تحديات وعراقيل تواجه نوايا الأزهر لمواجهة التطرف الفكري

الخميس 04/ديسمبر/2014 - 08:23 م
طباعة تحديات وعراقيل تواجه
 
أحمد الطيب
أحمد الطيب
بمبادرة من شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عقد الأزهر مؤتمره العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب في محاولة حاسمة منه لمواجهة الإرهابيون ولتصحيح المفاهيم المغلوطة التي ألبسها الإرهابيون لباساً غير لباسها، كمفاهيم الدولة الإسلامية والخلافة والجهاد والإرهاب.
وعلى الرغم من ان الجامع العتيق يبادر بشكل إيجابي دائما في المواجهة في قضايا ، المواطنة والأقليات، والإرهاب والتطرف ، والإلحاد  ومواجهة الجماعات الدينية المتطرفة وتحرير الخطاب الديني من الروتين ومواجهة الفكر التكفيري وإعادة الصورة السمحة للإسلام ، إلا أن أنه لا يزال يعاني  من هذه المشكلات بعد أن ورث تركة ثقيلة من الأزمات على مدار تاريخه الطويل، وهنا يطرح السؤال نفسه: هل الأزهر قادر بالفعل على مواجهة ما يطرحه في مؤتمره أم سيتحول الأمر إلى معركة يخسر فيها الأزهر مصداقيته كما خسرها من قبل في بعض المواقف السياسية والدينية
تحديات وعراقيل تواجه
ففى الوقت الذى يؤكد فيه الدكتور أحمد الطيب شيخ أن هذا المؤتمرَ جامعَ لشخصيَّاتٍ بارزةٍ مِن الشرقِ العربى والإسلامى، ومِن العالمِ الواسعِ الفَسِيحِ، من مُسلِمين: سُنَّة وشِيعة، ومسيحيِّين على اختلافِ طوائفِهم، ومن عقائدَ أُخرى نشَأت على أرضِ هذا الشرقِ وتَرَعرَعتْ على تُرابِه وتَربَّت على ثِمارِه وخَيْراتِه.
نجد الخطاب السلفي المتطرف يتصاعد وبشدة وفى ظل وجود الأزهر ضد الأقليات وعلى رأسها الشيعة  والبهائيين والمطالبة بطردهم بعد استتابتهم والتعامل مع النصارى كما أمر الله وإلزام الصوفيين ببعض التعليمات والبعد عن الدجل والشعوذة اتقاء للفتنة.
وقد تجسد ذلك بشكل صريح في إعلان  متطرفى السلفيين في عهد المعزول  محمد مرسي رئيس الجمهورية " تطبيق فوري لشرع الله وايقاف العمل بجميع القوانين الوضعية وايقاف العمل بالقضاء حاليا الى ان يتم وضع دستور إسلامي خالص  وطرد الشيعة والبهائيين بعد استتابتهم والتعامل مع النصارى كما أمر الله وإلزام الصوفيين ببعض التعليمات والبعد عن الدجل والشعوذة اتقاء للفتنة وتشريع فوري بفرض الحجاب على الفتيات وإنشاء هيئة شرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ونشر على موقع يوتيوب، ومواقع عربية ومصرية شريط فيديو للشيخ المصري السلفي محمد حسين يعقوب قال فيه انه" تحاور مع محمد مرسي وخاطبه ان دعوتنا سلفية فرد عليه مرسي أن دعوتنا سلفية أيضا ".
محمود شعبان
محمود شعبان
وسأل الشيخ الرئيس مرسي عن الشيعة فأجابه أن "الشيعة أخطر على الإسلام من اليهود".
ويتوازى مع هذا الأمر حالة عدم المواجهة من جانب الأزهر في مواجهة القنوات الدينية التي تبث بشكل يومي جميع أنواع التطرف الديني وهو ما أكدت عليه الدكتورة آمنة نصير استاذ العقيدة والفلسفة الاسلامية بجامعة الازهر  بقولها يجب أن يكون الخطاب الديني مستنيرا وناضجا ومتسامحا،  وأن هذه القنوات الدينية  لم تنفع الناس ولم يقدموا الإسلام بما يليق به وبالقيم الأخلاقية وعظمته في تربية المجتمع، ولكنهم استدعوا اسوأ المصطلحات وعرضوها على المجتمع بمنتهى العنف وعدم الاحترام، وأن غياب وتراجع دور الأزهر وتقاعسه وعدم تحمل مسئوليته، ترك الساحة لهم وأعطى الفرصة لهؤلاء والإناء الفارغ كما تقول الحكمة يمتلئ بأي شيء.
وعلى الرغم من مواقف الأزهر الإيجابية تجاه العديد من القضايا السياسية والدينية الشائكة، إلا أنه ومنذ اندلاع الثورات العربية وعلماء الأزهر يرفعون راية استقلال الأزهر الشريف عن الدولة،  بينما الواقع يؤكد على أن تعيين شيخ  يحد من استقلاله،  منذ اخضعه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لسلطة الدولة عام 1961م،  وكان شيوخ الأزهر  محسوبون على النظام دائمًا.  
ولا ينسى في عام 2007،  عندما أفتى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، الذي تولى المنصب لأكثر من عشر سنوات بأن الصحفيين الذين ينشرون شائعات عن صحة مبارك يجب أن يجلدوا 80 جلدة.
عبد الرحمن البر
عبد الرحمن البر
ويقول حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن كثيرين يشعرون بالحاجة الملحة إلى هذه المؤسسة في المستقبل، للحفاظ على الإسلام المعتدل في مواجهة الموجات الأخرى التي تقودها هيئات أكثر تشدداً واقل جدارة بالثقة. 
ولكن في الوقت الحالي يوصف  الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر  بأنه أكثر ميلا للاستقلالية ويسعى الى إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة الدينية العريقة، إلى جانب كونه عالماً أزهرياً مرموقاً، لديه الرغبة في الاستقلال بقراره  ورغم ذلك حين خرج الملايين إلى الشوارع لمطالبة مبارك بالتنحي في يناير لم تصدر الفتوى المتوقعة من الأزهر لمطالبة المصريين بالاتحاد وراء رئيسهم، وإنما اكتفى الأزهر بإصدار بيان يحث على ضبط النفس.
وأصدر الأزهر وثيقة من 11 نقطة في يونيه تقترح احترام حرية الرأي والعقيدة وحقوق الإنسان في دولة مدنية يحميها الدستور والقانون ولكن يبقى لقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب بمرشد جماعة الإخوان، وقوله إن الجماعة كانت دائما قريبة من الأزهر، لكن الظروف السابقة لم تسمح بعقد هذه الاجتماعات، وإن الاجتماع بحث أهمية الوصول إلى خطاب إسلامي معتدل وموحد من الأمور التي تؤخذ على قيادات الأزهر الشريف. 
وتبقى المناهج التي لم تزل بجاجة إلى تطوير في البرامج الدراسية  والتوسع في العلوم الحديثة واللغات والدراسات التجارية والهندسة والزراعة والبعد عن المتون التي تعد بيئة خصبة لتنامى الأفكار المتطرفة.

شارك