بعد وضع القرضاوي على قوائم" الإنتربول".. قطر في مواجهة دول الخليج

الأحد 07/ديسمبر/2014 - 08:02 م
طباعة بعد وضع القرضاوي
 
في خطوة لافتة للرأي العام الدولي اتخذت السلطات المصرية عددا من الإجراءات القانونية لملاحقة أعضاء وقيادات جماعة الإخوان الهاربين خارج البلاد، بعد إفشال مخططاتها في الداخل، وتم وضع 42 قيادة إخوانية على قوائم الإنتربول.
أكد اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن جهاز الإنتربول الدولي أدرج 42 قائدًا ينتمون لجماعة الإخوان ضمن قائمة المطلوبين دوليًا، وإرسال أسمائهم في النشرات الحمراء التي يتم إرسالها بصفة دورية لملاحقتهم.
وقال: إن القائمة أصبحت تتضمن قيادات كبرى من الجماعة، وعلى رأسهم يوسف القرضاوي ووجدي غنيم، وهو داعية يعرف عنه خطاباته التحريضية ضد مصر.

القرضاوي:

القرضاوي:
أوضحت الشرطة الدولية أن القرضاوي متهم بالاتفاق والتحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة.
كانت السلطات المصرية وضعت أمس يوسف القرضاوي على قائمة المطلوبين.
وقال تقرير الإنتربول: إن القرضاوي، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والقطرية، مطلوب من قبل السلطات المصرية بتهم التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة.
وأورد موقع الإنتربول على الإنترنت صورًا للقرضاوي، بالإضافة إلى معلومات خاصة به، كتاريخ ميلاده والجرائم المنسوبة إليه، مطالبًا بإرسال أي معلومات خاصة به إلى جهاز الشرطة الدولي.

أبرز الشخصيات على قوائم الإنتربول:

أبرز الشخصيات على
يبدو أن  قيادات الإخوان الهاربة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وعددا من قيادات التنظيمات الجهادية- قد تم وضعهم على قوائم المطلوبين لدى الإنتربول الدولي؛ مما يؤدي إلى إجبارهم على عدم مغادرة البلاد المقيمين فيها حاليًا، وعلى رأسها دولة قطر التي تأوي العديد من القيادات الإخوانية الهاربة، فضلا عن عدد من الدول الأخرى التي تأوي قيادات التنظيمات الجهادية المحرضة ضد مصر.
كما أن الاجهزة الامنية المصرية قامت بوضع وجدي غنيم على قوائم المطلوبين أيضا؛ لاتهامه بالتحريض ضد مصر، وإثارة الفوضى، وأوضحت الشرطة الدولية في حيثيات الطلب، أن "غنيم" أدين قضائيا لاشتراكه مع آخرين بارتكاب جرائم العنف والقتل العمد، والقبض دون وجه حق على مواطنين، وتعذيبهم وإحداث إصابات بدنية بهم، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص.
ووضعت الشرطة الدولية عددا من قيادات الجماعة وبعض العناصر الإرهابية، على قوائم الإنتربول، أبرزهم محمود عزت نائب رئيس جماعة الإخوان وعبد الرحمن البرمفتي الجماعة وعضو مكتب ارشادها و صاحب فتوى منوف الشهيرة، وصلاح عبد المقصود وزير اعلام حكومة المعزول "مرسي"، وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وكذلك محمد أشرف السعد، وطارق الزمر، وعاصم عبد الماجد، وسيد عبداللطيف (جهادي مصري هرب من مصر عام 1999)، وغيرهم من القيادات الأخرى.
اللواء جمال عبد الباري مدير شرطة الإنتربول المصري، أكد أنه كان من بين المشاركين في المؤتمر السنوي لرؤساء مكاتب الإنتربول على مستوى العالم، بحضور 190 دولة من المشاركين في شرطة الإنتربول الدولي، وخلال المؤتمر عمل على توضيح الصورة كاملة إلى كل الأعضاء، إن هؤلاء الهاربين من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية تتم محاسبتهم طبقا لقانون العقوبات المصري العادي وقانون الإجراءات القانونية العادي، الذي يخضع له كل المواطنين في البلاد. وأشار عبد الباري إلى أنه أكد خلال المؤتمر أن هؤلاء المتهمين ارتكبوا بالفعل حوادث قتل وشروعا في القتل، وقاموا بالتحريض على قتل ضباط وأفراد وجنود من رجال القوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى تدمير وإتلاف المنشآت العامة، وأكد لأعضاء الإنتربول المصري أن كل ما ارتكبوه هي أفعال جنائية تتم محاسبتهم طبقا لقانون الإجراءات المصري، وتقديمهم للمحاكمة أمام قاضٍ مدني، ولن يتم تقديمهم لمحاكمات سياسية.
وأكد عبد الباري أن قرار الإنتربول الدولي بإدراج تلك القيادات على قوائم الإنتربول يعد تغييرًا جذريًّا في نظرة المجتمع الدولي، ودول منظمة الإنتربول الدولي تجاه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، بعد توضيح الأفعال التي قاموا بارتكابها، كما أنه يعد نجاحًا غير مسبوق وانتصارا قويا لمصر بصفة عامة، ووزارة الداخلية الممثلة في قطاع الأمن العام بصفة خاصة.
 وأضاف عبد الباري أنه من بين المطلوبين عناصر نشطة في الجماعة بمحافظات دمياط والجيزة وبورسعيد والدقهلية والقاهرة، مشيرا إلى أنه تم رصد جميع هؤلاء القيادات الهاربين، وجميعهم متواجدون حاليا في تركيا وقطر وألبانيا، مؤكدا أن القرار سيعمل على تحجيم كل تحركاتهم.

ارتباك داخل الجماعة:

ارتباك داخل الجماعة:
يعتبر القرار الأخير بإدراج القرضاوي على قوائم الإنتربول، "خبطة موجعة" لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث إن القرضاوي هو لسان الجماعة في الخارج والمحرض الرئيسي الذي يقود ورائه المئات من الشباب الإخواني، مما يجعل وضعه على قوائم الإنتربول أمرا صعبا على التنظيم الدولي، وبالأخص أنه من أبرز الشخصيات القيادية لتمويل الإخوان في مصر حيث يتلقى التمويل من قطر وتركيا ويرسله إلى مصر، وترى الجماعة أن ما حدث سيقلب لها كافة الموازين التي تسير على خطاها، وجاء ذلك القرار ليربك الأوضاع داخل التنظيم، وجعل عزام التميمي، القيادي بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، يقول: إن إدراج يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على قوائم الإنتربول تمهيدًا للقبض عليه، دليل إدانة في حق هذه الجهاز، مضيفًا أنهم بصدد التواصل مع عدد من المسئولين الدوليين لرفع القرضاوي من على قوائم جهاز الإنتربول، مؤكدًا أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام؛ لأن الشيخ ليس مجرد عالم، ولكن لا بد أن يتم التعامل معه كرؤساء الدولة.

دولي الإخوان يوسط قطر|:

دولي الإخوان يوسط
عقب هذا القرار على الفور قال: إن التنظيم الدولي، بطلب من الحكومة القطرية التوسط لدى مصر، لرفع اسم يوسف القرضاوي، من قوائم المطلوب القبض عليهم بمعرفة البوليس الدولي الإنتربول، موضحة أن الدوحة وعدت الإخوان بالتدخل على اعتبار أن القرضاوي يحمل الجنسية القطرية.
من المعروف أن القرضاوي تم وضعه على قوائم الإرهاب في دولة الإمارات؛ حيث صنفته ضمن الشخصيات الإرهابية التي أصدرتها الأسبوع الماضي.
ويبدو من المشهد الحالي أن وضع القرضاوي على قوائم الإنتربول، سيؤدي إلى صراعات جديدة بين دول الخليج ودولة قطر؛ حيث إن القرضاوي يحمل الجنسية القطرية وإدراجه على قوائم المطلوبين للإنتربول يعد إهانة لقطر، كما أن علاقة القرضاوي بالحكومة القطرية على ما يرام، ودائما تدافع عنه أمام الرأي العام، وقد يسبب ذلك أزمة جديدة بين دول الخليج عقب المصالحة التي شهدتها مؤخرًا مع الدوحة، وقد تدخل قطرفي مواجهة مع المجتمع الدولي.

شارك