القبض على "عزوز" يثير التساؤلات حول مستقبل القاعدة بليبيا

الخميس 04/ديسمبر/2014 - 05:18 م
طباعة القبض على عزوز يثير
 
ألقت قوات الأمن التركية بالتنسيق والتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وجهاز المخابرات التركي القبض على عبد الباسط عزوز، زعيم تنظيم القاعدة في ليبيا، والمتورط في عملية قتل السفير الأمريكي في بنغازي وأحد أبرز صانعي القنابل بتنظيم القاعدة.
وذكرت وسائل الإعلام التركية اليوم الخميس أن جهاز السي.آي.إيه أبلغ جهاز المخابرات التركي عن دخول عزوز إلى إسطنبول بجواز سفر مزور باسم عواد عبد الله، ووفقا للمعلومات الاستخباراتية بدأ جهاز المخابرات في مراقبة وتحقيق عنوان المواطن الليبي عزوز، وشكل فريقا خاصا لاعتقاله، وألقى القبض عليه في الثالث عشر من نوفمبر الماضي، وسط أحد الشوارع في مدينة "يالوفا" أثناء خروجه من منزله.

مستقبل القاعدة:

مستقبل القاعدة:
فتح إلقاء القبض على زعيم القاعدة في ليبيا، العديد من التساؤلات حول مستقبل التنظيم بالبلاد في ظل الحرب القوية التي يقوم بها الجيش الليبي لمواجهة المليشيات، في ظل انتصارات حققها علي انصار الشريعة التنظيم الابرز في ليبيا المحسوب علي القاعدة.
القاء القبض علي "عزوز" سياسهم بشكل كبير في حسم الحرب التي تقوم بها الحكومة الليبية ضد الجماعات الارهابية في  البلاد، ويضع مستقبل القاعدة علي المحك، في ظل منافسة قوية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والتي أوجدت لها أرضا قوية في ليبيا وخاصة مدينة درنة شرق البلاد، والتي اعتبرت أول إمارة لتنظيم الدولة خارج العراق وسوريا.
مستقبل تنظيم القاعدة يواجه تحديًا كبيرًا في ليبيا مع سقوط أبرز القيادات والعنصر الأهم، فـ"عزور" هو المكلف من قبل زعيم القاعدة "أيمن الظواهري" بإدارة فرع التنظيم في ليبيا، وساهم "عزوز" في بسط نفوذ التنظيم بالبلاد، ما يجعل القبض عليه من قبل المخابرات الأمريكية والأجهزة الأمنية التركية محل تساؤل حول مستقبل القاعدة  بعد "عزوز"؟

زعيم القاعدة بليبيا:

من هو زعم القاعدة
من هو زعم القاعدة بليبيا
عبد الباسط عزوز من أشرس أعضاء تنظيم القاعدة لدهائه ومكره وخداعه وهو المستشار الأول لأيمن الظواهري والقائد الميداني لتنظيم القاعدة متواجد في ليبيا مدينة درنة مسئول عن تسهيل إدخال مجموعات مقاتلة من أفغانستان إلى ليبيا.
ولد عزوز في ليبيا عام 1965 "49 عاما"، انضم إلى تنظيم القاعدة منذ 1980 وسافر أولا إلى أفغانستان في 1990 وانضم إلى المجاهدين الذين يقاتلون الاحتلال السوفيتي.
وهو أب لأربعة أطفال، وتمكن من مغادرة بريطانيا في وقت سابق؛ للانضمام إلى الشبكة الإرهابية، التي يديرها "أيمن الظواهري" خليفة زعيم تنظيم القاعدة الراحل "أسامة بن لادن".

القائمة السوداء:

القائمة السوداء
القائمة السوداء
قد وضعت الإدراة الأمريكية مؤسس تنظيم القاعدة في ليبيا عبدالباسط عزوز ضمن القائمة السوداء. ويعد عزوز من أخطر أعضاء تنظيم القاعدة، وأكثرهم دهاء وخداعا، وهو المستشار الأول لأيمن الظواهري، والمسئول الأول عن إدخال مجموعات مقاتلة من أفغانستان إلى ليبيا. وكان له علاقة خاصة مع أسامة بن لادن منذ 1980 والتحق بالقتال في أفغانستان 1990 ويحمل جنسية أوروبية ليبية مزدوجة.

اعتقاله في بريطانيا:

اعتقاله في بريطانيا:
ووفقا للمعلومات المتوفرة عن عزوز فقد ذهب إلى بريطانيا في العام 2004 هارباً من ليبيا، لكن الشرطة البريطانية اعتقلته في شهر مايو من العام 2006 من منزله في مانشستر للاشتباه بضلوعه في أنشطة لها علاقة بالإرهاب، إلا أنه لم يمكث في السجن طويلاً حتى أخلي سبيله وتمكن بعدها بفترة قصيرة من مغادرة بريطانيا.
واعتقل في إطار ما سمي بنظام "المراقبة،" وهي الآلية المستخدمة لاحتجاز المشتبه في أنهم إرهابيون، عادة تحت الإقامة الجبرية في منازلهم، من دون توجيه اتهامات إليهم.
وقضى بعض الوقت في سجن بيلمارش شديد الحراسة في المملكة المتحدة بين عامي 2006 و2007، ضمن 10 ليبيين متهمين بتفجيرات المواصلات العامة في 7 يوليو 2005، وغادر بريطانيا عام 2009، متجها إلى باكستان؛ حيث أصبح ملازمًا، وتمكن من التقرب إلى الظواهري، وذلك قبل إرساله إلى ليبيا لتشغيل عمليات القاعدة هناك، ولديه حاليا من 200 إلى 300 مسلح تحت قيادته.

عقب الإطاحة بالقذافي:

عقب الإطاحة بالقذافي:
مع اشتعال المواجهات المسلحة بين المتظاهرين الليبيين وكتائب القذافي، وصل عبد الباسط عزوز إلى ليبيا، عقب تلقيه أوامر من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بالتوجه إلى ليبيا للإشراف على فرع تنظيم القاعدة بها، وقاد "عزوز" 300 مقاتل في المواجهات ضد نظام القذافي في البريقه وتأسيس فرع تنظيم القاعدة في ليبيا، واتخذ من مدينة درنة مقرا له وأصبح المسئول عن استقبال مجموعات مقاتلة من أفغانستان إلى ليبيا.
ونشرت مكتبة الكونغرس الأمريكي حول الإرهاب في ليبيا أن "عبدالباسط عزوز يقود مجموعة يصل تعدادها إلى 300 شخص، إضافة إلى معسكر للتدريب، وكان قد أرسل بعضاً من رجاله إلى برقة من أجل التواصل مع المسلحين هناك والتنسيق معهم".
وكان عزوز يتولى التنسيق بين قيادة التنظيم الدولية وفرع ليبيا وهو المسئول عن إنشاء وتجهيز ما يعرف بالجيش الحر المصري والسوري برفقة (ثروت شحاتة) الذي قبض عليه في مصر.
ومن عائلة عزوز عناصر مقاتلة وتقود كتائب كبيرة، من بينها القيادي شقيقة عبدالقادر عزوز وكامل عزوز وقريبة القيادي جلال عزوز الذي يتحرك في ساحة مالي.
وكان عزوز أبرز القيادات الإرهابية التي عملت على تسهيلات دخول المقاتلين الأجانب إلى سوريا للمحاربة ضد الجيش العربي السوري.

الجيش الحر:

الجيش الحر:
وأشارت تقارير إعلامية إلى زعيم القاعدة في ليبيا، كان ضمن اجتماع لقيادات التنظيمات الإرهابية عقب سقوط حكم الإخوان في مصر لمناقشة فكرة إنشاء قيادة عسكرية موحدة للإشراف على الجيش الإسلامي الحر تضم إلى جانب عبد الباسط عزوز والقيادي يوسف جهاني المنتمي لتنظيم أنصار الشريعة الأكثر شهرة في ليبيا، وأبو عياض التونسي والمسئول عن المعسكر القريب من الحدود التونسية، ويضم عدداً من الجهاديين من دول المغرب العربي والقيادي المصري الجهادي ثروت صلاح شحاتة بإشراف من قبل جماعة الإخوان.
ولفت التقارير إلى "عبد الباسط عزوز" هو الذراع السياسي للقاعدة بالمنطقة العربية ولكنه لم يكن معروفاً قبل ذلك، لكنه تأكد بأنه كان على خلاف مؤخراً مع القيادي الجهادي المصري ثروت شحاتة؛ حيث يرى شحاته أن العمليات الجهادية لن تصلح في مصر بسبب تماسك الجيش وكثير من الليبراليين والعلمانيين، فيما يرى "عزوز" أن الجهاد المسلح هو الحل الوحيد في المنطقة لإنهاك الجيش وإحراجه أمام العالم، منوهاً إلى أن أخطر مناطق يتدرب ويتمركز بها هؤلاء هي مصراتة والشواعر والشريط الحدودي بين ليبيا ومصر، كما أن هناك قبائل مزدوجة الجنسية بين مصر وليبيا تقوم بمساعدتهم في الدخول لمصر وتنفيذ كل مخططاتهم.

شارك