا إلى تولي شخص من اليمن يدعى "أبو البراء الأزدي" ديوان القضاء بالمحكمة الإسلامية، وإلى صدور بيان عن هذه المحكمة يدعو كل من عمل في مؤسسات الدولة للحضور إلى المحكمة وإعلان توبته، وذلك كي "يعصم دمه وماله"، حسب البيان.
يقول الكاتب والمؤرخ عباس الطرابيلى، في إحدى مقالاته: أخشى ما أخشاه أن يستغل أعداء مصر أحداث ليبيا والخطر الذي يهدد مصر منها الآن.. لسحب الجيش المصري إلى عمليات عسكرية خارج أراضيه بحجة أن مصر يجب أن تتصدي لأي خطر يأتيها من.. ليبيا.
وقال: يضاف إليه خطر قادم من غرب مصر، من ليبيا وهو لم يحدث من قبل إلا مرة واحدة أيام غزو الفاطميين الشيعة لمصر من عاصمتهم المهدية، في تونس.
وتابع: نعترف أن تحركات داعش في شمال سوريا وشمال العراق تقلق القاهرة؛ لأن داعش هنا تهدد السعودية ودول الخليج.. وينشئ دولة تهدد أمن مصر، الشرقي.. وهذه المرة تلتقي أهداف داعش من الشمال الشرقي من داخل الهلال الخصيب، مع أهداف الحركات التي تعمل الآن من غرب مصر، أي من ليبيا.
وأكد أنه بات واضحاً أن المخطط الرهيب يستهدف محاصرة مصر من داعش شمالاً إلى ليبيا غرباً.. بل ومن السودان جنوباً، بأي عمل عسكري في المستقبل القريب ضد هذه المعسكرات "الحديثة العهد".
هل تصبح ليبيا قاعدة
وتزداد مواقف أطراف النزاع في ليبيا، حيث أعلن رئيس الحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام عمر الحاسي، آخر نوفمبر الماضي رفضه التفاوض مع حكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق والمعترف بها دوليا، ومع خليفة حفتر الذي يقود ما يعرف بعملية الكرامة في بنغازي.
ووصف الحاسي في حوار أجرته معه صحيفة التايمز البريطانية، الثني وحفتر بأنهما خارجان على القانون، مطالبا بمحاكمة الحكومة المؤقتة ومجلس النواب، وذلك لعدم اعترافهما بحكم الدائرة الدستورية في المحكمة العليا، حسب تعبيره.
ويبدو أن مرحلة قلق يعيشها المجتمع الدولي تخوفا من أن يتمدد هذا التنظيم الإرهابي في عدد من المدن الليبية الأخرى، مستغلًا حالة الفوضى التي تعيشها البلاد وإمكاناته المالية الكبيرة.
ويقدر عدد عناصر هذا التنظيم الإرهابي في مدينة درنة بنحو 800 شخص، يقومون بنفس الممارسات الوحشية المعروفة عن أعضائه في العراق وسوريا. 
ما يحدث في ليبيا الآن غرضه إنشاء قاعدة للتنظيم في درنة، كما هو الحال في سوريا والعراق، ولا بد أن يفكر المجتمع الدولي في وضع استراتيجيته وخطة لمحاربة التنظيم في ليبيا، كما ينبغي على الدول الأوروبية منع تنظيم داعش من الوصول إلى النفط الليبي وبيعه، مثلما يفعل في سوريا والعراق؛ كي لا يزيد من مصادر تمويله المتعددة، ويجعله يتمدد داخل ليبيا ليربك الأوضاع أكثر مما عليه الآن.

شارك